بِــسْـــمِ اللَّهِ الــرَّحْمـَنِ الرَّحِــيمِ
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا
الْحَمْدُ لِلَّهِ مُعَزِّ الْإِسْلَامِ بِنَصْرِهِ ، وَمُذِلِّ الْشِّرْكِ بِقَهْرِهِ ، وَمُصَرِّفِ الْأُمُورِ بِـأَمْرِهِ ومُسْتُدَرّجَ الْكَافِرِيْنَ بِمَكْرِهِ ،الَّذِيْ قَدَّرَ الْأَيَّامِ دُوَلِا بِعَدْلِهِ ، وَجَعَلَ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِيْنَ بِفَضْلِهِ وَالْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ عَلَىَ مَنِ أَعْلَىَ الْلَّهُ مَنَارَ الْإِسْلَامِ بِسَيْفِهِ أَمَاْ بَعَدْ:
لَقَد قَرأنَا التّارِيْخَ وَ اسْتَقْرَأْناهُ فَلَمْ نَجِد فِي مَاضِيْهِ وَ حَاضِرِه وَ لا حَتّى إِرْهَاصَاتِ مُسْتَقْبَلِه كَمِثل سِيْرةِ بَل سَوءَةِ أَصَحَابِ الرّفْض، رَفَضَهُم الله كَمَا لَفَظُوا دِيْنَه وَ مِنْهَاجَهُ القَوِيْم و اسْتَبْدَلُوْهُ بِالّذِي هُو أَدْنَى مِن خَلِيطِ حِقْدِ وَ خُزَعْبلاتِ الفُرْسِ وَ تَضَالِيْلِ اليَهُودِ وَ ضَلالِ النَّصَارَى ليِتَناسَبَ مَعْ جَمِيْعِ أَصْحَابِ الدّيَانَاتِ المُعَادِيْنَ لأهْلِ الإِسْلام، فَخَرَجُوا بِدِينٍ مَمْسُوخٍ يُوجِّبُونَ فِيهِ عَلَى الأُمّة أَنْ يَلْعَن آخِرُهَا أَوّلها، وَ أَنْ يَكُفَر بِالكِتَابِ كُلِّه، وَ أْن تُعَطّلَ شَرَائِعُه، وَ أَنْ يُشْرَكَ مَعْ قِبْلَةِ المُسْلِمِينَ بَلْ تُغيّر هَذِه القِبْلَة مِنْ مَكّـة فَتُشَدّ الرِّحَالَ إِلى كَرْبَلاءَ وَ مَشْهَد، وَ أنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ بَيـنَ المُسْلِمِينَ بِاسْمِ الدّيْنِ، وَ لِذَا كَانَ واجِبَاً عَلينَا تَبْيِّن الحَقْ لـِ عَوامِهمْ.
وَ قَبْلَ الخَوْضِ فـِي المَوُضُوعْ، لا بُدّ مِنَ التنبيه على أمور:
أولاً: أنَّنا حِيْنَ نُطْلِقُ لَفْظَ الرّافِضَةِ فَإِنـّمَا نُرِيْدُ بِهِم السَّوَادَ الأَعْظَمَ المَوْجُوْدَ مِنْهُمْ فِي هَذِهِ الأَيّامِ أَلا وَ هُمُ الشِّيْعَةُ الإِثنَي عَشْرية.
ثانياً: إِنّ الرَّفْضَ دِيْنٌ يَخْتَلِفُ تَمَاماً عَنِ الإِسْلامِ الذِيْ جَاءَ بـِهِ النّبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلّـم وَ لا يُمْكِنُ أَنْ يَلْتـَقِيَ مَعَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الفُرُوعِ وَ الأُصُول، كَيْفَ لا وَكِبَارُ آياتِهِم وَ عُلَمَائِهِم قَدْ قَعَدُوا لَهُم قَاعِدَةً في التّرْجِيحِ بَينَ الأدِلّـةِ إِذا اخْتَلَفَت عِنْدَهُم أَو تَعَارَضتْ بِأنَّ مَا خَالَفَ قَوْلَ أَهْلِ السُّنةِ (وَ يُسَمُّونَهُم العَامّة) هُوَ القَوْلُ الأَقْرَبُ للصَّوَابِ مُسْتَنِدِينَ عَلَى رِوَايَاتٍ مَكْذُوْبَةٍ عِنْدَهُمْ كَأصْلٍ لِهَذهِ القَاعِدَةِ التِيْ تَدُلُّ عَلَى مُخَالفَةِ دِيْنِهِم أَصُولاً وَ فُرُوعَاً لِدِينِ الإِسْلامِ مِن حَيثُ مَنْهَجِ الحَقّ.
فَهُو مُخَطَّطٌ دُبِّرَ بِلَيلٍ لمْ يَقُمْ مِنَ الأَسَاسِ إِلا لِغَرَضِ هَدمِ الدِّينِ؛ مِنْ خِلالِ أَمرينِ هَامَّينِ:
الأَوَّلُ: التَّشكِيكُ فِي حَقِيقِةِ هَذَا الدِّينِ وَزَعْزَعِةِ العَقِيدَةِ، إِمَّا بِبَثِّ الشُبُهَاتِ عَلى مَذهَبِ أَهلِ الحَقِّ وَالتي تُشَكِّكُ في أُصُولِ هَذَا الدِّينِ وَتَصُدُّ عَنهُ بِالكُلِّيِّةِ، وَإِمَّا بِتَحرِيفِ كَثِيرٍ مِنْ أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ ليَكَونَ دِينَاً مَسخَاً.
