هل للإباضية الخوارج أثر في مجال التفسير في بلاد اليمن ؟
تعد فرقة الأباضية الفرقة الوحيدة من فرق الخوارج التي ظهرت في اليمن، وكان محل استقرارهم مدينة حَضْرَمُوت من الجنوب، ومن الشمال من مغرب صَنْعَاء حتى حَجَّة([1]) والشَرَف([2])،
كما انتشرت في بلاد شَظَب([3])، ومَبْيَن([4])، و كذا جزيرة سُقُطْرََى ([5])، كما اتخذوا من حصن المِحطْوَر([6]) معقلاً منيعاً لهم([7]).
غير أنهم اشتهروا بألقاب خاصة لا يعرفون بها في غير اليمن حيث يُسَمَّون المصررة ([8])، والبيَّاضة([9])، هذا وقد كانت تجري بينهم وبين المعتزلة العديد من المناظرات التي ألَّف على إثرها الإمام الناصر بن الهادي كتابا في الرد عليهم.
هذا والذي يظهر لي أن دولة الأباضية لم تثمر نتاجاً علمياً يذكر وذلك قد يعود إلى أمرين:
الأول: قصر الفترة الزمنية التي استمرت فيها هذه الدولة.
الثاني: انشغالها بالحروب المستمرة مع ولاة الدولة الأموية كمروان بن محمد، ثم ولاة الدولة العباسية كمعن بن زائدة الشيباني الذي أوقع بهم في حَضْرَمُوت, وقتل العديد منهم حتى أخمد حركتهم، فتربصوا به وتمكنوا من قتله. ([10])
وعليه فلم تذكر المصادر ما إذا كانت لهم ثروة علمية أم لا.
([1]) حجة: بفتح الحاء وتشديد الجيم،مدينة قرب جبال السرا وهي في الشمال الغربي من صنعاء. المعجم/ المقحفي (1/423)، المجموع/الحجري (2/242). معجم ياقوت(2/260برقم3529).
([2]) الشرف: سلسلة جبلية في الشمال الغربي من مدينة حجة، تشمل المحابشة والشاهل والقفل وكحلان الشرف والمفتاح وأسلم وهي حصون منيعة تتخللها عدد من الأودية. المعجم /المقحفي (1/860)، المجموع/الحجري (3/450).
([3]) شظب: بفتحتين بلد قرب السودة اليه تنسب سودة شظب وكانت من مدارس العلم في اليمن. المعجم /المقحفي (1/866)، المجموع/الحجري (3/452)..
([4]) مَبْيَن: بفتح فسكون ففتح بلدة في الجبر شمال غرب مدينة حجة. المعجم /المقحفي(2/1396), المجموع/ الحجري (4/688)
([5]) الحياة العلمية-الشجاع(ص157).
([6]) المِحطْوَر: حصن منيع خرب ولم يبق من عمائره غير جامعه، ويقع في الشرق من المحابشة.هجرالعلم-الاكوع (2/1956 برقم365).
([7]) المرجع السابق. (2/1956 برقم365).
([8]) حيث كانوا يربطون صرة من الثياب حول مجرى البول تحرزاً من أي رطوبة تحدث لهم.الحياة العلمية- الشجاع (ص158)
([9]) وذلك نسبة إلى سكانهم في مخاليف البياض التي تقع في مغرب صنعاء.المرجع السابق، (ص158) .
([10]) بلاد اليمن في العصر العباسي الأول-رحمة أحمد الزهراني-رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي(غير منشورة) جامعة أم القرى (ص25-89).