صورة سجود الإسماعيلي للساحر المكرمي
( الهالك أهلك الله من خلفه )
إن اهم شيء في حياة الإسماعيلية الباطنية هي أن يرضوا إمام الزمان, وحجته, لا هم لهم غير ذلك, فهم من أجهل الناس, ولذا يجعلون أهم العبادات ونهاية الدرجات معرفة الإمام والنظر إليه, يقول عماد الدين القرشي:" فكل إمام في زمانه هو اسم الله في عصره,وطاعتهم له هو جهة العبادة له, فمن عرف إمام زمانه وأخذ عهده, وسلم في جميع أموره, وعرف حدوده وأقر بها, وأدى لكل حد حقه ولم يلحد فيه فقد عرف الله بحقيقة المعرفة, ووحده من جهة توحيده, ومن رأى إمام زمانه بغير الصورة, وجهل مقامات الحدود- يعني الأئمة- فما عرفه, ولا عرف الله, ولا تمسك بحبل الله, وكان شاكاً في الله تعالى مشرك" انظر هذا الكلام في كتاب زهر المعاني لعماد الدين القرشي ص 164. ولنا مع هذا الكلام وقفات:
الوقفة الأولى: بعض الناس ربما استغرب على الإسماعيلية الشرك مع الله تعالى, والسجود لغير الله تعالى, مع دعواهم أنهم من اهل الإسلام, فالجواب: أن الإسماعيلية يجعلون الإمام في مقام الله تعالى فمن عرفه فقد عرف الله ووحده من جهة توحيده, فمعرفة الإمام هي توحيد الله تعالى, فعلى هذا لا يستغرب من دين الإسماعيلية أن يعبدوا غير الله تعالى, فهذا هو التوحيد عندهم, ومن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب من أجل أن يعبد وحده لا شريك له, ومن سجد لغير الله تعالى أو دعا غير الله أو توكل عليه أو استجار به فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وغير ذلك مما هو معلوم فقد كفر بإجماع المسلمين في جميع الأعصار والأمصار.
الوقفة الثانية: أن معرفة الإمام تغني عن الصلاة والصيام والزكاة والحج, ولذا من تأمل تأويلاتهم الباطنية يجد بأن القوم قد أولوها بالإمام, حتي معنى الشهادتين, وقد كتبنا مقالاً طويلا في معنى لا إله إلا الله عند الإٍسماعيلية الباطنية مما يدل على أن القوم لا دين لهم إلا عبادة الهوى والشيطان.
الوقفة الثالثة: أن في قوله:" ومن رأى إمام زمانه بغير الصورة, وجهل مقامات الحدود- يعني الأئمة- فما عرفه, ولا عرف الله, ولا تمسك بحبل الله, وكان شاكاً في الله تعالى مشرك" ما يدل على أن المسلمين كفار في جميع الأرض, وفي جميع الأعصار والأمصار وعلى رأسهم الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار, وهذا الكلام وحده كاف في كفر هذه الفرقة الشاذة التي شذت عن المعقول والمنقول, ودانت بدين الفلاسفة واليونان, ولا رأينا في كتاب الله تعالى ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من يدعو إلى الإيمان بإمام الإسماعيلية المعدوم, ولم نسمع أو نقرأ عن أحد من أهل العلم في القرون الثلاثة المفضلة ومن بعدهم من نادى بوجوب الإيمان بإمام الباطنية المخروم المعدوم, ولكن لا عجب فالقرآن الخاص بالإسماعيلية هو " رسائل إخوان الصفا" أما قرآن الله تعالى, فليس فيه ما يدل على دعواهم الفاجرة, وهل هذه إلا دعوى لتكفير الناس في كل زمان ومكان, فالخلاصة أيها المسلمون: كل من لم يدين بدين الإسماعيلية ويؤمن بإمامهم المزعوم فقد كفر, ومن أنكر الصلاة والصيام والزكاة والحج وعبد غير الله تعالى ودعا غير الله تعالى وعمل كل كبيرة من الكبائرة التي أجمع المسلمون واليهود والنصارى على حرمتها, واستباح المحرمات والمحارم, وأنكر المبدأ والمعاد والجنة والنار والصراط والميزان, وجعل صفات الله الخاصة به مما يتعلق بربويته وألوهيته واسمائه وصفاته للإمام المعصوم عندهم, وغير ذلك من الأعمال فهو مؤمن وإيمانه كإيمان جبرائيل وميكائيل وهو من أهل الجنة,المهم آمن بالإمام وافعل بعدها ما شئت, هذا هو دينهم لا دين لهم غيره.