وَالأَمرُ الثَّانِي: يَتَمَثَّلُ في الجَانِبِ السِّياسِيّ وَذَلكَ عَنْ طَريقِ زَعزَعْةِ أَركَانِ الدَّولةِ الإِسلامِيَّةِ مِنَ الدَّاخِلِ وَالخَارِجِ عَلى السَّوَاءِ، فَأَمَّا مِنَ الدَّاخِلِ فَمِنْ خِلالِ استِثَارَةِ الشَّعْبِ وَلا سِيَّمَا ضِعَافُ النُّفُوسِ وَأَصحَابُ المَطَامِعِ وَتَحرِيضَهُمْ عَلى الخُروجِ عَلى خَليفَةِ وَإِمَامَ المُسلِمِينَ أَو اغتِيالِهِ بَدَعَاوَى وَشُبُهَاتٍ بَاطِلةٍ أَوْ غَيرِ مُسَوَّغَةٍ، وَأَمَّا مِن الخَارِجِ فَمِنْ خِلالِ التَّعَاونِ مَعَ أَعدَاءِ الدِّينِ وَالتَّحَالفِ مَعَهُمْ، حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِن اسقَاطِ الدَّولةِ الإِسْلامِيَّةِ.
وَهَذَانِ الأَمرَانِ هُمَا المَنهَجُ وَالخُطَّةُ الأَسَاسَّيةُ التي قَامَ عَليهِمَا دِينُ الرَّفضِ مُنذُ بِدَايَةِ نَشأَتِهِ وَتَأسِيسِهِ عَلى يَدِ اليَهَودِيِّ المعرُوفِ عَبدُ الله بن سَبأَ الذي لم يَجِدْ أَفضَلَ وَلا أَجْدَى مِنَ التَّسَتِّرِ بِلِبِاسِ التَّشَيُّعِ وَالتَّشَيُّعِ بِحُبِّ آلِ البَيتِ بَعدَ أَنْ أَظهَرَ الإِسلامَ وَأَبطَنَ الكُفرَ وَالدَّسِيسَةَ لهَذَا الدِّينِ.
بدايةً أقول: أن ما سوف يُطرح هو مُلحق لـ موضوع [الصَارمُ المَسلُول عَلىْ نَافِي السَهُو عَن الرَسوُل(2)[تكفير المراجع بعضهم!!]{وثائق}]
مِن خلال المُطالعة سوف يُلاحظ القاريء الكريم، أن عقيدة متقدمي الشيعة تختلف تماماً عن متأخري الشيعة.
فأصحابُ علي -رضى الله عنه- كانوا يفضلون أبو بكر وعمر وعثمان -رضى الله عنهم- على علي -رضى الله عنه-
لِذَلكَ يقول المُرتضَى:
ومعلوم أن جمهور أصحابه وجلهم كانوا ممن يعتقد إمامة من تقدم عليه عليه السلام، وفيهم من يفضلهم على جميع الأمة.[1]
لكن حين دخل عبد الله إبن سبأ وبث سمومه و وجد من يُعينه مِن المُنافقين تغيرت الشيعة وبمرور الزمن تبدلت عقائدهم إلى أن وصلوا إلى ما هم عليهِ اليوم ..
فما كان عند المتقدمين غلواً أصبح اليوم من ضروريات الدين الشيعي الأثني عشري ...
يعترف بهذا كبار علماء الشيعة، منهم السبحاني فيقول:

***
تفريغ النص:
أما الأول، فلوجود الخلاف في كثير من المسائل العقيدية حتى مثل سهو النبي في جانب التفريط أو نسبة التفويض في بعض معانيها في جانب الافراط، فان بعض هذه المسائل وإن صارت من عقائد الشيعة الضرورية بحيث يعرفها العالي والدائي، غير أنها لم تكن بهذه المثابة في العصور الغابرة.[2] أَقولْ: ما كان غلواً عند المتقدمين أصبح اليوم من ضروريات الدين الأثني عشري.
فلا نعلم من على حق، أ هم أصحاب علي -رضى الله عنه- المؤمنون بخلافة أبو بكر عمر عثمان -رضى الله عنهم- ويفضلونهم على علي -رضى الله عنه- أم شيعة اليوم الذين يلعنونهم ويكفرونهم !!؟
نعودُ قليلاً؛ مسألة "سهو النبي -صلى الله عليهِ وسلم-"
بعض الشيعة -هداهم الله- حين رآى طعن المفيد بـ الصدوق، وطعن الصدوق بـ الشيعة و وصفهم بـ "الغلاة" بل وصل الحال إلى حد اللعن، لم يُصدق، فوجدت البعض ينفي أن تكون رسالة المفيد التي هي بعنوان "عدم سهو النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-" أن تكون لـ المفيد، ومنهم من ينفي أن الكلام موجه لـ "الصدوق"
فحتى يعرف الشيعة الأمامية -هداهم الله- أن كل تِلك الطعون كانت موجهة لـ "الصدوق" نورد كلام العلامة نعمة الله الجزائري -أخ-[3] لتبيِّن الأمر بوضوح يقول العلامة نعمة الله الجزائري:

***