العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-11, 12:02 PM   رقم المشاركة : 1
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


Lightbulb "أنا اللي خلقت ليبيا وأنا اللي بيفنيها" .. قراءة في الفكر الفرعوني الاستبدادي!




"أنا اللي خلقت ليبيا وأنا اللي بيفنيها" .. قراءة في الفكر الفرعوني الاستبدادي!


ابتليت هذه الأمة بطغاة يعيشون على دماء أبناءها ، ينهبون ثرواتها ، ويجمعون خيراتها ، ويحالفون أعداءها ، ويعملون ضدها ليلا ونهارا ، ويحيكون المؤامرات ويعقدون المؤتمرات لئلا تعود هذه الأمة لمكانتها التي كانت .
دخل كبار الضباط على معمر القذافي يسألونه إلى أن سيذهب بليبيا ، فقال لهم : أنا اللي خلق ليبيا وأنا اللي بيفنيها !
وقبل أيام قلائل يخرج هذا المجنون المعتوه يصرخ .. أريد مزيدا من الدماء ، ولم أستخدم القوة حتى الآن !

هؤلاء الحكّام المتخلّفون هم السبب الرئيس في كل دمار حل بهذه الأمة ، وهم المتسبب الأول في تأخر الأمة وتراجعها عن قيادة العالم ، مع ما تمتلكه من ثروات ورجال وعقول قادرة على القيادة والريادة .
وقد ضرب الله لنا في القرآن الأمثال ، وحكى لنا قصص الطغاة والمتجبرين ، وطريقة تعاملهم مع شعوبهم ، ونمط تفكيرهم البائس ومحاربتهم للمصلحين .. وكان الطاغية فرعون النموذج الأكثر ورودا في القرآن الكريم ، وما ذلك -في ما ظهر لي بعد التدبّر- إلا أن هذه الأمة ستبتلى بأمثال هذا الفرعون في تجبره وتغطرسه وحربه للمصلحين .
وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الله وعده أن لا يجتاح هذه الأمة عدو خارجي يمحو بيضتها ويستأصلها ، ولكن سيكون بأس هذه الأمة بينها ، فيحارب أبناء الأمة أمتهم ، ويعادي المصلح المفسد . والذي يقرأ تاريخ الأمة يظهر له بجلاء مصداق هذا الحديث النبوي .

