العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الإجتماعية > شؤون الأسرة وقضايا المجتمع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-11, 01:11 AM   رقم المشاركة : 1
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


Lightbulb وَبَكَتْ حَيَاءً مِنْ مَخَافَةِ رَبِّهَا ::




وَبَكَتْ حَيَاءً مِنْ مَخَافَةِ رَبِّهَا




جاءني اتصال من طالبة كانت تحضر لي دروس الفقه والعقيدة في مسجدي وكانت دائمة السؤال ومجدة في المذاكرة مهتمة بالتحصيل مؤدبة خلوقة حيية عفيفة وكانت أغلب أسئلتها عن أحوال النفس فبان لي أنها تراقب نفسها جداً وتهتم بحال قلبها وتعالج أفكارها وتسعى لنيل المحاسن والفضائل لكن لله ليس لمجرد تحسين صورتها



ولقد اتصلت هذه المرة وهي في حالة من البكاء العنيف بحيث لم أتمكن من سماعها جيداً لتداخل كلماتها وادغامها في بعضها بسبب البكاء الشديد وهي تشكو من حالة وجدت نفسها عليها حيث تعصي الله العظيم بأنواع من المعاصي قد ينظر إليها كثير من الناس نظرة استخفاف وتقليل ؛ فهي لا تعني شيئا ولا تؤثر في شئ في نظرهم ، لكن هذه الفتاة توقفت عند حالتها هي وأمسكت بزمام قلبها وشدت على نفسها لتوقف نزيف المعصية .



ولكنها لما فعلت ذلك خطر لها أنها إنما فعلته ليقال عنها مؤدبة لا ترفع صوتها على أمها ولا أبيها ولا تتعالى على أخيها ولا تعاند أهلها في شئ ، أو لأنها تريد أن تشعر في داخل نفسها بصورة ترضيها عن نفسها وهي التي لا تقبل بالضعف ولا تحب الانهزام ولا تخضع للضغوط مهما كانت قوية حتى لو كانت فوق طاقتها وأكبر من قدرتها فإنها تتحاشى إظهار ضعفها أمام غيرها وإن كانت متهالكة في داخلها حتى إذا خلت بنفسها أفرغت شحنة همها وسكبت دموع أسفها واستسلمت لضعفها " هذا كل ما جال ببالها " فبكت لأنها :



أولاً : لوقوعها في معصية الخالق سبحانه بصوتها الحديد لا سيما مع أهلها ، وأيضاً وهو الأهم بتخاذلها وتكاسلها في الصلاة بحيث قد يفوتها فرض أو أكثر ، الأمر الذي يشعرها بتناقض شديد بين ما تبديه من تدين ظاهر يتمثل في نقابها المنضبط وسعيها في سبيل تحصيل العلم الشرعيِّ وترجو أن تكون داعية ومربية تنشئ أجيالاً تحمل همَّ الدين الأمر الذي لا يستقيم والمعصية .



ثانياً : لخوفها من أن تلقى ربها بهذا الخلق فيعاقبها عليه لاسيما وهي تخشى في داخلها أن تكون رغبتها في تحسين سلوكها هي نرجسيتها الذاتية " تعبير من عندي " وأنها تريد ككل إنسان أن تشعر بالحسن والرقيِّ والتميز الداخلي ؛ فخافت أن تكون محاولاتها للتحسن والأدب لهذا لا لله ، حيث قالت لي باكية بشدة :


يا شيخ أنا خايفة من ربنا قوي خايفة من عذابه خايفة من حسابه ,,, خايفة أكون بحاول ألتزم وأستقيم وأكون مؤدبة علشان أكون جوة نفسي حلوة وكويسة مش علشان ده يرضي ربنا !!



وانخرطت في بكاء عنيف جداً ،، فتركتها حتى هدأت قليلاً ثم تناولت بعض الآيات " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ..."



