الكاتب رافضي عضو المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي
أردت أن يقيم المقال وتسجل التعلقات...
ولنا عودة...
لقد شكل مجيء السيد محمد خاتمي الى رئاسة الجمهورية في ايران عام 1997م تفائلا واسعا ، ليس لدى ابناء الشعوب والقوميات المضطدة في ايران وحسب، بل ان هذا التفائل قد شمل دول الجوار وماوراء الجوار ايضا، وذلك بسبب ما طرحه الخاتمي من شعارات جد يدة اعـتبرت الاولى من نوعـها في ايران ما بعد الثورةالاسلامية عـلى الصعيد التعامل الداخلي والعلاقات الخارجية.
ومن ابرز ما طرحه الخاتمي على الصعيد الداخلي تمثل بالاصلاح السياسي، (لم يقل بالتغير وانما قال بالاصلاح) الذي لم يحقـق منه لحد الان نسبة العشرة بالمئة برغـم من انتهاء النصف من المرحلة الثانية من ولايته الرئاسية.
اما فيما يتعلق بأ صلاح السياسة الخارجية وتحسين العلاقات مع دول الجوار، فانه وبرغم من طرحه لحوار الحضارات، الانه لم يقد م شيء ملموس يوازي الطرح والشعار الذي رفعه بهذا الخصوص، فان كل ماقـد مه السيد خاتمي لم يتعدى سوى بعض الزيارات البروتوكولية التي قام بها لبعض الدول التي لاتوجد بينها وبين بلاده مشاكل حقـيقـية يمكن ان تعيق تطور العلاقات بين البلد ين، فعلى سبيل المثال وفي مايتعلق بدول الجوار العربي تحديدا، فـقـد قام السيد خاتمي بزيارة لسوريا وهي حليف استراتيجي لايران، وزيارته هذه لم تضف شيء جديدا في مستوى العلاقات بين البلدين،كما انه قام بزيارة للمملكةالسعوديةالتي زارهامن قبله الشيخ رفسنجاني الرئيس السابق للجمهورية والرئيس الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام وهو اقوى من خاتمي مركزا و تائثيرا على صعيد رسم السياسات واتخاذ القرارات الداخلية والخارجية وكانت زيارة رفسنجاني انذاك (اذار 1998) هي التي فـتحت الباب لزيارة الخاتمي للسعود ية من اجل تطويرالعلا قات التي كان يشوبها بعض الخلافات السياسية، وهكذا الامر بنسبة لدولة قطر ايضا حيث زارها بعد زيارة رفسنجاني لها وبنفس الفترة ايضا وقد حاول خاتمي ان يستقـل هـذه الزيارات لتد ليل على انها بادرة لحسن النوايا بشان فتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول الجوار العربي, متناسيا ان هـذه الدول التي زارها لايوجد بينها وبين بلادهي اية مشاكل استرا تيجية يمكن ان تعيق تطور العلاقات سوى بعض الخلافات السياسية وقـد تم حلها بمجرد وقـف الحملات الاعلامية بين الطرفـين. واما الدول التي يوجد بينها وبين ايران مشاكل حقـيقـية مثل دولة الامارات العربية المتحدة التي تحتل ايران ثلاثة من جزرها والعراق الذي خاضت بلاده معها حرب ضروس على مدى ثماني سنوات, وكذلك المصر التي تنافسها ايران على قضايا عديدة في المنطقة ومن بينها القضية الفلسطينية، فان السيد خاتمي لم يعمل بشكل حقيقي ولم يستطع ان يقـدم البرهان على رغبته الصادقة في حل المشاكل العالقة بين بلاده وهذه الدول العربية، بل شهد نا العكس من ذلك،فخاتمي الذي قال بالانفتاح وحسن الجوار وحوار الحضارات، نراه وقـد استعمل خطابا قوميا صارخا زاد من الشك بصدق نوا ياه المعلنة بشان حسن الجوار, ومن بين هــــذا الخطابات الاستفزازية ما صرح به في ميناء بندر عباس قي اوائل شباط 2000 قائلا: بان الخليج فارسي كان وسيبقى الى الابد, وان هذه الصفة (حسب زعمه) حقـيقة تاريخية هي الماضي المجيد لهذا " الشعب العظيم ".
وقد ادلى خاتمي بهذا التصريح وهو يعلم ما لمسئلة الخليج من حساسية على العلاقات, ليس بين الدول المتشاطئْة وحسب، بل وعلى العلاقات مع جميع الدول العربية الاخرة ايضا كون الامر يتعلق بالامن القومية العربي عامة.
وقد الحق خاتمي تصريحه هذا بتصريح قومي عنصري اخر وذلك اثناء اجتماعه بالجالية الايرانية في امريكا التي زارهااثناء حضوره قمة الالفية التي عـقـد ت في نيويورك, حيث صرح قائلا: اننا الايرانيون نفخر باننا قبلنا الاسلام ورفضنا العربية.
هذا على الجانب العربي، واما مايتعلق في الجوار الاسلامي فان الامور ليست بافضل من نضيراتها العربيات، حيث مازالت هذه العلاقات بين مد و جزر ولم يحقـق خاتمي اي تقـد م يمكن ان يكون افضل مما كانت عليه العلاقات في زمن اسلافه. بل نراه قد بات وكاْنه في سباق على صعيد التصريحات الاستفزازية التي تزيد من تعكير العلاقات وتخالف مبدء حسن الجوار وحوار الحضارات الذي رفعه, ومثالا على ذلك ما اطلقه مؤخرا بشاْن تسميت بحر قـزوين، ببحـر مازند ران وهو اسم لاْحد الاقاليم الشمالية في ايران، وقد صرح بذلك لدى استقباله رئيس جمهورية اذر بيجان السيد حيدر عـلييف في طهران يوم السبت الموافـق /5/20018 مما دفع بالرئيس علييف برد قائلا:اننا لانعرف هذا البحر، ولايمكن لنا تحريف الاسماء، علما ان الخطاب الايراني الرسمي درجه على تسميت بحرقـزوين ببحر الخزر، واما بحر مازندران فلم يسمع به من قبل على لسان اياً من مسؤلي الدولة والنظام الايراني، ولم يقـول به حتى عـتات العنصرين منهم ولكن قالها السيد خاتمي الذي طرح الحوار و الانفـتاح هـد فا للوصول الى حسن الجوار وطيب العلاقات بين الامم والشعوب.
علما ان النبرة القـومية المتطرفة والاستفزازية في تصريحات السيد خاتمي لم تقـف عند هذا الحد وحسب، بل انه ذهب الى كيل المد يح لاْشقى عـتات الشعوبين, وذلك اثناء محاضرة له حول(جمالية) اللغة الفارسية القاها بمد ينة دوشنبه الطاجيكستانية اثناء زيارته لها اواخر شهر نيسان واوائل مايو ايار العام الماضي، فـبعد الاشادة المستفيضة
بهذه بالغة الفارسية ، اعاد الفضل لبقائها بعد الفتح العربي الاسلامي لايران للشاعر العنصري الفردوسي الذي وصفه الخاتمي بانه حكيم الشعراء وكال المدح عـليه لتاْليفه كتاب الشاهنامه.
علما ان الفردوسي كان لسان حال الحركة الشعوبية في القرن الثالث الهجري وقد تضّمن كتابه الشاهنامة حملة عنيفة على العرب والعروبة، ورغـم هذه الروح العنصرية التي حملها الفردوسي وكتا به الشاهنامة الا ان السيد خاتمي لم يتوا ناعن كيل المد يح لهذا الشاعر العنصري، متناسيا ان الاصلاح والتسامح وحسن الجوار شاْن ثقافي ونفـسي قبل ان يكون خطاب دعائي من اجل فعل سياسي.
ولست مذكرا السيد خاتمي بالمثل العربي القائل: مافي القلب تبرزه زلات اللسان : رغـم تيقـننا انها ليست زلات لسان، ولكنها طبع متاصل في النفوس.
01-03-03, 05:55 PM
العرض العادي