وفي هذا المقال سأحاول عرض بعض الآيات التي تحكي طغيان فرعون ، وطريقة تعامله مع شعبه ومع المصلحين ، فالقصص في القرآن لم تقص إلا للاعتبار ، والله سبحانه يورد من القصص ما فيه نفع لقارئ القرآن على مر العصور .. ففرعون لم يغرق في البحر وينتهي أمره ، بل مازال فرعون بفكره وتغطرسه وعتوه وتجبره يحكم ويأمر وينهى ويبطش بأبناء هذه الأمة . وسأقوم بعرض ما لدي في النقاط التالية:
1- الأمر الجامع في شخصية كل الفراعنة هو أنهم يرون أنفسهم عظماء لا مثيل لهم ولا يوجد لهم نظير .. فشيخهم يقول : أنا ربكم الأعلى !
والآخر المعاصر يقول : أنا الذي خلقت وأنا الذي أفني .
ويزعمون أن معهم قدرات خارقة .. فالقذافي هو المجد .. أرأيت المجد ، المجد هو القذافي على حسب كلامه !
وفرعون مصر المعاصر هو الحاكم الأوحد ، والمصري الوحيد الذي عبر القناة ، ويطلق على نفسه بطل العبور ! والآخر قائد تنمية تونس ومحارب الظلام!
2- الطغاة لا يستسيغون أن يخالفهم أحد في الرأي ولو في مسألة تافهة ، فهم الأعلم والأحكم والأكثر فهما لبواطن الأمور وخوافيها.. قاعدتهم الأساسية في الحكم: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، هذا هو الأساس الذي يبني عليه الطاغية سياسته وتعامله مع شعبه .
3- الاعتزاز بالنجاحات الوهمية التي زعم الطاغية أنه حققها عنصر مهم ، لإظهار نفسه بالبطولة وأنه نادر المثال : (ونادى فرعون في قومه : أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟)
ألست بطل العبور؟
ألست محقق التنمية في تونس؟
ألست المجد وقائد ثورة الفاتح من سبتمبر ؟
4- يتفق الفراعنة على تشويه صور مخالفيهم من المصلحين ، مستخدمين قدراتهم الإعلامية الهائلة ، في كل عصر وفي كل مصر .. ينادي فرعون في قومه واصفا موسى بأنه مهين ولا يكاد يبين : (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ؟)
ويقول فرعون – أيضاً- عن موسى نبي الله : (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) .
وكذلك رأينا الطغاة المعاصرين يستخدمون هذا الأسلوب البائس لتشويه صورة المصلحين ، فإعلام النظام المصري يصور لنا شباب الثورة بأنهم مجرد شباب تافه ضائع ، ومثيري للفتنة والفساد .
والقذافي يخبرنا أن شباب الثورة الليبية مجموعة جرذان وفئران ومتعاطي مخدرات .. يريدون أن يظهروا في الأرض الفساد !
5- كل الفراعنة موقنون بأن مناوئيهم يدعون للصلاح والخير ، وأنهم يطالبون بحقوق مشروعة ، لا يختلف على مشروعيتها اثنان عاقلان .. ولكن كما أخبر الله عن فرعون واتباع نظامه : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً .
لاستمراءهم الظلم ، ولتكبرهم عن الحق ينكرونه ويعادون أهله .. وانظر إلى التعبير بقوله : وجحدوا ، فالجحد هو تكذيب الشيء مع إيقان النفس بصدقه .
6- يستخدم الفراعنة في حربهم لأهل الصلاح كل الأسلحة التي يمتلكون .. ولكنهم يتفقون على سلاح واحد ، وهو محاولة التغلب على المصلحين بسلاح مشابه لسلاحهم .
فشيخهم فرعون يريد أن يتغلب على موسى بنفس سلاحه الذي أتى به ، فيجمع السحرة ، لإيهام الناس أن موسى ساحرا ، ويأمرهم بقلب العصا ثعبانا كما فعل موسى .
أتى بباطل ليهدم به الحق ، موهما أن ما عنده نفس ما عند موسى .. ويأتي الطغاة في هذا العصر سائرين على نفس المنهج ، فيأمر الطاغية مبارك بخروج المتظاهرين لتأييده والمطالبة بعدم تنحيه !
والقذافي يطالب المنتفعين به للخروج في مظاهرات تأييدا له على إجرامه وظلمه .. ولكن الحق هو الحقيق بالنصر ، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين .
7- الاستعانة بأعوان يخدمون الطاغية بإخلاص ، ويربط حياتهم به ، ففي زواله زوالهم ، فهو ركنهم الذي إليه يأوون وبقائهم قائم على بقائه .. لذلك نجد هؤلاء يحاربون من أجل النظام بكل ما أوتوا من قوة ، ويُعتبر كثير من هؤلاء ملكيون أكثر من الملك .
هامان وعمر سليمان وعبد الله السنوسي وسيف الإسلام وغيرهم من أعوان الظالمين يقومون بأدوار كبيرة لتثبيت أركان حكم الفرعون ، وأزّه إلى مزيد من الظلم والطغيان . وصدق الله العظيم : إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين .
ويتخذ الفرعون - أيضا- أنصارا مؤجرين لمواجهة المناهضين له، ويجعل لهم الأعطيات الجزيلة من أجل الوقوف في وجه المصلحين .. يحدثنا القرآن عن فرعون وكيف أنه استأجر السحرة وأغراهم بالمال من أجل مواجهة موسى : (قالوا أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ، قال: نعم .. وإنكم إذن لمن المقربين ! ).
ويسير الفراعنة المعاصرين على سنته ، فيغرون فئام من الناس بالوقوف في وجه أصحاب الحق .. وما معركة الجمل الثانية منا ببعيد !
حيث كان النظام المصري يدفع الأموال ويستأجر الخيل والبغال والجمال لمحاربة المتظاهرين ! وبقليل من الجنيهات فقط !
والقذافي حشد المرتزقة بالأموال الطائلة لمحاربة من قال لا لظلم القذافي وتجبّره .
لكن هؤلاء الذين يقفون مع النظام من أجل المال أقل شراً من أولئك الذين يرون أن في زوال النظام زوالهم فيستميتون من أجل ذلك في الدفاع عنه.
8- تفريق المحكومين في بلاد الفرعون ، وجعلهم شيعا وأحزابا ، وإثارة الفتن بينهم ، يقول تعالى : (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا) .
