بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
₪الزلازل التسونامية والعبر اليابانية: لماذا الشعب الياباني لا يسرق؟! [تقرير 1-]₪
أبو البركات الريفي
(2011-03-27)(15:36)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النـــوازل اليــابـانية : الزلازل التســونامية والعـبر اليابـانية!
الجزء الأول : لمــاذا لا يسرق الشعب الياباني؟
!
ملحوظة تمهيدية : هذا التقرير المختصر حررت حلقاته الكاملة خلال الأيام التي تلت الفاجعة الكبرى التي ضربت الشعب الياباني لكن لظروف عديدة لعل أهمها ندوة علمية أكايمية بالاضافة الى عنصر التريث حتى تتضح الصورة وتكتمل الرؤية أجلت نشرها الى اليوم.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين وخاتم الأنبياء والرسل الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم أمــــــا بعد :
قبل حوالي عشرة أيام زلزلت الأرض في الطبقات الأرضية تحت المحيط «الهائج»(لا أعلم صراحة لماذا سمي بالهادي ؟) على مشارف السواحل المياه الاقليمية اليابانية.
كم تمنيت من أعماق قلبي أن ترسل الدول الاسلامية بعثة اغاثة بمهمة خاصة مختلفة تماما عن غيرها من البعثات الدولية وهي بعثة اسلامية دعوية غايتها انقاذ الشعب الياباني من الكارثةالعظيمة و الظلم العظيم وهو الشرك والكفر بالله عز وجل ترسنتها في ذلك الكتاب والسنة وما جاء فيها من قصص قرآنية عظيمة تظهر للشعب الياباني أن ما أصبهم من مصيبة فهناك في كتاب الله أقوام عاقبهم الله عز وجل نحو قوم نوح وفرعون وغيرهم من الأقوام الكفار المشركين الظالمين من المتقدمين ليتم استغلال هذه الفرصة الثمينة حيث الشعب الياباني منهار نفسيا وعاجز عن الايجابة عن سؤال محير :
لمــاذا نحن ؟ ولمــاذا عوقبنا بهذا ؟ ومن يقف وراء هذا كله ؟ كل ما يحتاجه أهل الدعوة المخصلين من أهل السنة الجماعة كأرضية سهلة وخصبة وسلسلة لتمرير أعظم جرعة تلقيح في العالم ضد أعظم مرض هالك الشرك والكفر :وهو تلقيح يلقح به القلب والعقل والنفس والروح مرة واحدة ليعيد الفطرة ويسمى:
الشهــادة: لـا الــه الـا الله وأن محمــد رســول الله !
ولقحها اسمه : التوحيد بالله عز وجل وبصفاته وأسمائه سبحانه !
لكن مع الأسف فوتت الدول الاسلامية عليها هذه الفرصة التاريخية الثمينة وتركوا المجال لغيرهم من الدول المسيحية الصليبية والهندوسية والبوذية مهمة تلقيح الشعب الياباني بفيروسات الشرك العظيم بكل أشكالها ولا حول ولا وقوة الا بالله العلي العظيم.
عوض ذلك وكما هو الشأن دائما في دولنا العربية ظهرت على الواجهة حروف أتخذت منهج المحاكمات الجماعية المجحفة لشعب الياباني وهذا ما دفعني لعدم الدخول في باب اعطاء التوجيهات البخارية والدروس النظرية و التنضيرية وذلك لعدة أسباب لعل أهمها لعدة أسباب لعل أهمها:
- الشعب الياباني لا يقرأ ما أكتبه هنا وعليه فأي محاكمات وخطابات تنظرية يقذف فيها الشعب الياباني هي أولا ليس منهج اسلامي ثانيا هو مضيعة للوقت
- الشعب الياباني لا يتقن لسان العرب ولا يفهم علقية التفكير العربي
- الشعب الياباني هو شعب مسالم وجهله بالاسلام هو أيضا وليس فقط مسؤولية المسلمين الذين فرطوا في الدعوة في سبيل الله والتعريف باسلام الكتاب والسنة وفضلوا رؤية اليابان فقط بعين دنيوية استهلاكية ابتداءا بعين توريد سيارات رباعية الدفع نحو التيوتا اللندكروزر وغيرها مرورا بكامرات التصوير السوني والكانون اليابانية الى عين الأمعاء أستهلاكية لسوشي الياباني وغيرها من المنتجات اليابانية.
