( 5 )
قال الله تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين } .
وقال الله تعالى : { ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما } .
لا شك بأن أولئك العابدون لأهواءهم التائهون في ضلالهم المكابرون في غواءهم ماهم الا شياطين أنس قولهم ضلال وفعلهم رجس ، على كل آسن يتكأكأون ولكل باطل يُزخرفون وبكل محرّم يلحنون ان لم يجدوا قبولا لأقوالهم ولا رضا بأفعالهم مارسوا المكر والالتفاف والخبث والاحتيال وبدلا من أن يطالبوا مايرنون اليه مباشرة أخذوا بمطالبة مايؤدي اليه حتما ..!! وما ذلك والله الا من طبائع أهل النفاق وصنائع أهل الشقاق وما كان أن تُسمع أصواتهم ولا أن يُرد على غثاءهم فهم أهون من ذلك لكنهم طغوا وتمادوا وفتنوا كثيرا من الناس فوجبت محاجتهم ومقارعتهم على كل مسلم غيور لكشفهم واذلالهم واحباط مخططاتهم وحتى لا يُقال أننا في زمن ذو المقام فيه اندثر والدنئ انتشر والأنصاص فيه قامت و القوالب نامت .! والله المستعان . ومن أجل توضيح ذلك آن لنا أن نتوقف مع قليل من كثير من مفاسد قيادة المرأة للسيارة وهي كافية بأذن الله لكل منصف عادل لمعرفة ما إذا كانت قيادة المرأة حق أم باطل والى أي مسلك تقودنا أإلى خيرات ام الى شرور ومنكرات :-
بعض مفاسد قيادة المرأة للسيارة
1- من مفاسد قيادة المرأة للسيارة هو كثرة خروجها من بيتها متى ماشاءت والى أي مكان شاءت في وضح النهار وتحت جنح الليل بإذن من زوجها او بدونه بإخطار ولي أمرها او بدونه لحاجة او لغير حاجة تمردا على وجوب القرار في بيتها واهمالا لمن هم تحت رعايتها لأنها قد خلعت عن نفسها جلباب قيود الحرية وضوابطها وتهذيبها الخاصة بهاوبطبيعتها وشوهت أنوثتها وأذهبت حياءها وأضحت امرأة خرّاجة ولاّجة مشابهة للرجل ومشاركة له في حريته ومتعدية على صلاحياته وماهو مشروع له وعينها على ماهو أبعد من ذلك بما يتماشى والفكر المزعوم باطلا بالتنويري ومايفرضه التقليد الدقيق للمنهج الحياتي الغربي ..!!
2- ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة هو زيادة معرفة الرجال بها لسهولة اتصالهم بها ، معرفة مصدرها قلة او كثرة التعاملات ، ومعرفة أخرى مصدرها النظرات والابتسامات والخضوع في الكلمات والتتبع والترصد في الطرقات ولا غرو اذا ما أدى ذلك الى مماحكات ومطاردات وتدنيس الشرف وهتك الأعراض واستباحة المحرمات فإذا ماوقعت الفأس في الرأس فعلى المتضرر أن يتذكر بأن من خرج من داره قل مقداره وان لكل ساقط لاقط وأن عض أصابع الندم لن يجدي نفعا وعليه الاكتفاء بصادق الدعوات على كل من ساهم عملا وقولا ولو بنصف كلمة في التسويق للمنكرات وفتح الذرائع للمهلكات وتجميل البواقع المفجعات .
3- ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة وكثرة خروجها من بيتها هو أن ينشأ عن ذلك تدريجيا تطبّع الزوج او ولي الأمر على ذلك وبالتالي فقدان القلب الغيور وانتشار الدياثة وفتح أبواب الشرور ، واما ان ينشأ عنه شكوك الزوج وريبته لسهولة اتصالها بغيره من الرجال ومخالطتها لهم يتبع ذلك خصام ونزاع بين زوج يرغب في حماية بيته وحفظ عاره وبين زوجة ترغب في أن تركب الموضه كقريناتها لتكون القيادة رافد فساد جديد في العلاقات بين الأزواج يسبب انهيار الأسر وتزايد نسبة الطلاق وارتفاع معدلات المطلقات في المجتمع اضافة الى كثرة العوانس بسبب عزوف الأخيار عن الزواج بنساء قد أعتدن على كثرة الخروج ومخالطة الرجال .
4- قيادة المرأة للسيارة يلزمها بنزاع حجابها وكشف وجهها من أجل رؤية طريقها وتفادي السيارات من حولها وسهولة التفاتهااو عند نقاط التفتيش لمطابقة وثائقها والكل يعلم بأن البلاد المجاورة التي يُسمح فيها للمرأةبالقيادة وبعد تجربة ودراسة وممارسة قد منعت قيادة المنقبة والمبرقعة لدواعي الأمن والسلامة فكيف بنا نتجاهل ذلك ..! وأكاد أجزم بأن أولئك التغريبيون ما لو سُمح بقيادة المرأة المنتقبة فانهم وعاجلا غير آجلا سيسنون أقلامهم القذرة ويشهرون ألسنتهم الزفرة ويفتحون لنا بابا جديدا يدندنون منه على منع النقاب وتجريمه ! فما أشبه خطوات الشيطان بخطواتهم وما أشبه الشيطان بهم ..!
5- كيف لزوج يسمح لزوجته بالقيادة أن يمنعها من الوقوف وتبادل وتجاذب أطراف الحديث مع الرجال في محطات الوقود ونقاط التفتيس وفي ورش صيانة السيارات وبيع قطعها ( الجديدة والمستعملة ) ومحلات زينتها وفي حالة تعطل مركبتها او في حالة التصادم ومايقتضيه من انتظار قد يمتد لوقت طويل ريثما يقف المرور على الحادثة - ولربما يُعرضها هذا لشجار او قول بذيء او حجزها وراء القضبان لساعات او ايام بلياليهن - وكيف له ان يمنعها بعد هذا من الخلوة ومن السفر دون محرم .؟! هل له أن يسمح لها بالقيادة ويمنعها من كل هذا ..؟! محال محال .. اذ أن السماح بقيادة المرأة يوجب غض الطرف عن كل هذا ولو كان على مضض وأن يصطبر على حرقة أوجدها في جوفه وغصة سد بها حلقومه لم يعد له حرية في ارجاعها ولا قدرة على بلعها وعلى أهلهاجنت براقش ..!
6- ان كان في السماح بالقيادة للمرأة تكريما للنساء فانما هو مقصور فقط لأولئك المنحطات في دينهن وأخلاقهن وتحقيقا لرغباتهن الغير سوية واسنادا لهن في الغواية ونشر الرذيلة والفساد رغم ان الواجب هو التضييق عليهن حماية للمجتمع وحصانة له لا التوسيع لهن وفتح أبواب أخرى للغواية والتمكين ..!
7 - من مفاسد قيادة المرأة للسيارة الظاهرة تفريط الزوجة في حقوقها ووظيفتها الأساسية المناطة بها تجاه زوجها وأولادها وبيتها وهنا تكون المصائب العظام في اختلاف الأدوار واختلال النظام فالأب لا يقوم بشؤون بيته لأن الزوجة قد زحزحته عن ذلك فتقمّصت دوره وتبوأت مكانة لا تُحسن العمل فيها ولا تتوافق وفطرتها وطبيعتها ، والأم لا تقوم بشؤون منـزلها ولا رعاية أبناءها لإنشغالها بما هو ليس من عملها ولا مسئولياتها وأوكلت مهمتها الأساسية هذه للخدم ، فأصبح الخدم ليس خدم وحسب بل ربّات لمنازلنا ومربّيات حاضنات لأجيالنا .! خادمات غالبهن من العجم الذين لا يحسنون تربية الأولاد ، وربما كانوا من غير المسلمين ! وتلك والله ثالثة الأثافي .! أوى بعد هذا الا يحق لنا أن نقول على مجتمعنا السلام ..!
8 - من مفاسد قيادة المرأة للسيارة زيادة الطين بلة في تضاعف ازدحام السيارات لكثرة النساء وكثرة الحوادث لتضاعف عدد السيارات ولقلة المهارة وسوء التصرف عند النساء وكذلك مضاعفة الأعباء المالية على كواهل الأسر لاقتناء أحدث السيارات وأثمنها بما يتناسب وحب المرأة لاقتناء الأجمل والأثمن ، وفي كل ذلك أضرار واضحة على المستويين الإجتماعي والفردي .
وكفى بهذا دليلا على بطلان هذه الدعوة وفساد هذا الفكر وخطورته.
فأين نحن من هذا كله وما واجبنا تجاه ديننا وأمتنا ..؟!
هل نلتزم الصمت ونترك المساحة لمن يعبث سوءا بها ..!!