بارك الله فيكم ..
الشيعة (المعتدلون) (الأصلاء) (الأتباع الصادقون لأهل البيت) هم أشبه بالشيعة الزيدية . وهم أتباع علي بن أبي طالب المخلصين ، والحسن والحسين ، ثم زيد بن علي زين العابدين ، ثم أولاد الحسن السبط بن علي (رضوان الله تعالى عنهم أجمعين) .
وهؤلاء يفضّلون علياً (رض) على باقي الصحابة ، ولكنهم لا يكفّرونهم . ولا يؤمنون بعصمة الأئمة ، ولا بوجود نص واضح جلي من الله ورسوله على ولاية وخلافة أئمة معينين بأسمائهم . ويحرّمون زواج المتعة .
وهم يغسلون أقدامهم في الوضوء ، ويقولون أن ذلك بإجماع آل محمد () (الأحكام للإمام يحيى بن الحسين (من علماء الزيدية) 1/ 78 ) .
وهم عموماً صادقون ، ولا يُجيزون إستخدام الكذب ( بإسم التقية) إلا نادراً . ولا يختلف فقههم كثيراً عن فقه أهل السنة والجماعة إلا في بعض الفروع القليلة , وهذا واضح لمن يقرأ كتبهم المعتمدة : الأحكام للإمام يحيى بن الحسين ، ونيل الأوطار للشوكاني ، وغيرها .
وقد أسس الشيعة الزيدية دولاً وممالك في السابق ، مثل دولة الأدارسة في المغرب ، على يد إدريس بن عبد الله (من أحفاد الحسن) من 169 إلى 375 هجرية . ودولتهم في طبرستان سنة 250 هجرية على يد الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي الكبير . ودولتهم في اليمن على يد الإمام يحيى الهادي الرسي (من أحفاد الحسن ) سنة 280 هجرية (المسائل الجارودية للمفيد / المقدمة ص 7 ) . وما يزال أحفادهم موجودين في المغرب واليمن .
أما الرافضة فهم يختلفون جذرياً عنهم. فهم يؤمنون بوجود وصية واضحة جلية من الله ورسوله على ولاية وخلافة أئمة معينين بأسمائهم . وبالتالي فإن جمهور الصحابة كفروا وإرتدوا بسب إنكارهم لهذه الوصية ! ولهذا إحتج مَن كفّر الخوارج وغلاة الروافض تكفيرهم أعلام الصحابة لتضمنه تكذيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في شهادته لهم بالجنة ( نيل الأوطار للشوكاني 7/ 351 ، فيض القدير للمناوي 4/ 167 ، فتح الباري لإبن حجر 12/ 267 ) . ويُطلق عليهم أيضاً إسم : الإمامية ، لأنهم يؤمنون بأنه لا بد من وجود إمام ، لا يُنتخب عن طريق الشورى ، وإنما بنص إلهي مقدس !
وهم يُحلّون زواج المتعة ، ويجمعون بين الصلاتين ، ويمسحون أقدامهم في الوضوء .
واليوم فإن الرافضة (الإمامية) ينقسمون إلى : إثناعشرية وإسماعيلية .
والرافضة يؤمنون بعصمة أئمتهم ، ويُغلون فيهم غلواً فاحشاً ، إلى درجة تفضيلهم على جميع الأنبياء (عدا محمد عليه الصلاة والسلام) ، وإعطائهم صفات ومعجزات عظيمة تكاد تكون قريبة من قدرات الإله ! ويمكن التأكد من ذلك بمجرد الإطلاع على أهم كتاب لديهم ، وهو الكافي للكليني ، وقراءة عناوين الفصول والأبواب فقط . عندها سنعرف الدرجة الفظيعة لغلوهم وإنحرافهم .
ثالثاُ :- لعل أهم فرق بين الشيعة والروافض عند أهل السنة هو مدى تعاطيهم للكذب(المباح أو الجائز! ) تحت مسمى التقية . فكما قلنا إن الشيعة الزيدية يكرهون الكذب ، ويتجنبون التقية . لذلك نرى أهل السنة يصدّقونهم ويثقون بهم . فهناك العديد من رواة الحديث الصحيح عند البخاري وغيره هم شيعة ( وليسوا روافض) . كذلك نرى أن أكثر أصحاب الثورات في التاريخ الإسلامي هم من الشيعة الزيدية ، لأنهم يرفضون مجاملة الحكام ومداهنتهم والتملّق لهم ، حتى لو كان من باب الضرورة (التقية) .
أما الروافض ، فإن سمعتهم المشهورة بين الناس أنهم كذابون ، ويستخدمون التقية بإفراط شديد . لذلك نراهم يتعاملون مع الناس بألف وجه ، ومعظم كلامهم يُخالف ما في قلوبهم . فلا أحد يثق بهم أو يصدّقهم أو يطمئن إليهم ، لا في قول أو في فعل .
سئل مالك بن أنس عن الرافضة ، فقال : لا تكلمهم ولا تروِ عنهم ، فإنهم يكذبون ... قال الشافعي : لم أر أشهد بالزور من الرافضة ... قال يزيد بن هارون : يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون ... قال شريك : إحمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة ، يضعون الحديث ويتخذونه ديناً( ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 27 – 28).
قال الزهري (عالم سني من القرن الثاني الهجري) : يا أهل العراق (معقل الرافضة آنذاك) ، يخرجُ الحديث من عندنا شبراً ، ويصيرُ عندكم ذراعاً (تاريخ الإسلام - الذهبي 8/ 237 - 5/ 344) .
والروافض هم هم الذين غضب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) عليهم ، وسماهم أشباه الرجال . وهم الذين خدعوا الحسين (رض) ثم خذلوه وقتلوه . وهم الذين خذلوا زيد بن علي ورفضوه ، فسمّاهم الرافضة . وهم الذين خذلوا محمد ذي النفس الزكية (من أولاد الحسن بن علي) ولم يقاتلوا معه .
وقد توعدهم عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي ، وقال لأحد الرافضة : إن قتلك قربةٌ إلى الله تعالى . وسئل يوماً : أفي أهل قبلتنا كفار ؟ قال : نعم ، الرافضة ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 27/ 373 – 377 ) . والروافض هم أشهر مَن غدر بالمسلمين على مر التاريخ ، وعلى رأسهم الوزير إبن العلقمي ، الذي فتح أبواب بغداد أمام هولاكو الوثني .
ومن العلامات المميّزة للرافضة أنهم يشككون في القرآن الكريم ، ويفترون على الصحابة أنهم حرّفوه وبدّلوا فيه ، إما بإزالة بعض الآيات الواردة في علي (رض) ، أو في تغيير ترتيب آياته ( وبالتالي تغيير معانيها ) . ويكاد يُجمع علماء الرافضة ورؤساؤهم القدامى على ذلك ، إلا قليل منهم . أما الروافض المعاصرون فإنهم يرفضون فكرة تحريف القرآن (لأنها تؤدي إلى تكفيرهم وخروجهم من الملة) ، ولكنهم لا يستبعدون حصول تحريف (طفيف) في القرآن !
فيقولون : التحريف محتمل ، لكنه لا يؤثر على ظاهر القرآن !! ( راجع/ فرائد الأصول للأنصاري 1/ 158، وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول - تقرير بحث الأصفهاني ، للسبزواري - ص 484، مصباح الأصول - تقرير بحث الخوئي ، للبهسودي 2/ 124)، المحكم في أصول الفقه - السيد محمد سعيد الحكيم - ج 3 - ص 180، زبدة الأصول لصادق الروحاني 3/ 106 – 107، نهاية الأصول للمنتظري - ص – 482، تفسير الميزان للطباطبائي 12/ 107، ميزان الحكمة لمحمد الريشهري 1/ 594 ،تدوين القرآن للكوراني العاملي - ص 41 - 45، تفسير الميزان للطباطبائي ص 108 ، بحوث في تاريخ القرآن وعلومه لمحمدي زرندي – ص 273 – 275 - 282 – 283) . ويقولون : حصل تحريف في ترتيب السور والآيات ! :-( راجع/ تفسير الميزان للطباطبائي 12/ 131، معنى القول بتحريف القرآن * - مركز المصطفى التابع للسيستاني - ص الندوات العقائدية - عدم تحريف القرآن للميلاني ج 1 ص 13 )
لاحظوا درجة الخبث والخداع ! فهم يقولون : إن كان هناك تحريف في القرآن ، فهو في شيء بسيط فيه لا يؤثر على ظاهره وإعجازه !! وأنتم تعلمون أن أي شك - ولو قليل - في القرآن كافٍ لزرع الشك في الإسلام كله ..
لذا ، أرجو من علمائنا وشيوخنا الأجلاء - في كل مناسبة يُذكر فيها الشيعة - أن يوضحوا رأيهم في الرافضة وعقيدة الروافض ، لأن ما نسميهم الشيعة اليوم هم في الحقيقة روااااااافض .. وليس مجرد شيعة .