وبالتالي قررت أن أعكس القراءة أي قراءة معكوسة( على غرار منهج المتقدمين من فطاحلة أهل العلماء الأندلسين رحمهم الله) تجيب على السؤال التالي :
مــــاهي العبر التي يجب أن نستفديها نحن المسلمون أولا من الكارثة الزلزالية التوسونـامية اليابانية ؟ ومــاهي الدروس العملية اليابانية في أسلوب التعامل مع اداراة الأزمات خصوصا الكوارث العظيمة التي يعطيهاالشعب الياباني للمسلمين لتسير الازمات الناتجة عن الكوارث بطريقة فعالة وحضارية وراقية تحي فناكمسلمين روح العودة الى الكتاب والسنة وايحياء السنة النبوية العظيمة الشريفة ؟
وعبر علامات استفهام تركز فقط على بعض التصرفات اليابانية الجوهرية التي أسوقفتني أكثر من غيرها لأن هذه التصرفات ينفرد بها الشعب الياباني دون غيره في العالم في هذا العصر.سأحاول ان شاء الله جاهدا باذن الله -عبر هذه السلسلة التي سوف تكون ان شاء الله عبر حلقات سميتها الزلازل التسونامية والعبر اليابانية- أن نستفيد نحن أولا كمسلمين من الدروس العملية اليابانية في هذه النازلة العظيمة ونحي عبرها مـا جاء من قبل في اسلام الكتاب والسنة ويعمل به اليابانيون وهم غير مسلمون بينما كان بالأحرى نحن المسلمون أولى للعمل بهذا في ايطار تطبيق الكتاب والسنة ثم بعدها لكي نستفيد في بعض الأمور الدنوية من يجب علينا أن لا نتبع به المفسدون في الأرض الذي يروجون ويبعون لدولنا الاسلامية مشاريع ضخمة فاسدة وقاتلة لشعوبنا تكلف المليارات من الدولارات من بيوت المسلمين ونحن غافلون.
لكن أيضا الاستفادة من كل الأخطاء اليابانية الفادحة التي سقطت فيها اليابان على رأسها الحكومة اليابانية ومستشارها في القطاع الصناعي وفي الجامعات اليابانية قبل الزلزال التسونامي الأخير وأثناءه وبعده حيث على سبيل المثال لم تكن قط الحكومة اليابانية ولا الشركة المشرفة على المحطة النووية شفافة بخصوص الكارثة خصوصا النووية وأستعملت أسلوب التقية التواصلية روجت فيها لسياسية تهدئة كاذبة وباطلة والثقة العمياء التي وضعها الشعب الياباني في الحكومة اليابانية وفي التقنية ولي عودة ان شاء الله في الحلقة الثانية بموضوع مفصل جاهز للنشر يعالج هذه الزوية.
اذن ففي هذه السلسلة حاولت قدر جهدي أن أكون موضوعي بحيث تجنبت التمجيد والمدح المبالغ فيه لليابان ومحاولة تصوره على أنه تلك الدولة المثالية لأن الواقع ليس كذلك ولقد دونت كل الأخطاء التي سقطت فيها اليابان وسببت كارثة انسانية حقيقية لعدة أجيال لكن أيضا ابتعدت عن المحاكمة السلبية عبر نظرة اسلامية أطوبية (خيالية لا وجود لها في الواقع) تحاول تمثيل الدول الاسلامية أفضل من اليابان لدرجة تعطيها دروس وهذا بعيد كل البعد عن واقع الامة الاسلامية مقارنة مع اليابان وفي هذا الشق حاولت أن تكون القراءة عكسية أي كيف لنا كمسلمين أن نستفيد من اليابان كمؤسسة دولة وكسلوك مجتمعي .
