اختطاف مسلحين رئيس الحكومة الليبية في طرابلس
المسلحون اقتحموا الفندق الذي كان يقيم به زيدان وقاموا بالاعتداء عليه
الصورة الأولى لعملية اختطاف رئيس الحكومة الليبية علي زيدان
أعلنت الحكومة الليبية أن رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، خطف فجر الخميس على يد مجموعة مسلحة واقتيد نحو جهة مجهولة.
وقالت الحكومة في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني: "اقتيد رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان إلى جهة غير معلومة لأسباب غير معروفة" على يد مجموعة يعتقد أنها من الثوار السابقين.
وكانت أنباء قد وردت لقناة العربية عن اختطاف مسلحين رئيس الحكومة الليبية في مدينة طرابلس الليبية، بعد اقتحامهم الفندق الذي كان يقيم به، والاعتداء عليه ومن ثم اختطافه هو وبعض المرافقين له. وقد أكد وزير العدل الليبي لقناة "العربية" خبر اختطاف علي زيدان من قبل مسلحين.
يأتي ذلك بعد أيام من عملية اعتقال قوة أميركية لنزيه الرقيعي المعروف باسم "أبو أنس الليبي"، القيادي المفترض في تنظيم القاعدة، والذي أكدت الولايات المتحدة أنها اعتقلته في طرابلس منذ عدة أيام ونقلته خارج ليبيا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن حراس أمن في فندق "كورنثيا" قولهم إن رجالاً مسلحين خطفوا رئيس الوزراء الليبي من الفندق الذي يقيم فيه في طرابلس. ولم تتضح ملابسات الحادث لكن أحد الحراس وصف الواقعة بأنها "اعتقال" لكن آخر قال إن الخاطفين من المتشددين.
إثارة غضب المتشددين
يذكر أن زيدان كان قد عاد للتو من جولة خارجية شملت المغرب وتونس.
وكان زيدان قد أكد، الثلاثاء من الرباط بالمغرب، أن طرابلس على تواصل مع الإدارة الأميركية في قضية المواطن الليبي أبو أنس، ملتزماً بمعالجة القضية، وموضحاً أن العلاقات مع واشنطن يجب ألا تتأثر بالحادث، كما أعلن أن أميركا ساعدت الليبيين خلال ثورة فبراير 2011.
وفي ندوة صحافية عقدها رئيس الحكومة الليبية، مع رئيس الحكومة المغربية، عبدالإله بن كيران، أعلن زيدان أن حكومته على تواصل مع الأميركيين في قضية أبو أنس، مشدداً على مبدأ محاكمة المواطنين الليبيين داخل ليبيا، مشيراً إلى وجود فريق حكومي يرأسه وزير العدل متفرغ لتتبع القضية عن قرب.
وبدت تصريحات زيدان محاولة منه للحفاظ على حليف أجنبي مهم دون إثارة غضب المتشددين الذين يسيطرون على مناطق في ليبيا.
كما نقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن زيدان، الأربعاء، قوله خلال لقاء جمعه بعائلة الرقيعي إن "الحكومة قد شرعت في اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الكفيلة بمعالجة هذا الموضوع باعتباره استحقاقاً قانونياً وحقوقياً وأخلاقياً، وأن حكومته ما أتت إلا لخدمة المواطن وحمايته والدفاع عنه وترسيخ حقوقه".
رد الفعل على اختطاف أبو أنس الليبي
وتعليقاً على الأنباء، أكد حسن أبو هنية، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، في مداخلة مع قناة العربية من عمان، أن حادث اليوم هو رد الجماعات المسلحة على عملية اعتقال أبو أنس الليبي، مما يشير إلى النفوذ الكبير الذي وصلت له الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة داخل ليبيا.
وأشار أبو هنية إلى أن الكثيرين قد حملوا زيدان مسؤولية اعتقال أبو أنس الليبي، مشيراً إلى أنه يمكن في المستقبل أن يتم تنفيذ عمليات أكثر تعقيداً داخل ليبيا.
من جانبه، أكد السياسي الليبي، موسى الكوني، في مداخلة مع قناة العربية، أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المسلحين اختطفوا زيدان وأربعة من حراسه، ثم أطلقوا سراح اثنين واقتادوا زيدان ومرافقيه لخارج الفندق.
ووصف الكوني الحادث بأنه "صادم"، وأنه سيدخل الدولة في نفق خطير جداً، مؤكداً أنه لا شك أن عملية اختطاف أبو أنس الليبي عن طريق قوات أميركية هي الدافع الرئيسي وراء عملية اختطاف زيدان، مضيفاً أنه لم يتوقع أبداً أن يتم استهداف رأس الدولة بهذه الطريقة.
وأضاف الكوني أن عملية اختطاف زيدان ربما يكون الهدف منها هو الضغط لإطلاق سراح أبو أنس الليبي.
وبعد مرور عامين على الثورة التي اطاحت بمعمر القذافي تكافح الحكومة المركزية في ليبيا للسيطرة على الميليشيات القبلية المتنافسة والمتشددين الإسلاميين الذين يسيطرون على أجزاء من البلاد.