السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أن الفول الذي يقوله الشيعة الإمامية عن أئمتهم فيه غلو أو شرك ؟
الجواب :
.......... لا ، ليس فيه غلو و لا شرك .
الشرك هو : أن يضم إلى الواحد الذي ليس كمثله شيء آخر .
أما الغلو فإن الله تعال قد عرف الغلو في القرآن فقد قال تعالى { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }
و هذا يعني أن الغلو هو جعل المخلوق إله أو ابن إله .
أما أن تكون صفات الإله في المخلوق ، فهذا ليس بغلو . فإن الله تعالى يقول عن عيسى ابن مريم عليه السلام أنه توجد عنده صفات إلهية ، فقد قال تعالى { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ } .
إذاً هذه الصفات التي عند عيسى عليه السلام هي صفات إلهية ، فهو يخلق ، و يُبريء المرضى ، و يحيي الموتى ، وينبئ بما في الغيب .
فقد يقول قائل ، بأن عيسى عليه السلام يفعل ذلك بإذن الله تعالى .
و نحن نقول نعم صحيح بإذن الله تعالى ، و هذا يعني بأن الصفات الإلهية ممكن أن تكون في المخلوق و لكن بإذن الله تعالى .
النتيجة :
......... أن المخلوق ممكن أن يكون :
قادرا ، عليما ، رازقا ، خالقا ، محييا ، رؤوفا ، رحيما ، ............... و لكن بإذن الله تعالى
قال تعالى { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
فلا يوجد مانع من ظهور أو تجلي صفات الله تعالى في خلقه .
فقد تتجلى أي تظهر صفة أو أكثر من صفات الله تعالى في مخلوق من مخلوقاته و لكن بإذنه تعلى .
مثلاً ملك الموت ظهرت فيه صفة من صفات الله تعالى و هي المميت كما قال تعالى { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ } مع أن هذه الصفة هي لله تعالى كما قال تعالى { وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ } .
و كذلك النبي عيسى عليه السلام قد ظهرت فيه صفة الخالق ، و المحيي ، و المشافي ، ...
و الذي يقوله الشيعة في أئمتهم هو نفس هذا المعنى أي أن صفات الله تعالى تظهر فيهم و لكن بإذنه.
ملاحظة :
........... ما معنى إذن الله تعالى ؟
الجواب :
.......... أذن الله تعالى يعني جعله المخلوق قادرا على الفعل ، فالله تعالى قد جعل الإنسان قادرا على الكلام ، و الحركة ، و السمع و البصر ، ....... قال تعالى { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }
يعني أن الإنسان { سَمِيعًا بَصِيرًا } و هذه من الصفات الإلهية كما قال تعالى { إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } .