فضل الغرس والزرع

[أبو ماززن]

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا ، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ ، أَوْ إِنْسَانٌ ، أَوْ بَهِيمَةٌ ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ".

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمْ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ ، فَلْيَغْرِسْهَا".

الحديث الأول: أخرجه الطيالسي (ص 267 ، رقم 1998) ، وأحمد (3/147 ، رقم 12517) ، والبخاري (2/817 ، رقم 2195) ، ومسلم (3/1189 ، رقم 1553) ، والترمذى (3/666 ، رقم 1382) وقال : حسن صحيح . وأخرجه أيضًا : أبو يعلى (5/238 ، رقم 2851) ، وأبو عوانة (3/332 ، رقم 5200) ، والبيهقي (6/137 ، رقم 11527) .

الحديث الثاني: أخرجه الطيالسى (ص 275 ، رقم 2068) ، وأحمد (3/191 ، رقم 13004) ، وعبد بن حميد (ص 366 ، رقم 1216) ، والبخاري فى الأدب المفرد (1/168 ، رقم 479) ، والبزار كما فى مجمع الزوائد (4/63) قال الهيثمى : رجاله أثبات ثقات . والضياء (7/263 ، رقم 2714) وصححه الألباني (صحيح الأدب المفرد ، رقم 371).

[أبو زرعة الرازي]

وقد بوب البخاري رحمه الله في أول كتاب المزارعة ببابين ليضبط هذه المسألة ويجمع النصوص الواردة فيها:

باب: فضل الزرع والغرس إذا أكل منه.
وقوله تعالى: {أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما} /الواقعة: 63 - 65/.
حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة).
وقال لنا مسلم: حدثنا أبان: حدثنا قتادة: حدثنا أنس، عن النبي صلى الله
عليه وسلم.
باب: ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع، أو مجاوزة الحد الذي أمر به.
حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي: حدثنا محمد ابن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي قال:
ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل).

ومن هذا التبويب، يعلم كيفية الجمع بين الأحاديث الواردة في الزرع.

[غريب مسلم]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي     باب: ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع، أو مجاوزة الحد الذي أمر به. حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي: حدثنا محمد ابن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي قال: ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل).

هلا تكرمت علينا شيخنا بمزيد من الشرح في هذا الباب.

[أبو زرعة الرازي]

اقتباس: هلا تكرمت علينا شيخنا بمزيد من الشرح في هذا الباب.

بارك الله فيك فأنا لست بشيخ.
والمعذرة على التأخر في رؤية مشاركتك والموافقة عليها.

المسألة أنه وردت أحاديث في ذم الزرع وأحاديث في فضله.
ونعلم أن الكل من مشكاة النبوة وليس بينه تعارض.
فحل الإمام البخاري رحمه الله ما ظهر على أنه تعارض بتبويبه.

فوضع بابا يبين أن الزرع بإطلاق ليس بمذموم، بدليل أنه يؤجر الغارس إذا أكل منه الطير أو الإنسان أو البهيمة.
فلو كان حراما مطلقا لما ترتب على غرسه ثواب.

ثم بين في الباب التالي أنه يكون مذموما إذا جاوز الناس فيه الحد.
وهذا التبويب توضحه أحاديث أخر لم يوردها البخاري رحمه الله ولكن اكتفى بإيجاز المعنى والفائدة في الباب "مجاوزة الحد".
فتجد في أحاديث أخر ذم اشتغال الناس بالزرع مقرونة بتركهم الجهاد في سبيل الله.
فأوجز رحمه الله هذا بمجاوزة الاشتغال بالزرع حده حتى يطغى على غيره من المهمات دخل في هذا الجهاد وغيره.

فحاصل المسألة أن الزرع حلال، ولكن مجاوزة الحد في الاشتغال به حتى يلهي الناس عن الجهاد أو الصلاة أو طلب العلم أو غير هذا من فروض الأعيان والكفايات، يجعل الزرع في حق هذا الذي اشتغل به عن الفروض مذموما.