كما بينت لها أن الإنسان لا يعيبه ولا ينقصه أن يطمح إلى تحسين وتنمية قدراته وأن يشعر في داخله بالتقدير الذاتيِّ طالما لم يحمله ذلك ولم يوصله إلى الغرور والعجب أو الرياء والاعتداد بالنفس ، أن يستشعر أنه يمشي على النهج القويم ويسلك الطريق المستقيم ، كما أنه لا يعيب الإنسان أن يسعى إلى جمال الخلقة وحسن الخلق ونظافة الهيئة وأن هذا لا يتعارض مع الإخلاص فقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة . قال : إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس " .



فليس عيباً إذاً أن يشعر الإنسان بالتميز والتحسن والخير في نفسه وداخله على ألا يدفعه هذا الإحساس إلى التعالي على الناس أو التكبر على الغير أو الغرور فالنعم من فضل الله والخلق الحسن موهبة وعطاء وجهد من الإنسان كذلك فلا يجوز للإنسان أن ينسى أن هذا الخلق الحسن هو من فيض عطاء الله عز وجل ، كما أنه لو كان حسن الخلق فعلاً فإن من حسن الخلق أن يتأدب مع الله وأن يتلاشى حظ نفسه من داخله وهذا يأتي بالمداومة على مراقبة النفس لكن ليس إلى درجة الإحباط التي أنت عليها .



انتهت المكالمة عند هذا الحد تقريباً وقد أتت على نفسي همومها ؛ ونظرت في حالي وحالها وهي التي بكت بكاءً لا أظنها تبكيه لو ماتت أمها أو فقدت أباها ـ حفظهما الله ورعاهما وختم لنا ولهم بالخير ـ وجدت أن مثل تلك النوعية من الفتيات ـ ومثلها من الفتيان أعرف بعضهم ـ هم من نحتاج إلى المزيد منهم بحيث ينهض المجتمع ويقوم بعد طول سبات وضياع .



لم أجد لنفسي عذراً بعد مكالمتها ، واستشعرت الحرج والحياء من داخلي وعرفت أن العلم الحقيقي هو الذي يوصل إلى المراقبة ويبعث على المحاسبة ويوصل إلى الخشية : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " فما قيمة العلم إن لم تصاحبه خشية وتنتج عنه تقوى ولازمه مراقبة ومحاسبة ؟



أقص هذا الموقف لأتعلم منه ويتذكر غيري ما قد يكون منسياً تحت وطأة الحياة المادية العنيفة التي أكلتنا فلم تبق منا شيئاً إلا ما يبدو من صورة ظاهرة .



أرويها الآن لعلها تكون وقوداً دافعاً يشحذ الهمم ويرفع الهام لننظر أمامنا ونبصر طريقنا ونحاول ما استطعنا أن نعيد مجدنا الذي ضيعناه .


وبينما أنا سابح في أمواج هذا الاتصال الذي أحسب أنه جاءني حاملاً رسالة خاصة جداً ، بينما أنا كذلك إذ وجدتني أكتب هذه الكلمات :



