العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-11, 06:56 AM   رقم المشاركة : 1
إيمي
عضو ذهبي






إيمي غير متصل

إيمي is on a distinguished road


لماذا يرفض العلماء مشروع قيادة المرأة للسيارة

29-05-2011 | د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي







القراءة الصحيحة للحالة السعودية في إشكالية قيادة المرأة للسيارة هو المفتاح لمعرفة المبرر الحقيقي لرفض العلماء والمجتمع المحافظ للمشروع والفكرة، فمشروع قيادة المرأة للسيارة لم يكن نتاج احتياج مجتمعي حقيقي ظهر بصورة طبيعية، بل جاء وفق أجندة ورؤية كلية للتغيير الفكري والاجتماعي في المملكة، فأول من أطلق شرارة الفكرة هم العلمانيون أيام أزمة الخليج 1411، ثم أصبح شعارا لهم؛ فهو مشروع تغريبي منذ البداية ولو كان مشروعاً مجتمعياً لجاءت المطالبة به من عموم الناس الذين لا يعرف عنهم توجهات ليبرالية أو ارتباطات دولية تسعى للتغيير التحرري المنافي للقيم والأخلاق والمناهج الشرعية.
أما مشاركة التنويريين والإصلاحيين فلا قيمة لها لأنهم فئة منهزمة تتبع الليبراليين ليس في هذا الموضوع فحسب بل في أكثر من ذلك، فلو طرح – مثلا - مشروع الاختلاط في التعليم، أو الثقافة الملوثة بالفكر الغربي مثل إتاحة كتب وفعاليات التيارات العلمانية الملحدة لوافقوا على ذلك وموقفهم من سلبيات معرض الكتاب وغيره يدل على ذلك.
ولو أخذنا نموذج اجتماعي قريب من السعودية ( النموذج اليمني ) تقود فيه المرأة السيارة _ إن احتاجت _ وهي في كامل حشمتها دون أي صراع فكري واجتماعي، وأردنا أن نضع أيدينا على سبب عدم الرفض الاجتماعي القوي من علماء اليمن وقبائلها الشديدة المحافظة على الأعراض لوجدنا أن السبب هو أن هذا الموضوع لم يكن نتيجة رؤية كلية تهدف لفرض التغريب على المجتمع اليمني وإنما جاء في سياق اجتماعي طبيعي.
إن من ينظر إلى قضية قيادة المرأة للسيارة بشكل جزئي، أو مبتوت الصلة عن خلفياته الفكرية يقع في الخطأ والظلم: الخطأ في تصور القضية، والظلم في القدح في العلماء، لأن الموضوع عبارة عن غطاء قام به دعاة التغريب لفتح أبواب الفتن على المجتمع، وهذه الرسالة وصلت للعلماء والمشايخ ومن ورائهم المجتمع المحافظ، وتسطيح الموضوع أو مناقشته بصورة جزئية ستجعل الحوار حوله كحوار الطرشان، وسيستمر التجاذب حوله والتزاحم عليه دون نتيجة حقيقية فاعلة.
ومن حق العلماء والمشايخ أن يفتوا بالتحريم من هذا المنظور، ومن هذه الزاوية، وهي رؤية مقاصدية عميقة تدرك أبعاد المشروع التغريبي في المجتمع، والاستهتار برؤيتهم وفقههم لا يضر إلا صاحبه، فالكل قادر على السخرية والاستهتار بأفكار الآخرين، ولكن النتيجة للحق وأهله بإذن الله تعالى.
ولو وجدت الضمانات الأخلاقية والفكرية والعقدية لما كان هناك من يعارض ذلك من أهل العلم، وكان الوضع أمراً طبيعياً لأن الأصل فيه الإباحة، ولكن هذا الأصل طرأت عليه علل مؤثرة في وصف الحكم، وهي علل حقيقية وليست موهومة، ولا أظن أحداً يحترم عقله وعقول المتابعين ينفي وجود الإشكالات الأخلاقية والفكرية، فالمجتمع مخترق من داخلة بفئات منحرفة متربصة وذات نفوذ داخل القرار وخارجه، وداخل البلد وخارجه.
ومن حق أي أحد أن يطالب بالحلول للمشكلات الاجتماعية التي نتجت عن الخلل الحكومي في التخطيط لمصالح الناس، وأوقعتهم في فخ السائقين والخادمات، والتي لن تكون قيادة المرأة للسيارة إلا زيادة لها، وليست حلاً سحرياً كما يصوره المتحمسون، ولكن يجب أن يضع الحلول فئات اجتماعية بعيدة عن الخلفيات الفكرية المتغربة لأنها هي من تسعى للمصلحة الوطنية الصحيحة، وهم الأصل والأكثرية في المجتمع.
