إذا ما جلسنا مجلس نستلذّه *** تواشـوا بنا حـتى أمـلّ مكـانيـا
فـلو أن واشٍ باليمامة دارهُ *** وداري بأعلى حضرموت أتى ليا.!
من تراثنا الثقافي العربي .!
يُحكى ان رجلا وهو في طريق سفره مر بامرأة جالسة على الطريق وشاب نائم كلّما سقط رأسه في حجرها اعادته مكانه ، فسلّم عليها وسألها عنه فقالت له : هل لك في الأجر والمثوبة ياعبدالله ؟ فرد عليها الرجل : لا أبغي سواهما
فقالت هذا ولدي كانت له ابنة عم تربيا معا وشُغفت به وشُغف بها وعلم بذلك أهل المدينة وكذلك علم أبوها فحجبها عنه وعندما خطبها ابني منه رفض ذلك لأنّا نرى عيبا أن تُزوّج المرأة برجل كان يُحبها . ثم خطبها غيره فزوجها ابوها منه .!!
وهو على ماترى لا يأكل ولا يشرب ولا يعقل فلو نزلت اليه لتحدثه وتعظه فلعله يسكن الى حديثك ويتقوت بشيء من الطعام .
فنزل الرجل وأخذ يحادثه ويتلطف إليه .
فنظر اليه الشاب وقال بصوت حزين
الا ما للمليحةِ لا تعودُ // أنُجلٌ بالمليحة أم صدودُ ؟
مرضت فعادني أهلي جميعا // فما لكِ لا نرى فيمن يعودُ !
فقدتك بينهم فبكيت شوقاً // وفقد الإلف ياسلمى شديدُ
وما استبطأتُ غيرك فاعلميه // وحولي من ذوي رَحمِي عديدُ
فلو كنتِ المريضة كنتُ أسعى // إليك ولم يُنهنهني الوعيدُ !
ثم سكن سكنة لم يتحرك بعدها فنظرت اليه أمه فصرخت وقالت والله قد فاضت نفسُه ! فغشيهما - الأم والرجل المسافر - الغم والهم وانطلق الرجل الى الحي القريب ينعيه لهم ويسألهم الحضور للمساعدة في مواراته وبينما هو يدور في الحيّ اذ هو بامرأة خرجت وهي تجر خمارها ناشرة شعرها فقالت له من تنعي ؟ فأعلمها بأمر الشاب فسألته ان كان سمع منه شيئا قبل مماته فأنشدها الشعر الذي قاله الشاب قبل أن يلفظ أنفاسه .
فاستعبرت باكية وقالت :
عَدَاني أن أزورك ياحبيبي // معاشر كلّهم واشٍ حسودُ
أشاعوا ماعلمت من الرزايا // وعابونا ومافيهم رشيدُ
فأما إذ ثويت اليوم لحدا // فدور الناس كلهم لُحُودُ
فلا طابت لي الدنيا حياةً // ولا سحّت على الأرض الرُّعودُ
ثم خرجت مع القوم وهي تولول حتى وصلوا الى الغلام فلما تفرقوا عن قبره جعلت تصرخ وتلطم ، ثم ركب الرجل راحلته وانصرف مواصلا سيره وهي على حالها . فلما عاد الرجلُ من سفره مرّ بالقرب من قبر الشاب فلفت نظره قبرا آخر بجواره فسأل عنه فقالوا له ذلك قبر الجارية بقيت تصرخ وتلطم وتولول حتى فاضت نفسها بعد موت عشيقها بأيام قليلة . !
موت عاشقين ظلما وحرمانا
والسبب التقاليد السوداء والعادات العمياء
عافانا الله منها وأذهب عنا ريحها
وسعي الوشاة الأخساء المعلولون بالحسد والموصومون بالكذب
لا حيّاهم الله ولا بيّاهم في كل زمان ومكان
كم أبواب مودة ومحبة أقفلوا ، وكم هم بين الأحبّة فرّقوا
ديدنهم الكذب والسعي بالبهتان ، وغاياتهم التفريق بين الخلاّن
يسعون لتحقيقها ولو كلفهم ذلك أغلى الأثمان.!
قد تكاثروا وأصبحوا اسباطا وعشائرا بل هم اليوم كالجراد وأكثر
وشرهم قد عمّ واستعر ، وداءهم تغلغل في المجتمع حتى وقر
بربكم ... الا من مفر ؟ الا من نظر ؟ لكسر الخطر قبل المستقر ..!
أشكر لكم حسن القراءة والمتابعة
الأميــر قيـــس