العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-13, 10:39 PM   رقم المشاركة : 1
أبو حمزة الأثري
عضو






أبو حمزة الأثري غير متصل

أبو حمزة الأثري is on a distinguished road


دراسه روايه "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك"


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاه والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد؛

هذا الموضوع لدراسه روايه "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" من ناحيه الإسناد دون التطرق لنقد المتن وبيان مخالفته لأصول الشريعه، وما جاءت به لرفع الظلم وعدم الرضا به، ولعلي أتطرق لذلك في مشاركات قادمه إن شاء الله.


فأقول وبالله تعالى التوفيق:

المتن المشهور لهذه الروايه ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: "نعم"، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: "نعم" قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: "نعم"، قلت: كيف؟ قال: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس" قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع"

أخرجه مسلم متابعه (3/1476) واللفظ له، والطبراني في الأوسط (2893)، و الحاكم في المستدرك (8533).
أما مسلم فأخرجه من طريق معاويه ابن سلام قال حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام عن حذيفه به.
وهذا إسناد مرسل.
أبو سلام هو: ممطور الأسود الحبشى ويقال النوبى ويقال الباهلى، أبو سلام الدمشقى الأعرج.
وهو من ثقات التابعين إلا أنه لم يسمع من حذيفه شيء.

قال الدارقطني في (الإلزامات والتتبع، ص181) فيما انتقده على مسلم: "وأخرج مسلم حديث معاوية بن سلام عن زيد عن أبي سلام قال: قال حذيفة: كنا بشر فجاءنا الله بخير. وهذا عندي مرسل، أبو سلام لم يسمع من حذيفة ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بليال، وقد قال فيه حذيفة فهذا يدل على إرساله".
وقال (ص182): "أبو سلام لم يسمع من حذيفة، ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق، لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان، رضي الله عنه، بليال".

وقال الذهبي في (السير 4/355): "حدث عن: حذيفة، وثوبان، وعلي، وأبي ذر، وعمرو بن عبسة، وكثير من ذلك مراسيل، كعادة الشاميين يرسلون عن الكبار".

وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب 10/296): "أرسل عن حذيفة وأبي ذر وغيرهما".

وذكره العلائي في (جامع التحصيل ، ص286) في باب ذكر الرواة المحكوم على روايتهم بالإرسال عن ذلك الشيخ المعين، وذكر إرساله عن حذيفه.

وقال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم 12/ 237-238) بعد أن ساق كلام الدارقطني: "وهو كما قال الدارقطني، لكن المتن صحيح متصل بالطريق الأول، وإنما أتى مسلم بهذا متابعة كما ترى، وقد قدمنا في الفصول وغيرها أن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر متصلاً تبينا به صحة المرسل ، وجاز الاحتجاج به ، ويصير في المسألة حديثان صحيحان ".
والذي قاله رحمه الله يستقيم إن لم يكن الطريق المرسل فيه زياده أفادت حكم أو مخالفه لمتن المتصل؛ فالطريق الصحيح المتصل المتفق عليه – سيأتي تخريجه - ليس فيه زياده أبو سلام "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" ، ولذا عقب الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في تحقيقه على (الإلزامات والتتبع ص182) فقال: " وفي حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفة المتفق عليه وهي قوله وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك! فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريق المنقطعة".

أما الطبراني فرواه من طريق عمر بن راشد اليمامي ، ورواه الحاكم من طريق سويد أبو حاتم اليمامي كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفه بنحوه.

قلت: عمر بن راشد اليمامي ضعيف وفي روايته عن يحي بن أبي كثير نكاره، قال الإمام أحمد رحمه الله في (العلل 3/108، 4432) "حديثه حديث ضعيف، حدث عن يحيى بن أبي كثير أحاديث مناكير، ليس حديثه حديثًا مستقيمًا"

و قال عنه الدارقطنى في سؤالات البرقانى: متروك.
وقال أبو بكر البزار: منكر الحديث، حدث عن يحيى و غيره بأحاديث مناكير. (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/446).

و سويد أبو حاتم اليمامي مجهول، قال الشيخ مقبل رحمه الله في تعليقه على المستدرك (4/672) "سويد أبو حاتم اليمامي لا أدري من هو, ليس بسويد بن إبراهيم أبي حاتم المترجم في تهذيب التهذيب فليس في نسبته يمامي, وليس بسويد بن عبيد العجلي فليس في نسبته يمامي"
كذلك سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي أبو زيد بن سلام مجهول!

وللروايه شاهد من حديث خالد بن سبيع اليشكري أخرجه الطيالسي في مسنده (444)، وأحمد في المسند (5/403)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/8) من طرق عن أبي التَّيَّاح عن صخر بن بدر، وأخرجه أبو داود في السنن (4244)، وأحمد في المسند (5/403)، والبزار في مسنده (2959) و(2960)، والحاكم في المستدرك (8332) من طرق عن قتاده عن نصر بن عاصم، كلاهما (صخر بن بدر، ونصر بن عاصم) عن خالد بن سبيع انه سمع حذيفه يقول: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الذي كنا فيه هل كان قبله شر؟ وهل كائن بعده شر؟ قال: "نعم" قلت: فما العصمة منه؟ قال: "السيف" قال: فقلت: يا رسول الله فهل بعد السيف من بقية ؟ قال : "نعم، هدنة" قال: قلت: يا رسول الله ، فما بعد الهدنة؟ قال: "دعاة الضلالة، فإن رأيت خليفة فالزمه وإن نهك ظهرك ضربا وأخذ مالك، فإن لم يكن خليفة فالهرب حتى يأتيك الموت وأنت عاض على شجرة" قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد ذلك؟ قال: "خروج الدجال" قال: قلت: يا رسول الله، فما يجيء به الدجال؟ قال: "يجيء بنار ونهر، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره حبط أجره ووجب وزره" قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة".
مع اختلاف يسير في الألفاظ .

قلت: الطريق الأول فيه صخر بن بدر العجلي وهو مجهول ليس له إلا هذه الروايه ولم يرو عنه إلا أبو التياح (انظر ميزان الإعتدال 2/308).

أما الطريق الثاني فقتاده وهو مشهور بالتدليس لم يصرح بالسماع من نصر بن عاصم الليثي.

ثم أنه قد اختلف على نصر بن عاصم فرواه عنه حميد بن هلال من غير هذه الزيادات، أخرجه الطيالسي في المسند (443) ، وأحمد في مسنده (5/386)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/9)، والنسائي في الكبرى (7978)، وابن حبان في صحيحه (5963) من طرق عن سليمان بن المغيره عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن خالد بن سبيع عن حذيفه قال:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه " ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء"، قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن ما هي؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحدا منهم" مع اختلاف يسير في الألفاظ، واللفظ لأحمد.

