.
الإباضية الوهبية سموا مجموعة من الإباضية بالملحدة لأنها تقول بأن أسماء الله مخلوقة .. !!
هذه المجموعة الملحدة تشتهر باسم النكار ، في كتاب "دراسات عن الإباضية" للدكتور عمرو خليفة النامي يقول عنهم :
( هم الذين أسسوا أهم مجموعة إباضية إلى جانب المذهب الإباضي الأصلي والرئيس، أي الوهبية. وقد بدأ أساس حركتهم كمعارضة سياسية للوهبية في شمالي إفريقيا، لكن الجانب الفكري للحركة بدأ وتطور على أيدي هؤلاء العلماء في البصرة.
عرفت هذه المجموعة المنشقة بالنكار لإنكارهم إمامة عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم.[1] وعرفوا كذلك بأسماء أخرى: الناكثة، أو النكاثة، أو النكاث، من كلمة (( نكث )) أي (( نكر )) لأنهم نكثوا اليمين التي قطعوها لعبد
الوهاب ؛[2] أو بالنجوية من كلمة نجوى، أي الخديعة السرية التي عرفت عنهم عند مناقشة مسألة الإمامة بعد وفاة الإمام الرستمي الأول واختيار ابنه عبد الوهاب.[3] وكذلك أطلق عليهم اسم الملحدة لأنهم الحدوا بالنسبة لأسماء الله ؛[4] أو باليزيدية على اسم فقيههم عبد الله بن يزيد الفزاري، أو ربما على اسم زعيمهم السياسي في تاهرت، يزيد بن فندين ؛[5] أو بالشغبية بسبب الشغب الذي أحدثوه ،[6] وبالمستاوة نسبة إلى اسم إحدى قبائل البربر الرئيسة المؤيدة لهم.[7]
والواقع أن فرع النكار في المذهب الإباضي كان حركة متكاملة متماسكة، حاولت أن تكون مستقلة عن حركة الإباضية الأم. لقد طوروا آراءهم العقدية واتبعوا رأي أئمتهم الخاصة في الفقه. ووفقا للمؤرخين الإباضيين، فقد كان النكار يتبعون عبد الله بن عبد العزيز، وأبا المؤرخ، وحاتم بن منصور في الفقه، وعبد الله بن يزيد الفزاري في الكلام.[8]
[1] - أبو زكريا ، سير ، 16 أ [ ط . أيوب ، 95 ] ؛ الدرجيني ، طبقات ، 53 [ ط . طلاي ، 51 ] .
[2] - المصدر السابق ، 53 ؛ أبو زكريا ، مصدر مذكور سابقا ، 16 ب .
[3] - المصدر السابق ، 16 أ ؛ الدرجيني ، مصدر مذكور سابقا ، 53 .
[4] - أبو عمرو السوفي ، الفرق ، 53 .
[5] - المصدر السابق .
[6] - أبو زكريا ، مصدر مذكور سابقا ، 16 أ [ ط . أيوب ، 95 ] .
[7] - القطب ، الرسالة الشافية .
[8] - الشماخي ، سير ، 280 ؛ سوفي ، الفرق ، 53 .
انتهى .
وفي موضع آخر من نفس الكتاب :
وقد قدم أبو يعقوب الوارجلاني العرض التالي للنكار: (( ليس في جميع المذاهب من هو أقرب إلينا، وهو في الوقت نفسه أيضا أبعد ما يكون عن السوء والكبرياء، والجهل، والنكد )).[1]
أما أبو عمرو عثمان بن خليفة فوصفهم كما يلي: (( هم فئة بعيدة جدا عن الحق، بطبيعة مريبة، وآراء ذميمة )).[2]
وعلى أية حال فقد اعتبر الإباضية الوهبية النكار كفار نعمة، وكانت العلاقة بين الفريقين ذات طبيعة عدائية. وفيما يلي معتقدات النكار التي اختلفوا بشأنها عن الإباضية الوهبية:
1 ) أسماء الله مخلوقة.
2 ) حجة الله ليست ملزمة.
3 ) ولاية الله للمسلمين متقلبة.
4 ) قالوا بالوقوف في مسألة الحارث وعبد الجبار.
5 ) اتخذوا موقف الوقوف بالنسبة لجميع الأطفال.
6 ) لا يلزم العلم بالفرائض عدا التوحيد. ولكن يلزم العمل بتلك الفرائض.
7 ) الله لم يأمر الناس بالنوافل. أو أن النوافل غير مأمور بها.
8 ) المسلمون الذين يؤمنون بالتشبيه في حق الله هم مشركون.
9 ) النساء اللواتي يؤتين بما دون الفرج، والرجال الذين يرتكبون فاحشة المفاخذة ليسوا كفارا.
10 ) إن الذي يسرق ما دون ربع دينار لا يعاقب ولا يعتبر كافرا لأنه لم يسرق المبلغ الذي يجعله معرضا للعقوبة الشرعية.
11 ) النظر بشهوة من النساء والرجال والقبلة ودخول الحمامات من غير إزار وإهانة الآخرين ؛ هذه كلها صغائر لا كبائر.
12 ) صلاة الجمعة في عهد الحاكم الجائر غير جائزة.
13 ) عطايا الحكام الجائرين غير جائزة.
14 ) الحرام المجهول مباح.
15 ) تناول الخمرة بسبب التقية مباح.
16 ) لا تجوز إمامة رجل إذا كان في المسلمين من هو أعلم منه.
17 ) الإمامة ليست واجبة.
18 ) يجب دعوة المشركين إلى الشهادة، وإعلان البراءة من أهل البدع.
19 ) المرأة المرتدة لا يجوز أن تقتل.
20 ) بالنسبة للقضايا التي تختلف فيها آراء الفقهاء، يكون الصواب مع واحد ويحظر على الناس أن يختلفوا معه.[3]
هذه هي غالبية نقاط الخلاف بين النكار والإباضية الوهبية كما يعرضها هؤلاء. ويتوقع لاكتشاف أعمال النكار أنفسهم ولأعمال وهبية أخرى أن يسهم في تكوين فكرة أوضح عن النكار وآرائهم.
وإلى جانب النكار تذكر المصادر الإباضية ست مجموعات أخرى منشقة كانت لها آراء مختلفة عن آراء الوهبيين.... ثم إن اثنين منها تأسستا لأسباب سياسية هما الخلفية والنفاثية.
[1]- الوارجلاني ، الدليل ، 14 ب – 15 أ .
[2] - السوفي ، الفرق ، 56 .
[3] - إن نظرة النكار المعروضة هنا جمعتها من المصادر التالية : أبو عمرو عثمان بن خليفة السوفي ، الفرق ، 53 – 56 ؛ سؤالات ، محطوطة ، 41 ، 53 ، 164 ، 259 ، 232 ، 302 ؛ أبو زكريا ، سير ، 15 أ ويليها [ ط . أيوب ، 95 وما يليها ] . أبو عمار عبد الكافي ، الموجز ، مخطوطة 11 ، 79 وما يليها . الشماخي ، سير ، 146 – 154 ؛ الباروني ، الأزهار الرياضية ، 99 وما يليها.
انتهى .
السؤال الآن :
أليس في القرآن أسماء الله تعالى ..
فما هو حكم من يقول بأن القرآن مخلوق عند الإباضية الوهبية .. ؟!!