ونحن نتذكر الحملات الإعلامية الجائرة التي يقودها التغريبيون وأتباعهم على الهيئات والتعليم، والمطالبة بضم الهيئات للدعوة والإرشاد لإزالة صفة القبض والإلزام عنها، ولما تم تشكيل لجان مستقلة بعيدة عن المذهبية التغريبية توصلت بصورة علمية إلى ضرورة إبقائها على حالها النظامي، ودعمها؛ لأنها تختلف عن الشرطة في وجود البعد العلمي والشرعي فيها، وتختلف عن الدعوة في وجود خاصية القبض والإلزام فيها، ولأنها تستند إلى قيمة دينية وأخلاقية شرعية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعندما يتم بحث المصالح الاجتماعية من أطراف مستقلة عن التغريب الفاسد والتنوير الفاشل، وتراعى فيه منطلقات الشريعة وقيمها فإنها ستصل إلى المصالح الحقيقية للمجتمع.
ولا تضيع المصالح والحقوق، وتمرر المشاريع المشبوهة إلا تحت غطاء الصخب، والضجيج، والضغوط الجائرة، والاتهامات، والطعن في النيات والعقليات، والكذب في عرض أفكار أهل العلم والدعوة، والانتقائية غير الواعية، وهذا ما تستعمله المذهبية الليبرالية والتنويرية لتسويق أفكارها ورؤاها وفرضها على المجتمع.
ولو وضعت قائمة أولويات المرأة السعودية للمناقشة لكانت قيادة السيارة من آخر القضايا، وهي في الإصلاح المجتمعي أقلها أهمية ولكن الفكر المتحرر حولها لحق مسلوب، وحرية مستلبة، وفضيحة اجتماعية، وعدم ثقة في المرأة .. وغيرها من الأوصاف المتطرفة، ولو سئلت المرأة عن احتياجاتها الواقعية لما كان لهذه القضية أي أهمية على قائمتها، فالقضية قضية فكرية، وصراع تياري وليس حاجة اجتماعية.
وإذا كانت هناك حاجة اجتماعية فعليّة فإن السلبية التي تمارسها الحكومة، واكتفاء العلماء بالتحريم لا توجد فيه الكفاية، وإنما الواجب على الحكومة والعلماء وأهل الرأي أن يأخذوا هذه المسألة وغيرها من المشكلات الاجتماعية مأخذ الجد؛ فيقوموا أولاً بالبحث العلمي المحايد عن مدى حاجة المرأة لقيادة السيارة، ثم وضع البيئة الأخلاقية والقيمية المناسبة، وتحديد الضوابط والقوانين المنظمة لها إن كان هناك ثمة حاجة حقيقية، والبحث المتجرد عن كل ما يصلح حال المرأة وإبعادها عن الدنس الأخلاقي، وإيقاف كل من يتخذه مطية لنشر فكره المنحرف، فلا ينبغي أن يكون الصخب والضجيج ورفع الصوت كاف في اعتبار أن هذا الأمر أو ذاك له أهمية أو أولوية، فالبحث المحايد والمتجرد هو من يثبت مدى الحاجة لها، وأفضل الحلول المحقق لمقاصد الشريعة، وأن تلتزم الدولة بواجبها نحو المجتمع بإقامة الدين وسياسة الدنيا به، فالسلبية والهروب منه لا يعالج الإشكال.
أما من يثير الصخب بحجة أن هذا حق من الحقوق الطبيعية فالمشكلة معه فكرية وليست متعلقة بالحاجة الاجتماعية الضرورية، فهو غير مقتنع بأن الأصل الشرعي هو قرار المرأة في بيتها، وينطلق من منطلق ليبرالي في ضرورة تعزيز الحرية الفردية، ومطالبه في قضايا المرأة لن تقف عند قيادة المرأة، فهناك الاختلاط في التعليم، والعمل، والحجاب، والمساواة الكاملة بالرجل وغيرها من الأفكار المنحرفة.
ولا شك أن من يطالب بقيادة المرأة للسيارة ليسوا كلهم من دعاة التغريب، فمنهم أناس طيبون صادقون انطلت عليهم خديعة الفكر الليبرالي وتوابعه التنويرية، أو ربما تكون لديه رؤية اجتهادية محترمة؛ فالمسألة ليست من مسائل الإجماع القطعي، ولكن ينبغي التفريق بين هاتين الفئتين عند البيان حفاظاً على العدل والصدق، فلا يستوي من ينطلق من منطلق شرعي اجتهادي أو مصلحي – مهما أخطأ - مع من ينطلق من منطلق فكري ليبرالي أو تنويري يعتبر قيادة المرأة المفتاح لمشروعه الفكري في المجتمع.