قلت: الإسناد إلى خالد بن سبيع صحيح لا مطعن فيه؛
سليمان بن المغيره إمام ثقه، قال عنه شعبه سيد أهل البصره (انظر التهذيب 12/69)
حميد بن هلال هو ابن هبيره ثقه من رجال الشيخين قال عنه قتاده ما كان بالبصرة أحد أعلم من حميد بن هلال، ما أستثني الحسن ولا ابن سيرين (التاريخ الكبير للبخاري 2/346، 2700)
ونصر بن عاصم الليثي وثقه النسائي وابن حبان والذهبي وابن حجر (انظر التهذيب 29/347)

وغير هذا فقد جاء في روايه صخر وروايه قتاده ما يدل على نكارتهما فقوله في روايه صخر بن بدر العجلي [فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة" وفي روايه أحمد "لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة" ]
وفي روايه قتاده عند البزار وأبي داود والحاكم ["ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره، وحط أجره»، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم هي قيام الساعة" ]والمعنى واحد.

مخالفه صريحه لما رواه مسلم (2940) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين - لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه " قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا".
وفي الباب أيضًا عن عائشه وأبي هريره.


والظاهر أن النكاره من قبل صخر بن بدر وليست من خالد بن سبيع، لما سبق من روايه نصر بن عاصم من غير هذه الزيادات المنكره.

ثم أن خالد بن سبيع نفسه الذي عليه مدار الروايه مجهول وليس له في كتب السنه فيما وقفت عليه إلا هذه الروايه، وإن وثقه ابن حبان والعجلي فعلى قاعدتهم في توثيق المجاهيل، وقال عنه ابن حجر مقبول، أي: عند المتابعه وإلا فلين كما أشار في مقدمه التقريب، ولا أعلم له متابع!


هذا غير أن المحفوظ عن حذيفه روايه أبو ادريس الخولاني المتفق عليها، أخرجها البخاري (3606) و(7084)، ومسلم (1847)، وابن ماجه في سننه (2/1317)، وأبو عوانه (7166) و (7167)، والبزار في مسنده (2962)، من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم" قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر" قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"

قلت وقد تابع أبا إدريس كل من زيد بن وهب وعبد الرحمن بن قرط.

فأخرج الطبراني في الأوسط (4/29)، والبزار في المسند (2811) من طرق عن يزيد بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن حذيفة رضي الله عنه بنحوه.

وأخرج النسائي في الكبرى (7976)، وابن ماجه في سننه (3981)، والبزار في المسند (2961)، والحاكم في المستدرك (8330) من طرق عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط بنحوه.
وأخرج الطبراني في الأوسط (733) بسنده عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن عبد الرحمن بن قرط.
إلا أن ابن قرط مجهول.

يبقى أن لقوله "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" شاهد أخر من حديث عباده بن الصامت أخرجه ابن حبان في صحيحه (4562) و (4566)، وابن أبي عاصم في السنه (1026)، والشاشي في المسند (1221) و (1225)، وابن زنجويه في الأموال (24)، من طرق عن مدرك بن سعد أبو سعد الفزاري قال سمعت أبا النضر حيان قال حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "يا عبادة اسمع وأطع في عسرك ويسرك , ومنشطك ومكرهك , وأثرة عليك , وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك , إلا أن تكون معصية الله بواحا"

قلت: جناده بن أميه تابعي ثقه، وقيل له صحبه.
أبو النضر: هو حيان الأسدي وثقه ابن معين وقال عنه أبو حاتم صالح (الجرح والتعديل 3/244).
مدرك بن سعد الفزاري:
سئل عنه أبو حاتم فقال: لا بأس به (الجرح والتعديل 8/328، 1516)
وقال أبو داود: لا بأس به (سؤلات الآجري 5/20)
وقال أبو مسهر: صالح يؤخذ من حديثه المعروف (تاريخ دمشق 57/186)

إلا أن زياده "وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك" شاذه! تفرد بها مدرك بن سعد عن أبي النضر وقد اختلف عليه فرواه سعيد بن عبد العزيز عنه من غير هذه الزياده كما عند أحمد في المسند (5/321).

وسعيد بن عبد العزيز هو ابن أبي يحيى التنوخي وهو امام ثبت أنزله الإمام أحمد بمنزله الأوزاعي، حين سئل عنه قال ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز ، هو والأوزاعى عندى سواء
وقال أبو حاتم: كان أبو مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعى (راجع ترجمته في التهذيب 10/539).

وكما سبق من كلام الأئمه أن سعد بن مدرك لا يؤخذ من حديثه إلا ما وافق فيه الثقات فكيف وقد خالف التنوخي!

ثم قد اختلف ايضًا على جناده بن أميه، فرواه جماعه من الثقات عن جناده من غير هذه الزياده:

فأخرجه البخاري في صحيحه (7056)، ومسلم (1709) وأبو عوانه (7124)، وابن أبي عاصم في السنه (1034)، من طرق عن بكير بن عبد الله الأشج، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية، قال: دخلنا على عبادة بن الصامت، وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: "أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان"
وبسر بن سعيد امام ثقه سئل عنه أبو حاتم فقال: هو من التابعين لا يسأل عن مثله. (الجرح والتعديل 2/432)

وأخرجه أحمد في المسند (5/321)، وابن أبي عاصم في السنه (1028)، والطبراني في معجم الشاميين (225) من طرق عن عمير بن هانئ عن جناده بن أبي أميه به.
وعمير بن هانئ ثقه من رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (2698) بسنده عن يحيى بن أبي كثير بنحوه.
قلت: في سند البزار محمد بن كثير متكلم فيه؛ إلا أن حديثه يصلح للإعتبار كما قال الذهبي، ويحيى ابن كثير امام حجه كان شعبه يفضله على الزهري (انظر الجرح والتعديل 9/141)

غير أن حديث عباده بن الصامت هذا مشهور من روايه عباده بن الوليد بن عباده بن الصامت عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مروي من طرق عده ليس في أي منها هذه الزياده الشاذه!

فأقول:
أخرجه مالك في الموطأ (2/444-445) عن يحيى بن سعيد، وأخرجه البخاري في صحيحه (7199)، والنسائي في الكبرى (7724)، وابن حبان في صحيحه (4547)، وأبو عوانه (7121)، والشاشي في المسند (1180) و(1181) و(1188)، وابن زنجويه في الأموال (25)، كلهم من طريق مالك عن يحيى بن سعيد، وأخرجه النسائي في الكبرى (7722) و (7723) و (7727)، وابن ماجه (2866)، والحميدي (393)، وأحمد (3/441) و (5/314)، وابن الجعد (1733)، وأبو عوانه (7119) و (7120)، والشاشي في المسند (1185) و (1189) و(1190)، وابن أبي شيبه في المصنف (15/57)، وابن أبي عاصم في السنه (1029)، من طرق عن يحيى بن سعيد، قال أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومه لائم.

قلت: وقع في بعض الطرق: عن عباده بن الوليد أن عباده بن الصامت قال "بايعنا رسول الله ...الحديث" فأُسقِط الوليد بن عباده، وعبادة بن الوليد وإن كان سمع من جده عبادة بن الصامت، لكن الصواب في هذا الإسناد زيادة عن أبيه بين عبادة بن الوليد وبين عبادة بن الصامت.

وأخرجه ابن ماجه (2866)، وأبو عوانه (7199)، والشاشي في المسند (1189)، وابن أبي شيبه في المصنف (37257)، وابن أبي عاصم (1029) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه بمثله.

