بعيد المسافات شهد الشام سنى موالى حـوريه البدر
جزاكم الله خير ا على تواصلكم
وقال الحسن : "ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض " [ تفسير القرطبي ج18 ص188] .
وقال الشاعر :
أحب من الأخوان كل مواتي **** وكل غضيض الطرف عن هفوات
ومن هذه المواقف الجلية في أدب التغافل ، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد. [ تاريخ مدينة دمشق ج:40 ص:401 ] .
أدب التغافل ، وهو بالفعل من الآداب
الكريمة التي تزين حياة الانسان إذا ما تمّ سلوكها بقدرٍ ووفق أحوال معينة ؛
أي أن يكون التحلِّي بها في الوقت والحال المناسبين دون إفراط ، وإلآ اعقبتها حسرة !
فأدب التغافل ، يقتضي توافر ثلاث معطيات : مانِحَه (المتغافل، وليس بغافل)
وممنوحه : وهو المخطئ بفعل مــا ، و الواقعة (محل التغافل) . وفي رأيِّ ، أنّ المُعطي الثالث في تنوّع طبيعته وحالاته المتخالفة ، يُعتبر الاساس الذي ينبني عليه تعريف هذا السلوك ، وتحديد ما إذا كان " أدب تغافل " محمود ، أو كان مجرّد مدارة منهوجة لدى الكثيرين في وسط اجتماعي معيّن ، او هوَ مداجاة -نِفاق اجتماعي - أو ربما يكون : غفلة / هوان /دم بارد / عدم عِبـَّيْر وماهمـّانا! إلخ ......
قال عثمان بن زائدة، قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل، فقال: "العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل ".
ومن الغباء والحماقة أن ننتظر من الناس أن يفعلوا ما نريد أو أن يقولوا ما نريد.
بل يجب أن نتعامل مع الناس معاملة واقعية مرنه تأخذ في حسبانها طبيعة الناس التي جبلت وتعودت على الخطأ.
ولكن مهما ابتعدت أو اقتربت ,اجعل من نفسك أعمى واصم , وتغافل عن الخطأ ولا تفكر في الوقوف عند الخطأ وتعاتب , فإن كثرة العتاب تنفر وتفرق .
ولا تنسى أن تلتمس العذر وتحسن الظن وتقبل الاعتذار.
عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال:"...و لا أحد أحب إليه العذر من الله, و من أجل ذلك بعث المبشرين و المنذرين .. رواه البخاري(7416)..و مسلم(2760).
فمن استطاع أن يتحلى بهذا الخلق الرفيع أراح غيرة وأراح نفسه من هموم كثيرة تأتى نتيجة كثرة اللوم والعتاب .
ومن استطاع ان يتحلى بهذا الخلق حافظ على أصحابه ورفاقه لأن النفس البشرية لا تحب اللوم والعتاب حتى مع معرفتها للخطأ.
اللهم ارزقنا الخلق الحسن.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.