وَبَكَتْ حَيَاءً مِنْ مَخَافَةِ رَبِّهَا




1.وَبَكَتْ حَيَاءً مِنْ مَخَافَةِ رَبِّهَا ‍


فَتَرَى دُمُوعَ العَيْنِ تَجْرِي تَنْهَمِرْ



2.فَاضَتْ عَلَى الْخَدَّيْنِ تَغْسِلُ ثَوْبَهَا ‍


مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ مِثْلَمَا فَاضَ النَّهَرْ



3.قَالَتْ أَلا يَا شَيْخُ هَذِي عِلَّتِي ‍


فَصِفْ الدَّوَا إِنَّ الفُؤَادَ قَدْ انْفَطَرْ



4.قُلْتُ اهْدَئِي وَدَعِي البُكَاءَ وَكَفْكِفِي ‍


تِلْكَ الدُّمُوْعَ وَنَبِّئِْنِي مَا الخَبَرْ



5.قَالَتْ أُصِيْبُ الذَّنْبَ مِمَّا غَفْلَتِي ‍


وَأَتُوْبُ لَكِنِّي أَعُوْدُ فَأَنْكَسِرْ



6.وَأَخَافُ رَبَّيَ أنْ يَرَى مِنْ زَلَّتِي ‍


وَأَرَى ذُنُوْبِي لَيْسَ يُحْصِيْهَا الْبَشَرْ



7.مَاذَا أَقُوْلُ لَهُ وَكَيْفَ جَوَابَيَا ‍


يَوْمَ الْحِسَابِ وَمَا السَّبِيْلُ لأَعْتَذِرْ



8.إنْ قَالَ يَا أَمَتِي عَصِيْتِ أَوَامِرِي ‍


وَأَتَيْتِ مَا حَرَّمْتُ فَالْمَأْوَى سَقَرْ



9.أَوَلَمْ أُحَرِّمْ فُحْشَ قَوْلٍ مُنْكَرٍ ‍


وَأَتَاكِ قُرْآنٌ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرْ



10.أَوَلَمْ تَكُوْنِي تَعْرِِفِيْنَ شَرِيْعَتِي ‍


وَبَعَثْتُ أَحْمَدَ بِالْهِدَايَةِ وَ السُّوَرْ



11.يَا َربِّ إِنِّي قَدْ عَصَيْتُكَ شِقْوَةً ‍


وَغَفَلْتُ عَنْ يَوْمِ الْحِسَابِ الْمُنْتَظَرْ



12.لَكِنَّنِي قَدْ تُبْتُ فَاقْبَلْ تَوْبَتِي ‍


وَاغْفِرْ ذُنُوْبِيَ أَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ غَفَرْ



