رئيس ملتقى قبائل الجوف لـ"المصدر أونلاين": الحوثيون موجودون في جميع مديريات المحافظة والحديث عن سيطرتهم عليها غير صحيح
المصدر أونلاين- إبراهيم الظهرة
يؤكد الشيخ الحسن بن علي أبكر رئيس ملتقى قبائل الجوف والقيادي في حزب الإصلاح بالمحافظة أن حل مشاكل الجوف بيد الدولة فقط ومع تأكيده على تواجد الحوثيين في كل مديريات الجوف إلا أنه ينفي صحة المعلومات التي تتحدث عن سقوط الجوف بيد الحوثيين وعن عزوف القبائل عن التصدي لهم.
"المصدر أونلاين" أجرى معه هذا الحوار فإلى التفاصيل:
- كيف تفسر اشتعال الأوضاع في الجوف حيناً وخفوتها أحياناً أخرى؟
• الثارات في الجوف تقوم متى شاءت السلطة وتنتهي متى شأت، وهي تفعِلها وتجعلها وسيلة لتنفيذ مشاريعها سواءً كانت سياسية أيام الانتخابات والفعاليات السياسية، أو لقمع بعض الشخصيات السياسية أو الاجتماعية وأصحاب الرأي والفكر الذين يحاولون قول" اتق الله يا عمر" للمسئول، وعموماً الجوف طيب بأرضه وأهله، ولو تعمل الدولة في الجوف ما يجب عليها لكفى اليمن من كل النواحي ففيه البترول والغاز والزراعة وفيه كل شيء ولكن المشكلة أنهم لا يريدون للجوف أن يتعلم ولا أن يتعافى ويخرج من براثن الجهل والظلمة التي يعيشها، باختصار هم يتعمدون تجهيله.
- تتالت تصريحات صحفية لمسئولين حكوميين وقبليين في الجوف مفادها بأن 10 مديريات من 12 مديرية في الجوف سقطت في يد الحوثيين، فإلى أي مدى تلك المعلومات صحيحة ؟
• ليس هناك مديرية من مديريات الجوف إلا وفيها حوثيون، لكن التصريح الذي أدلى به قائد أركان حرس الحدود عن سقوط الجوف فيه مبالغة، فالجوف لم تسقط.
- ما أسباب تواجدهم في كل المديريات؟
• الدولة هي من يدفع الناس دفعاً لأن يذهبوا للحوثيين وأن يكونوا معه، لأن أي إنسان لديه حقوق أو مطالب لا يستطيع أن يحققها إلا بوجود معارضة، فمثلاً قبل وجود الحوثية كان إذا ظلم إنسان قال سأذهب للمعارضة.
- ما المديريات التي أصبح المسلحون الحوثيون يسيطرون عليها فعلا؟
• المديريات التي أصبح الحوثي يحكم فيها.. تستطيع تقول المراشي، والزاهر وليست كل المراشي ولا كل الزاهر وإنما المركز الرئيسي فيهما.
- المطمة والمتون والمصلوب؟
• لا لا هو متواجد في المطمة لكن لا يستطيع أن يقدم فيها أو يؤخر، له نقاط في بعض الأماكن لكنه لا يستطيع أ ن يحكم كما في مركز المراشي التي يحبس فيها ويقيد، كما أن هناك مناطق يحاول يذهب إليها لجمع الزكوات من أهاليها، لكنه لا يستطيع يفعل شيء إنما في مركز المديرية.
- هل التقيتم بالقائد الميداني للحوثيين كمشترك، سواءً في حرب أو صلح، أو تفاوض؟
• نحن كمشترك لا، ولا تفاوضنا معه، فهو لا يحب أن يتصل بنا ونحن لا نتصل به.
- ما هي القبيلة التي تتصدى له حالياً؟
• لا يوجد.. القبائل لا تتصدى له؛ ولا عندها استعداد للتصدي له.
- لماذا؟
• التصدي لماذا، ودفاعاً عن من؟
- عن الدولة؛ عن نفسها مثلاً؟
• أبداً .. لا يوجد بيننا حرب، فهو يمشي من عند بيتي، وأنا أمشي من عند بيته ولا مشكلة بيننا؛ هو ضد الدولة؛ أنا أذهب أدافع نيابة عن الدولة والجيش موجود لماذا؟ وابني وابنك فيه وابن الحوثي أيضاً، الجيش هو الذي يدافع عني وهذه مسئولية الدولة.
- ألا تخشون أن تلحق الجوف بصعده، وهل الدولة قادرة على مواجهة الحوثيين في الجوف؟
• بالنسبة للدولة لا تستطيع أن تفعل شيئاً الآن؛ الحوثي يمشي براحته وبكل أريحية؛ وأنا بتوقعاتي لو أراد الحوثي السيطرة على مركز المحافظة من المجمع للمعسكر سيأخذها بكل سهولة وليست هناك أي عقبة أمامه، الدولة أصبحت منهارة وخائفة ولا تستطيع أن تفعل شيء فهو يستطيع أن يسيطر ويأسر الجنود ويسرحهم.
- هل لديه ترسانة عسكرية يستعرضها كما وردت التصريحات؟
• يستطيع التجول أينما أراد، بالأسلحة العادية الخفيفة والمتوسطة (الأوالي والمعدلات والأربيجي) وبسياراته العادية، ما عنده مشكلة والمواطن لا يتعرض له.
- هل يمكن أن يتقبل المواطنون فكرة الانضمام للحوثية جراء ما أثمرته من إيجابيات على حياتهم فهناك من يقول بأن الأمن انتشر والعدالة تحققت في المناطق التي يتواجد فيها، واستطاع أن يكسر عظم اللصوص وأن يصل لأحد كبار رجال العصابات والمقصود أبو راوية وتنفيذ حكم الإعدام فيه، أليس هذا محفزاً للناس للانضمام إليه؟
• يجب أن نفهم أن أغلب المنضوين تحت رايته أغلبهم سرق ومحششين، وهناك شخصيات قوية واجتماعية مظلومة من الدولة صحيح؛ لأن كل من له مظلمة اندفع وراح مع الحوثي للانتقام من هذه الدولة، فالمواطن يقول الذي جعلني لص هي الدولة والمخرج والملاذ لي أن أقاتلها وآخذ حقي منها، أما قضية أبو راوية فما جاءت من فراغ؛ أبو راوية اعترض سيارة من سياراتهم وأحرقها واقتتل معهم وقتل بعضهم فيها؛ وكان يريد أن يسرق وما هو داري من هذا ومن هذا، فجعلوا يترصدوه حتى وجدوا الساعة المناسبة للانقضاض عليه فقتلوه ومن معه وأخذوا سيارته، بمعنى سيارة بدل سيارة ولا تزال السيارة المحروقة في إدارة الأمن حتى الآن.
- معنى ذلك أنك تنفي تحقيقه شيء من الاستقرار والأمان للمواطن كان يفتقدهما، كما هو الحاصل في كثير من المديريات التي يسيطر عليها في صعدة؟
• بالنسبة لي لم أرى شيئاً في الجوف إلا إذا كان في صعدة والمناطق البعيدة -حسب الروايات التي أسمعها- شيء ثان، وعلى سبيل المثال قتل مدرس في الزاهر عند صالح بن علي البخيتي، ما يبعد بينه وبين قائد الحوثيين كيلو أو اثنين كيلو بالكثير ولم يحقق في هذه القضية شيئاً, كما أن هناك قتال ومشاكل لا زالت موجودة في الجوف العالي حيث تواجدهم، الناس في قتال هذا قاتل وهذا مقتول.
- كيف جاء استهداف الجوف وليس حجة أو عمران، من قبل الحوثي؟
• بالنسبة للجوف لم يكن يطمع فيها سابقاً، ولكن كإستراتيجية كان وده بها ولم يفكر في التقدم نحوها عملياً إلا حين فتحت له السلطة الشهية بتراجعها وهروبها أمامه في صعدة, بدأ يتحول إلى الجوف ، لا يوجد دولة أمامه، يمشي من أقصى صعدة إلى أقصى الجوف ما عنده مشكلة، والقبائل بينه وبينهم احترام قد يتضيف عند أي قبيلي أو يضيفه، وأنا كذلك، فليس بيننا وبينه مشكلة كقبائل.
- ولن تكون هنالك مشاكل بينه وبين القبائل مستقبلاً؟
• قد يكون.. نتوقع ذلك، وهو مرتب نفسه؛ لكن هل القبائل سيدخلوا معه في مشكلة هذا عائد للقبائل فهناك من يمكن أن تدفعهم الدولة للمواجهة لكن على غرار ما حصل في صعدة بدفعها للقبائل ثم تخلت عنهم وتركتهم حتى قتلوا وهدمت بيوتهم أعتقد أنها عبرة لكل عاقل ألا يضحي بنفسه والدولة تتركه، إذا كانت تفرط حتى في أفراد الجيش ووصل معظمهم الى قناعة أنه إذا قتلت أو جرحت فسأترك للسباع وأبنائي يأكلون من القمائم، لكن الحوثي إذا قتل يضغط على الدولة فيما بعد وبموجب الاتفاقيات تجبر الدولة على اعتباره شهيد ويعطى المكافآت وأيتامه يكونوا مكرمين أكثر من الجنود، وهذا أدى لتخاذل الجيش.