الحلقة الأولى -1-: لمــاذا الشعب اليــاباني لا يسـرق ؟
أسئلة:
-لماذا الشعب الياباني لا يسرق؟ لماذا الشعب الياباني لا يسرق حتى عندما يتحول مضطر غير باغي من خلال كارثة زلزال تسونامي عظيم الى شعب فقير مشرد وجائع ومريض ومدمر نفسيا عن آخره ؟-وما هو العامل الذي يجعل الشعب الياباني يصنف في لائحة الشعوب الأقل اجراما في العالم ؟
هذا السؤال الجوهري يحيرني كما يحير علماء النفس والسلوك في الغرب خصوصا في أكبر معاهد البحث في سلوكيات الثقافات الآخرى بأرقى الجامعات الامريكية بالولايات المتحدة الامريكية وفي أروبا.
عناصر الايجابة على هذا السؤال : التربية الأسرية والمدرسية والاجتماعية وثقافة العقوبات الجزرية الصارمة ووجود مكثف للأمن الراقبي من شرطة وكاميرات وغيرها هي في الحقيقة عناصر مهمة للايجابة على السؤال لكنها تقلدية تنضرية نظرية غير كافية وغير خاصة باليابان لأن كل هذه العناصر نجدها في دول العالم الأخرى وعليه فهي ليست عناصر مفصلية وجوهرية.وعليه قبل التفكير في العقاب هناك في علم السلوك عنصر مفصلي وهو زرع روح الأمانة والثقة في قلوب اليابانين منذ الصغر رسالتها :المسؤولية في الاستفادة الفردية والجماعية المشروعة من كل الماديات الفردية أو الجماعية المسمى عندنا في الاسلام شرعا " اللُّقَطَةِ " تحت شروط قواعد معينة هي:
- أولا : في اليابان هناك ثقافة تربوية تحاول أن ترسخ عمليا وفي مرحلة مبكرة من العمر في الطفل الياباني سواءا في الأسرة أوالمدرسة أوالمجتمع ومنذ الصغر وهي ثقافة اللُّقَطَةِ فلستفتها : بمجرد ما يجد ياباني أو يابانية أشياء مادية مهما كانت قيمتها فيذهب بها الى الشرطة ويتم تقيمها ويعطى لهذا الياباني الذي وجد هذه الأشياء قيمة مالية معينة تمثل نسبة محددة من القيمة المقدرة لهذا الشئ هذه المرحلة الأولى
- ثانيا : المرحلة الثانية عند انتهاء مدة التخزين في مخفر الشرطة وهي ستة أشهر كاملة في حالة اذا لم يتصل المالك الحقيقي لهذه اللقطة فان الشرطة تتصل بالشخص الذي وجدها لتسلمه رسميا اللقطة ويصبح المالك الجديد.
بهذه المحفزات التربوية والمادية والمعنوية استطاعت اليابان رزع عنصر الثقة في رؤية الأمانات وفلسفة الملك الفردي (ورؤية الملك الفردي كملك مشترك) في المجتمع الياباني كملك عام مشترك والمساهمة في الحفاظ عليه وبالتالي وضع ترسنة نفسية ومعنوية وتربوية قوية ضد النصب والسرقة والاعتداء على الممتلكات الفردية والعامة تحول دون التفكير في المجازفة بالحياة والكرامة الفردية عبر الاعتداء والسقوط في العقوبات الجزرية. ولنجاح العملي والتطبقي لهذا النموذج فأن الكل بدون استثناء يجب أن يتقيد به : الامبراطور الياباني والحكومة اليابانية من رئيس الوزراء الى الوزراء وكتاب الدولة ورؤساء الشركات الحكومة والخاصة والأباء والأمهات وكل مسؤولين الدولة سواءا في القطاع الخاص أو الحكومي أي أن هرم الدولة اليابانية من قمته الى قاعدته الشعبية تم دمجه في هذا النموذج دمج علمي عملي واقعي دون تميز بل بالتساوي والعدل.
هكذا نجحت الوصفة اليابانية ضد السرقة والنصب والاعتداء على الممتلكات الفردية والعامة عبر اجتياز أكبر وأعظم امتحان أثبت بالحجة العلمية مصداقية وفعالية هذه الوصفة الحضارية والانسانية الراقية ونجحها العملي على المجتمع الياباني كنموذج فريد من نوعه في العالم وهي في حقيقة الأمر وصفة اسلامية بشهادة منشأ يعود تاريخها الى 14 قرن جاءت في السنة النبوية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبوبت عند فقهاء أهل الحديث بفقه اللقطة.