وأخرجه النسائي في الكبرى (7726)، وابن ماجه (2866)، وأحمد في المسند (5/316)، والشاشي في مسنده (1189)، وابن أبي شيبه في المصنف (37257)، وابن أبي عاصم في السنه (1031) من طرق عن محمد بن إسحاق عن عبادة بن الوليد به.

وأخرجه النسائي في (الكبرى 7727)، وأحمد في المسند (3/441)، وابن الجعد (1733)، وابن أبي عاصم في السنه (1032) من طرق عن سيار بن أي سيار به.

وأخرجه النسائي في الكبرى (7725)، وأبو عوانه (7123) من طرق عن الوليد بن كثير به.

وأخرجه أبو عوانه (7122)، وابن أبي عاصم في السنه (1030) من طرق عن ابن الهاد به.

وأخرجه ابن ماجه (2866) من طريق ابن عجلان به.
الخلاصه:
زياده "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" لم تثبت من حديث حذيفه لمجيئها من طريق مرسل وأخر ضعيف جدًا، وفي حديث عباده هي زياده شاذه تفرد بها سعد بن مدرك، كما بينت أعلاه.


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات










التوقيع :
قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله؛ والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبًة له وإجلالاً ومحبًة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له؛ ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل؛ فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهيه كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله؛ ونقصًا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك؛ وهذا كله من فروع الشرك. (ابن رجب الحنبلي؛ كلمة الإخلاص)
من مواضيعي في المنتدى
»» شرح الخميني لحديث الصورة
»» دراسه روايه "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك"
»» الرد على أهل التطبير في الإستدلال بآية التطهير
»» لماذا هربت يا أشتر؟! تعال ولا تخف!
»» شرك الربوبية عند الشيعة الإمامية
 
قديم 21-02-13, 12:15 AM   رقم المشاركة : 2
أبو زرعة الرازي
عضو ماسي






أبو زرعة الرازي غير متصل

أبو زرعة الرازي is on a distinguished road


أولا: لا شك أن مذاهب أهل السنة قد تقررت واستقرت وحكيت بأدلتها في أيام الأئمة المصنفين، وتكامل ذلك في أيام أحمد وتلاميذه رحمة الله عليهم.
وأنكر أهل العلم لا سيما أحمد رحمه الله أحاديث فيها مناقضة لاعتقاد أهل السنة أو ما تسميه أنت "مناقضة لأصول الشريعة".
فكان رحمه الله ربما ضرب على الحديث لنكارة متنه، وإن كان إسناده أرفع من كثير من الأحاديث التي يحتج بها رحمه الله في الأحكام.
كما صنع في حديث ثوبان رضي الله عنه مرفوعا "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يستقيموا لكم فاحملوا سيوفكم على أعناقكم فأبيدوا خضراءهم فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء وكلوا من كد أيديكم".
قال عنه رحمه الله "الأحاديث خلاف هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اسمع وأطع ولو لعبد مجدع وقال السمع والطاعة في عسرك ويسرك وأثرة عليك فالذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث خلاف حديث ثوبان وما أدري ما وجهه".
ولهذا كان من أهل العلم من يبوب في كتب اعتقاد أهل السنة بهذا المعنى كما قال الخلال رحمه الله في السنة:
"باب بيان أحاديث ضعاف رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم فسر أحمد بن حنبل ضعفها وثبت غيرها مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الخروج على السلطان وكف الدماء وإن حرموا الناس أعطياتهم".
وبوب ابن أبي عاصم رحمه الله في كتابه الجليل "السنة" باب "ذكر السمع والطاعة"، وصدره بحديث عبادة رضي الله عنه "اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثره عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك".
وكان الأئمة يناظرون بالآثار التي في هذا المعنى فقال أحمد رحمه الله في بعض مجالسه حين سئل عن الخروج "قال النبي صلى الله عليه وسلم إن ضربك فاصبر وإن وإن فاصبر فأمر بالصبر".

فهذا وغيره، دليل على أن هذه الأحاديث أحاديث الصبر على ظلم الوالي وجوره وتحريم الخروج عليه، لا تناقض أصول الشريعة، بل هي من أصول الشريعة ومن اعتقاد أهل السنة ومن خالفها فقد خالف عقيدة أهل السنة كما هو مبسوط في مصنفات أهل السنة المشهورة لمن له أقل اطلاع.

فالكلام لكي ينضبط ويسلم لك قولك بمناقضة هذه اللفظة من الحديث لأصول الشريعة، فقل لنا من أنكرها من ناحية المتن قبلك من أهل السنة؟

ثانيا: هب أنها مناقضة لأصول الشريعة، فما حكم من رواها في كتب الاعتقاد مستدلا بها، وما حكم من رواها في الجوامع الصحيحة وصححها واستدل بها.
وما حكم من اتبع هؤلاء؟
يعني ما حكم من يتبع مسلم بن الحجاج، وما حكم من يتبع أبو بكر ابن أبي عاصم، وما حكم من يتبع أبو حاتم البستي ابن حبان صاحب الصحيح؟ وغيرهم؟ هل هو مبتدع مخالف لأصول الشريعة؟ هل تواطأ كل هؤلاء على تصحيح ما يخالف أصول الشريعة؟ وهل عقمت النساء أن يلدن من يبين هذا الخلل في الاعتقاد حتى جاء هذا الزمان فخرج من يزعم معارضة الحديث لأصول الشريعة؟
فالطاعن في هذا الحديث من جهة المتن وادعى نكارته قد أتى بما لم يأت به الأوائل، كما صنع بعض المتطفلين على علم الحديث فزعم ضعف رواية ابن عباس رضي الله عنهما "كفر دون كفر"، وقد صححها جماعة من الأئمة المتقدمين واحتج بها جماعة من مقرري اعتقاد أهل السنة، ولم يضعفها محدث معتبر ينسب لعلم الحديث قبل زماننا هذا.


ثم أتكلم إن شاء الله عن الإسناد لاحقا لأبين أن هذه الزيادة صحيحة ثابتة لا يعاب على مسلم رحمه الله إخراج المتن في الصحيح، لصحته ولو سلمنا بصحة الطعن في الإسناد الذي أورده مسلم رحمه الله في صحيحه.
فأحببت البدء ببيان الجانب الاعتقادي في المسألة وأثني إن شاء الله بالجانب الحديثي.







التوقيع :
إلى كل من يحرض المسلمين على المظاهرات في مصر، هنا حكمها
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164793
وإلى كل من يريد نصرة الإسلام بدون مظاهرات، انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164737
وإلى كل من يظن أن المظاهرات والاعتصامات ستنصر الدين انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164556
ولمعرفة حال الأحزاب القائمة على هذه الفتنة انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164862

فاتقوا الله في دماء المسلمين، والزموا السنة التي لا يشقى بها أحد
من مواضيعي في المنتدى
»» فتاوى العلماء في المظاهرات والاعتصامات
»» كيف تنصر المشروع الإسلامي؟
»» من عجز عن غسل عضو كيف يتطهر
»» طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره
»» الانتماء إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية
 
قديم 21-02-13, 01:33 AM   رقم المشاركة : 3
أبو حمزة الأثري
عضو






أبو حمزة الأثري غير متصل

أبو حمزة الأثري is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   كما صنع بعض المتطفلين على علم الحديث فزعم ضعف رواية ابن عباس رضي الله عنهما "كفر دون كفر"

الروايه ضعيفه ولم تثبت عن ابن عباس وسأفرد لذلك موضعًا مستقلا إن شاء الله,



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   ثم أتكلم إن شاء الله عن الإسناد لاحقا لأبين أن هذه الزيادة صحيحة ثابتة لا يعاب على مسلم رحمه الله إخراج المتن في الصحيح، لصحته ولو سلمنا بصحة الطعن في الإسناد الذي أورده مسلم رحمه الله في صحيحه.
فأحببت البدء ببيان الجانب الاعتقادي في المسألة وأثني إن شاء الله بالجانب الحديثي.

