والان لنبدأ بالرد الحلي اولا-على حسب طاقتنا فنقول ان السيد بين في مقدمة كتابه نبذه عنما يكتب فقال
**لكن ينبغي الالتفات سلفا الى اني لم اكتب هذا الكتاب لكل المستويات
لكن ينبغي الالتفات سلفاً، إلى أنِّي لم أكتب هذا الكتاب لكل المستويات، ولا يستطيع الفرد المُتدني الاستفادة الحقيقيَّة منه, وإنَّما أخذتُ بنظر الاعتبار مستوىً معيناً من الثقافة والتفكير لدى القارئ.
وأهمُها أن يكون في الثقافة العامة على مستوى طلاب الكليات ونحوه. وأن يكون من الناحيَّة الدينيَّة قد حمل فكرة كافيَّة، وان كانت مختصرة عن العلوم الدينيَّة المتعارفة كالفقه, والأصول, والمنطق, وعلم الكلام, والنحو, والصرف, ونحوها، مما يُدرسُ في الحوزة العلميَّة الدينيَّة عندنا في النجف الأشراف.
فإن أتصف الفرد بمثل هذه الثقافة، كان المتوقع منه أن يفهم كتابي هذا، وألاّ فمن الصعب له ذلك. ولكن لا ينبغي أن يأْنَفَ من عرض ما لا يفهمه من الكتاب على من يستطيع فهمه وإيضاحه.
فإن لم يكن على أحد هذين المستويين, فلا يجوز له شرعاً أن يقرأ هذا الكتاب، لأنه يوجد احتمال راجح عندئذٍ أن يفهم السؤال ولا يفهم الجواب. فتعلق الشبهة في ذهنه ضد القرآن الكريم، مما قد يكون غافلاً عنه أساسا,ً فيكون هذا الكتاب أدى به إلى الضرر بدل أن يؤدي به إلى النفع، وبالتالي يكون قد ضحى بشيءٍ من دينه في سبيل قراءة الكتاب. وهذا ما لا يريده الفرد لنفسه, ولا أريده لأيِّ أحدٍ, بل لا يجوز حصوله لأيِّ أحد.
وأعتقد أنَّ هذا التحذير كافٍ في الردع عن الإطلاع على هذا الكتاب من قبل الأفراد العاديين في الثقافة، فإن حاول أحدٌ منهم ذلك وحصلت لهُ أيَّةُ مضاعفات فكريَّة غير معهودة في دينه أو دنياه فلا يلومَنَّ إلا نفسه، وقد برأت الذمة منه؛ لأنَّني ذكرت ذلك ألآن بوضوح وأقمت الدلالة عليه,فإنَّني وان حاولت الإيضاح والتبسيط في البيان، إلاّ أنَّهُ بقي الغموض النسبي موجوداً بلا إشكال؛ لوضوح أنَّ التبسيط الزائد المتوقع يقتضي التضحيَّة بالمعاني الدقيقة واللطيفة، وإنما تقومُ بذلك اللغة الاصطلاحية المتفق على دقتها و صحتها، وليست هي لغة الجرائد كما يعبرون.