الحمدلله والصلاة والسلام على رسول ، واللعنة على أعداء الله الذين حرفوا الكتاب وطعنوا بالأصحاب لعنة أبدية دائمة إلى يوم الدين .
إخواني ما ذكرته في العنوان عن عدم دخول ضعاف القلوب هي حقيقة وليست مبالغة ، فسأذكر لكم بعض ما ذُكِر في حق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مما تشيب له الولدان ، وتشمئز منه نفوس الكفار فضلاً عن المسلمين .
وغرضي من هذه أن يتعرف المسلم الفطن على خبايا المجوس ونجاستهم وخبثهم ، ويدرك أن كرههم لعمر أعمق وأبعد من موضوع غصب حق أهل البيت كما يدعون ، وقد يكون ذاك من جملة الأسباب ، إلا أنه يستحيل أن يكون هو السبب الوحيد كما ستتعرف بنفسك نقلاً عن مصادر تاريخية وليست رأياً أو تحليلاً .
وأدع القارئ الكريم يحكم بنفسه على ما يقرأ .
1- قال المؤرخ والسياسي الفرنسي دي لوري في كتاب ( أمور بذيئة حول إيران) عام 1907 في أثناء حياته في إيران بضع سنين (ص 271)
" وإن اللعنة على عمر ثابتة على شفاه الإيرانيين بشكل دائم ، فقد حبوا علياً لأجل أساطير ، ونفس الأساطير جعلتهم يكرهون عمر" .
وقال: " هم يكرهون عمر أكثر من كره المسيحيين ليهوذا الأسقريوطي" .
وقال في ص272: " هناك قصة يتناقلها الصغار دائماً ويحفظها الجميع عن عمر كأنها تراث ، وتقول أنه بينما كانت زوجته تغسل الملابس في بيتها طلبت من عمر أن يحضر لها ماء ، فحمل عمر جرة وذهب يحضر ماء ، فبينما هو في الشارع إذ انقلب إلى كلب أنثى ، فبدأ الأطفال في الشارع يقذفون عليه الحجر وبدأ في النباح ، وبقي على هذه الحال سبع سنين . وطوال هذه السبع السنين بدأت الكلاب الأخرى تعاشره جنسياً ، وأنجب ست جراء ، ثم حدث أن لقي جرته وقفز إلى النهر فرجع إلى حالته البشرية ، وعاد لزوجته ، فوجدها لم تزل تنتظر فيه "
ثم بعد ذلك ، بينما هو جالس مع الرسول في إحدى الجلسات في المسجد إذ دخل المسجد الجراء الستة من ذرية عمر ، فغضب الصحابة منهم يريدون أن يطردوهم فأمرهم الرسول أن يدعوهم وقال لنر ماذا تريد الكلاب . فاقتربت الكلاب من عمر وبدأت تنهش في صدره وتحاول أن ترضع من ثديه من الحليب الذي شربته منه عندما كان كلباً ، فسجد عمر للنبي طالباً منه المغفرة فاختفت الكلاب فجأة " .
وقال الكاتب (ص273): " تفاجأت بأنهم يريدون النيل من عمر بأي وسيلة ، ولا أصدق أن هذا كله لأجل اغتصابه حق أهل محمد كما يدعون ، ولعل السبب كونه قد قهر امبراطوريتهم القديمة "
وقال: "عندما ذهبت إلى مصانع السجاد ، وجدت أن عادة الصانعين هناك أن يحفروا اسم عمر على السجاد ، وعندما سألتهم عن ذلك ، قالوا تدر البيع لأن الناس تحب الدوس على إسمه " .
وبعد أن تكلم عن أسباب وأحوال هذه الأساطير ومدى تقبل الشعب لها وبغضهم الشديد لعمر، قال في (ص341) : " هذه الأمور تكشف عن مدى الطبيعة الطفولية في العقل الفارسي وكيف يمكن أن تكون عليه "
2- المؤرخة والباحثة البريطانية ليدي شايل في كتابها لمحات من الحياة والعادات في فارس الذي كتبته عام 1856 في خلال إقامتها في إيران .
