مشاركة هامة ومُكمله للموضوع
لايوجد تاريخ صحيح بمولد النبي صلي الله عليه وسلم
والمولد النبوي بدعة الدولة العبيدية حينما رات النصارى
يحتفلون بميلاد عيسى عليه السلام ابتدعت المولد النبوي
وللاسف الاحتفال بتاريخ وفاة الرسول
صلي الله عليه وسلم وآله وصحبه اجمعين
فقد ضبط المؤرخون وعلماء السيرة تاريخ ميلاد نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم بالنقل عن الرواة وبالحساب الفلكي.
قال المباركفوري:
إنه ولد يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل
ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل
سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبير
والمحقق الفلكي محمود باشا.
وقد ذكر أكثر أهل السير
أنه ولد يوم الثاني عشر من شهر ربيع
الأول، وذكر بعضهم التاسع إلى الثاني عشر
ولعل الاختلاف عائد إلى عدم ضبط الميلاد والتاريخ عند العرب
في ذلك الوقت، فكانوا يؤرخون بالحوادث الكبرى ولم يكونوا
يسجلون التاريخ، والذي لا شك فيه أنه صلى الله عليه وسلم
ولد يوم الإثنين في ربيع الأول عام حادثة الفيل.
فالذي عمل به بعد الهجرة هو السنة الهجرية،
وأما الشهور القمرية فكانت موجودة
مع وجود القمر والشمس...
وكان العرب قبل الإسلام يعدون بها،
وأسماؤها موجودة في لغتهم قبل الإسلام.
قال الله تعالى:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
{التوبة: 36}
يرجع البعض الاحتفال بالمولد النبوي إلى الدول الباطنية
والتي يسميها أتباعها بالفاطمية والتي حكمت مصر وقتاً طويلاً
من الزمن وكانت هذه الدولة تعتنق الدين ( أي الطريقة)
الإسماعيلي وينتسب قادتها إلى شخص يسمى
عبيد الله بن ميمون القداح يذكر عنه بعض المؤرخين بأنه
مجوسيدَس نفسه في المسلمين مريدًا زعزعة دينهم وخلخلته
من الداخل بإحداث بعض البدع والخرافات
والعقائد المناقضة للإسلام.
ويذكرون أن الدولة الباطنية أحدثت المولد النبوي
ضمن موالد واحتفالات وأعياد أخرى كثرت مع الزمن
ونكتفي بذكر الموالد التي نقل احتفالهم بها وهي:
مولد النبي، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
ومولد الحسن والحسين ، ومولد فاطمة الزهراء،
ومولد الخليفة الحاضر
{ الخطط للمقريزي 1/490}
في حين يرجع آخرون وهم المؤيدون للمولد
بأن أول من عمله لم يكن باطنيًا أو إسماعيليًا
بل كان ملكًا عادلًا ويعرف بالمظفر أبي سعيد ملك إربل
وحكي عنه أنه في بعض الموالد كان يمد في السماط
خمسة آلاف راس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية،
وثلاثين ألف صحن حلوى وأنه كان يحضر عنده في هذه الموالد
أعيان العلماء والصوفية
فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعًا من الظهر
إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم، ولكن مما أيد به أصحاب القول
الأول قولهم أن تاريخ فعل هذا الملك متأخر عن فعل الباطنية
مما يعني أنهم أول من أحدثه، وأن هذا الملك فلدهم جهلا.
وعلى كل فالجميع متفقون على أنه جاء متأخرا
بحيث مرت القرون الثلاثة الأولى
وهي القرون المفضلة دون ذكر للاحتفال بالمولد أو إقامته،
وهذا هو المطلوب أي الإقرار بأن المولد حدث متأخرا،
لأننا سنبني على هذا شيئا آخر، ولا يهمنا في هذا المقام كون
أول من احتفل بالمولد سنيًا أو شيعيًا، إنسيًا أو جنيًا أو غيره.
ويمكن الجمع بين قول من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي
أول من فعله الرافضة بنو عبيد القداح في القرن الرابع،
وبين قول من قال أول من فعله هو ملك إربل
في القرن السابع، أن يقال:
أن أول من فعله بنو عبيد القداح في مصر
ثم سرت هذه البدعة إلى الشام والعراق في القرن السابع الهجري.
وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية عن الدولة الفاطمية
(11/346): "هم كفار، فساق، فجار ملحدون، زنادقة،
معطلون الإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية معتقدون" ا.ه.
[مجموعة الرسائل والتوجيهات، محمد جميل زينو (1/199)].
وهذا ما صرح به العلماء حيث ذكروا
أن الاحتفال بالمولد لم يكن في السلف،
قال الحافظ السخاوي في فتاويه :
"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح
في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد"
{ نقلًا عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439)
ط. وزارة الاوقاف المصرية }.