انتظر ذلك، إذ الموضوع لنقد الإسناد كما قدمت، ولا بأس من مناقشه المتن أو مناقشه موضوع الخروج على الحكام من البدايه في موضوع مستقل إن أرد ذلك.






التوقيع :
قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله؛ والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبًة له وإجلالاً ومحبًة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له؛ ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل؛ فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهيه كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله؛ ونقصًا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك؛ وهذا كله من فروع الشرك. (ابن رجب الحنبلي؛ كلمة الإخلاص)
من مواضيعي في المنتدى
»» عقيدة أهل الإيمان في الحكم بغير ما أنزل الرحمن
»» وسقطت العصمة المزعومة!
»» شرح الخميني لحديث الصورة
»» لماذا هربت يا أشتر؟! تعال ولا تخف!
»» تعرية مركز الأبحاث العقائديه في استدراكهم على الإمام الألباني
 
قديم 21-02-13, 11:24 PM   رقم المشاركة : 4
أبو زرعة الرازي
عضو ماسي






أبو زرعة الرازي غير متصل

أبو زرعة الرازي is on a distinguished road


قبل أن أنتقل للكلام على الإسناد، أريد أن أستوثق منك من هذه المسألة.

مبلغ علمي أنه لم يقل إمام معتبر من محققي أهل السنة، لا من المتقدمين كأحمد والرازيين والبخاري وغيرهم بنكارة هذا المتن من ناحية المتن.
ولا ممن جاء بعدهم من مقرري العقيدة السلفية، لا في أيام الآجري واللالكائي وطبقتهم، ولا ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن رجب وطبقتهم، ولا ابن عبد الوهاب ومن بعدهم من أئمة الدعوة النجدية.

فإن كنت تعرف نقلا عن إمام معتبر استنكر هذا المتن، فأفدنا هداني الله وإياك للحق، وإن لم يتيسر لك الوقوف على مثل هذا النقل، فسأنتقل مباشرة للكلام على الإسناد.







التوقيع :
إلى كل من يحرض المسلمين على المظاهرات في مصر، هنا حكمها
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164793
وإلى كل من يريد نصرة الإسلام بدون مظاهرات، انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164737
وإلى كل من يظن أن المظاهرات والاعتصامات ستنصر الدين انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164556
ولمعرفة حال الأحزاب القائمة على هذه الفتنة انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164862

فاتقوا الله في دماء المسلمين، والزموا السنة التي لا يشقى بها أحد
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف تنصر المشروع الإسلامي؟
»» طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره
»» من عجز عن غسل عضو كيف يتطهر
»» فتاوى العلماء في المظاهرات والاعتصامات
»» الانتماء إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية
 
قديم 22-02-13, 01:51 AM   رقم المشاركة : 5
أبو حمزة الأثري
عضو






أبو حمزة الأثري غير متصل

أبو حمزة الأثري is on a distinguished road


قليل من تكلم في الرواية من ناحية المتن، أما الدلالة فكثير من أجاز الخروج على الحكام إن اشتد ظلمه وظهر فسقه، وقلت أنا لا أناقش هذا الأن!

ولهذا وضعت الموضوع في قسم الحديث وليس في قسم الفرق إذ المقصود دراسة الإسناد وليس دلالة المتن، فأرجو الإلتزام بذلك.






التوقيع :
قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله؛ والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبًة له وإجلالاً ومحبًة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له؛ ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل؛ فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهيه كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله؛ ونقصًا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك؛ وهذا كله من فروع الشرك. (ابن رجب الحنبلي؛ كلمة الإخلاص)
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا هربت يا أشتر؟! تعال ولا تخف!
»» الرد على أهل التطبير في الإستدلال بآية التطهير
»» شرح الخميني لحديث الصورة
»» هل اثبات الصفات الخيرية = تجسيم؟
»» تعرية مركز الأبحاث العقائديه في استدراكهم على الإمام الألباني
 
قديم 23-02-13, 02:33 AM   رقم المشاركة : 6
أبو زرعة الرازي
عضو ماسي






أبو زرعة الرازي غير متصل

أبو زرعة الرازي is on a distinguished road


أنت أشرت إلى مخالفة هذا لأصول الشريعة.
ولما رأيت أن أن كلامك هو الذي يخالف أصول الشريعة، فوجب علي البيان، فأقول الآن أن حتى قولك "قليل من تكلم في الرواية من ناحية المتن" خطأ، فليس في أئمة السنة من تكلم في الرواية من ناحية المتن، بل هم يقولون بهذا المتن ويعملون به ويأخذون بمعناه في عقائدهم، وليس فقط في أحكامهم.


ثم أنتقل للكلام على الإسناد.
أنت ذكرت أن الذين قالوا بإرسال أبي سلام عن حذيفة هم الدارقطني -وهو أول من قال بهذا-، ثم ابن حجر والنووي رحمهم الله.
ونسبت هذا للعلائي، ولم أر في كلام العلائي ترجيح، وإنما هو في كتابه يذكر كل من حكم عليه بالإرسال، فهو ناقل وليس حاكم، والدليل أنه يذكر في الراوي ما يدل على اتصال روايته عن شيخه وما يدل على إرسالها، كما صنع في أبي سلام بعينه، فذكر أن روايته عن حذيفة رضي الله عنه في الصحيح، وذكر أيضا كلام الدارقطني، فذكر العلائي فيمن يفصل في المسألة بالإرسال خطأ ظاهر.
واحتججت في هذا بالذهبي، والذهبي رحمه الله لا أعلم أنه ذكر أبا سلام بالإرسال عن حذيفة رضي الله عنه تحديدا، وإنما ذكر أنه كثير الإرسال، ولم يذكر أنه أرسل عن حذيفة رضي الله عنه ولم ينف سماعه من حذيفة رضي الله عنه.

فبقيت حجتك في كلام الدارقطني وابن حجر والنووي رحمهم الله.
وقد خولفوا، فقد أخرج مسلم رحمه الله هذا الحديث في صحيحه وهذا حكم له بالاتصال.
والحاكم بتصحيحه في المستدرك.
والمزي رحمه الله في تهذيب الكمال ذكر روايته عن حذيفة ومرض القول بإرسالها قائلا "يقال مرسل".

وكل من جاء بعد الدارقطني فهو مستمسك بكلامه كما لا يخفى معتمد عليه.
وكلام الدارقطني لم يقطع الدارقطني به، بل قال "هذا عندي مرسل".
وهذا يشير إلى الاحتمال، فيقول "عندي" وهذا احتراز، وإلا فالدارقطني حين تكون المسألة بينة يقول "هذا مرسل"، كما لا يخفى على من له أدنى إلمام بكلامه رحمه الله وتتبع كلامه الإلزامات والتتبع فستجد الأمر كذلك.
ثم هو يعلل المسألة فيقول أنه لم يسمع من نظراء حذيفة في العراق، فنقول قد سمع من عبادة رضي الله عنه وقد مات قبل حذيفة، فتبقى مسألة عدم السماع على الاحتمال، ولهذا فاحتراز الدارقطني جيد حين قال "عندي" ولم يجزم.

فهذا عن مسألة الإرسال، تبين بالاستقراء التام أنه ليس لك فيها قول يمكن الجزم به.

وسأتكلم عن شواهد الحديث في الرد التالي إن شاء الله، ليتبين أن الإرسال حتى لو سلمنا به، فالحديث صحيح بهذه الزيادة لورودها من جهات أخرى صحيحة لذاتها.







التوقيع :
إلى كل من يحرض المسلمين على المظاهرات في مصر، هنا حكمها
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164793
وإلى كل من يريد نصرة الإسلام بدون مظاهرات، انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164737
وإلى كل من يظن أن المظاهرات والاعتصامات ستنصر الدين انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164556
ولمعرفة حال الأحزاب القائمة على هذه الفتنة انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164862

فاتقوا الله في دماء المسلمين، والزموا السنة التي لا يشقى بها أحد
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف تنصر المشروع الإسلامي؟
»» الانتماء إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية
»» فتاوى العلماء في المظاهرات والاعتصامات
»» من عجز عن غسل عضو كيف يتطهر
»» طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره
 
قديم 23-02-13, 03:11 AM   رقم المشاركة : 7
أبو حمزة الأثري
عضو






أبو حمزة الأثري غير متصل

أبو حمزة الأثري is on a distinguished road


سأرجئ الرد إلى أن تنتهي.







التوقيع :
قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله؛ والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبًة له وإجلالاً ومحبًة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له؛ ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل؛ فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهيه كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله؛ ونقصًا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك؛ وهذا كله من فروع الشرك. (ابن رجب الحنبلي؛ كلمة الإخلاص)
من مواضيعي في المنتدى
»» شرح الخميني لحديث الصورة
»» تعرية مركز الأبحاث العقائديه في استدراكهم على الإمام الألباني
»» دراسه روايه "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك"
»» سُبل الهداية من آية الولاية {إنما وليكم الله.......}
»» عقيدة أهل الإيمان في الحكم بغير ما أنزل الرحمن
 
قديم 23-02-13, 08:24 AM   رقم المشاركة : 8
غريب مسلم
عضو فضي






غريب مسلم غير متصل

غريب مسلم is on a distinguished road


متابع شيخنا أبا زرعة.
ما أجمل علم الحديث وما أرفع قدر أهل الحديث.







التوقيع :
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
من مواضيعي في المنتدى
»» سؤال بحاجة إلى إباضي شجاع
»» قيمة القرآن عند الرافضة
»» لماذا شرع الإسلام الزواج ؟
»» الإباضي أهل النهروان تفضل هنا
»» مشركة ناصبية موحدة شيعية تفضلي هنا لتعرفي من الناصبي
 
قديم 24-02-13, 01:48 AM   رقم المشاركة : 9
أبو زرعة الرازي
عضو ماسي






أبو زرعة الرازي غير متصل

أبو زرعة الرازي is on a distinguished road


الآن لبقية طرق حديث حذيفة.
ففيها حديث نصر بن عاصم عن اليشكري عن حذيفة رضي الله عنه.
قلت هذا حديث صحيح وإليك بيانه مع تصويب من أخطأت فيه وأتيت فيه بما لم يسبقك به أحد من أهل الحديث.

فالحديث رواه قتادة عن نصر بن عاصم، وقتادة حافظ، احتمل هذا الحديث وحفظه.
فهذا الحديث بعينه، قد توبع فيه قتادة فرواه حميد بن هلال، فعلمنا أن الحديث أصله ثابت عن نصر بن عاصم بلا شك.
فليس لدفع هذه الطريق بتدليس قتادة معنى، إذ علمنا أن الحديث محفوظ.
ويدل على أن هذا هو الصواب، أن الإمام أحمد اعتمد على قتادة في تعيين اسم "اليشكري" فسماه "سبيع بن خالد" واعتمد على قتادة في هذا فقال رحمه الله كما في العلل من رواية ابنه عبد الله قال عبدالله رحمه الله:
حدثني أبي قال حدثنا بهز قال حدثنا سليمان بن
المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال قال حدثنا نصر بن عاصم الليثي قال أتيت اليشكري في رهط من بني ليث فذكر حديثا فيه طول قال فسمعته يقول حدثني حذيفة كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشر قال أبي واليشكري هذا هو سبيع بن خالد حدثني أبي قال حدثنا غندر محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت صخرا يحدث عن سبيعة فذكر الحديث قال شعبة وحدثني أبو بشر في إسناد له عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله ما هدنة على دخن قال قلوب لا تعود على ما كانت حدثني أبي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي قال حدثنا أبو التياح قال حدثني صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد فذكر الحديث. حدثني أبي قال حدثنا يونس قال حدثنا حماد عن أبي التياح عن صخر عن سبيع بن خالد الضبعي. حدثني أبي قال حدثنا بهز قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد هو اليشكري قال قدمت الكوفة زمن فتحت تستر فذكر الحديث. حدثني أبي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن بن خالد اليشكري قال خرجت وقد فتحت تستر فذكر الحديث سمعت أبي يقول الصواب سبيع بن خالد اليشكري.
انتهى.
فاعتمد رحمه الله حين اختلفت الرواية عن أبي التياح بين "سبيعة" و "سبيع بن خالد الضبعي" و "سبيع بن خالد" غير منسوب، فاعتمد على قول قتادة في الترجيح.

وممن صحح حديث نصر بن عاصم الحاكم بإيراده في المستدرك.
والبغوي بإيراده في شرح السنة.

وأما الاختلاف في الألفاظ بين قتادة وحميد بن هلال، فليس بين أهل الحديث خلاف في أن قتادة أحفظ البصريين في زمانه، وأن قتادة في طبقته هو أحسن الناس أداء للفظ الحديث على ما سمعه.

فلم يبق لك إلا زعمك أن اليشكري مجهول.
ولا عجب فأنت لم تحكم اسمه، فالراجح فيه ما قاله أحمد الإمام رحمه الله الذي كان يحاج الناس ويقول لهم أن السنة " إن ضربك فاصبر وإن وإن فاصبر فأمر بالصبر"، أقول قال أحمد رحمه الله أن الصواب في اسمه "سبيع بن خالد" وليس خالد بن سبيع.

ثم هو ليس بمجهول، وهذا القدر بالاتفاق، إلا إن أردت جهالة الحال، فهنا كان ينبغي عليك أن تقيد.
فأما جهالة العين فقد روى عنه جماعة كما قلت أنت فهو معروف.
وأما جهالة الحال فمما يحسن حاله توثيق ابن حبان والعجلي، فأما العجلي فقل من رماه بالتساهل، وكلامه لا يزال معتبرا عند أهل الحديث قديما وحديثا وأكثر أهل العلم لا يرميه بالتساهل، وأما ابن حبان رحمه الله فتساهله في المجاهيل، وأما إن كان الرجل معروف العين ولا يعرف من جرحه قبل ابن حبان، فتوثيق ابن حبان لا شك ينفعه.

