بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله ناصر المؤمنين وفاضح المنافقين وقاهر الوثنيين
والصلاة والسلام على خير المرسلين .
الفرق بين سحرة فرعون رحمهم الله والمنافقون أحبار الطاغوت
بينما العبد الفقير الذليل الى الله عز وجل - أبو عائشة المدني-
جالس يتفكر ويتحسر لحال هذه الأمة وما وصلت إليه من مآسي يبكي لها العدو قبل الصديق !
بسبب المنافقين أحبار الطاغوت أخزاهم الله .
لفت انتباهي واقعة وقعت اخبرنا الله سبحانه وتعالى عنها وهي : قصة سحرة فرعون لعنه الله
وقبل ان ابدأ لا بد من ايضاح شيء مهم جدا وهو : ان العلماء الصادقين ورثة الأنبياء من السلف والخلف الى يومنا هذا يشهد الله اننا نحبهم فيه وهم تاج رؤوسنا كيف لا وهم نور بعد الله عز وجل الذي يضيئ لنا الطريق . ونسأل الله عز وجل ان يجزيهم عنا خير الجزاء ويرزقهم جنة الفردوس .
أما المنافقون الذين يصدون الناس عن سبيل الله متخفين بلباس العلم والدعوة فهؤلاء نشكوهم الى الله هو حسبنا وكفى .
قال تعالى :
( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) سورة "ص"
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله
قال ابن عباس : فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خشبهم إلا التقمته ، فعرفت السحرة أن هذا أمر من السماء ، وليس هذا بسحر ، فخروا سجدا وقالوا : ( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )
قوله تعالى
( قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ( 71 ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ( 72 ) إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( 73 ) ) .
تفسير ابن كثير رحمه الله
وقوله : ( ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ) أي أنتم تقولون : إني وقومي على ضلالة ، وأنتم مع موسى وقومه على الهدى . فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه .
فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم ، هانت عليهم أنفسهم في الله عز وجل ، و ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ) أي : لن نختارك على ما حصل لنا من الهدى واليقين . ( والذي فطرنا ) يحتمل أن يكون قسما ، ويحتمل أن يكون معطوفا على البينات .
يعنون : لا نختارك على فاطرنا وخالقنا الذي أنشأنا من العدم ، المبتدئ خلقنا من الطين ، فهو المستحق للعبادة والخضوع لا أنت .
( فاقض ما أنت قاض ) أي : فافعل ما شئت وما وصلت إليه يدك ،
( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ) أي : إنما لك تسلط في هذه الدار ، وهي دار الزوال ونحن قد رغبنا في دار القرار . [ ص: 305 ]
( إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ) أي : ما كان منا من الآثام ، خصوصا ما أكرهتنا عليه من السحر لنعارض به آية الله تعالى ومعجزة نبيه.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( وما أكرهتنا عليه من السحر ) قال : أخذ فرعون أربعين غلاما من بني إسرائيل فأمر أن يعلموا السحر بالفرما ، وقال : علموهم تعليما لا يعلمه أحد في الأرض . قال ابن عباس : فهم من الذين آمنوا بموسى ، وهم من الذين قالوا : ( [ إنا ] آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ) .
وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وقوله : ( والله خير وأبقى ) أي : خير لنا منك ) وأبقى ) أي : أدوم ثوابا مما كنت وعدتنا ومنيتنا . وهو رواية عن ابن إسحاق ، رحمه الله .
وقال محمد بن كعب القرظي : ( والله خير ) أي : لنا منك إن أطيع ، ( وأبقى ) أي : منك عذابا إن عصي .
وروي نحوه عن ابن إسحاق أيضا :
والظاهر أن فرعون - لعنه الله - صمم على ذلك وفعله بهم ، رحمهم الله; ولهذا قال ابن عباس وغيره من السلف : أصبحوا سحرة ، وأمسوا شهداء . اهـ
قلت : سبحان الله
فهؤلاء السحرة رحمهم الله بعدما علموا الحق عادوا اليه و رجعوا الى فطرتهم السليمة فطرة التوحيد : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله
فهان عليهم كل شيء في هذه الدنيا الفانية ولم يضرهم ما فعل بهم فرعون لعنه الله لأنهم أيقنوا أن وعد الله حق وان ما عنده خير وأبقى.
تأملوا وتدبروا كثيرا بارك الله فيكم في تلك الأيات والله مؤثرة جدا.
بينما نجد ذئاب النفاق الذين يتسترون في لباس العلم ولكن الهم كل همهم هو الترقيع للباطل ونصرته ولا حول ولا قوة الا بالله .
قوله تعالى
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون )
(187)
تفسير البغوي رحمه الله
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) قرأ ابن كثير وأهل البصرة [ ص: 149 ] وأبو بكر بالياء فيهما لقوله تعالى : ( فنبذوه وراء ظهورهم ) وقرأ الآخرون بالتاء فيها على إضمار القول ، ( فنبذوه وراء ظهورهم ) أي : طرحوه وضيعوه وتركوا العمل به ، ( واشتروا به ثمنا قليلا ) يعني : المآكل والرشا ، ( فبئس ما يشترون ) قال قتادة : هذا ميثاق أخذه الله تعالى على أهل العلم فمن علم شيئا فليعلمه وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة .
قوله تعالى
( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ( 159 ) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ( 160 )
( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ( 78 ) )
والايات كثيرة في هذا الشأن
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "إذا رأيتم العالم بباب السلطان فاتهموا دينه، فإنه لا يأخذون من دنياهم شيئاً الا أخذوا من دينه ضعفه"!!
قال سعيد بن المسيب رحمه الله: "إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه، فإنه لص"!!
أخرج الحسن بن سفيان في مسنده، والحاكم في تاريخه، وأبو نعيم، والعقيلي، والديلمي، والرافعي في تاريخه، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان فإذا خالطوا السلطان، فقد خانوا الرسل فاحذروهم، واعتزلوهم ».
تأملوا بارك الله فيكم
هل كان العلماء الصادقين ورثة الأنبياء كسعيد من المسيب وسعيد بن جبير وحسن البصري ...والائمة رحمهم الله وغيرهم ...كثير
هل كانوا يترددون على أبواب السلاطين في زمانهم الذين كانوا يطبقون شرع الله ؟؟
اّترك لكم الجواب وبعد الجواب
ستعلمون علم اليقين
ماهو الفرق بين سحرة فرعون رحمهم الله و أحبار الطواغيت اليوم