الباب الخامس والثمانون : بَابُ مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ وَ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ ، وَ مَنْ جَحَدَ الْأَئِمَّةَ أَوْ بَعْضَهُمْ ، وَ مَنْ أَثْبَتَ الْإِمَامَةَ لِمَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ
الحديث الأول:
روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي سَلَّامٍ ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ : قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ»؟ قَالَ : «مَنْ قَالَ : إِنِّي إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ» . قَالَ : قُلْتُ : وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً ؟ قَالَ : «وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً» .قُلْتُ : وَ إِنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات للَّه عليه ؟ قَالَ : «وَ إِنْ كَانَ» .
هديّة:
الآية في سورة الزمر.
تكرار السؤال مبالغة في التعجّب.
ولعلّ المراد في الجواب إلّا من نشفّع فيه، وقد ورد عن الصاحب عليه السلام في عمّه جعفر الملقّب بالكذّاب أنّ سبيله سبيل إخوة يوسف عليه السلام. وظاهر أنّ الخروج لرضا آل محمّد صلى اللَّه عليه وآله لا يستلزم دعوى الإمامة، فلا إشكال بزيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام وهو مرضيّ عند أئمّتنا عليهم السلام.
الحديث الثاني:
روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ وَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا ، فَهُوَ كَــافِـــــرٌ» .
هديّة:
ليست الإمامة إلّا من عند اللَّه كالنبوّة، خلافاً للصوفيّة القدريّة القائلين بأنّ النبوّة والإمامة كسبيّتان. ولا بُعد في تخصيص الموصول في مثل الحديث بغير العلويّين ، فلا إشكال بمثل جعفر الكذّاب المرتجى له الشفاعة.
الحديث الثالث:
روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ «وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ» ؟ قَالَ : «كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ». قُلْتُ : وَ إِنْ كَانَ فَاطِمِيّاً عَلَوِيّاً ؟ قَالَ : «وَ إِنْ كَانَ فَاطِمِيّاً عَلَوِيّاً» .
هديّة:
(زعم): ادّعى. وقد سبق نظير الخبر ببيانه.
الهدايا لشيعة أئمة الهدى - العلامة الميرزا محمد مجذوب التبريزي - 4/ 81-82