وهذا النموذج العملي الياباني بكل وصفته مع اختلاف في عدة اللقطة يلخصه هذا الحديث النبوي العظيم :
الحديث : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال ابن حجر أخبرنا و قال الآخران حدثنا إسمعيل وهو ابن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني : (
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة
فقال عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها ثم استنفق بها فإن جاء ربها فأدها إليه
فقال يا رسول الله فضالة الغنم
قال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب
قال يا رسول الله فضالة الإبل
قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه ثم قال :
ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها )
الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم -خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
المنهج النبوي في التعامل مع اللقطة :
-- الحالة الأولى اللُّقَطة :
1- تَعْرِيفهَا سَنَة(أو هي الخطوة التالية حسب بعض الرويات)
2-مَعْرِفَة الْوِكَاء وَالْعِفَاص(أو حسب الروايات الاخرى يبدأ بها)
3- بعد 1 و 2 الاستنفاق بها
4- اذا جاء صاحبها بعد مدة معينة ومحددة معقولة فيجب اعادتها الى صاحبها..
شرح الامام المحدث النووي رحمه الله : (هَذَا رُبَّمَا أَوْهَمَ أَنَّ مَعْرِفَة الْوِكَاء وَالْعِفَاص تَتَأَخَّر عَلَى تَعْرِيفهَا سَنَة , وَبَاقِي الرِّوَايَات صَرِيحَة فِي تَقْدِيم الْمَعْرِفَة عَلَى التَّعْرِيف فَيُجَاب عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَة أَنَّ هَذِهِ مَعْرِفَة أُخْرَى , وَيَكُون مَأْمُورًا بِمَعْرِفَتَيْنِ , فَيَتَعَرَّفهَا أَوَّل مَا يَلْتَقِطهَا حَتَّى يَعْلَم صِدْق وَاصِفهَا إِذَا وَصَفَهَا , وَلِئَلَّا تَخْتَلِط وَتَشْتَبِه , فَإِذَا عَرَّفَهَا سَنَة وَأَرَادَ تَمَلُّكهَا اُسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يَتَعَرَّفهَا أَيْضًا مَرَّة أُخْرَى تَعَرُّفًا وَافِيًا مُحَقَّقًا , لِيَعْلَم قَدْرهَا وَصِفَتهَا فَيَرُدّهَا إِلَى صَاحِبهَا إِذَا جَاءَ بَعْد تَمَلُّكهَا وَتَلَفهَا , وَمَعْنَى اِسْتَنْفِقْ بِهَا : تَمَلَّكْهَا ثُمَّ أَنْفِقْهَا عَلَى نَفْسك . )
-- الحالة الثانية ضآلة الغنم :
حلال على المسلم الذي وجدها لأن ضآلة الغنم لا تخلوا من ثلاث حالات : أما يأخذها الذي وجدها وان تركها فان أحد آخر سوف يأخذها والا سوف يغدر بها الذئب الذي سوف يستغل غياب صاحبها وغياب الكلب الذي يحرسها منه ليلتهمها. سبحان الله أنظروا للحكمة النبوية العظيمة !
-- الحالة الثالثة ضآلة الابل :
تحرم على المسلم لأن خلافا لضآلة الغنم الخطر الوحيد على الابل هو السارق لا ذئب يستطيع أن يتعدي عليها ويلتهمها بالاضافة هي في الاصل يصعب التميز ما بين ضآلة الابل عن غيرها لأن الابل أصلا تعبر مسافات طويلة في الصحاري بحثا عن العشب والنياق للولادة (الاستحياء سبحان الله حتى عند النيوق!) ثم لأنها مستقلة عن الانسان تحمل معها حذؤها وسقاؤها وهي ان لم تكن لصاحبها فهي لربها سبحانه وتعالى وهكذا الحكمة النبوية جنبت حروب كادت تشتعل ما بين البدو عشاق الحلال والصنف الممتاز من الابل (العمانية الصفراء السبوق في الرايس و السوداء الحلوب وغيرها.. )خصوصا في هذا العصر حيث البعض منها يصل ثمنها الى الملايين وقد تسرق لثمانها أو لنوخها مع غيرها وافساد الصنف الخالص منها.
