بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى
وعلى أهل بيته هازمي العِدا
وعلى صحابته الساعين بالهدى
أما بعد، الكثير من الشيعة ما إن نحاورهم ونضع لهم أحاديثهم التي تدينهم سيهبون بوجهنا بسرعة البرق ويقولون (هذا حديث باطل ولا نعترف به)
فنقول لهم: وما الدليل على تضعيفه فعلمائكم لم يذكروا ذلك فمن أين علمتم أن هذا الحديث ضعيف
سيقولون وبكل سهولة: نحن عندنا قانون نسير عليه وهو (كل حديث يوافق القرآن أخذنا به وكل حديث يخالف القرآن رمينا به بعرض الحائط)
ويقولون هذه الكلمة وهم سعداء ظانين بأنهم خرجوا من المأزق الذي تفرضه عليهم رواياتهم
ولكن!!
هذه القاعدة باطلة عندهم ولا يسيرون عليها وعندما يذكرونها مايكون ذلك إلا للهروب من طائلة الروايات المخالفة عندهم
فإن نظرنا إلى دينهم سنجد أن (التقية) تمثل تسعة أعشاره، أي دينهم تقريباً كله تقية
وهذه التقية حتى تدخل بالتحليل والتحريم والأحكام الدينية وليس فقط بإظهار المودة وإخفاء الكره
وهذا النوع من التقية (بالتحليل والتحريم) مخالف للقرآن الكريم، فإن حدثناهم عن تقيتهم سيجيبون (هذه التقية نص عليها القرآن الكريم) وإن ذهبنا لآية التقية سنجدها مخالفة تماماً ولا أعلم كيف استدلوا بها
فقد قال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28
هنا الله تعالى تكلم عن التقية بالمحبة والنصرة فقد وليس بالتحريم والتحليل ومن هذا نتيقن أن استدلالهم بها باطل
وقد ورد بكتبهم: عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : التقية من ديني ودين آبائي ، ولا إيمان لمن لا تقية له
ومن هذا نجدهم يقولون: الإمام حرم ذلك على سبيل التقية والإمام قال هذا على سبيل التقية
وهذا الشيء مخالف للقرآن الكريم
حيث قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116
فمثلاً الشيعة يقولون: الإمام علي عليه السلام حرم المتعة على سبيل التقية ولكن الله سبحانه حللها
وهذا إفتراء محض على الإمام عليه السلام لأن الله تعالى لا يرضى أن نحل ماحرم ونحرم ما أحل كما جاء بالآية السابقة
فلماذا هنا لا يطبقون القاعدة على أنفسهم؟! أرأيتم كيف تناقضون أنفسكم؟
وأيضاً فيما يخص المتعة فقد قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6}
فالله سبحانه وتعالى استثنى الأزواج والإماء وكلنا نعلم أن المُتمتع بها ليست بزوجة ولا أمة
لأنها لوكانت زوجة لورثت الزوج وأيضاً الزوج يحل له أن يعاشر ألف امرأة بالمتعة أما بالزواج الصحيح فقط 4
وهذا يدل على أنها ليست من ضمن الزوجات
وهي ليست بأمة لأنها لو كانت كذلك لكان من الممكن عتقها، وطريقة حلية فرجها تختلف عن طريقة حلية فروج الإماء حيث أنهن يصبحن حلائل الرجل ما إن اشتراهن من مالكهن أو غنمهن من حرب
والمتمعة لا تُشترى ولا تُغنم من حرب
فلماذا لم نرهم يطبقون قاعدتهم على أنفسهم أن كل ماخالف القرآن باطل وكل ما ماوافقه صحيح
ومن هذا نتأكد أنهم عندما يذكرون هذه القاعدة فما هي إلا وسيلة للهروب ليس إلا فهم بالحقيقة لا يطبقونها والدلائل على ذلك كما أوردناه بالأعلى
وأنا هنا لست بصدد مناقشة موضوع المتعة وموضوع التقية إنما جل قولي هو لإثبات عدم صحة قاعدة الشيعة الشهيرة (كل ماخالف القرآن باطل وكل ماوافقه صحيح) وأنهم أصلاً لا يسيرون عليها ولا يطبقونها فاحتجاجهم بها باطل
ذلك والله أعلى وأعلم والحمدلله رب العالمين
12-09-11, 12:30 AM
العرض العادي
