عاد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق "آية الله محمد باقر الحكيم" إلى وطنه السبت 10-5-2003 بعد 23 عاما قضاها في المنفى بإيران، وسط ترحيب آلاف من العراقيين.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن رئيس المجلس الأعلى الذي يُعد من أكبر الجماعات الشيعية بالعراق دخل صباح السبت العراق برا عبر إيران عن طريق مركز شلامجة الحدودي الذي يبعد حوالي 10 كيلومترات شرق البصرة جنوب العراق.
ودخل الحكيم العراق في موكب يضم عشرات السيارات وسط حماية عشرات العناصر من "فيلق بدر" الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية.
وكان آلاف من أنصار الحكيم في الجانب العراقي من الحدود في استقباله، وهم يرفعون أعلاما ولافتات وصورا له، ويرددون هتافات من قبيل: "نعم نعم للإسلام.. نعم نعم للحكيم"، إضافة إلى هتافات تدعو إلى الوحدة بين الشيعة والسنة.
كما كان في استقبال الحكيم حوالي عشرين من رجال الدين من المجلس الأعلى. وقال الحكيم في حديث لقناة "العربية" الفضائية في إيران قبل توجهه إلى العراق حيث وصل في وقت لاحق: "إن قواته (فيلق بدر) قادرة على ضبط الأمن في العراق لو تركت القوات الأنجلو أمريكية لها مهمة القيام بدور أمني، ولم تتدخل في شؤون العراق".
ويتمركز فيلق بدر بإيران، ويضم حوالي عشرة آلاف مقاتل، وقد عاد قسم كبير منه إلى العراق بعد سقوط النظام العراقي.
ومن المقرر أن يلقي الحكيم خطابا بعد وصوله إلى البصرة على أن يشارك في احتفال على شرفه في مقر الحزب الذي يترأسه.
وأوضح حسين الحسيني -مسؤول المجلس الأعلى في البصرة- أن الحكيم سيتوجه الأحد 11-5-2003 إلى النجف بعد أن يتوقف في الناصرية على أن يواصل في الأيام التالية زيارته إلى كربلاء، ثم إلى العاصمة العراقية بغداد، مشيرا إلى أنه سيستقر في النهاية بالنجف.
والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية من أبرز القوى الشيعية التي كانت تعمل في إطار المعارضة لإسقاط نظام الرئيس العراقي "صدام حسين".
ويعارض المجلس الأعلى الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق، إلا أنه يشارك في هيئة قيادية للمعارضة العراقية تضم 5 تنظيمات أساسية قد تشكل نواة لحكومة انتقالية عراقية برعاية أمريكية، وهي: المؤتمر الوطني العراقي برئاسة أحمد الجلبي، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والوفاق الوطني العراقي برئاسة إياد علاوي، إضافة إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة محمد باقر الحكيم.
ويشير مراقبون إلى أن واشنطن تنظر من ناحيتها إلى الحكيم بتشكيك، وتؤكد أنها تراقبه عن كثب لعلاقته بالحرس الثوري الإيراني، حتى إن إذاعة "سوا" التي تمولها الولايات المتحدة ذكرت السبت أن الحكيم لن يشارك في الحكومة الانتقالية.
وكان الرجل الثاني في المجلس الأعلى عبد العزيز الحكيم قد وصل إلى العراق في 16-4-2003، وهو يشارك في اجتماعات الهيئة القيادية للمعارضة العراقية.
ويتمتع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي اتخذ من إيران مقرا له في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بتواجد قوي في جنوب العراق حيث غالبية السكان من الشيعة.
ويشكل الشيعة حوالي 60% من الشعب العراقي، ويبدي ممثلوهم اعتراضا على استمرار الوجود الأمريكي في العراق.