هذه هو القانون عند الفراعنة قائم على قاعدة : "فرّق تسد" ، فالفرعون المصري المعاصر قام ببث الفتنة بين الأقباط والمسلمين ، وقد عاش الأقباط تحت ظل المسلمين أكثر من ألف سنة ولم يتعرض لهم المسلمون بسوء ، وهاهي خيوط المؤامرات بدأت تتكشّف بعد سقوط النظام ، فيٌتهم وزير داخلية الفرعون ( حبيب العدلي) بتفجير الكنيسة القبطية في الإسكندراية ، فيا لله العجب انظر كيف تبلغ الدرجة من الدناءة بالفرعون وأعوانه أن يقوموا بهذه المؤامرات الخسيسة على شعبهم !
بل لم يقتصر الأمر على إثارة الفتن بين المسلمين والأقباط فقط ، بل خرجت وثائق وأوراق من أروقة وزارة الداخلية تثبت أن النظام المصري كان يستغل بعض الخلافات بين الإخوة السلفيين والإخوان المسلمين لتأجيج الصراع بينهم !
وهاهو فرعون ليبيا منذ أن استلم السلطة قام بإثارة الفتن بين القبائل ، وتسليح بعضهم واستضعاف بعضهم على سنة فرعون (علا في الأرض وجعل أهلها شيعا) .
9- عدم الاعتبار بالتاريخ ونواميسه التي لا تتخلّف إن وجدت مسبباتها ، يقص لنا سبحانه وتعالى عن مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه ، وكيف أنه كان يعظ فرعون ومن معه بضرورة أخذ العبر من التاريخ وحوادثه : (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فمازلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ، كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) .
وتلك سمة الفراعنة لا يعتبرون بما يجري من أحداث ، فيستمرون في ظلمهم ويظنون أن التاريخ ونواميسه ستنحاز إليهم .
وقد استمعنا إلى التصريح الشهير لوزير خارجية فرعون مصر بعد أحداث تونس ، عندما قيل له إنه من المحتمل أن تنتقل هذه الثورة لتدك عرش الفرعون ، فقال مجيبا بكل تكبر وعلو : "مصر مش تونس" !
والآن ابن الفرعون الضال لا يعتبر مما جرى ويكرر نفس كلمة فراعنة مصر : "ليبيا مش تونس ولا مصر" .
كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب !
وكذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار !
10- حشد الحشود لمحاربة المصلحين ومطاردتهم حتى وهم عزّل لا يملكون سلاحا يدافعون به عن أرواحهم ، يقول تعالى : (فأرسل فرعون في المدائن حاشرين : إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون ، وإنهم لنا لغائظون ، وإنّا لجميع حاذرون) .
جميعنا حاذرون .. في هذا إعلان لحالة الطوارئ في مصر ، فإن موسى ومن معه خطر على الأمن القومي ، مع إنهم شرذمة قليلون ولا يملكون سلاحا !
ويعيد التاريخ نفسه مع فرعون ليبيا ، فيكرر نفس عبارة فرعون : إن هؤلاء لشرذمة ، ثم يستعين بالعالم الخارجي بدعوى أن حربه حربهم ، وإنه يحارب الإرهاب ، وهؤلاء سيؤسسون دولة إرهاب ستهدد العالم كله .. هؤلاء الشرذمة القليلون يفعلون كل ذلك !
وكذلك رأينا فراعنة مصر كيف ينعتون المتظاهرين بأن هناك قوى معادية للغرب تدعمهم ، وتوفر لهم المأكل والمشرب ليكونوا حربا على النظام وأعوانه ، ثم يكونوا حربا على الغرب ومصالحه في المنطقة . كل هذه الأقوال لحشد الحشود المؤيدة للفرعون على جرائمه .
مع أن موسى وقومه كانوا عزّل لا يملكون قوة ، ومع أن متظاهرين تونس عزل ، ومع أن شباب مصر عزل ، ومع أن ثوار تونس عزل .. إلا أن الفرعون يرسل في المدائن حاشرين لدعم حربه المقدسة على الحق !!
11- التهديد والتخويف والوعيد هي لغة الفراعنة على مر العصور ، يهدد الطاغية فرعون موسى قائلا: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ).
مع أن فرعون نفسه أشد الناس إيماناً بأنه ليس بإله !
ولكن هذه صفته عند الناس ، فيجب أن يؤمن بها الجميع حتى إن كانت كذبا . ففرعون في زمننا بطل العبور ، والآخر هو المجد ..!!
12- إن لم تأخذ الشعوب على محمل الجدية تهديدات فرعونها فإنه سيطبقها غاضبا على فئام كثيرة منهم حتى يرتدع الآخرون ويعلمون أن الفرعون إذا قال فعل .
آمنتم له قبل أن آذان لكم ؟
فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ، ثم لأصلبنكم أجمعين !
بهذه الوحشية يتعامل الفراعنة مع مخالفيهم .. فالفرعون من أجل تعزيز سلطته مستعد بأن يقتل ويعذّب كل من يقف في طريقه .

13- عدم الاستسلام حتى آخر لحظة . وهذا أمر يجمع عليه كل الفراعنة ، لا للاستسلام حتى تسقط كل الأوراق ، وحتى تراق كل الدماء .. ولا يتم الاعتراف بأن للمعارضين حقوقا مشروعة إلا في آخر لحظات الغرق ، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل.
وحتى إذا أدركه الغرق قال: فهمتكم .. فهمتكم !
وحتى إذا أدركه الغرق قال: إني أعي مطالب الشعب .

والله سبحانه أعلى وأعلم

عبد الله الحسني..
---------------------------------------------------------------------






التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» حتى ظننت انه سيورثه
»» صفحة فيس بوك لتطهير الأزهر من علي جمعه وأحمد الطيب وباقي المبتدعة / للنشر والدعم
»» حكم قول السيدة عائشة و السيدة خديجة
»» خبر عاجل عن السينما في السعودية لايفوتكم كلام العلمانين المجانين
»» المجوس والإسماعيلية
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "