الشتاء والعرب

[بعيد المسافات]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اشتكت النار إلى ربها فقالت
يارب أكل بعضي بعضًا فأذن لي بنفسين
نفس في الشتاء ونفس في الصيف
فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير

والمراد بالزمهرير شدة البرد

قال ابن رجب فإن شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم

قال قتادة علم الله أن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعا

وقال محمد صلى الله عليه وسلم
اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا
فجعل لها نفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف
فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها


العرب قديماً كانت تكره الحروب والغزو في فصل الشتاء وقد يندر ان يكون لهم غزوات قي فصل الشتاء
وكانوا يفضلون الحروب والغزوا في الفصول المعتدله وفي فصل الصيف
وما اقل الفصول المعتدله في ارض الجزيرة العربية

وكانت رحلات التجارة ومن بينهم رحلات تجار قريش رحلة الشتاء و الصيف المذكورتان في سورة قريش
كانت رحلة الشتاء إلى جنوب الجزيرة العربية إلى اليمن ورحلة الصيف إلى شمال الجزيرة العربية إلى الشام
حيث كانت اليمن ادفء من الشام في فصل الشتاء واقل امطار
ويقال قديماً كانوا أهل مكة قريش يشتون بمكة ويصيفون بالطائف
ويقال أن هاتان الرحلتان إحداهما في الشتاء إلى بلاد الحبشة ثم اليمن يبلغون بها بلاد حمير وفي فصل الصيف إلى بلاد الشام
وقريش وأهل مكة عرفو في التجارة منذا القدم وكانوا من اوئل واقدم أهالي الجزيرة العربية في هذا المجال وهو الترحال من اجل التجارة من بلد الى بلدة أخر ثم يعودون الى اوطانهم
ولم يكن هذا معروف عند بنو اليهود ولم يسبقهم في هذا لاحضارم ولاغيرهم من الاقوام الأخرى وهو أسلوب جديد على العرب وأهل جزيرة العرب

وبعض العلماء قال في رحلة الإيلاف أن ليس بنشاط مكة التجاري بل فيها نشاط ديني ونشاط أخر
وعن ابن عباس قال
كانوا يشتون بمكة لدفئها
ويصيفون بالطائف لهوائها
وهذه من أجلّ النعم أن يكون للقوم ناحية حر تدفع عنهم برد الشتاء وناحية برد تدفع عنهم حر الصيف

والنشاط الديني في اللات والعزى
وقال ابن عباس
أن رجلاً ممن مضى كان يقعد على صخرة لثقيف يبيع السمن من الحاج إذا مروا فتلت سويقهم وكان ذا غنم فسميت الصخرة اللات فمات
فلما فقده الناس قال لهم عمرو
إن ربكم كان اللات فدخل في جوف الصخرة
وكانت العزى ثلاث شجرات سمرات بنخلة
وكان أول من دعا إلى عبادتها عمرو بن ربيعة والحارث بن كعب
وقال لهم عمرو
إن ربكم يصيف باللات لبرد الطائف ويشتو بالعزى لحر تهامة
وكان في كل واحدة شيطان يعبد

وبذلك اعتقد اهل قريش واهل مكة
أن الرب الإله هو من كان يصيف بالطائف ويشتو بمكة
وهو في الحقيقة كان يشتو في معبدي اللات والعزى في الطائف ومكة بعتقادهم وظنهم الاجاهل
وهذا يعني انه كانت لهذا الرب رحلتان صيفية وشتوية
وأهل مكة يصيفون بالطائف ويشتون بمكة
فهم كانوا يقلدون رحلة إلههم في أغلب الظن

ورحلة الشتاء والصيف على هذا قد تكون شأن ديني أيضاً مثل ماهي شأن دنيوي


ومن العلماء من يربط رحلة الإيلاف بنشاط مكة التجاري
ويتحدث عن رحلتين لا رحلة واحدة
شتوية إلى اليمن وصيفية إلى الشام

ويقول مطرود بن كعب الخزاعي
المنعمين إذا النجوم تغيرت
والظاعنين لرحلة الإيلاف

ورحلة الشتاء والصيف الرحلتان التجاريتان والإيلاف هو العهود والمواثيق التي أخذها هاشم بن عبد مناف وإخوته
من الدول والقبائل التي كانت تمر بها تجارة مكة
وكانت عهود الإيلاف على طريق اليمن والشام والحبشة وفارس
وكان أصحاب الإيلاف أربعة إخوة
هما هاشم, وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف
فأما هاشم فإنه كان يؤلف ملك الشام
أي أخذ منه حبلا وعهدا يأمن به في تجارته إلى الشام
وأخوه عبد شمس كان يؤلف إلى الحبشة
والمطلب إلى اليمن
ونوفل إلى فارس
فكان هؤلاء الإخوة يسمون المجيرين
فكان تجار قريش يختلفون إلى الأمصار بحبل هؤلاء الإخوة
فلا يتعرض لهم
وأن قريشا كانوا سكان الحرم
ولم يكن لهم زرع ولا ضرع
وكانوا يميرون في الشتاء والصيف آمنين
والناس يُتَخطفون من حولهم
فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا
نحن أهل حرم الله
فلا يتعرض الناس لهم

وكانو تجار قريش كلما مر بحي من العرب أخذ من أشرافهم الإيلاف أن يأمنوا عندهم وفي أرضهم
فأخذوا الإيلاف من مكة والشام

والله سبحانه هو الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف
وهو الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا


ونرجع لموضوعنا الشتاء والعرب

وغزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت في الشتاء والصيف
وغزوة تبوك كانت في فصل الصيف وهي آخر غزوة خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم
وغزوة الأحزاب أو غزوة الخندق كانت في فصل الشتاء وكان بعض الصحابه يحفرون حفرة في الارض ويدخلون انفسهم فيها من اجل التدفئة وكان سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم كان يربط على بطنه الحجر من شدة الجوع والبرد

وغزوة ذات السلاسل والتي كان أميرها هو الصحابي عمرو بن العاص والتي كانت في فصل الشتاء
وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص وكانت ليلة باردة
فخاف على نفسه من الماء البارد في الجوء البارد وخاف على جيش المسلمين أذا استخدم النار لتسخين الماء أن ينكشف جيش المسلمين للعدو الفارسي
فتيمم وصلى بأصحابه الصبح
فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب
فأخبره بالذي منعه من الاغتسال
وقال إني سمعت الله يقول ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا


وكان بعض الصحابه في اوقات الغزو في الأيام الباردة يأكلون لحم جزور لحم حاشي
ولا يقدرون على أن يتوضؤ بسبب برد الشتاء ولايستطعون تسخين الماء البارد بسبب العدو
وفي السنه من اكل لحم الجزور فليتوضأ
وقال النبي عليه الصلاة والسلام توضئوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم

وحديث جابر بن سمرة أنه سُئل محمد عليه الصلاة والسلام
قيل يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الإبل
قال نعم فقيل له أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت

وفي عهد الصحابه كانت اغلب غزواتهم مع الروم في فصل الصيف أو الفصول المعتدله

انتها


احببنا الخروج من السياسة


تحيتي

[الشامخ السني]

موضوع قيم ياستاذ اهـ ذكرتني هذه الحروب التي كانت تناسب طبيعتهم وطبيعة ديارهم
وهم أهل كر وفر ولايعرفون اسلوب الجيوش النظاميه الا بعد ظهور الدولة الإسلاميه

وعرفوا العرب أسلوب حرب العصابات منذا أيام أبرهة الحبشي الذي قصد هدم الكعبة

[بعيد المسافات]

ياحياك استاذ الشامخ
المواضيع الطويله غالبا لاتقرء وغالباً لايرد عليها احد وتحتاج الى تلخيص ثم يتفاعل معها القراء
ولا تكون المواضيع الطويله ممتعه الى لمحبين القراءة
وبعض القراء يحب النـقـاش والحـوار في المواضيع الطويله كــ حبه للمواضيع القصيره
هذا الموضوع كان العرب قبل الأسلام وبعده لايفضلون الغزو في فصل الشتاء بسبب انه يحتاج فيه إلى مؤنة كبيره ووسائل التدفئة فيها خطر على المقاتل
والعرب بعد الإسلام عرفو ان الروم والفرس تفضل القتال في الشتاء ولاتحب القتال في فصل الصيف والعرب متعودون على فصل الصيف وهو من اطول فصول جزيرة العرب
قديماً وفي وقتنا الحاضر..


تحيتي