قالت في صفحة 139 : " إن الإيرانيين يعتبرون عمر عدوهم اللدود "
وذكرت في كتابها تفصيل يوم يسمى ب " عمر كوشان " وهو يوم مقتل عمر ، وقد وافق تاريخ 10 فبراير عام 1850 ، أنها عندما خرجت إلى الشارع في صبيحة اليوم رأت الكل يسب عمراً ، الصغار والكبار والرجال والنساء ، وقالت (ص139) : " إنني رأيت مجموعة من البنائين يعملون ويغنون ، فقررت أن أقترب إليهم لأسمع كلمات أغنيتهم ، فوجدتهم يقولون :
أعطني طوبة ثم اعطني حياتي
ولعنة الله على عمر
واعطني طوبة أخرى يا عزيزي
يا رب لا تجعل حظاً لعمر
ثم رأيت نساء يقفن على أسطح المنازل ويرمون المشاة بالماء من فوق كتقليد سنوي، وعلى المشاة أن يتجنبوا الماء، وعلى من يصيبه الماء منهم أن يصيح بأعلى صوته: " عمر لعنك الله " .
ثم قالت تعليقاً : " كان أمراً في غاية الغرابة والإشمئزاز لي أن يتعرض إنسان بشكل يومي للشتائم واللعنات بعد ألف ومئتين عام من وفاته ".
ثم قالت: " في ذلك اليوم، لا يسع أحداً من السنة الخروج من بيته بل يفضلون المكوث فيه حتى يمضي اليوم ، وحتى المقيم التركي العثماني كان يفضل البقاء في البيت في ذلك اليوم ".
ثم علقت فقالت " إنهم معروفون بتعصبهم الأعمى وحقدهم "
3- ذكر إدوارد براون وهو بروفيسور ومؤرخ بريطاني عاش في إيران فترة من آخر القرن التاسع عشر (وهو يتقن العربية والفارسية ) في كتابه تاريخ أدبيات إيران (عام 1924) فقال (جزء 1/ص130)
" في حالة عمر الخليفة الثاني ، كان يوجد عامل كره شخصي تجاهه كونه مدمر الإمبراطورية " .
ثم نقل بيت شعر عن شاعر اسمه ميرزا حسن دانه ، ويقول فيه
بشكست عمر بُشت هزربان اجم را
برباد فنا داد رك وريشة جم را
اين عربده بر غصب خلافت از على نيست
با آل عمر كينه قديم است عجم را
ومعناه
عمر قصم ظهور الأسود المفترسة
واستأصل شأفة آل جمشيد
ليس الخلاف أنه غصب الخلافة من علي
فحقد العجم على آل عمر قديم
أختم بما رواه البخاري عن أبي هريرة قال:
" بينا نحن عند رسول الله إذ قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر. فذكرت غيرته فوليت مدبراً . فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله ".
رضي الله عنك يا أمير المؤمنين وقاهر المجوس عمر ، فوالله إنا نعلم أن قدمك عند الله تعدلهم وتعدل أمثالهم وأسلافهم وأحفادهم والأرض التي تقلهم ، وإنا نجد دعاءنا لك أحق وأوجب من دعائنا لأنفسنا ، فقد ملأت الأرض عدلاً وحكمة ورحمة ونوراً ، وهابك الأعداك وأحبك الأصحاب ، ونسأل الله أن يجمعك بصاحبيك ، وينزلك ربك خير مثوى ويعطيك حتى ترضى إنه سميع مجيب
رددوا معي إخواني هذا الدعاء وأمّنوا :
اللهم نسألك بنور وجهك الكريم أن ترضى عن عمربن الخطاب ، وأن العن من لعنه وطعن به لعنا أبديا دائما إلى يوم الدين .
اللهم رب السماء ، مجزي السحاب هازم الأحزاب ، القاهر فوق العباد مهلك ثمود وعاد ، أنت المنقم الجبار فانتقم منهم ، وأرنا فيهم عجائب قدرتهم ، واخسف الأرض من تحت أقدامهم ، وابتليهم بالسنين، واجعل كل لعنهم لعمر يحور عليهم في مأكلهم ومشربهم وبرهم وبحرهم وحضرهم وسفرهم ، إنك سميع الدعاء .. وأنت فعال لما تريد.
أبو يحيى
28-04-11, 05:32 AM
العرض العادي
