معرفة القران ص40 و41
وفي مقابل هذه الجماعات التي تركت القرآن فعلا، ظهرت جماعة أخرى جعلت من القرآن وسيلة للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، أخذ هؤلاء يؤولون القرآن كيفما اقتضت منافعهم،
ونسبوا إلى القرآن أمورا لم تكن فيه إطلاقا. وكانوا يردون على كل اعتراض قائلين بأنهم وحدهم الذين يدركون المعاني الباطنية للقرآن وإن تأويلاتهم تلك متأتية من معرفتهم بآياته.
إن أبطال هذه الجماعات فئتان: الفئة الأولى هم الاسماعيلية، ويعرفون بالباطنية أيضا.
والثانية هم المتصوفة. واكثر الاسماعيلية في الهند وقليل منهم في ايران. وقد بلغ بهم الأمر أنهم أنشأوا حكومتهم ايضاً، وهي الدولة الفاطمية في مصر. ويعرف الإسماعيليون بانهم من الشيعة الذين يعترفون بستة من الأئمة. غير أن المقطوع به، وبإجماع واتفاق تام من علماء الشيعة الاثني عشرية، إن هؤلاء أبعد ما يكونون حتى عن غير الشيعة. أي إن أهل السنة الذين لا يرون في أئمة الشيعة ما يرى الشيعة فيهم، أقرب إلى التشيع من هؤلاء المحسوبين على الشيعة(1)
(1)في مؤتمر "التقريب بين المذاهب الإسلامية" الذي عقد قبل حوالي 35 سنة، والذي جمع اصحاب مختلف المذاهب الإسلامية لا الازالة كل سوء تفاهم، حضر ايضا عدد من الإسماعليين، غير أن الشيعة والسنة الحاضرين اتفقوا بالاجماع على عدم اعتبار هؤلاء من جملة الفرق الإسلامية، ومنعوهم من الاشتراك في المؤتمر.
الوثيقة :