بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد :
لاادري من أين ابدأ ولااجيد المقدمات .. ولكنها مجرد خواطر وافكار تجول في خاطري منذ زمن ليس ببعيد وخاصة بعد احداث 11/9 الشهيرة عام 2001 .. والمتهم الاول هم (الإرهابيون ) جميعنا يعلم أن هذا المصطلح ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين الاسلامي .. بل لايكاد يُذكر الارهاب الا وتبعده او يسبقه اسم (جماعات اسلاميه متطرفه ) وتصدر هذه المصطلحات من السن عربيه وقد تكون مسلمه كما في القنوات الاخباريه , وكأنّ التطرّف حكراً على المسلمين فقط .. بل السؤال الأهم هل يعاقب من يكون متطرّفاً كردّة فعل نتيجة لعمل متطرّف سابقاً له .. بل هل يعد هذا تطرّفاً ؟
حينما تغتصب ارضي وينتهك عرضي وتسلب اموالي ... هل ردة فعلي اللاحقه ستكون تطرّفاً ؟ ماذا عن الفعل السابق !!اليس تطرفاً ايضاً في حقي ؟ اليس ارهاباً مُورِس عليّ !!
لم افتح الموضوع لهذا المحور .. وإنما هي مقدمّه لموضوعي الأساسي وهو : السلاح الغائب ... بل هو السلاح الفتاك الذي لم نحسن استغلاله بل لم ننشئ له مصنعاً لنبدأ الانتاج . فكما هو معلوم نحن في عصر النت والتكنولوجيا .
فبإمكان الاعلام أن يصوّر المجرم ضحيّة .. والبريء قاتل سفاح يهابه الجميع . بل من الغرائب التي تدل على قوة التأثير الاعلامي على البشر أنهم يتابعون الأفلام والمسلسلات بحماس وشوق مع علمهم المسبق أنها مجرد تمثيل !!
فكيف بمن يستغل الاعلام بـأساليب احترافيه تصور الواقع بخلاف الحقيقه التي هي خلف الكواليس تدار من قبل مجهولين لهم اهداف ساميه قد تكون متعلقه بالدين او المال او السلطه ... الخ
نعم هي السلطه الرابعة كما أسموها .. فهي القوة التي تؤثر في الشعب وتعادل، أو تفوق، قوة الحكومة.
وهذا هو أهم الاسباب التي ادت الى اهمالها ... لأنّها قوه مؤثره في الشعوب وقد تكون الحكومات الطرف الآخر ضد هذه القوه .. وهذا ماجعل الاعلام الغربي يتفوق على الاعلام العربي بمراحل ..
فقوة الإعلام الغربي تكمن أساسا في مساحة الحرية الممنوحة. وبقدر ما تتسع المساحة بتقلص تأثيره. وبقدر ما تتقلص مساحة الحرية يزداد تأثيره. فأساس تأثير الإعلام الحرية وحين تنعدم يتسع تأثيره.
في الاتحاد السوفياتي السابق كانت هناك الكثير من الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزة ولكن تأثيرها كان محدودا بسبب ضيق مساحة الحرية وإحساس القارئ بوجود رقابة عليه من خلال مراقبة الأخبار المقروءة أو المسموعة.
تقلص مساحة الحرية في الاتحاد السوفياتي السابق أسهم في تقليل اهتمام المواطن بوسائله الإعلامية وذهابه إلى وسائل الإعلام الغربية لمعرفة الأخبار والتطورات وماذا يحصل في العالم وبلاده. ومع امتداد الوقت ازداد تعلق المواطن السوفياتي بالإعلام الغربي معتبرا إياه المصدر الوحيد للمعلومات الصحيحة بسبب قناعته أن مساحة الحرية واسعة هناك بينما هي متقلصة في بلاده. وبسبب اتساع فجوة عدم الثقة بين الإعلام والمواطن يزداد الإعلام الغربي في اختراق عقول شعوب الاتحاد السوفياتي مستفيدا من تلك الميزة: الحرية. الحرية إذا من أدوات الإعلام. وبقدر ما تتسع مساحتها يزداد حجم تأثير الإعلام على الناس. فقوة الإعلام ليس في عدد الصحف الصادرة يوميا وأسبوعيا وإنما في مساحة الحرية والسقف المسموح به لقول الحقيقة أو بعضها. والتأثير الإعلامي على عقول الناس ليس سببه الإعلام برأسه بل أدواته وهي الحرية وبعدها تأتي الصنعة (صناعة الخبر) وترتيبه وتقديمه بمهنية إلى القارئ. وبقدر ما يتمتع الإعلام بتلك المهنية تزداد قدرته على كسب الثقة وبالتالي تزداد نسبة تأثيراته على الناس. هذه هي قواعد قوة الإعلام ونفوذه. وهي ليست موحدة في العالم ولكنها يجب أن تكون موجودة إذا أرادت الجهات أن تلعب دورها في التأثير السياسي. ولأن لكل قاعدة استثناء، أو معايير نسبية، اختلفت قوة الإعلام بين دولة وأخرى بحسب مساحة الحرية وعمق التجربة في تناول الأخبار ونقل الحوادث وقراءة أسبابها ومسبباتها. هذه المقدمة النظرية كان لابد منها للإشارة إلى مدى تأثير «الإعلام الغربي على الدول العربية». فالقاعدة نفسها لا تتغير وهي تتصل في المسألتين: مساحة الحرية والسقف المسموح به لقول الحقيقة أو بعضها، وثم مستوى الاحتراف في نقل المعلومات وصوغ الأخبار بحيادية وموضوعية إلى القارئ. وهنا يمكن ملاحظة اختلاف تأثير الإعلام الغربي بين دولة عربية وأخرى. فحين تتسع مساحة الحرية ويرتفع سقف الكلام يتقلص دور الإعلام الغربي وتتراجع تأثيراته على الناس. وحين تلجأ الدولة إلى كمِّ الأفواه والحد من الكلام وحجز المعلومات يلجأ المواطن إلى وسائل أخرى للمعرفة أو لمتابعة ما تتداوله وسائل الإعلام الخارجية. التأثير لا شك موجود بقوة على الدول العربية، ولكنه أخذ يتراجع منذ تسعينات القرن الماضي بحدود نسبية. فقبل التسعينات كان الإعلام الغربي يتمتع بصدقية قوية في الرأي العام العربي. وكان الكثير من الناس يميلون إلى أخذ المعلومات والأخبار من المحطات الغربية وصحافتها نظرا إلى ضيق مساحة الحرية والرقابة المفروضة على المعلومات والأخبار.
لاأريد التشعب في مسألة الاعلام الغربي ومدى تأثيره على الشعوب العربيه ... بل الأهم لدي هو كيفية استغلاله من قبل الغرب عموماً لتحقيق اهدافهم المنشوده ... فالغرب ينقسم الى قسمين :
اما غرب جذوره مسيحيه صليبيه .. أو غرب علماني .. والأهم لدينا هو اشتراكهم في ارضيّه واحده وهي :
كلاهما اتفقا على حرب الاسلام .
شتان بينهم وبين اعلامنا والعاملين فيه ... تجد البعض منهم ما أن يذهب الى دولة مّا , لأكمال دراسته في تخصصه الاعلامي هناك الاّ ويعود مشبّعاً بسموم الاعلام الغربي ... بل منهم من لم يبتعث ولكن بسبب لوثه فكريه قد تأثّر بها يسلّط سلاحه (قلمه) على علماء الاسلام وطلبة العلم .. وقد يتكاتف مع بعض الصحف الغربيه للنيل او السخريه من العلماء او بعض الدعاء !! لماذا لا يتعلمون من اللاديني الذي ينكر المسيحيه ولكن حينما يكون الاسلام طرفاً لموضوع من مواضيعه الاعلاميه يعود الى اصله الديني (المسيحيه ) فيحارب الاسلام بشراسه باسلوب اعلامي قذر قد ينطلي على الكثير من المشاهدين بإستخدام المصطلحات السابق ذكرها (جماعات اسلاميه متطرفه -ارهابيين .. الخ )
لماذا لم نسمع بجماعات يهوديه متطرفه .. او جماعات نصرانيه متطرفه ؟؟ الهذه الدرجه عجز المسلمون عن استغلال هذا السلاح ؟ بل عجزنا إعلامياً عن تحسين صورة الاسلام وايضاح حقيقته امام العالم .
حينما يدافع المسلم عن بيته واهله وماله يكون ارهابياً ... وفي المقابل دولة عظمى كأمريكا تضرب اليابان بأقذر سلاح
ولم يخرج هذا المصطلح (الارهاب) تحتل افغانستان وتقتل الملايين من الابرياء ولم يستخدم مصطلح (ارهابيين )
تحتل العراق ويقتل اكثر من المليون والنصف مليون عراقي .. ولم نوجه لهم مصطلح (ارهابيين) !!
اليهود لازالو يحتلون فلسطين ويقتلون الى يومنا هذا الرجال والنساء والاطفال .. ولم نطلق عليهم (ارهابيين) !!
أترككم مع هذه المحاضره :
>>((فلسفة الإعلام الغربي 2))<<
محاضرة ممتعه اتمنى ممن يجد الوقت .. أن يتابعها كامله .