أقتصر على هذا النموذج النبوي الشريف في التعامل مع اللقطة بكل اصنافها والا فالاحاديث التي تطعم وتغني فقه اللقطة في هذا الباب ما شاء الله كثيرة.
أمــا السؤال الجوهري الثاني الذي يحريني هنا : كيف أننا كمسلمين فقدنا هذه الوصفة العظيمة التي سبق وأن علمنا ايها أشرف المخلوقين سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والسلام في سنته 14 قرن من قبل أن يكتشفها اليابانيون ؟
تدبرت كثيرا في محاولة تعجيزية للايجابة على هذا السؤال لكن عوض ذلك عكست لي مرآة فقه واقع الأمة الاسلامية حقائق غربية وعجيبة تخبرني على أنه في واقع أمة محمد صلى الله عليه وسلم في نسختها لعام 2011 حَوَّلَ ولاة الحكم في الدول الاسلامية خصوصا الدول العربية كل خيرات أرض المسلمين وبيوت مال شعوب بلاد المسلمين الى «ضآلة الغنم» .
كيــــــــــف هذا ؟
لسان حال الدول الاسلامية على رأسها الدول العربية يحكي لنا أن ولاة الحكم حولوا كل خيرات أرض وبيت مال المسلمين من غاز ونفط وفوسفاط وخضر وماء وعشب وأموال وذهب وفضة وغيرها الى «ضالة الغنم»
وطبقوا هذه القاعدة الخاصة ب«ضالة الغنم» فقط: لك ولأخيك أو للذئب!على النحو الشاذة التالي:-أولا : لك أولأخيك = لولي الحكم وأخيه وأختيه وعشريته وعائلته ومقربيه وبطانته-ثانيا : للذئب = المحتلين من المقاولين والمسؤولين بالاضافةالى حلافاء ولي الحكم من الكيان الامريكي وغيرهم خصوصا في خيرات بيت مال المسلمين الفوسفاط والنفط والغازوالسمك وغيرها من الخيرات.
أما الشعب فله قطع الايدي والســجن والجــوع والمســغبة والغــرث والطــوي والسعــار.
وعليــــه لا يستغرب احد اذن ان ظاهرة السرقة منتشرة بكثرة في الدول الاسلامية عامة والدول العربية خاصة حتى التي تدعي أنها تطبق الشريعة (تطبيق انتقائي على صنف من المجتمع فقط !) وعليه في الوقت الراهن حسب تقدري يجب الاعتراف أنه من الصعوبة بما كان القضاء النهائي على ظاهرة السارقة في دولنا الاسلامية بطريقة فعالة وشمولية لأن قمة هرم الدول فاسدة وبالتالي يصعب فرض أي نموذج تربوي على وسط وقاعدة المجتمع لأنه سوف يكون نموذج مجحف وانتقائي وهذا مخالف للاسلام الكتاب والسنة ذلك :
لأنه : اذا فســد الراعي فان هذا بـــاب مفتـــوح لــزرع الفــساد في الــرعية !
وزرع الفساد في الرعية يبتدأ بحرمان الرعية من حقوقهم المشروعة في اقتسام الثروات وخيرات أرض وبيت مال المسلمين مع تطبيق انتقائي للحدود على الضعفاء من الفقراء والبسطاء من الشعب فقط في مقابل هذا اعفاء مطلق للحاكم الراعي وبطانة الحاكم وعائلة الحاكم من واجباتهم وتحصينهم بحصانة تحميهم من حد قطع يد سُـرَّاق خيرات ارض المسلمين وبيوت مال المسلمين .
ولا حــول ولا وقــوة الا بالله العـلي العــظيم
والله أعلم بحـــقائق الأمـــور
أبو البركات الريفي
فجر اليوم التاسع من زلزال تسونامي في اليابان2011