وقد أخرج الحديث أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم، فهو صحيح عنده، وحديث سبيع بن خالد صحيح عنده.
وسبق أن أوردنا أن الحاكم والبغوي قد احتجا بالرواية.
ومسند حذيفة من مختارة الضياء لم يصلنا، وإن كنت أذكر أن الحديث معزي إليها، وسأرجع لاحقا بالفصل حين أذكر موردي في هذا فلا يحضرني الآن، فإن صح فهذا يرفع الحديث بلا شك ويوثق الرجل.

ولو لم نقل بالتوثيق، فلا أقل من أن يدخل في زمرة التابعين المستورين الذين يحسن حديثهم كما قال الذهبي رحمه الله.

فهذا حديث صحيح بذاته، يقطع بأن أبا سلام قد حفظ حديث حذيفة على الوجه، هذا إن سلمنا بالإرسال.

وسأكمل الكلام لاحقا -أرجو مساء الغد إن شاء الله- على متابعة صخر بن بدر ثم شاهد عبادة رضي الله عنه وأثني عليه بشاهد آخر، وأكتفي الآن بهذا لضيق الوقت.







التوقيع :
إلى كل من يحرض المسلمين على المظاهرات في مصر، هنا حكمها
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164793
وإلى كل من يريد نصرة الإسلام بدون مظاهرات، انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164737
وإلى كل من يظن أن المظاهرات والاعتصامات ستنصر الدين انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164556
ولمعرفة حال الأحزاب القائمة على هذه الفتنة انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164862

فاتقوا الله في دماء المسلمين، والزموا السنة التي لا يشقى بها أحد
من مواضيعي في المنتدى
»» طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره
»» كيف تنصر المشروع الإسلامي؟
»» فتاوى العلماء في المظاهرات والاعتصامات
»» من عجز عن غسل عضو كيف يتطهر
»» الانتماء إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية
 
قديم 24-02-13, 08:58 AM   رقم المشاركة : 10
أبو حمزة الأثري
عضو






أبو حمزة الأثري غير متصل

أبو حمزة الأثري is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد؛

في كلامك أخي الفاضل بعض المغالطات وقليل تعسف رحمك الله!

فقولك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   أنت ذكرت أن الذين قالوا بإرسال أبي سلام عن حذيفة هم الدارقطني -وهو أول من قال بهذا-، ثم ابن حجر والنووي رحمهم الله.
ونسبت هذا للعلائي، ولم أر في كلام العلائي ترجيح، وإنما هو في كتابه يذكر كل من حكم عليه بالإرسال، فهو ناقل وليس حاكم، والدليل أنه يذكر في الراوي ما يدل على اتصال روايته عن شيخه وما يدل على إرسالها، كما صنع في أبي سلام بعينه، فذكر أن روايته عن حذيفة رضي الله عنه في الصحيح، وذكر أيضا كلام الدارقطني، فذكر العلائي فيمن يفصل في المسألة بالإرسال خطأ ظاهر.


أين الخطأ الظاهر بارك الله بك؟!

أنا كنت دقيق جدًا في ما نقلت عن العلائي "وذكره العلائي في (جامع التحصيل ، ص286) في باب ذكر الرواة المحكوم على روايتهم بالإرسال عن ذلك الشيخ المعين، وذكر إرساله عن حذيفه"


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   واحتججت في هذا بالذهبي، والذهبي رحمه الله لا أعلم أنه ذكر أبا سلام بالإرسال عن حذيفة رضي الله عنه تحديدا، وإنما ذكر أنه كثير الإرسال، ولم يذكر أنه أرسل عن حذيفة رضي الله عنه ولم ينف سماعه من حذيفة رضي الله عنه.

النقل عن الذهبي أفاد أنه كثير الإرسال؛ وإلا فنفي سماعه عن حذيفه ثابت لا مجال للطعن فيه!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   فبقيت حجتك في كلام الدارقطني وابن حجر والنووي رحمهم الله.
وقد خولفوا، فقد أخرج مسلم رحمه الله هذا الحديث في صحيحه وهذا حكم له بالاتصال.

بل هذا هو الخطأ الظاهر؛ إذ مسلم لم يخرجه في الأصول إنما أخرجه في المتابعات، فلم يخرجه محتجًا به، فلا تستطيع الجزم أنه في حكم المتصل عنده؛ ومثل ذلك يقع عند مسلم في المتابعات الكثير فمثلا أخرج في كتاب الفتن حديث رقم (2898) قال حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني عبد الله بن وهب، أخبرني الليث بن سعد، حدثني موسى بن علي، عن أبيه، قال: قال المستورد القرشي، عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» الحديث

ثم أخرج متابعه له حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثني أبو شريح، أن عبد الكريم بن الحارث، حدثه أن المستورد القرشي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» الحديث


قال الدارقطني: "عبد الكريم لم يدرك المستورد، ولا أدركه أبوه الحارث بن يزيد، والحديث مرسل، والله أعلم". (الإلزامات والتتبع 213)

قال ابن حجر: "و قال الدارقطنى : لم يدرك المستورد بن شداد ، و حديثه عنه منقطع . انتهى .
و حديثه عن المستورد عند مسلم متابعة ، و هو منقطع كما قال الدارقطنى" (تهذيب 6/372)

ومثل ذلك الكثير؛ فإخراج مسلم حديث في المتابعات لا يلزم منه الإتصال خاصه إن نص على ذلك أحد الأئمه، فانتبه!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   والحاكم بتصحيحه في المستدرك.

وهذا عجيب!
إذ لو تتبعنا أوهام الحاكم في المستدرك؛ لما انتهينا!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   والمزي رحمه الله في تهذيب الكمال ذكر روايته عن حذيفة ومرض القول بإرسالها قائلا "يقال مرسل"

ولم ينكر ذلك!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   وكل من جاء بعد الدارقطني فهو مستمسك بكلامه كما لا يخفى معتمد عليه.
وكلام الدارقطني لم يقطع الدارقطني به، بل قال "هذا عندي مرسل".
وهذا يشير إلى الاحتمال، فيقول "عندي" وهذا احتراز، وإلا فالدارقطني حين تكون المسألة بينة يقول "هذا مرسل"، كما لا يخفى على من له أدنى إلمام بكلامه رحمه الله وتتبع كلامه الإلزامات والتتبع فستجد الأمر كذلك.

ثم هو يعلل المسألة فيقول أنه لم يسمع من نظراء حذيفة في العراق، فنقول قد سمع من عبادة رضي الله عنه وقد مات قبل حذيفة، فتبقى مسألة عدم السماع على الاحتمال، ولهذا فاحتراز الدارقطني جيد حين قال "عندي" ولم يجزم.
فهذا عن مسألة الإرسال، تبين بالاستقراء التام أنه ليس لك فيها قول يمكن الجزم به.

بل جزم الدارقطني بعدم السماع؛ إذ قال: "أبو سلام لم يسمع من حذيفة"
ثم اقرار النووي لقول الدارقطني ""وهو كما قال الدارقطني"
وجزم ابن حجر بإرسال أبو سلام عن حذيفة ""أرسل عن حذيفة وأبي ذر وغيرهما".

أضف إلى ذلك نفي ابن معين وابن المديني وأحمد سماعه من ثوبان (المراسيل ابن أبي حاتم 215)

وثوبان توفى بالشام سنه 50 فكيف بمن توفى سنه 36!

ثم كلامك هذا من سبقك به؟!
فما زال كلام الدارقطني يستدل به أهل الشأن ويقرونه وما رأينا التشغيب على قوله هذا إلا في هذا الزمان!

فالأصل نفي السماع كما قال الدارقطني والنووي وابن حجر والذهبي ولم نرى أحد ينكر ذلك، فمن سبقك من أهل الشأن في مثل هذا؟!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   الآن لبقية طرق حديث حذيفة.
ففيها حديث نصر بن عاصم عن اليشكري عن حذيفة رضي الله عنه.
قلت هذا حديث صحيح وإليك بيانه مع تصويب من أخطأت فيه وأتيت فيه بما لم يسبقك به أحد من أهل الحديث.

فالحديث رواه قتادة عن نصر بن عاصم، وقتادة حافظ، احتمل هذا الحديث وحفظه.
فهذا الحديث بعينه، قد توبع فيه قتادة فرواه حميد بن هلال، فعلمنا أن الحديث أصله ثابت عن نصر بن عاصم بلا شك.
فليس لدفع هذه الطريق بتدليس قتادة معنى، إذ علمنا أن الحديث محفوظ.


قلت: بل هذا هو عين الخطأ!

فكما تقول أن أصل الحديث محفوظ عن نصر بن عاصم وهو ما أخرجه الطيالسي في المسند (443) ، وأحمد في مسنده (5/386)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/9)، والنسائي في الكبرى (7978)، وابن حبان في صحيحه (5963) من طرق عن سليمان بن المغيره عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن خالد بن سبيع عن حذيفه قال:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه " ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء"، قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن ما هي؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحدا منهم" مع اختلاف يسير في الألفاظ، واللفظ لأحمد.

فلا يوجد فيه الزيادات المنكره "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" كذلك زياده "فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة" وهذه الزياده يقينا أنها منكره لمخالفتها ما رواه مسلم وغيره أن بعد الدجال ينزل عيسى ويمكث في الأرض سبع سنين عند مسلم أو أربعين سنه عند أحمد وهو الراجح كذلك خروج يأجوجو ومأجوج؛ فعلم يقينًا أن هذه الزياده منكره!

ولم تأت هذه الزيادة إلا مقترنه مع زيادة "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" من طريق قتاده عن نصر عن اليشكري، وصخر بن بدر عن اليشكري.

فقولك "فهذا الحديث بعينه، قد توبع فيه قتادة فرواه حميد بن هلال" خطأ ظاهر؛ إذ الصواب أن نقول قد خولف فيه قتاده من قبل حميد بن هلال فرواه عن نصر بن عاصم من غير الزياده وهو المحفوظ.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   وأما الاختلاف في الألفاظ بين قتادة وحميد بن هلال، فليس بين أهل الحديث خلاف في أن قتادة أحفظ البصريين في زمانه، وأن قتادة في طبقته هو أحسن الناس أداء للفظ الحديث على ما سمعه.


قلت إن قلنا أن روايه قتاده عن نصر بن عاصم هي المحفوظه النتيجه أن زياده "فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة" يتحملها اليشكري نفسه؛ إذ رواها عنه صخر بن بدر وعلى قولك المحفوظ عن نصر روايه قتاده بهذه الزياده، وبذلك يسقط اليشكري إذ هو مجهول الحال، وليس له في كتب السنه إلا هذه الروايه وقد زاد فيها بما ينكر وخالف ما رواه الأثبات!

ومثل هذا أقل ما يقال فيه أنه متروك!

إنما قلنا أن هذه الزياده تفرد بها صخر بن بدر عن خالد بن سبيع، وخالفه نصر بن عاصم؛ فأخرج ه الطيالسي في المسند (443) ، وأحمد في مسنده (5/386)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/9)، والنسائي في الكبرى (7978)، وابن حبان في صحيحه (5963) من طرق عن سليمان بن المغيره عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن خالد بن سبيع عن حذيفه من غير الزيادات؛ وهو المحفوظ.

اما مخالفه قتاده لحميد بن هلال فلا تثبت لعدم تصريح قتاده بالسماع!

وأمر قتادة مشهور لا يحتاج إلى تدليل؛ فقد ذكره ابن حجر في المرتبه الثالثه "من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا"

فما أرى منك إلى الأن إلا تعسف في محاوله تصحيح زيادة منكرة!




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   ويدل على أن هذا هو الصواب، أن الإمام أحمد اعتمد على قتادة في تعيين اسم "اليشكري" فسماه "سبيع بن خالد" واعتمد على قتادة في هذا فقال رحمه الله كما في العلل من رواية ابنه عبد الله قال عبدالله رحمه الله:
حدثني أبي قال حدثنا بهز قال حدثنا سليمان بن
المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال قال حدثنا نصر بن عاصم الليثي قال أتيت اليشكري في رهط من بني ليث فذكر حديثا فيه طول قال فسمعته يقول حدثني حذيفة كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشر قال أبي واليشكري هذا هو سبيع بن خالد حدثني أبي قال حدثنا غندر محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت صخرا يحدث عن سبيعة فذكر الحديث قال شعبة وحدثني أبو بشر في إسناد له عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله ما هدنة على دخن قال قلوب لا تعود على ما كانت حدثني أبي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي قال حدثنا أبو التياح قال حدثني صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد فذكر الحديث. حدثني أبي قال حدثنا يونس قال حدثنا حماد عن أبي التياح عن صخر عن سبيع بن خالد الضبعي. حدثني أبي قال حدثنا بهز قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد هو اليشكري قال قدمت الكوفة زمن فتحت تستر فذكر الحديث. حدثني أبي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن بن خالد اليشكري قال خرجت وقد فتحت تستر فذكر الحديث سمعت أبي يقول الصواب سبيع بن خالد اليشكري.
انتهى.
فاعتمد رحمه الله حين اختلفت الرواية عن أبي التياح بين "سبيعة" و "سبيع بن خالد الضبعي" و "سبيع بن خالد" غير منسوب، فاعتمد على قول قتادة في الترجيح.


وهذا ايضًا خطأ؛ فروايه قتاده قال بن خالد اليشكري، وروايه صخر بن بدر قال سبيع بن خالد، وفي روايه حميد بن هلال قال اليشكري؛ فمن أين أتيت أنه ضبط اسمه من روايه قتاده، فروايه قتاده قال ابن خالد اليشكري فمن أين أتى أحمد بسبيع؟

ستقول من روايه صخر بن بدر.

قلت: بل أحمد ضبط اسمه سبيع بن خالد من روايه صخر بن بدر وأخذ النسب من روايه حميد بن هلال!

وكل هذا لا يفيد شيئًا؛ إذ قتادة مكثر من التدليس ولا تقبل روايته إلا إذا صرح بالتحديث غير أن زياده "

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   وممن صحح حديث نصر بن عاصم الحاكم بإيراده في المستدرك.
والبغوي بإيراده في شرح السنة.

عجيب والله أن تستدل بتصحيح الحاكم!!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   فلم يبق لك إلا زعمك أن اليشكري مجهول.
ولا عجب فأنت لم تحكم اسمه، فالراجح فيه ما قاله أحمد الإمام رحمه الله الذي كان يحاج الناس ويقول لهم أن السنة " إن ضربك فاصبر وإن وإن فاصبر فأمر بالصبر"، أقول قال أحمد رحمه الله أن الصواب في اسمه "سبيع بن خالد" وليس خالد بن سبيع.
ثم هو ليس بمجهول، وهذا القدر بالاتفاق، إلا إن أردت جهالة الحال، فهنا كان ينبغي عليك أن تقيد.
فأما جهالة العين فقد روى عنه جماعة كما قلت أنت فهو معروف.
وأما جهالة الحال فمما يحسن حاله توثيق ابن حبان والعجلي، فأما العجلي فقل من رماه بالتساهل، وكلامه لا يزال معتبرا عند أهل الحديث قديما وحديثا وأكثر أهل العلم لا يرميه بالتساهل، وأما ابن حبان رحمه الله فتساهله في المجاهيل، وأما إن كان الرجل معروف العين ولا يعرف من جرحه قبل ابن حبان، فتوثيق ابن حبان لا شك ينفعه.
وقد أخرج الحديث أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم، فهو صحيح عنده، وحديث سبيع بن خالد صحيح عنده.
وسبق أن أوردنا أن الحاكم والبغوي قد احتجا بالرواية.
ومسند حذيفة من مختارة الضياء لم يصلنا، وإن كنت أذكر أن الحديث معزي إليها، وسأرجع لاحقا بالفصل حين أذكر موردي في هذا فلا يحضرني الآن، فإن صح فهذا يرفع الحديث بلا شك ويوثق الرجل.
ولو لم نقل بالتوثيق، فلا أقل من أن يدخل في زمرة التابعين المستورين الذين يحسن حديثهم كما قال الذهبي رحمه الله.

سبق أن ذكرت أن الراجح في حال الرجل أنه مقبول كما قال ابن حجر رحمه الله.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
   فهذا حديث صحيح بذاته، يقطع بأن أبا سلام قد حفظ حديث حذيفة على الوجه، هذا إن سلمنا بالإرسال.

بل هذه الزياده منكره كما سبق، وأعد عليك الملخص فلم اجد دفع له1

وللروايه شاهد من حديث خالد بن سبيع اليشكري أخرجه الطيالسي في مسنده (444)، وأحمد في المسند (5/403)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/8) من طرق عن أبي التَّيَّاح عن صخر بن بدر، وأخرجه أبو داود في السنن (4244)، وأحمد في المسند (5/403)، والبزار في مسنده (2959) و(2960)، والحاكم في المستدرك (8332) من طرق عن قتاده عن نصر بن عاصم، كلاهما (صخر بن بدر، ونصر بن عاصم) عن خالد بن سبيع انه سمع حذيفه يقول: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الذي كنا فيه هل كان قبله شر؟ وهل كائن بعده شر؟ قال: "نعم" قلت: فما العصمة منه؟ قال: "السيف" قال: فقلت: يا رسول الله فهل بعد السيف من بقية ؟ قال : "نعم، هدنة" قال: قلت: يا رسول الله ، فما بعد الهدنة؟ قال: "دعاة الضلالة، فإن رأيت خليفة فالزمه وإن نهك ظهرك ضربا وأخذ مالك، فإن لم يكن خليفة فالهرب حتى يأتيك الموت وأنت عاض على شجرة" قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد ذلك؟ قال: "خروج الدجال" قال: قلت: يا رسول الله، فما يجيء به الدجال؟ قال: "يجيء بنار ونهر، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره حبط أجره ووجب وزره" قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة".
مع اختلاف يسير في الألفاظ .

قلت: الطريق الأول فيه صخر بن بدر العجلي وهو مجهول ليس له إلا هذه الروايه ولم يرو عنه إلا أبو التياح (انظر ميزان الإعتدال 2/308).

أما الطريق الثاني فقتاده وهو مشهور بالتدليس لم يصرح بالسماع من نصر بن عاصم الليثي.

ثم أنه قد اختلف على نصر بن عاصم فرواه عنه حميد بن هلال من غير هذه الزيادات، أخرجه الطيالسي في المسند (443) ، وأحمد في مسنده (5/386)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/9)، والنسائي في الكبرى (7978)، وابن حبان في صحيحه (5963) من طرق عن سليمان بن المغيره عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن خالد بن سبيع عن حذيفه قال:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه " ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء"، قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن ما هي؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحدا منهم" مع اختلاف يسير في الألفاظ، واللفظ لأحمد.

قلت: الإسناد إلى خالد بن سبيع صحيح لا مطعن فيه؛
سليمان بن المغيره إمام ثقه، قال عنه شعبه سيد أهل البصره (انظر التهذيب 12/69)
حميد بن هلال هو ابن هبيره ثقه من رجال الشيخين قال عنه قتاده ما كان بالبصرة أحد أعلم من حميد بن هلال، ما أستثني الحسن ولا ابن سيرين (التاريخ الكبير للبخاري 2/346، 2700)
ونصر بن عاصم الليثي وثقه النسائي وابن حبان والذهبي وابن حجر (انظر التهذيب 29/347)

وغير هذا فقد جاء في روايه صخر وروايه قتاده ما يدل على نكارتهما فقوله في روايه صخر بن بدر العجلي [فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة" وفي روايه أحمد "لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة" ]
وفي روايه قتاده عند البزار وأبي داود والحاكم ["ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره، وحط أجره»، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم هي قيام الساعة" ]والمعنى واحد.

مخالفه صريحه لما رواه مسلم (2940) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين - لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه " قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا".
وفي الباب أيضًا عن عائشه وأبي هريره.


والظاهر أن النكاره من قبل صخر بن بدر وليست من خالد بن سبيع، لما سبق من روايه نصر بن عاصم من غير هذه الزيادات المنكره.

ثم أن خالد بن سبيع نفسه الذي عليه مدار الروايه مجهول وليس له في كتب السنه فيما وقفت عليه إلا هذه الروايه، وإن وثقه ابن حبان والعجلي فعلى قاعدتهم في توثيق المجاهيل، وقال عنه ابن حجر مقبول، أي: عند المتابعه وإلا فلين كما أشار في مقدمه التقريب، ولا أعلم له متابع!










التوقيع :
قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله؛ والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبًة له وإجلالاً ومحبًة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له؛ ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل؛ فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهيه كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله؛ ونقصًا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك؛ وهذا كله من فروع الشرك. (ابن رجب الحنبلي؛ كلمة الإخلاص)
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا هربت يا أشتر؟! تعال ولا تخف!
»» إكمال مناظرة الإمامة مع الأشتر النخعي
»» تعرية مركز الأبحاث العقائديه في استدراكهم على الإمام الألباني
»» دراسه روايه "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك"
»» سُبل الهداية من آية الولاية {إنما وليكم الله.......}
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "