يتشدق إباضية اليوم وعلى رأسهم كبيرهم الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بقضية الوحدة الإسلامية والدعوة إلى لم الشمل والعودة إلى منهج الكتاب والسنة .. !
وهي دعوة عظيمة ومحمودة تشرف بحمل لوائها قروناً عدة وإلى اليوم نخبة صالحة من أهل العلم والتقوى من علماء أهل السنة والجماعة ..
أما الإباضية وإخوانهم الشيعة فهم أبعد الناس عن أمر كهذا .. وكيف يسعون إلى جمع الكلمة ووحدة الصف وهم أول من ابتدع في دين الله وشق عصى الطاعة واتبع غير سبيل المؤمنين .. !
أما الدعاوى الفارغة التي يطلقها الخليلي في بحوثه ومؤلفاته وندواته ودروسه ومؤتمراته حول موضوع الوحدة الإسلامية وتباكيه على حال الأمة فلا يعدو كونه زوبعة في فنجان .. !
وهي دعاوى متهاوكة ومكشوفة وفيها ما فيها من دسائس المكر والدهاء ومزج السم بالعسل .. !
وكما يقول المولى عز وجل (( وما يخدعون إلا أنفسهم )) .. !
والقصد منها واضح وبين ... ويتمثل في التالي ..
1- تصدير الأفكار والمعتقدات الإباضية الباطلة في أرجاء العالم الإسلامي .. وتزيينها بحلة قشيبة من سحر البيان وبراعة المنطق وبلاغة اللسان كما هي عادة أهل البدع والكلام لتمريرها بكل بساطة ويسر على عقول السذج من عوام المسلمين من أهل السنة .. !
2- محاولة إغواء وخداع بعض فقهاء وعلماء الأمة وخصوصاً في القضايا المتعلقة بالشفاعة والرؤية كما بين ذلك الخليلي نفسه في كتابه المدموغ المسمى زوراً بالحق الدامغ! حينما استطاع إغواء أحد فقهاء السنة في مسألة الشفاعة لدرجة أن جعله يعتقد خلاص الأمة من المعاصي والذنوب في التمسك بمعتقد الإباضية في حكمهم الجائر على مذنبي أهل التوحيد بالخلود في نار جنهم .. !
وقصة السيد عبد الحافظ عبد ربه في كتابه ( الإباضية مذهب وسلوك ) ليست عنا ببعيد .. !
وآخر محاولات الخليلي البائسة لتمرير معتقدات أسلافه الخوارج والمعتزلة والجهمية تمثلت في المؤتمر الفقهي الأخير الذي عقد في الجزائر منذ مدة وجيزة .. حيث قدم هناك بحثاً مطولاً حول موضوع الوحدة الإسلامية من وجهة نظر إباضية متمثلة في سيرة سلفهم الشيخ سالم بن ذكوان الهلالي .. !
ومما يجب ذكره هنا أن بن ذكوان الهلالي هذا قد أعلن براءته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما كما حكى عنه ذلك الشيخ عبد الله السالمي في كتابه جوابات السالمي .. !
فليت شعري أي وحدة إسلامية تمثلت في سيرة رجل أعلن براءته من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... !!! ... أمثل هذا ترجى منه دعوة للوحدة والاتحاد .. ؟!
وإني لأسأل نفسي .... ماذا لو قام أحد المشاركين في ذلك المؤتمر بفضح الخليلي أمام الأشهاد وأبان للجمع هناك موقف أسلاف الخليلي ومنهم بن ذكوان الهلالي في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟!
بالتأكيد ستكون فضيحة كبرى لن يفلح معها دفاع الخليلي عن أسلالفه ومحاولة تبريره لموقفهم الشنيع كما فعل ذلك مع بني قومه في فتواه الأخيرة المهلهلة حول موقفهم المخزي من عثمان وعلي .. !
3- إظهار اللوعة والأسى والحزن لما آل إليه حال المسلمين اليوم ليقال أن الإباضية يحملون هماً عربياً وإسلامياً فيتأثر الناس بدعوتهم وبإيمانهم وإخلاصهم وحبهم الخير والنصر للإسلام وأهله .. !
4- إشهار المذهب الإباضي وتعريف المسلمين به بعد قرون عدة من العزلة والخفاء .. وعده مذهباً فقهياً خامساً يضاف إلى جملة المذاهب السنية الأربعة الشهيرة .. ليتسنى لهم بعد ذلك تمرير عقائدهم الباطلة وأفكارهم المنحرفة لهدم أركان الدين وزعزعة العقيدة في قلوب أبناء المسلمين !
وقبل أن نشرع في الرد على تهوكات الخليلي لنقرأ جميعاً هذا الكلام الغريب العجيب الذي اتخذه أحد جهال سبلة العرب كنوع من التوقيع المصاحب لغثائه .. يقول الجاهل ناقل الجهل ..
(( .. كلمات يسطرها التاريخ بماء الذهب ..
وكثيراً ما لمسنا من هؤلاء الحشوية الخوف الشديد من اجتماع هذه الأمة وتآلفها، لأن شأنهم شأن الخفافيش التي لا تعيش إلا في الظلام، فهي تخشى كل الخشية من سطوع النهار، ذلك لأنهم يجدون فرصة في الظلام الدامس - ظلام تفرق هذه الأمة وتناحرها- لما يسعون إليه من بث مؤامراتهم في صفوفها، أما إن اتحدت هذه الأمة وسطع الضياء في حياتها سطوعاً واضحاً بيناً، فإن مؤامراتهم سوف تنكشف، وحقيقة أمرهم سوف تتجلى، ومن أجل ذلك يخشون كل الخشية من وحدة هذه الأمة .... بدر الدين .. )) !!!
ونقول أولاً لهذا الجاهل الناقل للجهل والإفك ..
** إن هذه الكلمات التالفة لا يسطرها التاريخ بماء الذهب .. بل يسطرها بماء القيح والصديد !
** وأما الحشوية فهم أسلافك أنت وكبيرك الخليلي .. لأنكم ارتضيتم لأنفسكم نبذ كلام سيد المرسلين واستبداله بحشو الكلام المستقى من أسفار أعوانكم وأشياعكم الفلاسفة وأهل الكلام كأرسطو وطاليس وإخوان الصفا !
** وأما الخفافيش فهم أسلافكم الخوارج الذين قبعوا في الكهوف والمغارات والسراديب طوال تاريخهم الأسود الملطخ بدماء المسلمين .. !
وقد بينا لكم هذا الأمر أكثر من مرة ولكنكم تصرون على الكذب والإفك العظيم .. !
فيا ترى هل نسيتم ((((( مرحلة السر والكتمان ))))) !!!
** وأما الذي يخشى من سطوع النهار فهم قومكم وأشياخكم الذين أصدروا أوامرهم السامية لسدنة السبلة بحذف جميع مقالات المدعو سن القلم وشطب اشتراكه بعدما صدع بالحق المبين وذلك خوفاً من إنكشاف الحقيقة الغائبة وانهيار أركان البيت الإباضي الخارجي القائم على الفلسفة والعقل والمنطق ورد السنن واستبدالها بالرأي العفن !!!
** وأما الذين يخشون من وحدة الأمة فهم أنتم يا إباضية .. والخليلي يعلم ذلك جيداً .. لأن وحدة الأمة وتوحدها تحت قيادة خليفة المسلمين تعني محاربة كل من يخرج عن طاعة الإمام أو يفارق إجماع المسلمين فيما اتفقوا عليه من ضروريات الدين ... وبما أن الإباضية مازالوا إلى اليوم متمسكين بمعتقدات الخوارج وآراءهم السياسية والفقهية فهم بلا أدنى شك معرضون للملاحقة والمساءلة والتأديب من قبل الخليفة ووولاته وأمرائه .. !
والتاريخ الإسلامي يشهد على ذلك من مواقف كثيرة أهمها فتنة خلق القرآن .. !
أما نحن وبحمد الله ومنه وكرمه وفضله فلا نخشى من وحدة الأمة واجتماعها على كتاب الله وسنة رسوله .. بل نحن من يسعى لذلك الأمر .. وماجهادنا اليوم في فلسطين وأفغانستنا وكشمير والشيشان إلا أكبر شاهد على ذلك .. !
** وأما أصحاب المؤامرات فهم أسلافكم الخوارج كالراسبي والرستمي وغيرهم ممن كان يختبىء في الكهوف المظلمة ليتآمر على الإسلام والمسلمين .. ويتحين الفرص في الظلام الدامس ليبث مؤامراته ودسائسه في صفوف المسلمين ! وتاريخكم يا إباضية شاهد عليكم فإلى أين المفر ؟!
أما تهوكات الإباضية وعلى رأسهم الخليلي حول موضوع الوحدة الإسلامية فيرد عليها بالتالي ..
1- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم من حكم على عصاة المسلمين بالخلود في نار جهنم ..؟!
2- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم من حكم على إمام المسلمين الجائر بالكفر ومقارنته بالمشرك بالله وعابد الوثن .. وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترت بالسمع والطاعة له مع النصح والدعاء له بالسداد والصلاح .. ؟!
3- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم إلى اليوم يتبنون موقف أسلافهم الخوارج ويدافعون عن خروجهم على خلفاء المسلمين بل ويدعون إلى ذلك .. وهم يعلمون أن مثل هذه الأمور والمواقف لم تجر على الإسلام والمسلمين إلا التفرق والفتن والدمار .. ؟!
4- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم إلى اليوم يدعون وبشدة إلى التمسك بأصول مذهبهم ونبذ كل ما يخالف تلك الأصول من السنن والأحاديث الشريفة حتى وإن ثبتت لديهم صحتها سنداً ومتناً نظراً لكونها جاءت من طريق أهل السنة .. ؟!
5- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم يخالفون سواد الأمة في الكثير من المعتقدات الدينية والمسائل الفقهية التي اتفقت عليها الأمة منذ فجر الإسلام إلى اليوم ؟!
6- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم من حكم على كل من خالفهم أو طعن في مذهبهم بالكفر واللعن والقتل والخلود في نار جنهم .. ؟!
7- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم إلى اليوم يطعنون في كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلنون البراءة منهم ويتهمونهم بالكفر والفسق والعصيان .. ؟!
8- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... والعديد من سفهائهم اليوم يتعرضون لكبار أهل العلم من أهل السنة بالشتم والسب والسخرية سواء المتقدمين منهم أو المتأخرين .. ؟!
9- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وهم يشبهون أهل السنة باليهود والنصارى بسبب وضع أيمانهم على شمائلهم في الصلاة .. ؟!
10- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية ... وذاك شيخهم سالم بن حمود السيابي يعلنها بكل فخر واعتزاز في كتابه ( أصدق المناهج ) من كون الأباضيون مستقلون بأمرهم من أول الإسلام إلى آخر أيامهم .. ؟!
11- كيف ينادي الإباضية بالوحدة الإسلامية .. وهم في كل عام يتعمدون مخالفة أهل السنة في صيام شهر رمضان بعدما اتفقت كلمة الفقهاء اليوم على ضرورة وحدة المطالع بالنسبة لبداية الشهر الكريم .. ؟!
12- كيف ينادي الخليلي بالوحدة الإسلامية .. وهو من ألف كتاباً مستقلاً تناول من خلاله ثلاث مسائل خطيرة في الدين خالف بها إجماع أهل السنة ومنها قضية خلق القرآن التي نبشها من تحت التراب وأعادها إلى طاولة الجدال والمراء مرة أخرى مع علمه الأكيد بمدى شناعة هذه المقولة وموقف الأمة الحازم منها قديماً وحديثاً .. ؟!
كيف وكيف وكيف .... الخ .. !
وخير وصف لهذه الدعاوى الكاذبة والعارية من الصحة والإخلاص والتي يطلقها الشيخ أحمد الخليلي ومن معه من مشيخة الإباضية .... كما يقال ..
(( ... بئر معطلة ! .... وقصر مشيد ! ... )) !!!
منقول ،،