داود الحسيني
لقد ترددتُ كثيراً في كتابة هذا المقال ... لحساسية الموضوع ولكي لا أتهم الرجل جزافاً من غير دليل ... فعند أول ظهور له على قناة دبي الفضائية صرختُ في وجه زوجتي ..هذا ضابط الأمن أو المخابرات الذي يلقن المعدومين الشهادتين ويكتب ما يريدون من وصية في اخر لحظات حياتهم ليرسلها الى أهلهم وذويهم حسب قوله وهو كاذب ربما بسبب التعليمات ولم تصل أي وصية لأهل الشهداء ولا حتى أجسادهم الطاهرة ..فردتْ عليَّ زوجتي ..إتق الله .. ربما يكون مظلوماً .. فقلت في نفسي ربما... ونسيتُ الموضوع ولم ن ستمع له بعد ذلك حين عرفنا بأنه لا يذكر جرائم صدّام ومثالبه لا من بعيد ولا من قريب لا بل يحاول وبذكاء خبيث تصويره على انه عادل ومجاهد ومؤمن ومن سلالة رسول الله -ص- ولكن ظهوره المفاجئ والمريب في بغداد وفي الجمعة التي تلت تحريرها.. شاتماً العباد ولم يذكر كلمة واحدة تمنيناها لتعرية وكشف جرائم الطاغوت العفلقي الكافر بحق أبنائنا وشباب العراق ونسائه .وصبّ جام غضبه على أمير قطر والحكام العرب ولم يتحدث عن مبادرة الشيخ زايد ...إن وقوف الشيخ وبهذا الشكل المسرحي والمفتعل في م سجد أبي جنيفة ..جعلني أعيد أوراقي وأزدادَ شكّي ..فأتصلتُ بأحد الذين كانوا معي في سجن أبي غريب في جناح المحكومين بالإعدام .فأنا وهو وثالث كردي في أمريكا الآن.. نجونا من القتل وخفض الحكم الى السجن المؤبد .... بينما أعدم معنا ثلاثة أشقّاء من ناحية الدير في محافظة البصرة وهم الشهيد سعد وصباح وأخت لهم نسيت أسمها
واليكم القصة كاملة
في عام 1987 وبعد أن حكم علينا بالإعدام مع مصادرة اموالنا المنقولة وغير المنقولة وأعتبار جريمتنا مخلة بالشرف وفق المادة 156 عقوبات حسب منطوق الحكم الذي تلاه القاضي مع أن جريمتنا سياسية حسب أعترافهم .. كنّا ستة.. ثلاثة أخوة وأنا ومحمد وآزاد الموجود في أمريكا بأسم آخر... وهو من أهالي زاخو ومعاون طبي تعرفت عليه في مستشفى دهوك
وبعد إنتظار طال أشهراً وفي صباح سبت لن أنساه .دخل علينا أربعة ضباط وأخرين ليس لهم رتباً ومن بين الضباط الأربعة كان الشيخ الكبيسى وهو الوحيد الذي تكلم معنا قال بالحرف الواحد : بابا لماذا فعلتم بأنفسكم ذلك .. وأكملَ هل عند أحدكم طلب أو وصية لأهله .. أنا من يلقنكم الشهادتين وسأرسل وصاياكم الى اهلكم .. شكرناه إذ لا نملك غير ذلك ورجوناه والضباط الآخرين بأننا أبرياء لم نسرق ولم نقتل لعلهم يستأنفون الحكم فردَّ الشيخ الكبيسي نفسه : السيد الرئيس رحيم وعطوف... ونظر الى من معه مبتسماً ثم ذهبوا
هذه الحادثة نقلتها بكلّ صدق . لقد أتصلت بالذين كانوا معي في السجن وأكدوا صحة شكوكي وأقسموا على ذلك ... أنا لا أتهم الشيخ بأنه عذبنا أو أساء ألينا ولكن الذي أستطيع تأكيده إن الشيخ ضابط أمن أو مخابرات كان في مديرية أمن بغداد وأنا مسؤول عن كلامي هذا ,,, عاش العراق وشعبه ...وأهلاً بالحرية
22.4.2003
http://www.kitabat.com/