استعدوا يا شعوب الجزيرة العربية : اليمن على شفا جُرفٍ هار : والله المستعان

[أبو سراج المهدي]

ما أن نسمع عن أخبار طيبة حول توصل أطراف النزاع في اليمن إلى مواقف إيجابية
تقود إلى ما نطمح إليه جميعا ألا وهو الإتفاق على آلية وتنفيذ المباردة الخليجية
بما يحفظ لليمن أمنه واستقرارهـ حتى نفاجئ بتصعيد أمني من هذا الطرف أو ذاك فكل طرف يتهم الآخر بذلك

وفي الحقيقة أن مثل هذه المواجهات المسلحة بين الأطراف المتنازعة في اليمن [ سلطة ومعارضة ]
تهدم كل آمال الشعب اليمني في الوصول إلى نقاط التقاء واتفاق بين المتصارعين
حتى أن المواجهات للأسف الشديد أصبحت تتخذ مناحي أخرى يجتهد أبناء اليمن أن لا يصلوا إليها

ذلك المنحى الخطير الذي إن واصل الأطراف المتنازعة إستخدامه في ضرب بعضهما البعض به
فلربما ينحدر اليمن إلى مواجهات مسلحة قبلية إذا ما بدأت فستأكل الأخضر واليابس
مما يؤثر على الأمن والسلام الإقليمي والدولي فضلا عن الأمن اليمني الداخلي
مما يساهم في إنهيار اليمن كدولة ومؤسسات

ماذا يعني إنهيار اليمن كدولة ومؤسسات ؟

إن فشل المبادرة الخليجية بغض النظر عن المتسبب في ذلك يعني أن الدولة اليمنية على شفا جرف هار
ومعنى أن تنهار الدولة اليمنية الآن أننا أمام مرحلة من الأزمات والقلاقل وانعدام الأمن والأستقرار
في شتى ربوع اليمن مما يساعد في تكوين بيئة قوية للإحتراب الداخلي والذي سينعكس ولا شك
على المحيط الإقليمي عاجلا غير آجل شئنا ذلك أم أبينا .

والمستفيدين من هذا الإنهيار كثر لا يقفون عند التمرد الحوثي في الشمال على الحدود السعودية
ولا عند الحراك الجنوبي في الشرق وبعض الجنوب ولا عند القاعدة التي تعتبر اليمن موطئ قدم مهم لها
بل سيتطور الأمر لدخول لاعبين جـدد على الساحة اليمنية من الخارج كأمريكا وإسرائيل وإيران والحبل على الجرار

أمريكا ستتعلل بمحاربتها للقاعدة في ظل عدم وجود دولة مركزية تقوم بهذا العبئ عنها
إسرائيل من مصلحتها وجود خلايا وجواسيس لها خصوصا عند المنافذ البحرية على البحر الأحمر وبحر العرب
إيران يهمها وضع حليفها في اليمن ( الحوثي ) وستسعى لتقوية شوكته ودعمه ماديا وعسكريا
حتى يصبح رقماً صعباً في اليمن كما فعلت مع حـزب الله في لبنان مع بعض الفوارق السياسية بين الحالتين
وهذه العوامل كلها تدفع منطقة الجزيرة العربية إلى الإشتعال والدخول في أوضاع أمنية لا تحسد عليها

هو تحليل للواقع المعاش الآن في الخليج العربي واليمن وأعتقد أن هذا البركان ستكون بداية انفجارهـ
من اليمن في ظل الاصطفافات السياسية التي غلبت مصالحها الضيقة على مصلحة البلاد والعباد
وإنهيار الدولة اليمنية أيضا لا يعني أن نتائجه ستبقى في حدودها الأمنية ولكن سيتعدى هذا الأمر
إلى نتائج اجتماعية واقتصادية ربما لا يستطيع اليمن أن يتعافى منها خلال فترة عقود .

وما أن تطلق الرصاصة الأولى في مسلسل إنهيار الدولة اليمنية حتى تصبح اليمن قد دخلت في مرحلة
اللا عودة وسيكون من الصعب بمكان استعادة أمن واستقرار هذا البلد الذي تحكمه أعراف قبلية وولاءات عشائرية
قد تصعب من وجود حلول جذرية لأي إنهيار قادم لا سمح الله في اليمن
وبدلا من ان يكون القرار سياسي مركزي من نظام حكم يحتكم الجميع لرؤيته الموافقة للمصلحة العليا للبلاد
سيكون حينها القرار فردي يخص كل قبيلة وما تريد وإن أرضيت تلك القبيلة أغضبت الأخرى وهكذا

قد يقول البعض أنني [ متشائم ومبالغ ] فيما طرحته من تحليل لما سيكون عليه الوضع
لو انهارت الدولة اليمنية ولـكـــــن أقل ما أستطيع قوله بأن ( ليس من سمع كمن رأى ) .

حفظ الله اليمن من كل سوء وجمع كلمة أهلها على الحق عاجلا غير آجل
ربنا لا تكلنا إلى ( سلطة ولا معارضة ) وارفع بلاءك عن اليمن وأهلها إنك ولي ذلك والقادر عليه
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وحسبنا الله ونعم الوكيل