الرد على منال الشريف لقيادة المرئة لسيارة
http://www.youtube.com/watch?v=--C4MrGJ99o&feature=related


حرمة ترد على منال الشريف ,, AJ

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=rILBwOAI3QU






التوقيع :
من أطاع الهـوى .. هوى
+

https://www.youtube.com/shared?ci=gS9Bt1aHAUI
من مواضيعي في المنتدى
»» , الحديد , يصدأ , في , الأوعية , الدموية , ]
»» صحيفة تابعة للحرس الثوري تحذر من فتنة يخطط لها نجاد ضد المرشد الأعلى
»» نجاد يحذر من أي اعتقالات في صفوف حكومته
»» مسلسل أمريكي يسخر من السعودية (صور)
»» سيلان اللعاب أثناء النوم ( اسباب و علاج )
 
قديم 30-05-11, 12:45 PM   رقم المشاركة : 2
عاشق المجمعة
عضو ذهبي







عاشق المجمعة غير متصل

عاشق المجمعة is on a distinguished road


بارك الله فيك على التنبيه لأخواتنا







التوقيع :
الرافضة أكذب الحديث

كربلاء لا زلت كربا وبـلاء ** كربلاء بعدك سال
الدمـا
من مواضيعي في المنتدى
»» فضيحة جد حافظ الأسد والوثيقة المشبوهة للحكومة الفرنسية
»» تقرير من صحيفة الشرق الأوسط حول الوضع الإيرانى فى نظر الصهاينة
»» تعريف قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى (صورة)
»» قناة الدنيا الشبيحى تخالف مثياق شرف الإعلام وتدعو للإرهاب
»» تدمير طائرة سوخوىِ التابعة لجيش بشار الأسد (فيديو)
 
قديم 30-05-11, 01:33 PM   رقم المشاركة : 3
وطـــن السُنة
عضو







وطـــن السُنة غير متصل

وطـــن السُنة is on a distinguished road


جزاك الله خير






التوقيع :
هذه الحياة بكل ما فيها
هي إعجاز لا يساويه إعجاز
وحدنا نحن دون الشعوب أصحاب الديانات المختلفة
أكرمنا الله بِنِعْمَة نكون فيها دون البشر
نُفكر ونتدبر فيما حولنا من ,,
عظمة الله
فَلَكَ الحَمْدُ رَبِي عَلَى إِصْطِفَائِكَ لَنَا
مسلمين
من مواضيعي في المنتدى
 
قديم 30-05-11, 01:46 PM   رقم المشاركة : 4
رآجية الجنّه
عضو ماسي







رآجية الجنّه غير متصل

رآجية الجنّه is on a distinguished road


جزاك ِ الله خير اُخيتي وباركِ بكِ
ليتهم طالبوا بحقوق الارامل والمُطلقات وذوات الدخل المحدود
والمُحتاجات للعلاج

لا ... بل نعقوا بشهواتهم
فقد قالها الشيخ العريفي حفظه الله
هذه الفئه لن ترتاح حتى ترى نساء المسلمين بالشوارع
حتى يمتعّوا نظرهم المريض ونفسياتهم المعقده بحرائر السعوديه العفيفيات

او كما قال ..






التوقيع :

,♡,

يا رب ليلٌ قد تلاه نهارُ و الشّام يَقبع فوقَها الجزّارُ ،
بالله قولوا كُلّما صَلّيتمُ ، هَتَك الإله حِماك يا بشّارُ !* :”
،♡،

من مواضيعي في المنتدى
»» مقتطفاااات .. !
»» امر لاحظته بثورة اخوآننآ في اليمن !!! نصيحتي لهم
»» سؤال حيرني ، لماذا يتصرفون الروافض هكذا ؟؟
»» الثانية ظهرا والثانية ليلا
»» اغلاق قنآة الجزيرة في السعودية ؟
 
قديم 30-05-11, 01:50 PM   رقم المشاركة : 5
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


بارك الله فيج اختنا ايمــــي
فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح

فالمصلحــة تقتضي عدم قيادة المراءة لسيارة بالسعوديـــة
لأن في قيادتها يفتح مفاسد عظيمـــة
ويجلب مصلحــة قليلـــة

مع التأكيد على توفير النقل المريح للمراءة
وخدمتها من الى السوق العمل المدرســـة
وغيرهــ







من مواضيعي في المنتدى
»» جريمه بحق المواطنين الاحوازيين
»» انهيار المشروع الصفوي وسقوط المشروع الاستعماري لإيران
»» سرّ أسباب هيمنة الايرانيين على عقول الشيعة في العراق وانجذابهم إليها
»» كان قبلك جهيمان قد تواترت عنده الرؤى بخروج المهدي محمد بن عبد الله !!
»» موقع عربستان لنصرة اخواننا في ايران
 
قديم 30-05-11, 09:35 PM   رقم المشاركة : 6
طبشورهـ
عضو نشيط







طبشورهـ غير متصل

طبشورهـ is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رآجية الجنّه مشاهدة المشاركة
  
جزاك ِ الله خير اُخيتي وباركِ بكِ

ليتهم طالبوا بحقوق الارامل والمُطلقات وذوات الدخل المحدود
والمُحتاجات للعلاج

لا ... بل نعقوا بشهواتهم
فقد قالها الشيخ العريفي حفظه الله
هذه الفئه لن ترتاح حتى ترى نساء المسلمين بالشوارع
حتى يمتعّوا نظرهم المريض ونفسياتهم المعقده بحرائر السعوديه العفيفيات


او كما قال ..

جزاك ربي جنته ..

مطالبهم وفق شهواتهم وليس وفق ماتريده المرأه ..






 
قديم 30-05-11, 09:37 PM   رقم المشاركة : 7
محمد الهادف
موقوف






محمد الهادف غير متصل

محمد الهادف is on a distinguished road


كلام إنشائي .







 
قديم 30-05-11, 10:27 PM   رقم المشاركة : 8
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الهادف مشاهدة المشاركة
   كلام إنشائي .

اووووه آسف آسف يابروفيسور محمد
ماعليش مانتبهت لردك العلمي المدعم بالادلة والبراهين والاثباتات
بركاتك يابروفيسور بركاتك






من مواضيعي في المنتدى
»» رافضي يعلن إسلامه على يد الشيخ ابن باز رحمه الله
»» ياأخوتي لم اطق صبرا عفوا لأزعاجكم عفوا
»» صور بشعه لاعدامات ايران للعرب للاحوازيين العزل والابرياء
»» حملة لفضح مطايا اليهـــود
»» رســالة ممن يدعي بانه ليس شيعي !!! هل من رد !
 
قديم 30-05-11, 10:35 PM   رقم المشاركة : 9
إيمي
عضو ذهبي






إيمي غير متصل

إيمي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجيدي مشاهدة المشاركة
   اووووه آسف آسف يابروفيسور محمد
ماعليش مانتبهت لردك العلمي المدعم بالادلة والبراهين والاثباتات
بركاتك يابروفيسور بركاتك




أخي مجيدي بارك الله فيك فيه حكمة جميلة تقول (هي شعاري)

ترك السفيه بلا جواب أشد عليه من الجوابِ

أخواني أخواتي بارك الله فيكم ع المرور






التوقيع :
من أطاع الهـوى .. هوى
+

https://www.youtube.com/shared?ci=gS9Bt1aHAUI
من مواضيعي في المنتدى
»» مصدر بحريني يكشف لموقع نون بالارقام اعداد المساجد والحسينيات والمضايف التي تم تهديمها
»» احذر الـ 3 دقائق الأولى من الإستيقاظ
»» كيف تعودين طفلك على الصلاه
»» شوفوا بنات المتوسط وقت المطر /
»» الشيخ وليد الصالح رؤيا زآنيه قصة مؤثرة.mp4
 
قديم 01-06-11, 02:21 AM   رقم المشاركة : 10
الراجى حسن الخاتمة
عضو نشيط






الراجى حسن الخاتمة غير متصل

الراجى حسن الخاتمة is on a distinguished road


Arrow لماذا يرفض العلماء مشروع قيادة المرأة للسيارة

بسم الله الرحمن الرحيم

القراءة الصحيحة للحالة السعودية في إشكالية قيادة المرأة للسيارة هو المفتاح لمعرفة المبرر الحقيقي لرفض العلماء والمجتمع المحافظ للمشروع والفكرة، فمشروع قيادة المرأة للسيارة لم يكن نتاج احتياج مجتمعي حقيقي ظهر بصورة طبيعية، بل جاء وفق أجندة ورؤية كلية للتغيير الفكري والاجتماعي في المملكة، فأول من أطلق شرارة الفكرة هم العلمانيون أيام أزمة الخليج 1411، ثم أصبح شعارا لهم؛ فهو مشروع تغريبي منذ البداية ولو كان مشروعاً مجتمعياً لجاءت المطالبة به من عموم الناس الذين لا يعرف عنهم توجهات ليبرالية أو ارتباطات دولية تسعى للتغيير التحرري المنافي للقيم والأخلاق والمناهج الشرعية.

أما مشاركة التنويريين والإصلاحيين فلا قيمة لها لأنهم فئة منهزمة تتبع الليبراليين ليس في هذا الموضوع فحسب بل في أكثر من ذلك، فلو طرح – مثلا - مشروع الاختلاط في التعليم، أو الثقافة الملوثة بالفكر الغربي مثل إتاحة كتب وفعاليات التيارات العلمانية الملحدة لوافقوا على ذلك وموقفهم من سلبيات معرض الكتاب وغيره يدل على ذلك.

ولو أخذنا نموذج اجتماعي قريب من السعودية ( النموذج اليمني ) تقود فيه المرأة السيارة _ إن احتاجت _ وهي في كامل حشمتها دون أي صراع فكري واجتماعي، وأردنا أن نضع أيدينا على سبب عدم الرفض الاجتماعي القوي من علماء اليمن وقبائلها الشديدة المحافظة على الأعراض لوجدنا أن السبب هو أن هذا الموضوع لم يكن نتيجة رؤية كلية تهدف لفرض التغريب على المجتمع اليمني وإنما جاء في سياق اجتماعي طبيعي.

إن من ينظر إلى قضية قيادة المرأة للسيارة بشكل جزئي، أو مبتوت الصلة عن خلفياته الفكرية يقع في الخطأ والظلم: الخطأ في تصور القضية، والظلم في القدح في العلماء، لأن الموضوع عبارة عن غطاء قام به دعاة التغريب لفتح أبواب الفتن على المجتمع، وهذه الرسالة وصلت للعلماء والمشايخ ومن ورائهم المجتمع المحافظ، وتسطيح الموضوع أو مناقشته بصورة جزئية ستجعل الحوار حوله كحوار الطرشان، وسيستمر التجاذب حوله والتزاحم عليه دون نتيجة حقيقية فاعلة.

ومن حق العلماء والمشايخ أن يفتوا بالتحريم من هذا المنظور، ومن هذه الزاوية، وهي رؤية مقاصدية عميقة تدرك أبعاد المشروع التغريبي في المجتمع، والاستهتار برؤيتهم وفقههم لا يضر إلا صاحبه، فالكل قادر على السخرية والاستهتار بأفكار الآخرين، ولكن النتيجة للحق وأهله بإذن الله تعالى.

ولو وجدت الضمانات الأخلاقية والفكرية والعقدية لما كان هناك من يعارض ذلك من أهل العلم، وكان الوضع أمراً طبيعياً لأن الأصل فيه الإباحة، ولكن هذا الأصل طرأت عليه علل مؤثرة في وصف الحكم، وهي علل حقيقية وليست موهومة، ولا أظن أحداً يحترم عقله وعقول المتابعين ينفي وجود الإشكالات الأخلاقية والفكرية، فالمجتمع مخترق من داخلة بفئات منحرفة متربصة وذات نفوذ داخل القرار وخارجه، وداخل البلد وخارجه.

ومن حق أي أحد أن يطالب بالحلول للمشكلات الاجتماعية التي نتجت عن الخلل الحكومي في التخطيط لمصالح الناس، وأوقعتهم في فخ السائقين والخادمات، والتي لن تكون قيادة المرأة للسيارة إلا زيادة لها، وليست حلاً سحرياً كما يصوره المتحمسون، ولكن يجب أن يضع الحلول فئات اجتماعية بعيدة عن الخلفيات الفكرية المتغربة لأنها هي من تسعى للمصلحة الوطنية الصحيحة، وهم الأصل والأكثرية في المجتمع.

ونحن نتذكر الحملات الإعلامية الجائرة التي يقودها التغريبيون وأتباعهم على الهيئات والتعليم، والمطالبة بضم الهيئات للدعوة والإرشاد لإزالة صفة القبض والإلزام عنها، ولما تم تشكيل لجان مستقلة بعيدة عن المذهبية التغريبية توصلت بصورة علمية إلى ضرورة إبقائها على حالها النظامي، ودعمها؛ لأنها تختلف عن الشرطة في وجود البعد العلمي والشرعي فيها، وتختلف عن الدعوة في وجود خاصية القبض والإلزام فيها، ولأنها تستند إلى قيمة دينية وأخلاقية شرعية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وعندما يتم بحث المصالح الاجتماعية من أطراف مستقلة عن التغريب الفاسد والتنوير الفاشل، وتراعى فيه منطلقات الشريعة وقيمها فإنها ستصل إلى المصالح الحقيقية للمجتمع.

ولا تضيع المصالح والحقوق، وتمرر المشاريع المشبوهة إلا تحت غطاء الصخب، والضجيج، والضغوط الجائرة، والاتهامات، والطعن في النيات والعقليات، والكذب في عرض أفكار أهل العلم والدعوة، والانتقائية غير الواعية، وهذا ما تستعمله المذهبية الليبرالية والتنويرية لتسويق أفكارها ورؤاها وفرضها على المجتمع.

ولو وضعت قائمة أولويات المرأة السعودية للمناقشة لكانت قيادة السيارة من آخر القضايا، وهي في الإصلاح المجتمعي أقلها أهمية ولكن الفكر المتحرر حولها لحق مسلوب، وحرية مستلبة، وفضيحة اجتماعية، وعدم ثقة في المرأة .. وغيرها من الأوصاف المتطرفة، ولو سئلت المرأة عن احتياجاتها الواقعية لما كان لهذه القضية أي أهمية على قائمتها، فالقضية قضية فكرية، وصراع تياري وليس حاجة اجتماعية.

وإذا كانت هناك حاجة اجتماعية فعليّة فإن السلبية التي تمارسها الحكومة، واكتفاء العلماء بالتحريم لا توجد فيه الكفاية، وإنما الواجب على الحكومة والعلماء وأهل الرأي أن يأخذوا هذه المسألة وغيرها من المشكلات الاجتماعية مأخذ الجد؛ فيقوموا أولاً بالبحث العلمي المحايد عن مدى حاجة المرأة لقيادة السيارة، ثم وضع البيئة الأخلاقية والقيمية المناسبة، وتحديد الضوابط والقوانين المنظمة لها إن كان هناك ثمة حاجة حقيقية، والبحث المتجرد عن كل ما يصلح حال المرأة وإبعادها عن الدنس الأخلاقي، وإيقاف كل من يتخذه مطية لنشر فكره المنحرف، فلا ينبغي أن يكون الصخب والضجيج ورفع الصوت كاف في اعتبار أن هذا الأمر أو ذاك له أهمية أو أولوية، فالبحث المحايد والمتجرد هو من يثبت مدى الحاجة لها، وأفضل الحلول المحقق لمقاصد الشريعة، وأن تلتزم الدولة بواجبها نحو المجتمع بإقامة الدين وسياسة الدنيا به، فالسلبية والهروب منه لا يعالج الإشكال.

أما من يثير الصخب بحجة أن هذا حق من الحقوق الطبيعية فالمشكلة معه فكرية وليست متعلقة بالحاجة الاجتماعية الضرورية، فهو غير مقتنع بأن الأصل الشرعي هو قرار المرأة في بيتها، وينطلق من منطلق ليبرالي في ضرورة تعزيز الحرية الفردية، ومطالبه في قضايا المرأة لن تقف عند قيادة المرأة، فهناك الاختلاط في التعليم، والعمل، والحجاب، والمساواة الكاملة بالرجل وغيرها من الأفكار المنحرفة.

ولا شك أن من يطالب بقيادة المرأة للسيارة ليسوا كلهم من دعاة التغريب، فمنهم أناس طيبون صادقون انطلت عليهم خديعة الفكر الليبرالي وتوابعه التنويرية، أو ربما تكون لديه رؤية اجتهادية محترمة؛ فالمسألة ليست من مسائل الإجماع القطعي، ولكن ينبغي التفريق بين هاتين الفئتين عند البيان حفاظاً على العدل والصدق، فلا يستوي من ينطلق من منطلق شرعي اجتهادي أو مصلحي – مهما أخطأ - مع من ينطلق من منطلق فكري ليبرالي أو تنويري يعتبر قيادة المرأة المفتاح لمشروعه الفكري في المجتمع.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "