"إيكونومست": السعودية أكثر استقرارًا مما يعتقد الكثيرون

[الشامخ السني]

أشادت بخطوة الملك سلمان السريعة لاختيار ولي العهد

"إيكونومست": السعودية أكثر استقرارًا مما يعتقد الكثيرون

قالت صحيفة "إيكونومست" إن السعودية أكثر استقرارًا مما يعتقد الكثيرون في هذه الأيام، مشيرةً إلى أن الانتقال السلس للسلطة هو أبلغ دليل على هذا المناخ المستقر في المملكة، فيما تسود المنطقة اضطرابات سياسية كبيرة.
واستشهدت الصحيفة البريطانية، السبت (31 يناير 2015) بالخطوة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتعيين ولي العهد وولي ولي العهد، وهي الخطوة التي وصفتها بأنها تشكل السؤال الأكثر إلحاحًا عند كل انتقال للسلطة في المملكة.
وامتدحت "إيكونومست" خطوة الملك سلمان بتعيين ولي العهد بسرعة غير متوقعة، مشيرةً إلى أن ترتيب الخلافة في المملكة دائمًا يأخذ وقتًا.
وذكرت أن الملك سلمان حدد من الآن دخول الجيل الثاني بتعيين الأمير مقرن الشقيق الأصغر في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز وليًّا للعهد، ثم تعيين الأمير محمد بن نايف ابن أخيه وليًّا لولي العهد؛ ما يمهد الطريق نحو استقرار انتقال السلطة خلال المرحلة المقبلة، وهو بهذه الخطوة قد أعطى الفرصة للجيل الثاني من أبناء الملك عبدالعزيز للدخول على خط الخلافة.
وقالت "إيكونومست" إن الانتقال السلس للسلطة في المملكة يدحض الاعتقاد الشائع في الخارج بأن السعودية ستنهار حتمًا بسبب التناقضات التي لا يمكن التغلب عليها في الدولة الشرق أوسطية. وأضافت الصحيفة المتخصصة بالشؤون الاقتصادية، أن أحد الأمثلة على التناقض الكبير في السعودية هي أن الدولة بها عدد هائل من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وكثير من شبابها يدرسون في الغرب عبر منح مقدمة من الحكومة، لكنها في الوقت نفسه لديها نظامها الإسلامي الخاص المتشدد الذي يمنع -على سبيل المثال- المرأة من قيادة السيارة أو السفر بدون إذن ولي.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تسود فيه الفوضى والتطرف المنطقة -التي سيكون وصولها إلى السعودية أمرًا مقلقًا؛ لأنها السوق المركزية للبترول، كما أنها مركز الإسلام بوجود المسجد الحرام والمسجد النبوي على أراضيها- فإن الأسرة الحاكمة نجحت في التوفيق بين التشدد الديني لشيوخ المملكة والحفاظ على استقرار الأوضاع.
وأوضحت الصحيفة أن من الأسباب التي تجعل المملكة دولة مستقرة، الإنفاق الحكومي الكبير أيضًا الذي تؤمنه الأسرة المالكة لإقامة مشاريع إسكانية وتوفير وظائف وقروض للسكان البالغ تعدادهم 30 مليون نسمة، بالإضافة إلى التعليم والرعاية الصحية. وقالت إن أكثر من 100 ألف شاب حصلوا على منح حكومية للدراسة في الخارج.
واعتبرت "إيكونومست" أن "مجلس البيعة" الذي شكَّله الملك الراحل عبدالله عام 2006، كان خطوة أسهمت هي أيضًا في انتقال سلس للسلطة، مشيرةً إلى أن التصويت داخل المجلس على اختيار الأمير محمد بن نايف -إن صح- إشارة على أن هناك شكلًا من أشكال الديمقراطية داخل الأسرة الحاكمة.