بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عظيم المنِّة ناصر الدين بأهل السنة والصلاة والسلام على نبي الأمة وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه , وبعد :
فهذه سلسلة ردود على رسالة يتداولها الخوارج فيما بينهم لولا أن فيها بعض الافتراءات على أئمة أهل السنة لما باليت بالرد عليها لأن الخوارج أحقر من أن يلتفت إليهم فهم كصرير الباب وطنين الذباب , والله المستعان وعليه التكلان ..
وأما عنوان السلسلة فهي بسبب كثرة مناقشتي لهذه الفئة الضالة فوجدت أنهم أشبه بالأنعام فهم ألغوا عقولهم واتبعوا أئمة الضلالة , وإن اتعبوا أنفسهم واجتهدوا ففكروا اساؤوا الفهم وخرجوا بالجهل المركب فهم كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم عنهم [ يقرأون القرءان لا يجاوز تراقيهم .. ] أي لا يفهمونه وإن كانوا يرددونه , فإن كان هذا في كتاب الله الذي قال الله فيه [ ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر ] فما بالكم بغيره من الكلام !! وستجد في هذه السلسلة اثبات ذلك , والله الموفق .
يقول الإباضي صاحب الرسالة :" 2- لماذا لا يرفع الإباضية أيديهم عند تكبيرة الإحرام في الصلاة ؟
لأنهم يستندون إلى ما جاء في عدة أحاديث من النهي عن الرفع رواها أئمة الحديث منهم الإمام الربيع كما رواها الأئمة الذين يعتمد عليهم أهل السنة في الحديث مثل مسلم والنسائي وأبي داود."
والجواب : روى مسلم رحمه الله في صحيحه في كتاب الصلاة عند ( باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والركوع، وفي الرفع من الركوع، وأنه لا يفعله إذا رفع من السجود ) و أورد فيه ستة طرق في هذا الباب وأكتفي بما يلي لبيان كذب الإباضي على الإمام مسلم :
1- قال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وسعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن نمير، كلهم عن سفيان بن عيينة، - واللفظ ليحيى - قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وقبل أن يركع، وإذا رفع من الركوع، ولا يرفعهما بين السجدتين»
2- قال مسلم : حدثني أبو كامل الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع» فقال: «سمع الله لمن حمده» فعل مثل ذلك .
قلت : وهذه أحاديث واضحة أن مسلمًا رحمه الله لا يقول بما يفتريه عليه الإباضية ولم يروي أحاديث النهي عن الرفع عند تكبيرة الإحرام ! فما أوقح كذب الخوارج يكذبون بكل صفاقة وجه ويستدلون بحديث لا يدل لا من قريب ولا من بعيد عن النهي في التكبير في الصلاة وسيأتي الرد .
وأما النسائي ففي سننه قال :
1- أخبرنا سويد بن نصر قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني سالم، عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ، ثم يكبر قال: وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع ويفعل ذلك حين يرفع رأسه من الركوع ويقول: «سمع الله لمن حمده». ولا يفعل ذلك في السجود
2- أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك وقال: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد». وكان لا يفعل ذلك في السجود .
وأما أبو داود ففي سننه قال :
1- حدثنا الحسنُ بن علي، حدَثنا سليمانُ بن داودَ الهاشميُّ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عُقبة، عن عبد الله بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عُبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا قامَ إلى الصلاة المكتوبة، كبّرَ ورفعَ يَدَيهِ حَذْوَ مَنكِبَيهِ، ويصنعُ مِثلَ ذلك إذا قضى قراءتَه وأراد أن يركعَ، ويصنعُه إذا رفعَ من الركوع، ولا يرفعُ يَدَيهِ في شيءٍ من صلاتِه وهو قاعدٌ، وإذا قام من السَّجدتين رفعَ يَدَيهِ كذلك وكبّر .
2- حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا سفيانُ، عن الزهري، عن سالم عن أبيه قال: رأيتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم -إذا استَفتَحَ الصلاةَ رفعَ يَدَيهِ حتَى تُحاذِيَ مَنكِبَيهِ، وإذا أرادَ أن يركعَ، وبعدما يرفَعُ رأسَه من الرُكوع- وقال سفيانُ مرةَ: وإذا رفعَ رأسَه، وكثرُ ما كان يقول: وبعدما يرفعُ رأسَه من الرُكوع- ولا يرفعُ بينَ السَّجدَتَين .
وما سبق يكفي لبيان كذب هذا الخارجي .. ويتبع في بيان جهل الإباضية في فقه الأحاديث ..