13.يَا وَيْلَهَا إِنْ لَمْ يُسَامِحْنِي وَمَا ‍


هِيَ حِيْلَةُ الْعَبْدِ الذَّلِيْلِ الْمُنْكَسِرْ



14.يَا قَلْبُ لا تُعْرِضْ عَن الرَّحْمَنِ لا ‍


تَغْـتَـرَّ بِالرَّبِّ الْكَرِيْمِ إِذَا سَتَرْ



15.وَيْلِي مِن النِّيْرَانِ وَاذُلَّاهُ مِنْ ‍


غَسَّاقِهَا وَحَمِيْمِهَا بِئْسَ الْمَقَرّْ



16.إِنِّي أُرِيْدُ التَّوْبَ بِالإِخْلاصِ لا ‍


لِلنَّاسِ بَلْ للهِ جَلَّ الْْمُقْتَدِرْ



17.إِنِّي أُرِيْدُ سَمَاحَةً وَتَأَدُّباً ‍


لِيَكُوْنَ رَبِّي رَاضِياً لا لِلْبَشَرْ



18.لَكِنَّنِي يَا شَيْخُ أَخْشَى خَيْبَتِي ‍


إِنْ لاحَ عُجْبٌ أَوْ رِيَاءٌ مُسْتَتِرْ



19.يَا شَيْخُ أَرْجُوْ أَنْ أُحِبَّ اللهَ فِي ‍


سِرِّي وَجَهْرِي دُوْنَ كِبْرٍ أَوْ بَطَرْ



20.أَوَّاهُ ،، قَالَتْ بِالْبُكَا فَادَّاغَمَتْ ‍


كَلِمَاتُهَا فَعَجَزْتُ عَنْ فَهْمِ الْخَبَرْ



21.فَتَرَكْتُهَا تَبْكِي وَقُلْتُ لَعَلَّنِي ‍


أَبْكِي عَلَى حَالِي وَأَغْتَنِمُ السَّحَرْ



22.قَالَتْ أَجِبْ يَا شَيْخُ قُلْتُ تَبَارَكَتْ ‍


كَلِمَاتُ رَبّي جَلَّ عَنْ ظَنِّ الْبَشَرْ



23.أَبُنَيَّتِي لا تَقْنَطِي وَاسْتَبْشِرِي ‍


وَاسْتَغْفِري لِلذَّنْبِ يُصْبِحْ قَدْ غُفِرْ



24.اللهُ يَغْفِرُ ذَنْبَ مَنْ قَدْ أَسْرَفُوا ‍


" لا تَقْنَطُوا " تُوبُوا " "أَنِيْبُوا" يا بَشَرْ



25.قَالَتْ جُزِيْتَ الْخَيْرَ قَدْ أَرْشَدْتَّنِي ‍


أَزْعَجْتُ شَيْخِيَ بِاتْصَالِي فِي السَّحَرْ



26.سَكَنَتْ وَفَاءُ وَهَيَّجَتْ قَلْبِي عَلَى ‍


حَالِي وَبِتُّ الليْلَ أَسْتَلُّ الْعِبَرْ



27.وَعَرَفْتُ أَنَّ الْمَرْءَ لَيْسَ بِعِلْمِهِ ‍


مِنْ غَيْرِ تَقْوَى اللهِ فِي كُلِّ الصُّوَرْ



28.وَبَحَثْتُ عَنْ دَمْعِي لأَسْكُبَ عَبْرَةً ‍


أُبْدِي التَّنَدُّمَ كَمْ مِن العُمْرِ انْتَحَرْ



29.رَبَّاهُ فَالْطُفْ بِي وَسَلِّمْ يَوْمَ لا ‍


يُغْنِي الوَلِيْدُ وَأُمُّهُ كُلٌّ يَفِرْ



30.وَارْحَمْ أَذَلَّ الْخَلْقِ عَبْدَكَ كَارِماً ‍


وَاسْتُرْهُ يَوْمَ يُقَالُ كَلا لا وَزَرْ



31.ثَقِّلْ مَوَازِيْنِي بِتَقْوَاكَ الَّتِي ‍


تُنْجِي بِهَا مِنْ شَرِّ يَوْمٍ يُنْتَظَرْ



32.شَفِّعْ أَيَا رَبَّاهُ فِيْنَا الْمُصْطَفَى ‍


فَازَ الذِي يَسْقِيْهِ أَنْعِمْ بِالظَّفَرْ



33.وَارْحَمْ أَبِي يَا رَبِّ وَارْحَمْ أَمِّيَا ‍


وَالأَهْلَ وَالأَنْجَالَ أُنْثَى أَوْ ذَكَرْ



اللهم آمين




انتهيت من القصيدة فجر الخميس 20/10/2011م 22 من ذي القعدة 1432هـ الساعة 4.00 صباحاً



وانتهيت من المقال الآن الساعة 1.43 ظهر الخميس 27/10/2011م ، 29 ذي القعدة 1432هـ




ابن الأزهر ومحبه



أبو أسماء الأزهريّ



كارم السيد حامد السرويّ



إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية








التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» هل الملابس الداخليه أكثر حرجا من ...... ؟!!! مقال جميل
»» شاهدوا مقطع مؤثر لأحد الدعاة الصم
»» على جمعة الولى يزني عند الصوفي علي جمعة ويظل وليا ويمشى على الماء
»» دعوة لانحرافات الصوفية في مسلسل “الخواجة عبد القادر”
»» اختراق الشيعة الإمامية للطريقة العزمية بحث موثق بالصور / منقول
 
قديم 06-12-11, 04:40 PM   رقم المشاركة : 2
عبق الريحان
عضو فعال






عبق الريحان غير متصل

عبق الريحان is on a distinguished road


ماشاءالله

بارك الله فيك واحسن اليك







التوقيع :
قال ابن القيم الجوزيه :
أن الله جل جلاله غيور لايرضى ممن عرفه ووجدحلاوة معرفته واتصل قلبه بمحبته والانس به ..وتعلقت روحه بارادة وجهه الاعلى ..
ان تكون له التفات الى غيره البته ..
من مواضيعي في المنتدى
»» يا صاحبي مهما كانت قسوة ايامك خل قلبك كبير
»» لماذا قال تعالى في قصة الغار ( فأنزل الله سكينته عليه ) ولم يقل عليهما ؟
»» سؤال
»» هل يجزء لنيل الأجر المذكور في حديث "من قام رمضان " قيام ماتيسر من رمضان ؟
»» تذكيرُ المصابْ بسُننِ الحكيمِ الوهابْ
 
قديم 02-01-12, 06:40 PM   رقم المشاركة : 3
الشامخه بدينها
عضو







الشامخه بدينها غير متصل

الشامخه بدينها is on a distinguished road


جزاكِ الله خيرآ أخيتي
وفقك الله ورعاك
سلمتي على ماكتبتي






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "