العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > كتب ووثائق منتدى فضح النشاط الصفوي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-14, 02:14 PM   رقم المشاركة : 1
أقسمت أن أفدي عقيدتي
عضو نشيط






أقسمت أن أفدي عقيدتي غير متصل

أقسمت أن أفدي عقيدتي is on a distinguished road


المخطط العالمي لنشر التشيع : خطورته وسبل مواجهته




بسم الله الرحمن الرحيم



المخطط العالمي لنشر التشيع : خطورته وسبل مواجهته



بقلم

محمد بن زيد المهاجر




اهداء
إلى أمتي الغالية خير الامم
إلى سادات الأمة وشيوخها علماء ومجاهدين ودعاة
إلى الرابضين في الثغور والمنافحين عن دين الله
إلى أسود الأمة أسرى السجون وأحرار القلوب
إلى كل من يهفو بنفسه لخير الأمة وعلو رايتها
إلى جنود الإعلام ومجاهدي الكلمة الصادقة



أبواب الكتاب


مقدمة

الباب الاول


التشيّع والدين البديل لاهل الاسلام

الباب الثاني

امريكا وايران والعداء المزعوم
شبهة الاختيار بين أمريكا وإيران


الباب الثالث

مستجدات الحرب الصليبية الراهنة
حرب احتلال العراق وكسر شوكة المحتل
الحرب في أفغانستان والمخطط الجديد


الباب الرابع


ركوب موجة فلسطين
حماس وإيران وشَرَك الإستدراج الرافضي


الباب الخامس


الإعلام ودوره في نشر التشيع
الإعلام الحكومي :
الإعلام الشيعي:
الباب السادس
دور الحكومات في دعم التشيع
التركيبة السكانية:
الموقف من أهل السنة:
حرية الحركة لدهاقنة الشيعة:
دعم حزب ( الله ) الرافضي:
تعظيم دور علماء الشيعة:
حادثة البقيع:


الباب السابع


الشيعة في الخليج العربي والدور المناط بهم


الباب الثامن


موقف ( الإسلاميين ) والمثقفين من الهجمة الشيعية المعاصرة
قَوميّو الأمس وصفَويّو اليوم
الإخوان المسلمون وسلفية القصور والنقاط الرخوة في الجسد الإسلامي


الباب التاسع


مخطط تحويل الصوفية إلى دين الرافضة


الباب العاشر


مؤسسة راند ودورها في هذا المخطط الرهيب
اولا : الاعتدال على الطريقة الأمريكية :
ثانيا : التقليديون في نظر راند :
ثالثا : التيار المعتدل حسب وصفة راند :
رابعا : التحذير من دور المسجد :
خامسا : التركيز على الاطراف :
سادسا : دعم الشيعة :
سابعا : الاهتمام بغير العرب :


حلول ومقترحات


خاتمة







مقدمة


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ......ثم أما بعد
منذ سنين قليلة شن أعداء الاسلام حملتهم الصليبية الجديدة لاحتلال العالم الإسلامي واخضاعه من جديد وبتخطيط من اليهود وتواطؤ من الرافضة ، ليشكلوا تحالفا بغيضا يقطر حقدا على الأمة المسلمة ، يسعى إلى إستئصال شأفتها والنيل من عقيدتها ، فكانت بلاد الرافدين وقبلها أفغانستان محطاتهم الأولى في حملتهم الشعواء تلك .
ولقد انتبه المهتمون بأمر الأمة إلى هذا التحالف الخطير ليحذروا من مغبة التغاضي عنه داعين في الوقت نفسه إلى فضحه وكشفه وبيان خطره على المنطقة بأجمعها ..
اتسمت هذه الحقبة من عمر الأمة بجملة من المعطيات أهمها بروز الرافضة كقوة مؤثرة في حركة الاحداث من خلال الدور التي تلعبه إيران ، وكذلك ظهور تيارات فكرية محسوبة على أهل السنة تطرح أفكارا تفضي بمجملها إلى تضليل الأمة وإيجاد مبررات الاحتلال وذرائع الإرتماء في أحضان الأجنبي ...
وكان من آثار هذا التحالف المشؤوم ما نراه اليوم من مد رافضي مدعوم من قبل الغرب الصليبي وأربابهم اليهود ليجتاح المنطقة أزاء سكوت مطبق من حكامها والكثير ممن يفترض أن يكونوا من علماءها ، مما أوجب علينا الحديث عن هذا المخطط الخبيث الرامي إلى القضاء على دين الله تعالى وإحلال دين الشيعة بدلا منه .
ولقد توهم القائمون على هذا المخطط بأن ما يرنون له لن يكون صعبا ولاسيما بعد أن مكنوا للروافض في العراق ، غافلين عن حقيقة كونية وشرعية كبرى وهي أن دين الله باق وهم وأعوانهم من الرافضة زائلون وأن مجاهدي الأمة ودعاتها من رجال ونساء مؤمنين ومؤمنات وعلى رأسهم علماء ربانيون صادعون بالحق آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر لن يدعوهم ليسدروا في غيهم ويحققوا أحلامهم المريضة التي تنمي عن جهل بحقيقة هذا الدين وأهله ونسيان مزمن لتاريخ أمة حافل بالأمجاد وزاخر بالتضحيات والبطولات .. يقول تعالى : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }الصف8.
ولقد قمت في هذا الكتاب الذي أسال الله تعالى أن ينفع به بالحديث عن واحدة من أعظم المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين ، ضمن مخطط صهيوصليبي يهدف إلى نشر التشيع في العالم الاسلامي وإحلاله محل الدين الحق المتمثل بمنهج أهل السنّة والجماعة ، وقمت بتقسيمه إلى أبواب وفصول ، ويتحدث الباب الأول عن علاقة الرافضة بإخوانهم من اليهود والنصارى معرجا على بعض الوقائع التاريخية قديما وحديثا التي تبين بما لايقبل الشك مدى الترابط بين هذه الفرق الباطلة ... ومبينا السبب الذي يجعل هذه الملل المحاربة لدين الله تسعى إلى إستبدال دين المسلمين بدين الرافضة ..
ويأتي الباب الثاني ليبين حقيقة العداء المزعوم بين إيران وأمريكا ، أما الباب الثالث فإنه يلقي الضوء على مستجدات الحرب الصليبية الراهنة وعلاقة موضوعنا بها ، أما الباب الرابع فهو يتحدث عن ركوب الشيعة لموجة فلسطين ودور حماس في المشاركة في هذا المخطط من حيث لايشعرون ..ويتطرق الباب الخامس إلى الدور الخطير للإعلام الرسمي والخاص في تمرير هذا المخطط ، أما الباب السادس فهو متعلق بدور الحكومات في دعمها لمخطط التشيع في المنطقة .. ويتحدث الباب السابع عن الشيعة في الخليج ودورهم الخطير في دعم هذا المخطط العالمي .. وتأتي الأبواب الثلاثة الأخيرة لتتحدث عن ظهور موجة التشيع لدى المثقفين ومن يسمونهم المفكرين العرب ومن ثم دور الصوفية وأسباب التركيز عليهم من قبل الشيعة لجعلهم مطية الدخول إلى بلاد المسلمين وفي الختام تحدثت عن مؤسسة راند ودورها في هذا المجال مع ذكر بعض مما تخطط له في حربها ضد المسلمين وختمته بحلول ومقترحات لمواجهة هذا المخطط الآثم ، سائلا ربي العزيز القدير أن يجعل ماقمت به في ميزان حسناتي وينفع به إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وأوصي أحبتي من جنود الإعلام الإسلامي وكذلك قراءنا الأفاضل أن يسعوا في نشر هذا الكتاب وغيره من الكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع وترجمتها إلى لغات أخرى إن أمكن .. ،
جاعلاً حقوق ما كتبت محفوظة لكل المسلمين ، اللهم تقبل مني واقبلني وعافني واعف عني ، اللهم آمين والحمد لله رب العالمين .


الفقير إلى عفو ربه محمد بن زيد المهاجر
في 22 جمادي الاولى من عام 1430 هـ الموافق 17 / 5 / 2009



الباب الأول
التشيع والدين البديل لأهل الإسلام


1- علاقة الرافضة بأعداء الإسلام : تعتبر العلاقة التي تربط الرافضة بأعداء الإسلام من اليهود والنصارى قديمة قدم إنشاء هذا المذهب الضال على يد عبدالله بن سبأ اليهودي يوم أن دعا إلى عبادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مما حدا بهذا الصحابي الجليل إلى ملاحقة أتباع هذه الفرقة المارقة بل وحرقهم لعظم ما ارتكبوه من ذنب لكفرهم وشركهم ....
وكان للفرس المجوس بجانب اليهود الدور الأكبر في تكوينها لإلتقاء مصالحهم بحرب المسلمين، فالفرس فقدوا إمبراطوريتهم يوم أن فتح المسلمون بلادهم وأطفئوا نار المجوسية ونشروا فيها الإسلام ، أما اليهود فلم تخمد نار أحقادهم وأضغانهم منذ أن بعث النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وحتى يومنا هذا فالتقى الطرفان على حرب الإسلام وراحوا يخططون ويتآمرون بشتى الوسائل والطرق لهدم الإسلام وتشويه صورته النقية الصافية وزرع الفتن بين أتباعه ، وانتحل الرافضة صفة أهل البيت وجعلوا أنفسهم وكلاء عنهم ، وأخرجوا من دينهم كل من لايؤمن بما يؤمنون به من شرك وبدعة واعتبروه عدواً لأهل البيت وناصبيا يستحق القتل والسلب والتشريد ( ولكم بما جرى لاهل السنة على أيدي الرافضة في العراق مثلا ) ، واستخدمت كلمة الشيعة لخداع الآخرين على أنهم شيعة أهل البيت وأهل البيت منهم براء ، أما الكلمة الدقيقة التي تناسبهم فهي الرافضة بعد أن رفضوا كل ما جاء به النبي صلى الله عيه وسلم من وحيي الكتاب والسنة وليس فقط ولاية الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين ، فلا القرآن قرآنهم ولا السنّة سنّتهم ، وقام دينهم على عبادة القبور والإستغاثة بالأموات والطعن بأمهات المؤمنين وتكفير صحابة النبي عليه الصلاة والسلام والقول بتحريف كتاب رب الأنام .
2- الحلف الرافضي اليهودي اللعين : واستمر هذا الحلف البغيض بين الرافضة واليهود وكان من نتائجه مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد المجوسي أبي لؤلؤة الفيروزي لعنه الله ، ( واليوم وفي ظل حكومة الرافضة فان لهذا اللعين قبرا مرفوعا ومزارا كبيرا في مدينة كاشان الإيرانية ويعتبرون يوم مقتل الفاروق عمر رضي الله عنه عيداً من أعيادهم يحتفلون فيه عند قبر هذا المجوسي كل عام ) ، واستمر المسلسل الدامي لقتل أولياء الله ليصيب عثمان وعليا والكثير الكثير من سادة الأمة وعلماءها على يد الفرق الباطنية التي نشأت من هذا الأصل الخبيث .
وبعيدا عن الإسهاب في التاريخ ، أنقل لكم إخوتي صورة من صور هذا التحالف إبان حكم الدولة البويهية الشيعية وتسلطها على الدولة العباسية أيام ضعفها ، تبين وبكل وضوح ما وصل إليه اليهود في ظل الحكم الشيعي البويهي من ظهور وتسلط على أهل السنة وكذلك مقدار الدعم الذي يبديه اليهود للشيعة في سبيل تنفيذ مخططاتهم :
{ وكان من مظاهر التحالف الشيعي اليهودي في الدولة البويهية أن حكام هذه الدولة الشيعية كانوا يحضرون مواكب وأعياد اليهود، بل ويباشرون حمايتها بأنفسهم( )، كما أن أمراء الدولة البويهية كانوا ُيسيّرون مواكب العزاء الشيعية في شهر محرم وغيره، وكان الأمير البويهي يصطحب معه رأس الطائفة اليهودية الجالوت ومعه النافخون في الأبواق( )، وكان لليهود فضل السبق في ممارسة عادات ومسيرات العزاء في العراق وفارس ، فمن مظاهر المآتم عند اليهود على الميت الحزن الشديد ولبس السواد ، فإذا ما مات الميت عندهم قاموا يولولون عليه وينتحبون ويضربون صدورهم ويلطمونها، ويشقون ثيابهم، ويغمرون أنفسهم بالرماد إظهاراً للحزن وللحداد على موتاهم( )، وعلى إثر هذه العلاقة الحميمة بين اليهود والدولة البويهية، ثارت فتنة عظيمة تحالف فيها اليهود والشيعة ضد أهل السنة، وقد ذاق فيها أهل السنة أشد أنواع الذل والهوان( ).
وقد استخدم التجار اليهود أموالهم الربوية في دعم الشيعة ضد أهل السنة، ومن الأحداث المشهورة التي شارك فيها اليهود وبنصيب كبير، أحداث سنة 422هـ/1030م حيث أعان اليهود شيعة الكرخ على أهل السنة في الفتن التي كانت تقع بينهم باستمرار بسبب مسيرات الشيعة الطائفية التي تغذي روح الكراهية( ).
وبفضل هذا الوئام الشيعي اليهودي فإن اليهود دعموا بقاء الدولة الفاطمية والبويهية، وارتاحوا في ظلهم، بل فرحوا بوصولهم إلى الحكم، وكان اليهود يسعون لبقائهم ما وسعهم ذلك( )......} .
وقديما سُأل شيخ الإسلام إبن تيمية عن الرافضة فقال :
(هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين )( ).
وأختم هذا الموضوع بشهادة واحد من أشد الناس عداوة للمسلمين في هذا العصر وهو المجرم أرييل شارون في مذكراته التي يبين فيها مقدار الوئام والعلاقة الحميمة التي تجمع اليهود بالشيعة ، يقول عليه من الله ما يستحق في معرض حديثه عن حقبة الحرب اللبنانية :
( توسعنا في حديثنا عن علاقات المسيحين بسائر الطوائف الأخرى ، لاسيما الشيعة والدروز ، شخصيا طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين ، حتى أنني إقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضا مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية ، ومن دون الدخول في أي تفاصيل ، لم أرى يوماً في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد ولا حتى الدروز.... )( ).
3- ديمومة التحالف الرافضي الصليبي : وكعادة اليهود دوما فبعد أن وضعوا لبنة التخريب والفساد وأسسوا لبناء العلاقة التي تربطهم بالرافضة ، آثروا الإنزواء والإختفاء خلف الستار ليتركوا الدور للنصارى الصليبيين كي يتموا المهمة نيابة عنهم وبالتعاون مع الرافضة الحاقدين ، وكان للرافضة دور رئيسي في إشغال الأمة واستنفاذ طاقاتها كما حصل إبان الدولة العبيدية الرافضية في شمال أفريقيا والدولة الصفوية الرافضية في إيران اللتان تآمرتا مع الصليبين في قتال المسلمين ومنعهم من تحقيق أهدافهم في إسترجاع بلاد المسلمين المسلوبة عندما أوشك العثمانيون على إسترجاع بلاد الأندلس لولا الدور الخبيث للصفويين في التآمر مع الصليبيين ومنع العثمانيين من تحقيق هذا الحلم الكبير .
وظهرت حديثا آثار هذا التحالف البغيض في العراق وأفغانستان وهذا ما سنأتي إليه لاحقا ، فالغرب الصليبي لم يتخل يوما عن دولة الرافضة في إيران والعلاقات بينهما على أحسن حال والعلاقات التجارية في أوج إزدهارها ، وبلغ بروسيا الأرثودوكسية وريثة القياصرة أن تولت إنشاء أكبر المفاعلات النووية لإيران على مسمع ومرأى من العالم في الوقت الذي تذيق فيه شعبنا المسلم في الشيشان ألوان العذاب .
4- الدين البديل : أدرك الأعداء بأن خير من يخدمهم في تنفيذ مخططاتهم لهدم الإسلام هم الرافضة لإلتقاء مصالحهم في معاداة أهل الإسلام من جهة ولتشابه عقائدهم من جهة أخرى ، وبعد محاولاتهم الحثيثة والفاشلة في إجتثاث الإسلام وصلوا إلى نتيجة أوحى بها شياطينهم بأن الوسيلة المثلى للقضاء على الإسلام هو إستبداله بدين الرافضة القائم على فسادين ، الأول : هو الفساد العقائدي المتمثل بالشرك وعبادة الأموات ومعاداة الصحابة والقول بتحريف القرآن ، والثاني : الفساد الخلقي الذي يدعو إليه الرافضة من إباحة للزنا باسم المتعة وسرقة أموال الناس بالباطل بإسم الخمس وما يجمعونه من أموال القرابين والنذور التي تقدم لقبورهم وغيرها الكثير مما لايسع ذكره ، فضلا على أن الرافضة يطيعون سادتهم وكبراءهم طاعة عمياء ، وتعامل أعداء الإسلام مع المرجعيات الشيعية سواء في قم أو النجف يوفر عليهم عناء الإتصال بشرائح المجتمع الشيعي ، فإذا جاء الأمر من المرجعية العليا وإن كان كفراً بواحا أو شِركاً أكبر بادر عامة الشيعة إلى السمع والطاعة من غير أن يحكموا به عقولهم ، وبهذا تسهل مهمة الأعداء في توجيه الشيعة من خلال مرجعياتهم وهذا لا يمكن أن يجدوه لدى أهل السنة الذين يحكمهم كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، ولنا في مثال نكوص الشيعة عن مقاتلة المحتل الأمريكي في العراق بل والتعاون معه بناء على فتوى مرجعيتهم السيستاني أوضح دليل على ذلك ، ويصدق فيهم قول الله تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[ التوبة31].
وعليه فإن دين الرافضة ( الشيعة ) هو أفضل نموذج بزعمهم يمكن التعامل معه وأقرب إليهم من دين الإسلام الحق المتمثل بأهل السنة والجماعة الذي يعتبرونه الخطر الأكبر الذي يهدد وجودهم ويمنعهم من تحقيق مآربهم وغاياتهم في احتلال العالم الإسلامي وسلب ثرواته والقضاء على دين المسلمين .
وقد يتساءل البعض : أليس هدف الغرب الصليبي نشر النصرانية بين بلاد المسلمين ؟ فهل تخلى الصليبيون عن أهدافهم تلك من خلال نشر دين الرافضة بين المسلمين ؟ أقول ليس في الأمر أي إشكال فدين القوم من اليهود والنصارى والرافضة متشابه تماما فالكل قائم على أصل واحد وهو الشرك بالله ، والكل يبيح الفساد بكل أنواعه كما أشرنا آنفا ، ويجب أن لا ننسى بأن اليهود والنصارى لايهمهم كثيرا أن يتحول المسلمون إلى إحدى دياناتهم بقدر مايهمهم إخراج المسلم من دينه الحق وتركه هائما على وجهه من غير وازع ديني أو عقيدة واضحة كي يسهل التحكم به وتوجيهه كما يشاؤون ، وإليكم ما قاله احد قساوستهم المشهورين تعبيراً عن ذلك :
قال صموئيل زويمر في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م : … لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها ، إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي فقد جاء النشء طبقا لما أراده الإستعمار لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل فإذا تعلم فللشهرة وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء .

الباب الثاني
أمريكا وإيران والعداء المزعوم
منذ أن أنشأت دولة الرافضة في إيران حديثا على يد الهالك الخميني وهم يرفعون شعارات مزيفة عدة يقصد بها إيهام المسلمين وخديعتهم ومنها على سبيل المثال لا الحصر شعار تحرير فلسطين الذي ضحكوا به على عقول الكثير ومنهم للأسف بعض أهلنا في فلسطين ، ولتكتمل الصورة رفعوا شعارا آخر بجانب الأول وهو أن أمريكا هي الشيطان الأكبر ، والموت لأمريكا وإسرائيل ، وراح إعلامهم الكاذب يطلق في الهواء فقاقيع العداء لأمريكا وإسرائيل مضللا على حد سواء الشعب الإيراني المبتلى بهذه الزمرة الضالة وغيره من شعوب العالم الإسلامي الذي تستهويه مثل هذه الشعارات ، وبدلا من إعلانهم الحرب على اليهود وأعوانهم الأمريكان بدئوا حقبتهم السوداء بحربهم على العراق في ثمانينيات القرن الماضي ( بغض النظر عن دور النظام البعثي إبان تلك الحرب الذي كان يحكم العراق آنذاك ) ، وبدلا من طرحهم لشعار أن طريق فلسطين يمر بالقدس وإذا بهم يقولون أن طريق فلسطين يمر بكربلاء ، وكانت هذه الحرب إحدى أسباب إضعاف العراق وترك اليهود ليستكملوا بناء دولتهم العبرية بعيداً عما يجري في شرق العالم الإسلامي ، وأذكر إخواني بأن الرافضة على مدى التاريخ لم يخوضوا حربا واحدة ضد اليهود أو النصارى أو باقي أعداء الأمة وعلى العكس من ذلك تراهم يتنادون للوقوف إلى جانب أولائكم الأعداء بكل ما أوتوا من قوة للقضاء على الدين الحق ، والرافضة لا يعدون أحدا عدوا لهم سوى أهل السنة والجماعة وما تلك الشعارات آنفة الذكر إلا للضحك على الذقون ولذر الرماد في أعين من إستهوته شعارات الثورة الخمينية التي إنطلت على الكثير من السذج والجهال ، ومنذ البداية قلنا بأن أمريكا لن تصطدم بإيران وذلك للأسباب التالية :
الأول : أن أمريكا لا تريد إضعاف إيران وهي التي تساعدها في تنفيذ مخططاتها في إحتلال المنطقة وسلب ثرواتها بعد أن أصبحت إيران تمثل الطوق الشرقي الذي يحاصر به الأعداء المنطقة الإسلامية .
الثاني : تعتبر إيران الراعي الأوحد للفكر الرافضي في العالم ، ذلكم الفكر الخبيث الذي ما فتأت تسعى لنشره في المنطقة وباقي العالم الإسلامي وهذا عين مايسعى إليه أعداء الإسلام لإستبدال دين الإسلام بدين مسخ متمثل بدين الرافضة ، فالتقاء المصالح ( أيدولوجيا وإستراتيجيا ) يحتم على الغرب تقوية إيران وليس إضعافها بما يسمح له لتنفيذ ما يسعى إليه من هدم لدين الإسلام واحتلال لأراضيه .
الثالث : أن وجود إيران كدولة تدعي الإسلام (كذبا وزورا ) مهم لتشويه صورة الإسلام في الغرب ، لأن أنموذج إيران ( الإسلامية ) بما فيها من متناقضات دينية واجتماعية تطغى فيها مظاهر الفساد والفجور وقمع الحريات وتسيد الملالي وأصحاب العمائم ، كل ذلك يعطي للغرب ذريعة معاداة الإسلام وتخويف الشعوب الغربية من مغبة هذا الدين الذي تمثله إيران مذكرين إياهم بحقبة القرون الوسطى يوم أن كانت الكنيسة متسلطة على رقاب الشعوب الغربية مما أدى بها إلى نفورها من الدين واعتناقها لمذهب العلمانية والإلحاد .
وأذكر أخوتي بأن هناك مصطلح ما يسمى بالحروب التحريكية التي يراد بها إيجاد واقع جديد تفرضه قوى الهيمنة العالمية وعلى رأسهم أمريكا ، فلن نستغرب إذا هوجمت إيران وضربت ضربة ( خفيفة ) ذراً للرماد في العيون ولترتيب الأوراق في المنطقة من جديد ولإبتزاز دول الخليج العربي بحجة حمايتهم من إيران ، ولنا أمثلة كثيرة على هذا النوع من الحروب التي إنتهت بواقع مأساوي تدفع ثمنه الإمة لحد الآن ، فحرب عام 1967 م والتي لم تدم أكثر من خمسة أيام إنتهت باحتلال إسرائيل لسيناء وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان فضلا عن الجانب المعنوي والنفسي المرير الذي عانى منه العرب لسنين طويلة نتيجة لهذه الحرب ، أما حرب عام 1973 التي قدم فيها أهلنا في مصر التضحيات الجسام ودمروا فيها أسطورة خط بارليف ( الإسرائيلي ) فإنها إنتهت بمعاهدة الذل والإستعباد المسماة كامب ديفيد والتي كبلت مصر بقيود ترسف فيها منذ ذلك الحين ، أدت إلى تهميش دور مصر عربيا وإسلاميا بل صارت رأس الحربة في تنفيذ مخططات الأعداء في حربهم على الإسلام ، وجاءت حرب تموز من عام 2006 م بين ذراع إيران في لبنان المسمى حزب الله وبين إسرائيل لتنتهي بمجيء القوات الصليبية المسماة اليونيفيل لتحمي شمال إسرائيل جنبا إلى جنب مع (حزب الله ) ، وليطبق الصليبيون على البحار المحيطة فضلا عن الدمار التي ألحقته هذه الحرب بلبنان وأهلها .. .
وعليه فإن كل الوقائع تشير وبما لايقبل الشك إلى أن فكرة ضرب إيران ليست واردة على الإطلاق ، وكما أشرنا فإن الأعداء قد يفتعلوا حروبا ليحققوا من وراءها غايات تصب في مصالحهم حتى لو أدى ذلك الى إراقة دماء أصدقاءهم ، كما أن الأعداء يرومون إلى إبقاء المنطقة تحت وطاة الخوف من حرب جديدة كي يمثلوا دور الحامي لها من العدو المفترض وهي إيران ، ولاسيما أن حكومات المنطقة قد وصلت إلى درجة من الضعف والهوان لايساعدها بمكان لتدافع عن نفسها بعد أن سلمت قيادها لأعداءها وتخلت عن دورها في حماية شعوبها والحفاظ على ثرواتها .

شبهة الإختيار بين أمريكا وإيران

بات هذا الموضوع من المواضيع التي يكثر فيها الحديث في الآونة الأخيرة ولاسيما من قبل أدعياء العلم من مشايخ السلطان وأتباعهم من المداخلة وصنّاع الصحوات سماسرة الأجنبي وخدامه المخلصين ، فبعد أن أفرغت هذه الشرذمة ما في جعبهم من كذب وخداع ليبرروا بها سكوتهم على ما يجري في أرض الرافدين من احتلال وقتل وتشريد بل وخيانتهم وعمالتهم للأجنبي ،لم يجدوا هذه المرة سوى هذه الشبهة السمجة ليضحكوا بها على عقول الآخرين ، فهم يريدون تبرير ولاءهم للمحتل الغاشم الذي حارب الدين وهتك العرض وسلب المال واحتل الأرض ، وذلك من خلال إشاعتهم لشبهة أن الأمريكان مع ما يفعلونه يعد أقل ضررا من الرافضة وعليه فإن مهادنة الأمريكان ومن معهم من قوى الصليب العالمي في مواجهة الرافضة أمر مطلوب ، أو بعبارة اخرى .. أن محاربة الرافضة أولى من محاربة الأمريكان ...! ، وكأن الأمريكان والرافضة في ساحة إحتراب ولنا أن نختار بين من هو أقرب إلينا أو من هو أقلهم ضررا علينا .. وفي النتيجة ( كما يزعمون ) تعالوا لننسى ما فعله بنا أوباش الصليب ولنضع أيدينا بأيديهم ولنجعل الرافضة أعداءنا....هكذا وبكل بساطة يريدون الإستخفاف بعقولنا !!
في البداية قد يعتقد من لا يملك أي دراية بحقائق ما يجري على أرض العراق ، أن هذا الكلام مقبول على إعتبار أن الرافضة طائفيون ويعادون أهل السنّة وأما الأمريكان فهم محتلون ومصيرهم إلى زوال ، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما ، فأمريكا وكما سبق ليست عدوة لإيران كي نتخذها صديقا نعادي بها الرافضة ، وكل الدلائل والشواهد قديما وحديثا تثبت بما لايقبل الشك أن هذين العدوين يجمعهما هدف واحد وهو القضاء على الإسلام ، وما يجري في العراق من تعاون منقطع النظير بين إيران من خلال أذنابها الرافضة من جهة وأمريكا من جهة أخرى مكونة لتحالف صليبي رافضي يقتل ويفتك بأهل السنة في العراق ولا أوضح دليل على مانقوله ، كما أن حكومة الإحتلال المتسلطة على رقاب الناس في هذا البلد الجريح هي حكومة رافضية عميلة لإيران ومنصّبة من قبل أمريكا ، فكيف يمكن التفريق بين الإثنين وكلاهما مشتركان في جريمة إحتلال العراق وتدميره وقتل أهله ، أم كيف يمكن أن نميز بين من جاء من إيران على ظهر الدبابة الأمريكية ليحتل بلدا مسلما ويعتدي على تاريخه وقيمه ووجوده ؟ ، إن من يطلق هذه الشبهة هو واحد من إثنين :
إما أنه لا يعلم بشيء مما يجري في العراق على يد الإحتلالين الأمريكي والإيراني من تواطؤ وتنسيق مسبق ومشترك ، وجهله هذا لايعفيه من المسؤولية ولا سيما بعد جريان دماء أهل السنة أنهارا على يد الأمريكان والرافضة على حد سواء ، وإما أنه مشارك في التآمر على أهل السنّة ومتعاون مع المحتل الاجنبي بإشاعته لمثل هذه الأكاذيب كي يبرر للأجنبي وجوده على أرض المسلمين من جهة ولكي يعطي مسوغا لأفعاله الشنعاء يوم أن راح يكيد للأخيار والصالحين من الدعاة والمجاهدين من جهة أخرى ، فأما إستشهاد البعض بقول الله تعالى من سورة الروم : {.. يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }، وهو اليوم الذي إنتصر فيه الروم على الفرس ، فالأمر مختلف تماما ، فإننا سنفرح ومن غير أدنى شك فرحا شديدا لو سلط أحدهما على الآخر كي ينشغلوا بأنفسهم عن المسلمين وحينها لن نجد غضاضة بإظهار سرورنا وغبطتنا بذلك ، أما وقد تواطأ الإثنان على المسلمين ، فأنّى لنا الوقوف بجانب واحد دون الآخر وكلاهما عدوان إلتقوا على أمر واحد وهو حرب الإسلام والمسلمين ، وصدق الشاعر بقوله :

وكيف يصح في الأذهان شيء إذا إحتاج النهار إلى دليل

إن هذه الشبهة وغيرها لن تمر على عقول المسلمين الغيارى من مخلصي الامة ، وفكرة الفصل بين الأمريكان وباقي جوقة الصليب من جهة والرافضة من جهة أخرى هي إستكمال لمخطط الحرب الصليبية المعاصرة التي ماكانت لتستمر لولا خيانة الرافضة وتواطئهم مع المحتل الغاشم ، وإن المسلمين اليوم وبما عايشوه من تجارب وأحداث باتوا أكثر فطنة ودراية من ذي قبل ، وعليه فان مهمتنا هي إسقاط هذه الشبهات التي يخرجون علينا بها بين الحين والآخر وتفنيدها وردها بالدليل القاطع ، وتنبيه الأمة لما يحاك لها من مخططات ومايراد لها من أذى كي تكون قادرة على مواصلة جهادها ودفعها للصائل المحتل ومن معه من أذناب وأتباع سواء من كانوا من الرافضة أو من تلبسوا بثوب أهل السنة كذبا وزورا .

الباب الثالث
مستجدات الحرب الصليبية الراهنة


1-حرب إحتلال العراق وكسر شوكة المحتل
جاءت حرب العراق لتكشف الغطاء عن حقائق كثيرة ظلت خافية عن الكثير ممن خدعوا بالرافضة وأحسنوا الظن بهم ، ولم يتردد دهاقنة الرافضة في التصريح بأنهم أعانوا الصليبيين على إحتلال العراق فهذا أبطحي مستشار خاتمي الرئيس السابق لإيران وغيره قالوا وبكل وضوح ( لولا إيران لما سقط العراق ولولا إيران لما سقطت أفغانستان ) ، بل إن عصابات القتل الشيعية من ما يسمى بفيلق بدر وجيش المهدي جاؤوا على ظهر الدبابة الأمريكية قادمين من أيران ، وأن قرار شن الحرب جرى بعد لقاء أتباع إيران أولئك مع الأمريكان في واشنطن ولندن ، ومع الوقت راحت تتكشف للقاصي والداني خطة هذه الحرب التي شارك فيها الرافضة والصليبيون مع اليهود في إحتلال العراق وتسليمه لحكومة رافضية عميلة لإيران .
وبغية كبت روح الجهاد لدى العراقيين وإجبارهم على القبول بالأمر الواقع المتمثل بإحتلال أمريكي وحكومة رافضية ، لعب أعداء الله بورقة الطائفية الخبيثة وراحوا يمعنون في تمزيق بنية الشعب العراقي وتفتيته إلى طوائف وأعراق يكره بعضهم بعضا ، ونجحوا في تنحية الأكراد من المعادلة السنّية لإضعاف دور أهل السنّة في العراق وجعلهم أقلية ، وكلما أوشك المجاهدون على إقتطاف ثمرة النصر أطلقوا العنان لفرق الموت الرافضية والمدربة في إيران وعلى أيدي الموساد الإسرائيلي لبث الرعب بين الناس من خلال القتل العشوائي للأبرياء وتفجير الأسواق والتجمعات المدنية كي تلحق الأذى بسمعة المجاهدين الغيارى وتزرع الخوف والفزع في نفوس العامة وتجبرهم على الرضوخ لخطط المحتل الأمريكي والإيراني والإنفضاض من حول المجاهدين ممن ضحى بأغلى ما يملك لتحرير هذا البلد من براثن المحتل الغاشم وإقامة شرع الله فيه ، ومن خططهم الماكرة التي أشرف عليها بنفسه القائد العسكري الأمريكي المدعو بترايوس هي تجربة الصحوات والمدعومة مباشرة من ما يسمى كذبا بالحزب الإسلامي الذي أعلن على لسان زعيمه ومن غير أدنى خجل أو حياء بأنهم هم من كانوا وراء إنشاء الصحوات ، والمنتمون لهذه الصحوات هم خليط من قطاع الطرق ، والعاطلين ، ومن كان يقف متفرجا وهو يرى حرمات الله تنتهك على أيدي المحتل واعوانه ، وبعض ممن كان منخرطا يوما في صفوف المجاهدين أغواهم الشيطان وأولياؤه ، فباعوا دينهم بدنياهم من أجل ثمن بخس ، خسروا الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين .
ومع كل ماسبق فإن علامات النصر المبين بادية في أفق سماء هذا البلد العظيم ، فلم تكن السنين السابقة من عمر الإحتلال نزهة لهذا المحتل الكافر ولأعوانه المرتدين ، ولقد أذاقهم المجاهدون الصادقون الويلات وجعلوهم عبرة لمن يعتبر ، وهذا هو الجيش الأمريكي الذي يعد الأول في العالم صار خردة مهترأة ، غير قادر على الدخول في حرب أخرى ، وخسائره من الهلكى بلغت عشرات الآلاف وجرحاه أكثر وأكثر ، وأصبح هذا الجيش بعمومه مصحا نفسيا يعالج فيه جنوده من أثر ما أصابهم من هول وصدمة ذهبت بعقولهم حتى بات الإنتحار الحل الأمثل لأمراضهم ، وباختصار إن شوكة هذا الجيش قد كسرت على ثرى العراق الأبي ، ولن يعود إلى سابق عهده لسنين طويلة يكون حينها المجاهدون قد أكملوا مهمتهم .
وأختم بالقول بأن المجاهدين وبالرغم من كل المؤامرات قد أدوا غالب المهمة وأحالوا جيشه إلى ركام وأوصلوا إقتصاده إلى حافة الإنهيار وباتت أمريكا تلك الدولة
( العظمى ) لا تستطيع القتال في أكثر من جبهة واحدة ودأبت تستجدي الأوربيين المساعدة في أفغانستان لتخليصهم من ورطتهم والمستنقع الذي غرقوا فيه .
إلا أننا نقولها وبكل إعتزاز أن فصلاً من المهمة لم يكتمل بعد ، نعم إن المهمة لم تنته بعد ، فلن يتوقف المجاهدون حتى يروا راية الإسلام مرفوعة في كل مكان وعندئذ سينعم الناس بالأمن والأمان ويسعدوا في ظل هذا الدين الذي أراده الله للناس كافة، فجزا الله عنا وعن جميع المسلمين أهلنا في العراق وأثابهم فتحا قريبا ونصرا مؤزرا.

2-الحرب في أفغانستان والمخطط الجديد
أحتلت أفغانستان بعون من إيران وبإعتراف كبراءهم ، بل توثق من الأخبار بأن الحرس الثوري الإيراني وبالتعاون مع الأمريكان دخل أفغانستان بلباس التحالف الشمالي لينفذوا مخطط القتل في أهلنا الأفغان وإسقاط دولة طالبان السنّية التي أضحت شوكة في حلق أعداء الله ومنهم الرافضة ، أما طائرات الأمريكان فإنها كانت تمر عبر أجواء إيران لتدك بيوت الأفغان العزل وتقتل نساءهم وشيوخهم وأطفالهم ، ولم يتوقع أعداء الله وعلى رأسهم اليهود وأعوانهم الرافضة بأن طالبان سيعودون بهذه السرعة إلى الظهور حيث أنهم كانوا منشغلين بغنيمتهم الكبرى في العراق إلا أن الله بالغ أمره وما كان الله ليجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، فجيش الحليف الأمريكي في العراق أشرف على الإنهيار وإقتصاده صار متهالكا ومجاهدوا طالبان ومن معهم من الأشراف والغيارى من العرب والمسلمين يمعنون فتكا بأعداء الله ، وصار الأمريكان في وضع لا يحسد عليه فليس أمامهم إلا الإستعانة بالرافضة ثانية متوهمين أن خططهم في العراق قابلة للتطبيق في أفغانستان وقرروا أن يسلموا بزعمهم هذا البلد للرافضة كما فعلوا في العراق إلا أن هذه الخطة محكوم عيها بالفشل مسبقا فأفغانستان ليس العراق والرافضة فيها قليلون ومحصورون في طائفة الهزارة التي تستوطن وسط أفغانستان في ولاية باميان وبعض من الأماكن الأخرى ، والبشتون غالبية أهل البلد هم سنّة أحناف ورجال أشداء يأبون الضيم ولايرضون بالدنية ، وتجربة الصحوات الخسيسة التي بدئوها في العراق ليست قابلة للتطبيق هنا في أفغانستان ، ولذا فإن المرحلة القادمة ستكون بإذن الله وبالا على الصليبيين وأعوانهم الرافضة إذا ما أرادوا أن يجربوا حظهم العاثر في أفغانستان من خلال مؤامراتهم البتراوسية الدنيئة القائمة على شراء الذمم والإغداق بأموال الحرام على من باع آخرته بدنياه ، فظرف العراق مختلف تماما ، ولن يتحقق لهم من ذلك شيء بإذن الله .
الحرب بالنيابة : ولو نظرنا إلى الجارة باكستان لوجدنا أن من يتحرك بأمر الغرب الصليبي للقضاء على الإسلام هناك هم الباطنيون من الشيعة والقاديانية والإسماعيلية الذين يشكلون ( على قلتهم ) العمود الفقري للحكم الباكستاني إضافة إلى الصوفية الغلاة من البريلوية وغيرهم ، ولذا فإننا لانجد غرابة في قبول هذه الشرذمة من خدام الصليب تنفيذ مخططات الأعداء لضرب الحركة الإسلامية السنيّة الصاعدة المتمثلة في طالبان باكستان التي تنادي بتطبيق الشريعة في هذا البلد المسلم الكبير والوقوف بوجه الحرب الصليبية التي تستهدف بلاد المسلمين ، كما أننا نرى أن لإيران والهند دورا كبيرا في توجيه حركة الأحداث في هذا البلد ، فالهند الهندوسية لا تخفي عداءها لدولة باكستان المسلمة لأسباب قديمة ومعروفة ، أما إيران فإن مصالحها تقتضي أن تقف إلى جانب الأعداء في كل مرة لخنق أية محاولة إسلامية تهدف إلى النهوض بالمسلمين وإنشاء دولتهم القائمة على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
إن أمريكا وبعد الضربات المميتة التي تلقتها على أيدي الغيارى من مجاهدي الأمة في العراق وأفغانستان باتت في وضع لا يساعدها على الإستمرار في حربها الصليبية ولذا نراها تعمد إلى ما يسمى الحرب بالنيابة وهي إستخدام أعوانها وأتباعها من خونة الأمة ليقاتلوا نيابة عنها وهذا ما نلحظه من محاولات أمريكا في زج باكستان في حرب طاحنة بين جيشها وبين الأخيار من الشعب الباكستاني الممثلين بطالبان ومن معهم ، وأود أن أشير إلى أن هذه الحرب محسومة النتيجة سلفا فهي خاسرة بكل المقاييس والدليل هو أن أمريكا بقضّها وقضيضها ومن معها من قوى الصليب العالمي لم تستطع أن تكسر شوكة الجهاد أو تثني من عزيمة الأبطال المدافعين عن كرامة الأمة ووجودها فأنى لجيوش مهترئة نخرها الفساد حتى العظم لتقوم بمالم يقدر عليه الأمريكان وأعوانهم ، إن ما يجري في أفغانستان وباكستان وكذلك العراق لدليل قاطع على إنهزام أمريكا وإيذان بسقوط إمبراطورية الشر التي تقودها ، وما محاولات ترميمها لوجهها القبيح بالإعتماد على العملاء الصغار إلا مؤشر على ضعفها وهوانهها وقرب زوالها..
أما المجاهدون .. سادة الأمة وتيجان رؤوسها فهم في سعادة عارمة وخير عميم ويتقلبون في أنعم الله وجزيل عطاءه وبالغ رحماته ويزدادون عددا وعدة ومؤيدين وأنصارا لأنهم على الحق وغيرهم على الباطل وهم لاينظرون سوى إلى إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة .
فسلاما لأهل العراق الغيارى شيبا وشبانا رجالا ونساء كبارا وصغارا من الذين بذلوا وما زالوا يبذلون الغالي والنفيس دفاعا عن دينهم وصونا لحرماتهم ضاربين للعالم أمثلة رائعة قلّ نظيرها في التضحية والإقدام أفرحت الصديق وأبكت العدو بدل الدموع دما حتى صارت أرض الرافدين غصة في حلوق الأعداء ولعنة عليهم ....
وسلاما للأفغان سادة العالم اليوم أولئك الشعث الغبر الذين أذهلوا الدنيا بشجاعتهم
وعلموا الناس معنى العزة والكرامة والدفاع عن الدين...
وسلاما لمن روّى بدماءه شجرة الإسلام على كل ثرى وفوق كل أرض يبتغي رضا رب العالمين
وسلاما لمن أهرق الدماء الطاهرة ليعبّد بها طريق الخالدين
وسلاما لمن مات وهو مرفوع الرأس لايلين ولا يستكين
وسلاما لمن قال كلمة الحق يبتغي درجة سيد الشهداء حمزة والحفيد الحسين
وسلاما لمن لم تغيره الفتن ولم تثنه المحن ولم يشتر بدينه شيئا من حطام الدنيا الزائل .
وسلاما لأمة أنجبت رجالا كتبوا بدماءهم تاريخا مفعما بالعزة والفخر والإباء
وسلاما لأمة نساؤها فاقوا الكثير من الرجال شجاعة وإقداما
وسلاما لأولئك الافذاذ من المجهولين الذين سطروا بمداد أقلامهم ملاحم البطولة وعنوان المجد
وبعد هذا فإنه لحريّ بكل مسلم ومسلمة أن يقول فيهم....

لا تعرضنّ بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

الباب الرابع
ركوب موجة فلسطين


أشرنا سابقا إلى أن الرافضة رفعوا شعارات النصرة لفلسطين بغية خداع الآخرين ولكي يجدوا موطأ قدم في بلاد المسلمين لينفثوا فيها سمومهم ، وركبوا موجة فلسطين كما ركبها الكثير من الأنظمة العربية ولا سيما في بدايات القرن الماضي ، ونجح الرافضة في الضحك على الكثير من مسلمي السنّة وذلك بإظهار إيران وأتباعها بمظهر المناصر لقضية فلسطين ، علما بأن هذه المناصرة لا تعدو إقامة المهرجانات والإحتفالات لإحياء ذكرى فلسطين ولم يزيدوا على ذلك شيئا ، وفي كل مرة يستغلون الأحداث ليطلقوا الوعود الكاذبة محاكاة لعواطف العامة ودغدغة لمشاعرهم بزعمهم تأييد الفلسطينيين ، أما إخواننا الفلسطينيون أعانهم الله فلقد سقط البعض منهم فعلا في براثن الرافضة تشيعا أو تحالفا ( وهذا ما سنأتي إليه لاحقا ) ، وجاءت أحداث العراق لتكشف الحقد الرافضي على أهل السنّة ومنهم الفلسطينيين ، فضربوا بعرض الحائط كل ما كانوا يدّعونه ويرفعونه من شعارات وأحدثوا مجازر يندى لها الجبين من قتل وتشريد لأهلنا الفلسطينيين المقيمين في العراق من عشرات السنين لا لشيء إلا لكونهم من أهل السنّة مما حدا بالكثير منهم إلى الهجرة من العراق وإقامتهم على الحدود لتنتهي رحلة عناءهم وشقاءهم في البرازيل ودول أخرى هربا من البطش الطائفي للشيعة الذين زعموا نصرتهم يوما . وأما جيش ( القدس ) الذي أعدته إيران زورا وكذبا لتحرير فلسطين فهو من شارك ويشارك الأمريكان في قتل أهل السنّة في العراق وتمكينهم من هذا البلد الجريح في تبادل للأدوار مخز ومكشوف بات لا ينطلي على أحد ، والغريب في الأمر بأننا نجد الكثير من الساسة الفلسطينيين ومن الفصائل الإسلامية بالتحديد لا يكاد يشيرون بشيء إلى ما جرى من المذابح التي سالت فيها دماء الفلسطينيين جنبا إلى جنب الآلاف من أهل السنّة في العراق على يد عصابات القتل الطائفي التي يوجهها إيران وأعوانهم الصهاينة بإشراف المحتل الأمريكي الغاشم .
وهكذا نجد مما سبق أن الرافضة نجحوا في إستغلال قضية فلسطين إستغلالا خبيثا لتمرير مخططاتهم الرامية إلى نشر التشيع في العالم الإسلامي من جهة ولمد نفوذهم الفارسي الصفوي بالتعاون مع أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والهندوس وغيرهم ، وهذه رساله نوجهها ليس لأهلنا في فلسطين فحسب بل ولكل مسلم ومسلمة بأن يتوخوا الحذر من كل من يدعي نصرة فلسطين فالكلام هين وبسيط والعبرة بالعمل لا بالقول وقبل هذا وذاك فإن الميزان الوحيد الذي لا يقبل الخطأ هو ميزان الشرع كي يعرف الصادق من الكاذب ، فهل يعقل أن الرافضة الذين يكفّرون أهل السنّة في العراق ويستبيحون دماءهم وأعراضهم ... ينصرون أهلنا السنّة في فلسطين ؟ ..

حماس وإيران وشَرَك الإستدراج الرافضي
لابد هنا من تذكير إخواننا في حماس { فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }بأن الطريق الذي يسيرون فيه لن يفضي إلى الهدف المنشود الذي سعى إلى تحقيقه شيوخ الجهاد من أمثال أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي رحمهم الله ، وأود هنا أن أشير إلى كلام بليغ كتبه الشيخ عبدالمحسن الرافعي في كتابه الموسوم " المناهج الهدامة في العراق ودورها في الحرب الصليبية المعاصرة ” في رجب من عام 1426 هـ ، يشخص من خلاله الحالة التي تمر بها حماس وما يمكن أن تؤول إليه إن إستمروا على نهجهم الذي هم عليه ، يقول جزاه الله خيرا :
{ إلا أن المشكلة المزمنة التي يعاني منها الإخوان المسلمون في كل مكان - في حماس أو في غيرها - هي جملة الأفكار التي ورثوها من قبل، والتي يرفض قادة الإخوان التخلي عنها، إضافة إلى النزعة الحزبية القاتلة التي تقف عقبة أمام أي استعداد للتغيير. فالذي يُخشى على حماس؛ هو إنجرارها وراء بعض قادتها السياسيين ممن تأصل في عقولهم فكر الإخوان، ومثل هؤلاء لا يجدون غضاضة في التعامل مع الرافضة وأمثالهم لنفس السبب الذي ذكرناه آنفا، كما أن المنحى السياسي الذي يغلب على هؤلاء لن يجعلهم في منأى عن التأثيرات الإقليمية للحكومات الطاغوتية في المنطقة.
وأنا باعتقادي - وأرجو أن أكون مخطئا - بأن حماس إن بقيت على الحال الذي هي فيه - ولا سيما بعد موت كبار قادتها من أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزبز الرنتيسي رحمهم الله - فإنها في النهاية ستركب سفينة ما يسمى بـ "السلام" إلى جانب أولئك الذين فرطوا بحقوق المسلمين في فلسطين يوم أن وقعوا على إتفاقية بيعها في أوسلو وغيرها.
وللأسف فإن بعض بوادر هذا التوجه بدأت تظهر في الأفق، حيث بدأنا نسمع الحديث عن الإنتخابات والديمقراطية وغيرها من أحاديث التي لم تكن يوما موجودة في قاموس هذا التنظيم الإسلامي، يوم أن كان يرفض الإنخراط في أي عملية سياسية ما لم يتم التبرؤ من إتفاقيات الإستسلام وبيع فلسطين، التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة رئيسها الهالك.
في الحقيقة إن حماس اليوم أمام مفترق طرق، ما لم تتدارك نفسها وتقوم بعملية تغيير جذرية... ألخصها بما يلي:
1) التخلي عن الأفكار القديمة التي درجت عليها؛ ولاسيما ما يخص منهج التلقي في الجانب الشرعي، والذي يتطلب الإهتمام بالعلم الشرعي، وترك الأسلوب القديم في تلقي العلم من كتب ثقافية، لا تسمن ولا تغني من جوع - كما هو حال الإخوان في كل مكان .
وبعبارة أخرى أن تبدأ مسيرة فكرية جديدة، تستبدل فيها تلكم الأفكار، بمنهج قائم على الكتاب والسنة - قولاً وعملاً - بعيدا عن مسارب السياسة ومهاوي الحزبية البغيضة، وأن تسعى جاهدة لتربية أعضاءها على المنهج الحق لأهل السنة والجماعة الذي يتضمن معرفة العقيدة الصحيحة القائمة على التوحيد والعمل بها والسعي الحثيث إلى الإلتزام بسنن المصطفى عليه الصلاة والسلام وترك البدع التي أنتشرت في الأمة وغيرت من معالم دينها.
2) التعريف بالملل والنحل المحسوبة على الإسلام والمنحرفة عن جادته؛ وعلى رأسها الرافضة وأشباههم، ولا سيما فإننا نرى الكثيرين من إخواننا في فلسطين ما زالوا يحسنون الظن بإيران وما يسمى بـ "حزب الله".
وأعتقد بأن الأحداث في أفغانستان والعراق؛ لم تبق لأحد عذراً في عدم معرفة حقيقة هؤلاء ، بعد إن إنكشفت للقاصي والداني ألاعيبهم، وبان زيف شعاراتهم التي ضحكوا بها على السذج من الناس، يوم أن كانوا ينادون بالعداء لأمريكا، وزعمهم كذبا بأنها "الشيطان الأكبر"، وهم من أقرب المقربين إليها، وإذا بهذه الأحداث تكشف زيف هذه الإدعاءات ، وتبين بجلاء حقيقة التحالف البغيض بين الشيعة وأعداء الله من اليهود والصليبيين – راجع كتابي على الانترنت "أبعاد التحالف الرافضي الصليبي في العراق وأثاره على المنطقة" -
3) أن تعلن حماس صراحة بأن طريق تحرير فلسطين لا يمر إلا من فوهة البندقية؛ وأن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني فحسب - كما يردد العلمانيون وأذنابهم - وإن ما يجري في فلسطين لا ينفصم عن ما يجري في العراق أو أفغانستان أو الشيشان أو في أي بلد مسلم آخر.
وأن إسكات أصوات البنادق في فلسطين؛ لن يخدم إلا مخططات الأعداء الرامية إلى تهدئة الأوضاع في فلسطين ، كي يتسنى لها التفرغ لباقي البؤر المشتعلة من أراضي المسلمين، حيث إنهم يعلمون جيدا بأن فلسطين هي مركز الصراع، وأن تأجج الأوضاع فيها يعطي الزخم لباقي المجاهدين في العالم كي يستمروا في جهادهم، من أجل تحقيق أهدافهم لتحرير مقدسات المسلمين وإقامة دولتهم الإسلامية، كما أن أي حدث هناك كاف لإستثارة مشاعر المسلمين في كل مكان، مما يساعد على ديمومة الجهاد ودفع عجلته إلى الأمام.
4) الحذر من المحاولات الخبيثة الرامية لإستدراج حماس إلى مستنقع السلطة الفلسطينية؛ وإغراقها في وحل ما يسمى بالإنتخابات وإستحقاقات السلام المزعوم وإشغالها عن مهمتها الحقيقة المتمثلة في جهاد أعداء الله ومناجزتهم.
وهكذا فان طريق الله واحد لا يتعدد ولا يتجزأ، ومن أراد الوصول إلى مرضاته والفوز برضوانه ؛ فعليه أن يكون على ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة سليمة ومنهاج صحيح، وتذكّر قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وأخيرا...إنْ لم تتدارك حماس مواقفها وتسعى إلى تغيير جذري وعميق، يتناول منهجها الفكري، ومن ثم السياسي، وتتمسك بخيار الجهاد القائم على الأصول الصحيحة للكتاب والسنة ؛ فإن مصيرها سيكون إلى زوال، لأن سنة الله سبحانه لا تتغير ولا تتبدل، وهو القائل: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 62].
فان الله سبحانه لا يحابي في دينه أحداً، ومن يتخلى عن الواجب الشرعي الذي كلف به ؛ فإنه سبحانه سيأتي بمن هو قادر على مسؤولية الدفاع عن دينه، وهو القائل: {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39].
كما أن سنة التغيير والتبديل ستبقى ماضية في خلقه سبحانه إلى أن يرث الأرض ومن عليها، وعليه فلن نستغرب أبداً إذا رأينا آخرين يخرجون إلى العيان ويتحلون بالصفات التي أشرنا إليها آنفا، قادرين على النوء بأعباء المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم في أرض الرباط والجهاد أرض فلسطين، يقول تعالى: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]. } أ.ه .
هذا الكلام قاله كاتب إسلامي قبل سنين بناء على إستقراء لواقع مرير تعيشه الأمة إضافة إلى معطيات أفرزتها التيارات الفكرية التي تعصف ببعض الجماعات الإسلامية ولا سيما منها الإخوان المسلمين ومن يسير على نهجهم من أمثال حماس ،وأترك لقرائنا الأفاضل النظر فيما قيل وماهو عليه واقع الحال الذي تعيشه حماس في الوقت الحاضر .
فالخطر الأكبر اليوم ليس في إنخراط حماس في مايسمى بالعملية الديمقراطية والتي لم ولن تحرر أرضا أو تسترد حقا مسلوبا فضلا على ما عليها من مؤاخذات شرعية كثيرة تكلم فيها أهل العلم ، ولكن الأمر اليوم يتمثل بخطر كبير تساهم فيه حماس شعرت أم لم تشعر به ألا وهو المشاركة في نشر التشيع في العالم الإسلامي ، وقد يقول قائل أليس من الظلم أن تتهم حماس تلك المنظمة السنّية بمثل هذا ؟ أنسيتم تاريخها الحافل بالتضحيات ؟ نقول ما كان علينا أن نقع في مسلم ونكيل له إتهاما وهو منه براء ونحن نعلم قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 58 ] .
كما أننا لن نغمط حقا لمسلم فكيف بأخوة لنا خاضوا غمار الجهاد يوما ضد أعداء الله ، لكن الحق أحق أن يتبع ، والعبرة ليست بما مضى وإنما العبرة بالخواتيم ، وما آل إليه أمر إخواننا في حماس ينذر بالخطر الجسيم ، فمجريات الأحداث كلها تشير إلى أن التحالف بين حماس وإيران وبغض النظر عن الأسباب بات لا يهدد الكيان السنّي في فلسطين فحسب وإنما يساهم في تنفيذ المخطط الشيطاني لنشر دين الرافضة في باقي أرجاء العالم الإسلامي وسأبين ذلك بالأدلة :
لا يجرؤ أحد على أن يساوم على دور حماس الجهادي وما قدمته من تضحيات طيلة الفترة المنصرمة من عمر الصراع الإسلامي الصهيوصليبي ، وكنا نسمع عن علاقات بين بعض المنظمات الفلسطينية وإيران كما هو الحال بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي إلا أن هذه العلاقة أخذت منحى خطيرا خلال الأحداث التي عصفت بالمنطقة مؤخرا ولاسيما أحداث غزة وقبلها أحداث مايسمى بحرب تموز 2006 في لبنان ، فالمعروف عن الرافضة بأن لهم مخططا طويل الأمد لتشييع المنطقة وإلحاقها بالإمبراطورية الفارسية التي يسعى إلى اعادة بناءها من جديد النظام الحاكم في إيران ( فيما يسمى الهلال الشيعي الذي أسماه البعض الصليب الشيعي ) ، وفلسطين ليست بمنأى عن هذا المخطط ولاسيما أن فلسطين تعد قضية الأمة الإسلامية الأولى لما تمثله من ثقل ديني لدى المسلمين فهي مسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقبلته الأولى وفيها المسجد الاقصى الذي لاتشد الرحال إلا له إضافة إلى المسجد الحرام ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام ، ودأبت إيران على محاولات إختراق الصف الفلسطيني من خلال إستغلال حاجة الفصائل للدعم المادي الذي تجيد لعبته إيران كثيرا ، فدور إيران لا يختلف عن دور المنظمات الصليبية التنصيرية التي تستغل حاجة الفقراء والمعوزين لتساومهم على دينهم ، فوقع الفلسطينيون بين مطرقة الإبتزاز الرافضي الإيراني وسندان التخاذل العربي المساند لإسرائيل ، وهنا يبرز العامل العقائدي والفكري الذي يمثل سفينة الأمان المبحرة في عواصف الفتن والشبهات ، وهذا ما يعوز حماس ولاسيما في مثل هذه الظروف ، فالمعروف أن حماس حركة إخوانية تبنت المقاومة بحكم وجودها في فلسطين إلا أن الفكر الإخواني الذي يفتقر إلى النظرة العقائدية الصائبة هو ذات الفكر الذي تحمله حماس مما جعلها غير محصنة أمام التيارات الفكرية المنحرفة والضالة كالرافضة مثلا ، فقادة الأخوان ومفكروهم لا يجدون غضاضة في التقارب مع الشيعة بل حاولوا ذلك من زمن بعيد ومنذ أيام حسن البنا رحمه الله ، فانتقل هذا القصور العقائدي في معرفة الأعداء والمناوئين لأهل الإسلام إلى حماس كفصيل إخواني بالتبعية ، وهذا يعد أهم سبب لقبول حماس للتقارب مع إيران ، أما ما يقال عن حاجة حماس للمساعدات المادية وهي مضطرة لذلك فنقول أن الحاجة مهما بلغت ذروتها فيجب أن لا تكون على حساب الدين والشرع ومصالح الأمة ، فثمن هذه المساعدات قليلا كان أم كثيرا سيكون باهض الثمن ، فإيران لاتعطي شيئا بالمجان والثمن معلوم مسبقا وهو دين الفلسطينيين وعقيدتهم ، وأكثر ما يستفاد منه هو الإبراز الإعلامي لدور الرافضة في مساندة حماس كي يستخدم مدخلا لتشييع المسلمين في العالم الإسلامي كما هو الحال لما يفعله ما يسمى بحزب الله في لبنان ، فالرافضة يحتاجون إلى حماس أكثر مما تحتاجه حماس إليهم فهم يريدون من يلمع لهم صورتهم المشوهة ويبيض صفحتهم السوداء الملطخة بدماء أهل السنّة في العراق وأفغانستان يوم أن وقفوا وما يزالون إلى جانب من يعدونه كذبا عدوا لهم من الأمريكان وأعوانهم ليحدثوا بأهل السنّة ولا سيما في العراق مجازر يندى لها جبين التاريخ ، والغريب أن حماس مع ما تعلمه من مجازر للفلسطينيين المقيمين في العراق على يد الشيعة التابعين لإيران إلا أنهم ضربوا صفحا عن ذلك وكأن الموضوع لا يعنيهم شبيها لموقفهم مما يجري في الشيشان يوم أن علق أحد قادة حماس في زيارته لموسكو في إجابته عن أحداث الشيشان الجريح مجيبا بأنها مسألة داخلية ...! ، متناسين بأن الشيشانيين مسلمون وإخوة لهم في الدين كما هم الفلسطينيون في العراق ولكنها السياسة أعيت من يداويها ، فتبّاً لسياسة لا تفرق بين عدو و صديق وتجعل الغاية تبرر الوسيلة .....، بل أن تصريحات بعض قادة حماس وصل إلى درجة من الخطورة بمكان أن قال أحدهم حينما سئل عن الشيعة قائلا : وما العيب في الشيعة ؟ فالشيعة عز هذا الزمان ...! ، ( وهو مستشار رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية في غزة ) ، فمثل هذا التصريح يطير به الرافضة فرحا وينشرونه في الآفاق وهو يعدل عندهم الملايين التي يزعم أنها تعطيها لحماس ولكن حماس وللأسف لاتدرك حجم الثمن الذي تدفعه لقاء هذه المساعدات فهي تمكن للشيعة في فلسطين وغيرها سواء علمت أم لم تعلم ، وصورة واحدة من صور المعانقة والتقبيل بين قادة حماس ونجاد رئيس الكيان الفارسي الصفوي في إيران أو وقوفهم أمام ضريح الهالك الخميني ( بكل إحترام وتبجيل ) ، لكاف بأن يكون سببا للترويج الإعلامي الماكر لفكر الرافضة بين الجهلة والسذج من المسلمين الذين تنطلي عليهم أحابيل الرافضة وأساليبهم الخادعة ... وكم أحزنني أن رأيت صورا لتظاهرة شيعية في إحدى دول افريقيا ( وهم يضربون وجوههم وصدورهم على طريقتهم ) وفي ذات الوقت يحملون صورا للشيخين الجليلين أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي رحمهما الله إلى جانب صورة حسن نصر الله.........!
فأقول لإخواني في حماس : هل أدركتم حجم التدليس والتلبيس الذي يمارسه الرافضة على عوام المسلمين بإسمكم ؟ وهل تنامى إلى أذهانكم حجم الخطر الذي بات يمثله التقارب الشيعي معكم ومع غيركم من بعض إخواننا الفلسطينين ؟ أمّا ما يسرّ به البعض منكم في المجالس الخاصة من أنهم يدركون ألاعيب الشيعة وما يشكلونه من خطر ، فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع ، فالممارسة على أرض الواقع تشي بغير ذلك والعلاقة بينكم بدأت تترك آثارها في العديد من بلدان العالم الإسلامي لما تشكله قضية فلسطين من حظوة لديهم ، إستغلها الشيعة الروافض ليستدرجوا الجهال والسذج وطلاب الدنيا إلى دينهم ، ...
فنقول لإخواننا في حماس أما آن لكم أن تقفوا الوقفة المنشودة وتخلعوا عنكم ربقة التعلق بأولئكم الروافض الذين يطعنون في دينكم بالإفتراء على أمهات المؤمنين وقذفهن حاشاهن ( بالزنا ) ؟ فداهنّ اباؤنا وأمهاتنا ورضي الله عنهن أجمعين ، وأخرس الله لسان من يسيء إليهن ولعنه لعنا كبيرا .
كيف ترضون أن تجالسوا من يكفّر من أوصل إليكم الإسلام من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ؟ وأنّى لكم أن تقرئوا كتاب الله الذي يفتري عليه أولئك المارقون بالتحريف بعد أن حفظه الله من سابع سماواته ؟ ثم ألم تروا وتسمعوا بما حصل لأهليكم من أهل السنّة في العراق على يد هؤلاء الروافض ؟ ألم يبلغكم من قتل ليس لجريرة سوى أن أسمه عمر أو أسمها عائشة ؟ ألا يع************م أعراض أخواتكن العفيفات الطاهرات من أهل السنة في العراق اللواتي تنتهك أعراضهن على أيدي من رضيتم أن تتخذوهم حليفا بفتوى أحبارهم من ربائب اليهود الذين تقاتلوهم ويقاتلوكم ؟ وهل هناك أوضح من كلام دهاقنتهم في تكفير غيرهم بل واستباحتهم ، يقول الهالك الخميني في كتابه المكاسب المحرمة ص 251 : ( غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين .....، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم ) ، وهنالك الكثير الكثير مما تعج به كتبهم وفتاواهم الممتلئة بالتكفير والطافحة بالحقد والكراهية لكل ما هو سنّي ، أما اليهود والنصارى فأولياؤهم وأخلاؤهم ، فارجعوا إليها سددكم الله..
ثم ألا يعني لكم موقف الرافضة في العراق من الإحتلال الأمريكي شيئا يوم أن تواطئوا معه في إحتلال العراق ومن قبله أفغانستان .....؟
وهل صدقتم كذبة رئيسهم خذله الله بزعم عدائه ( لإسرائيل ) ؟ وهل أضحى قاموس مصطلحاتكم يفرق بين اليهود والأمريكان ؟ فكيف إنطلى عليكم هذا الكذب البيّن؟ وكيف يعقل أن يكون الأمريكان إخواناً لهم في العراق وأعداء لهم في لبنان ؟ ، أفيقوا من غفلتكم رعاكم الله ، وانظروا إلى الأمور بعين الكتاب والسنة لا بعين السياسة والمصلحة الدنيوية ، وأعلنوها على الملأ براءة لا رجعة فيها من أولئك الروافض الحاقدين أعوان اليهود والنصارى ، ولن تجدوا سوى إخوانكم من أهل السنّة سندا ودرعا ، أما موقف الحكومات فلا يقدم ولا يؤخر فهم رضوا أن يصبحوا عونا للصليبيين وأسيادهم اليهود ، فلا يدعونّكم مثل هذه المواقف للإرتماء في أحضان الروافض فما للنار للضمآن ماء ...وتذكروا قول الشاعر :
قد هيأوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فهل أدركتم حجم الخطر المحدق بكم والدور الذي أنيط بكم من حيث لاتشعرون .. اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد .


الباب الخامس
الإعلام ودوره في نشر التشيع


الإعلام العربي والاسلامي: لا يخفى على عاقل بأن الإعلام العربي والإسلامي هو إعلام مسيس ويخضع للمراقبة الغربية ولايخرج عن دائرة التأثير الإعلامي الغربي ، ولا يجرؤ إعلام عربي أو إسلامي على تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمت له ، فبنظرة واحدة إلى إعلامنا وبمقارنة بسيطة بين ما ينشر عندهم وعندنا نجد أن الأخبار تكاد تكون واحدة في مضمونها عدا بعض الإختلافات التي تتناسب مع كل بلد على حدة وأقصد بذلك الاخبار الداخلية ، فالحرب على الإسلام بإسم الحرب على الإرهاب هي هي سواء في إعلامنا أو إعلامهم ، وطمس الحقائق عن ما يجري من إحتلال لبلاد المسلمين وقتلٍ لأهله وسلب لثرواته كذلك لا يختلف شيئا ، أما ما يقوم به حماة الأمة والمدافعون عن حرماتها من أبناءها المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها ، فأخبارهم لا تكاد تذكر في إعلامنا وإن ذكرت فهي مبتورة ومحرفة ومشوهة ، إلا أن الأمر مختلف تماما فيما يتعلق بالشيعة وأخبارهم ، فالقنوات العربية الرسمية على الأخص تزخر بأخبارهم وما أن يحدث شيء للشيعة ولو كان بسيطا تجد الإعلام العربي يسارع إلى وضعه في أولويات قائمة الأخبار ويجعلونه خبرا مهما ، أما إن تفوه رافضي بأي كلام ولو كان تافها فإذا بتلك القنوات تنقل الخطاب بأكمله كما يحدث مع كل مايقوله حسن نصر الله زعيم ما يسمى بحزب الله ، تُرى هل جاء كل ذلك مصادفة أم أن وراء الأكمة ماوراءها ؟ ، نقولها جازمين بأن ذلك كله لا يخرج عن مخطط الدعم العالمي للشيعة وإبرازهم كي يحلّوا محل أهل السنة والجماعة ، إضافة إلى ما يسمى في عرف الإعلام ( صناعة الرموز ) فهم لا يريدون أن يكون للمسلمين رمزا حقيقيا ينشدون التشبه به أو الإقتداء بسيرته ولذا كان لزاما عليهم أن يصنعوا رموزا مزيفة يعلقون بها قلوب العامة وذلك من خلال تسليط الأضواء عليهم وإبعاد الرموز الحقيقية للأمة عن دائرة الضوء ( وهنا أنصح بهذا الصدد قراءة كتابي حرب الإعلام على أهل الإسلام ) .
1- الإعلام الحكومي : دأب الإعلام الحكومي الرسمي ، العربي والإسلامي على دعم الشيعة ولا سيما بعد إحتلال العراق وبروز الشيعة كقوة لا يستهان بها لا لكثرتهم أو شدة تأثيرهم وإنما بسبب تواطئهم مع المحتل الامريكي للعراق وأفغانستان وبناء على ما أشرنا إليه في طيات هذا الكتاب من دعم عالمي لنشر التشيع في العالم الإسلامي ، ولم يخرج الإعلام الرسمي عن هذه الدائرة بل ذهب إلى فسح المجال للشيعة لأن يستخدموا هذا الإعلام لتمرير أفكارهم والتباكي على ما يسمونه ( مظلوميتهم ) ، فتجد أن للشيعي مطلق الحرية بالكلام فيسب ويلعن سلف هذه الأمة ويطعن في مقدساتها من غير أي تقييد أو منع ، أما إن تكلم سنيّ وأراد الدفاع فقط والرد على إفتراءات الشيعة أتهم على الفور بالطائفية ومنع من الكلام ، ( حرب الإعلام على أهل الإسلام ) ، ويأتي في هذا الإطار إبراز دور حزب الله إعلاميا وإعطاءه المجال الواسع ليؤثر بالشارع العربي على وجه الخصوص وإظهاره بالقوة المدافعة عن الأمة ( في سياق ما يسمى بصناعة الرموز ) ، في الوقت الذي لا يتطرق إلى عقيدة هذا الحزب ومذهبه الفكري والديني ولا يشار إلى ولاءه إلى إيران ، فالمهم أن يحل هذا الحزب محل القوة الحقيقية المدافعة عن حرمات الأمة ومقدساتها والمقاومة لمخططات الأعداء وهم المجاهدون الأفذاذ من أهل السنّة والجماعة الذين باتوا القوة الوحيدة التي تعول عليها الأمة في إسترداد حقوقها والعودة بها إلى دينها الحق ، ولخلط الأوراق وبغية التعمية على العامة من الناس يربط الإعلام العربي عادة بين حزب الله وحماس ، فذكر حماس إلى جانب حزب الله يضفي مشروعية على هذا الحزب بعيدا عن ما يقال عنه من طائفية شيعية بغيضة ودور مشبوه إنكشف منه الكثير ولاسيما بعد تصريحات الأمين العام الأسبق لحزب الله صبحي الطفيلي الذي إتهم هذا الحزب بأنه بات الحارس للحدود الشمالية لإسرائيل ( يرجى الرجوع إلى تصريحاته التي أدلى بها لقناتي الجزيرة والعبرية بهذا الشأن )
2- الإعلام الشيعي: لو جلنا ببصرنا من حولنا لأدركنا الحجم الهائل للقنوات الفضائية الشيعية وبأسماء مختلفة إضافة إلى النشرات الإعلامية من كتاب ومجلة وصحيفة وشريط ، فبعد أن كان الأمر مقتصرا على قناة المنار والعالم أصبح للرافضة العدد الكثير منها ، والأمرّ والأدهى من ذلك أن الكثير منها يصدر من دول عربية كان ينبغي بها أن تكون مناصرة للسنّة لا أن تفتح أبوابها لهذه القنوات لتنفث سمومها في الآفاق ولتكون سببا لضلال الناس بدلا من هدايتهم ، وحسب الإحصائيات الأخيرة فان عدد القنوات الشيعية على النايل سات ( القمر المصري ) لوحده بلغ 34 قناة شاملة للقنوات الإخبارية والحوارية والفنية والتراثية والاقتصادية وقنوات الأطفال لتنشر أفكارها الهدامة بين المسلمين الداعية إلى طمس معالم الإسلام الحق وإحلال دين الرافضة القائم على التكفير والطعن ، المملوء بنزعة الكراهية وحب الإنتقام من أهل السنّة .. وهذا ينطبق على مايبث على العرب سات والهوت بيرد ، من قنوات شيعية ليست بالقليلة ..
ولو أردنا أن نقارن بين القنوات السنّية غير الرسمية بتلك القنوات الرافضية لأدركنا البون الشاسع بينها ، فالقنوات السنّية على قلّتها لاتجد الدعم المطلوب من قبل صناع القرار في الحكومات العربية وذلك لأن قضية أهل السنّة والجماعة ليست موجودة في أولويات أجندتهم بعد أن شغلتهم شهواتهم وملذاتهم عن قضايا الأمة الكبرى ومنها هذه القضية .
ولقد دأب الإعلام الشيعي وبدعم من إيران و حكومة الرافضة في العراق وبعض الأنظمة العربية والكثير من أرباب المال الشيعة ولاسيما في منطقة الخليج ، على توجيه خطاب شيعي يخلط السم بالعسل يخدع به العوام من أهل السنة فضلا عن ترسيخ الأفكار الخاطئة لدى المجتمع الشيعي ، ولقد تطور الإعلام الشيعي من حيث الأسلوب والأداء لما يجده من مساحة واسعة من الحرية والدعم في الوقت الذي يحرم فيه أهل السنة من أبسط حقوقهم في حرية الكلمة وإبداء الرأي بمقابل إطلاق اليد للشيعة ليقولوا ويفعلوا ما يريدون .
ومن نافلة القول التذكير بأن الحرب العالمية على الإسلام ( الإرهاب ) هي سبب رئيسي لعزوف الكثير من أهل الخير عن دعم ومناصرة أهل السنّة ، فالسنّة اليوم غير مسموح لهم بالدعوة إلى منهجهم وعقيدتهم أسوة بغيرهم إضافة إلى منعهم من الدفاع عن أنفسهم تجاه الهجمة الشيعية الشرسة المدعومة من قبل الغرب الصليبي وأربابهم اليهود ، ولكن هذا لايعطي مبررا لأهل الخير لينأوا بأنفسهم عن المشاركة في الدفاع عن دينهم ودعم المشاريع الإعلامية الهادفة إلى الحفاظ على هوية المسلمين من مخططات الأعداء ومكرهم ، والسبل لم تعدم بعد ولن يعجز المخلصون عن إيجاد الوسائل التي تعينهم على الدخول في هذا المضمار المتضمن لجهاديْ الكلمة والمال اللذين لايقلان أهمية عن جهاد النفس ، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أبوداود باسناد صحيح .

الباب السادس
دور الحكومات في دعم التشيع

لايخرج دور الكثير من الحكومات العربية والإسلامية عن مخطط نشر التشيع في العالم الإسلامي إذا ما علمنا بأن غالب هذه الحكومات إن لم يكن كلها تأتمر بأمر الغرب الصليبي وتسعى إلى إرضاءه ، فهذه الحكومات قد عفا عليها الزمن ، حكومات مهترأة ومترهلة مستغرقة حتى آذانها في الفساد ولا يهمها سوى البقاء في كراسيها لأن الكثير منها لم تأت بناء على رغبات شعوبها وإنما إستولت على مقاليد الحكم فيها بالحديد والنار وبمساعدة أسيادهم من اليهود والنصارى ، وإذا أراد الأعداء إستبدال دين الإسلام بدين الرافضة فلا أعتقد بأن هذه الحكومات سوف يكون لها أي رأي فضلا على الإعتراض ، وعليه فإننا نرى الدعم اللامحدود للشيعة في الكثير من البلاد من وظائف وتجارات ومناصب حساسة ولكم في بلدان الخليج العربي مثالا ، فالشيعة مع أنهم أقلية إلا أنهم يمارسون وجودهم كأغلبية مدعومة من تلك الحكومات ، ولايغركم ما يقال من تخوف تلك الحكومات من المد الرافضي فهذا أمر تكذبه الوقائع على الأرض ، وسأضرب لذلك بعض الأمثلة :
1- التركيبة السكانية: يشكل الإيرانيون من الشيعة سواء المواطنين أو المقيمين الوافدين في بلدان الخليج العربي نسبة كبيرة من شرائح المجتمع الخليجي ، وهؤلاء كما هو معلوم ليس لهم ولاء إلا لإيران ، وهذه الحقيقة تدركها هذه الحكومات ومع ذلك فإنها تغض الطرف عنهم وتمد لهم وتفتح لهم أبواب العمل والتجارة وما إلى ذلك من الأعمال ، وهاهم أتباع حزب الله من اللبنايين ملأوا بعض هذه البلدان ولا سيما بعد أحداث ما يسمى بحرب تموز 2006 حيث أنهم دخلوها من غير تأشيرة دخول ! واليوم هم يقومون بأدوارهم اللوجستية دعما للمخطط الرافضي في إحتلال المنطقة والسيطرة على مقدراتها في الوقت الذي يضيق على أهل السنة في الكثير من هذه البلاد .
2- الموقف من أهل السنّة: يعد موقف الحكومات العربية والإسلامية بإجماله متخاذلا بل ومتواطئا مع الأجنبي في أكثر الأحيان ، فإن ماحصل للعراق وأفغانستان من قتل وتدمير ماكان ليجري لولا مساعدة بعض هذه الحكومات ، فهذا يفتح مطاراته لآلة القتل الصليبية وذاك يفتح لهم أرضه لإقامة القواعد العسكرية وثالث يشارك بالجهد الإستخباراتي واللوجستي الداعم للعدو ورابع من يفتح سجونه لأسرى المسلمين ليقوم بالنيابة عن أسياده بمهمة التحقيق وإنتزاع المعلومات وتسليمها لهم ، وخامس من يسخر إعلامه لدعم الحملة الصليبية المعاصرة وتشويه سيرة المجاهدين والتعمية على أخبارهم ، والمعلوم أن المتضرر الوحيد مما يجرى هم أهل السنّة فقط ، أما الشيعة المتواطئون مع المحتل فإنهم في منأى عن حلقات التدمير المنظم الذي لا يستهدفهم ، في الوقت الذي إمتلأت بطونهم من المال الحرام ثمن بيعهم أنفسهم للأجنبي وإعانتهم على إحتلال بلاد المسلمين .
3- حرية الحركة لدهاقنة الشيعة: ويأتي ذلك من خلال فسح المجال أمام قادة الشيعة وكبراءهم ليصولوا ويجولوا في بلاد المسلمين كما حدث في زيارة المجرم مقتدى الصدر إلى السعودية وأخيرا إلى تركيا ليستقبله قادة تلك الدول مع علمهم بما إرتكبه هو وإتباعه من مجازر بحق أهل السنة في العراق ، وكذا الحال بالنسبة لعتاتهم ، من أمثال عبدالعزيز الحكيم وعمار والمالكي والجعفري وعلاوي وغيرهم من عصابة القتل والإجرام ، ولا تجد من يوقفهم أو يردعهم أو يوجه لهم تهمة القتل العمد لآلاف العراقيين من أهل السنة ، أما إن كان سنّيا عابرا للسبيل لم يثبت عليه تهمة تذكر فإن هذه الحكومات تبادر إلى إعتقاله بجريرة الإشتباه ومن ثم تقوم بتسليمه لمن يقتله بعد أن يعذبه حتى الموت ..
4- دعم حزب ( الله ) الرافضي: فبعد مسرحيته الأخيرة في أحداث تموز من عام 2006 وجدنا الإعلام العربي ينقل كل صغيرة وكبيرة عن زعيمهم ومباشرة ومن غير تقطيع أو بتر على عكس ما يفعل مع من يتحدث بإسم أهل السنة ، وسارعت تلك الحكومات إلى بناء ما هدمته تلك الحرب التحريكية التي أدت إلى مجيء قوات اليونفيل الصليبية إلى جنوب لبنان لتكون مع حزب الله الجدار العازل الذي يحمي إسرائيل ( راجع ما قلناه آنفا ) ، وعلى أثر ذلك بادر الكل إلى بناء الجنوب ( وأكثر المستفيدين هم الشيعة بالطبع ) أما مخيم نهر البارد السنّي فلا بواكي له بعد أن هدمت البيوت على رأس ساكنيها .
4- تعظيم دور علماء الشيعة: من خلال إعطاءهم الأهمية الكبرى وإضفاء هالة من القدسية عليهم ، كما يحصل عند زيارة أي مسؤول عربي إلى العراق فلا بد له أن يزور المدعو السيستاني ( الإيراني ) ويقدم قرابين الطاعة والولاء له ، كما حصل مع سعد الحريري وعمرو موسى وغيرهم .
5- حادثة البقيع: القليل من سمع بما جرى في البقيع مؤخرا من نبش لقبور الصحابة وأمهات المؤمنين على يد الرافضة ، مرت هذه الحادثة مرورا عابرا لأن الإعلام السعودي والعربي لم يريدا إثارة ضجة حول هذا الموضوع وكأن الأمر لا يستدعي الإهتمام ، نعم إنها حادثة قد تكون ليست بتلك الأهمية لمن لا يكترث إلا بنفسه ولا يأبه لما يجري حوله و لا يعبأ بما يحدث على أراضي المسلمين ، أما بالنسبة لنا نحن أهل السنّة فان الحادث كان حادثا جللا وله مدلول خطير جدا وحري بالأمة أن تجعل تاريخ هذه الفعلة الشنيعة في سلم الأحداث الأليمة التي ألمّت بها على غرار حادثة سرقة الحجر الأسود على يد القرامطة يوم أن جلس أبو طاهر القرمطي على الكعبة بتاريخ 317هـ قائلا : ( أنا بالله وبالله أنا ....... الله يخلق وأفنيهم أنا ) ودأب يقتل بالحجاج ويرميهم في ماء زمزم ..
إن حادثة البقيع تدعونا لأن نفكر ألف مرة ومرة في خطورة ما يجري وأن ننتبه إلى ضعف وخور حكومات أؤتمنت على حرمات المسلمين ، وأن ننظر لهذا الحدث الكبير من زاوية أخرى لنسأل انفسنا.. أهو جس نبض من قبل أعداء الأمة لأفعال عظيمة أخرى قادمة في الطريق ؟ كهدم المسجد الأقصى أو حتى الكعبة ... أنا لا أقول بأنهم سيفعلونها ولن يجرؤوا بإذن الله ما دام هنالك رجال ينافحون عن مقدسات هذه الأمة ووجودها ، ولكن هؤلاء الأوغاد من اليهود والنصارى ومن والاهم يعمدون بين الفينة والأخرى إلى تحسس ردود الفعل لدى الأمة ليعلموا مقدار القوة والضعف لديها قبل أن يقوموا بعمل جديد في حلقة مخططاتهم الرامية إلى إخضاع الإمة والسيطرة على مقدراتها ..
وعليه فإن هاجس الأمة يجب أن يكون متقدا على الدوام ، وعلى الأعداء أن يفهموا بأن الأمة مازالت حية وقادرة على الدفاع عن نفسها ويجب أن يدرك هؤلاء الأعداء بأن أي حدث مهما كان كبيرا أو صغيرا لن يمر بغير حساب ، بالأمس حاول شارون إقتحام المسجد الاقصى ومن ثم جاءت أحداث ما يسمى الصور المسيئة لشخص نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام واليوم حادثة البقيع وبين هذه وتلك نشر صور أسرى المسلمين في أبي غريب وغوانتنامو وغيرهما في وضع مذل ومهين ..كل ذلك لا يخرج عن دائرة توجيه الضربات النفسية للمسلمين بغية كسر شوكتهم وإضعاف معنوياتهم وفي نفس الوقت لجسّ مستوى الحس والتأثر لديهم ، فإن وجدوا منهم برودا وعدم إكتراث أمعنوا في إيذاءهم وانتقلوا إلى خطوة أكبر منها، أما إن وجدوا منهم مقاومة وعدم إستسلام أحجموا ليعيدوا الكرة ثانية ولو بعد حين ، وهكذا فهي حرب سجال يستخدم فيها الأعداء كل الأسلحة الدنيئة والقذرة لديهم لأنها وبكل بساطة حرب صليبية رافضية صهيونية مشتركة ليس فيها خطوط حمراء ولا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمّة.. وما اجتمع فيها هؤلاء الإعداء إلا بعد أن توحدت أهدافهم كي ينفذوا مأربهم الرامي للقضاء على دين الإسلام ... ( خابوا وخسروا ) ...



الباب السابع
الشيعة في الخليج العربي والدور المناط بهم

يمثل الشيعة في الخليج العربي بل وفي كل بلد مسلم على أقليتهم خلايا نائمة تنتظر الإشارة للإنقضاض على حكومات نما فيها الضعف والخور والهوان ، فهذه البحرين التي يمثل فيها الشيعة أكثر من 50% من مجمل السكان ، مازالت تعاني من مؤامرات الشيعة والإيرانيين الرامين إلى الإطاحة بحكومة ذلك البلد وتسليمه لإيران ، وتشير التقارير بأن الآلاف من البحارنة الشيعة تلقوا تدريبات عسكرية سواء في العراق أو جنوب لبنان ليكونوا جاهزين للمرحلة القادمة فهم يعتقدون بأن مهمتهم قد أنجزت في العراق وهي تنتظر دورها في البحرين وبلاد اخرى ، أما حكومة هذا البلد فإنها تتخبط في غيها وبدلا من العودة إلى الله وتحكيم شريعته واحتضان الخيرين من أهل السنّة فإن البحرين صارت تصنف في قائمة الدول الأولى لا من ناحية الصناعة أو التطور العلمي والتقني وإنما في قائمة أكثر الدول التي تحوي بيوتا للدعارة ( جاء ذلك بعد إعطاء البحرين المركز الثامن عالميا ضمن عشرة مدن أطلق عليها مدن الخطايا ) ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فهل ننتظر من هكذا حكومات أن تقف بوجه المد الرافضي الصليبي الذي يجتاح المنطقة وهم في ذات الوقت يحتضنون قيادة الأسطول الخامس الأمريكي ..
أما الإسلاميون هناك فهم بين مطرقة ولاءهم لدينهم وسندان إنخراطهم في العملية السياسية التي إجتذبتهم من غير طائل فلا هم أفادوا أهل السنة بوجه الهجمة الرافضية ولا هم غيروا نظاما علمانيا يحكم بغير ما أنزل الله ، ولذا نقول لكم بأنكم ستوقفون عند ربكم وتسألون عما فرطتم به تجاه دينكم وأهلكم من اهل السنّة في كل مكان ، فالفساد في بلدكم زاد ولم يقل والشيعة من قوة إلى قوة ، وهذا اللقاء غير الشرعي بينكم وبين حكومة لا تأبه بشيء سوى ملذاتها وشهواتها قد أنجب مشروعا مشوها أسمه الخور والمداهنة والقبول بالدنية وضعف الهمم ، أما آن لكم أن تراجعوا أنفسكم وتنظروا حولكم ، أم أنكم تنتظرون مصيرا كمصير أهل السنّة في العراق فيشاهد الناس جثثكم معلقة على أعمدة الكهرباء والرافضة من حولكم يرقصون ويغنون ويرددون (لعنة الله على النواصب أحفاد معاوية ويزيد )...
أما السعودية فالمنطقة الشرقية تقف على بركان رافضي مدعوم من إيران والعراق والغرب الصليبي ، وهم كذلك ينتظرون الإشارة ، والأحداث الأخيرة من مظاهرات ومطالبات بالإنفصال باتت ليست خافية على أحد ، فتارة يسمون دولتهم المزعومة بدولة القطيف والإحساء وأخرى بدولة الشرق العربية ويضعون لها خرائط وكأن الأمر بات في حكم المنتهي ، خابوا وخسروا ، ولا أدري حتى متى يسكت علماء هذا البلد عن ما يخطط له من مؤامرات الرافضة ، ونتساءل لماذا يكون رد الفعل شديدا إذا كان المتهم سنّيا وأما إذا كان الفاعل شيعيا فلا تجد من ينبس ببنت شفة ؟ فماذا ينتظرون ؟ أينتظرون أن ترفرف أعلام الرافضة التي تقطر دما فوق ربى مكة كما فعلها القرامطة من قبل ؟ ، ليس لنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .. ، ولذا كان لزاما على أهل السنّة في أرض الحرمين أن يعوا خطورة القادم ولا يقعوا تحت طائلة الوعود المخدرة التي تطلقها هذه الجهة أو تلك ، فالرافضة يعدون أنفسهم وبكل الوسائل ، فهل أعد إخواننا السنّة أنفسهم إيمانيا وبدنيا كما ينبغي تهيأ للمرحلة المقبلة التي ستكون صعبة بكل المقاييس إن ظل المسلمون يغطون في سباتهم ومنشغلين بدنياهم ..
وأما الكويت فهي ليست أفضل حالا من أخواتها ، فالشيعة على قلتهم يهيمنون على التجارة والأعمال والكثير من المناصب الأمنية والحساسة بل حتى الوزارات وهم يحظون بالتقريب من قبل السلطة ، وجاءت حادثة تأبين عماد مغنية لتزيل اللثام عن دور الشيعة في الكويت وعمالتهم لإيران واتباعها ، فلم يبال هؤلاء بما فعله هذا الرافضي من قتل وتدمير وصل إلى محاولة نفجير طائرة أمير البلاد السابق ، فقاموا بإقامة العزاء له وتأبينه وإظهار الحزن عليه ، فماذا فعلت الحكومة تجاههم سوى حبسهم لأيام ومن ثم إكرامهم فيما بعد ليتبوأوا المناصب العليا في الدولة ! ، أهو غباء أم حمق أم تنفيذ لأوامر السيد الأكبر الذي يقتضي تكريم الشيعة وتمكينهم من حكم البلاد ..
وفي اليمن بلغ الحوثيون المدعومون من قبل إيران وحكومة الرافضة في العراق وجهات أخرى ، من القوة بمكان ليهددوا إستقرار البلاد وأمنه ، والمضحك المبكي هو أن جرحى الحوثيين في قتالهم مع الحكومة يعالجون في إحدى الدول الخليجية ! أرايتم إخوتي ..؟.. الشيعة المتمردون على حكوماتهم يكرمون ويعالجون في أفضل المستشفيات العربية أما أهل السنة من المجاهدين الذين يقارعون أعداء الله من اليهود والنصارى ويدافعون عن حرمات الأمة فإنهم إرهابيون لا يستحقون العون أو المساعدة بل يلقون في غياهب السجون ويسامون أشد العذاب لا لشيء إلا أن يقولوا ربنا الله .
ودولة خليجية أخرى منهمكة بتهريب النفط العراقي وتقاسم الغنائم مع المحتل الأجنبي فضلا عن القيام بدور المورد لأسلحة القتل والتدمير التي تستخدمها القوات الصليبية في حربهم على المسلمين ....
وهذا (حزب الله ) الشيعي الذي يلقى هو الأخر رعاية خليجية فإنه يحتل بيروت ويقتل أهلها ويهدد الحكومة بالسقوط ومع ذلك فإنه ليس إرهابيا بل إن له وزراء ونواب يتبوأون أعلى المناصب في الحكومة ، وكذلك ما يسمى بجيش المهدي وقرينه فيلق بدر الذين أرتكبوا المجازر الفظيعة بحق أهلنا في العراق فإن لهم وزراء في الحكومة العراقية إضافة إلى أعضاء في البرلمان المزعوم ويتنقلون بين البلدان ويستقبلون إستقبال الفاتحين ، وهم مدعومون أيضا وعلى الأخص من قبل دولة خليجية يقال أن بعض القائمبن عليها اكتشفوا متأخرين حجم الخطأ القاتل الذي إرتكبوه بدعمهم لإحتلال العراق بعد أن رأوا الرافضة والإيرانيين عند حدودهم يطرقون عليهم أبوابهم ... ،
هذه للأسف صورة مصغرة عن الواقع المأساوي الخليجي الذي تعيشه هذه البلدان ، وبدلا من أن يواجه القائمون عليها مخططات تشييع بلادهم واحتلالها من قبل الرافضة وعدم الوثوق بوعود الغرب الكاذبة ، ومد أيديهم إلى اخوانهم السنّة في كل مكان ، تراهم يغضون الطرف عن كل ما يجري ويتهافتون على إيران وأعوانهم كسبا لرضاهم ودرأ لأذاهم بزعمهم ، متناسين بأن الرافضة يسيرون وفق مخطط مدعوم غربيا ولن يوقفهم شيء حتى يتموا تنفيذ هذا المخطط مالم يدرك أولئك مقدار الخطر المحدق بهم ويكفوا عن دس رؤوسهم في الرمال ليروا الحقيقة بعين دينهم وشريعة ربهم لا بعين من يريد الشر بهم وتسليمهم لأعداءهم ، ولتكن سيرة ملوك الطوائف في الأندلس عبرة لهم يوم أن تواطئوا مع النصارى ضد بعضهم البعض وكانت النتيجة أن زال ملكهم وصاروا كهشيم المحتضر .
وليت شعري متى سيدرك هؤلاء الحكام أن بقاء حكمهم من بقاء دينهم ، أما موالاتهم لأعداء ربهم ومحاربتهم لأولياءه فإنها المهلكة والله .. ولهم في سير الهالكين العبر إن أرادوا الإتعاظ بها ، يقول تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا }محمد10

الباب الثامن
موقف ( الإسلاميين ) والمثقفين من الهجمة الشيعية المعاصرة

1- قَوميّو الأمس وصفَويّو اليوم
كشفت أحداث العراق عن حقائق غاية في الأهمية تشير إلى مدى خطورة ما وصل إليه المد الرافضي بين من يسمون بالمثقفين أو ( المفكرين ) العرب إضافة إلى بعض المحسوبين على التيارات الإسلامية ، فمن كان بالإمس يسير في ركاب ما يسمى حركة القوميين العرب نجدهم اليوم يدافعون عن الدولة الفارسية في إيران في تناقض عجيب ومريب ، دعاة للعروبة بالامس ودعاة للفارسية الصفوية اليوم !!! ، ولا غرو فمن أسس بنيانه على شفا جرف هار من العصبية المنتنة لا يجد غضاضة في تبني فكر عصبي شعوبي آخر مادام هناك من يدفع أكثر ، بالأمس كانت بغداد قبلتهم واليوم أضحت طهران قبلتهم الجديدة ، إذا تكلموا لا تفرق بينهم وبين أي رافضي آخر مع ما يدعونه من إنتماء للإسلام ولمنهج أهل السنّة والجماعة بالتحديد ...... فهمي هويدي ، العوا ، الترابي ، والكثير من رموز الإخوان المسلمين في مصر وغيرهم .... ، إذا تكلموا نطقوا بالتشيع وإذا تحركوا شممت منهم رائحة التشيع ، أسماؤهم عمر وأبو بكر وعثمان وقلوبهم بن سبأ والعلقمي والسيستاني ، أبرزهم الإعلام المأجور ليكونوا ( مفكرين ) يفكرون بالنيابة عن الأمة .. إذا تكلم ( حسنهم ) في لبنان هشوا وبشوا ، وإذا تكلم عالم رباني من أهل السنة والجماعة إغتاضوا وانتفضوا ، أقلامهم رخيصة جاهزة للإيجار لمن هب ودب .. وألسنتهم سليطة على الجميع إلا الشيعة وأعوانهم ، تقام لهم الندوات والمؤتمرات وتنشا لهم المجالس والجمعيات ... يجمعهم حبهم للرافضة وعداؤهم لكل ماهو إسلامي أصيل ، لا يكترثون بمقتلة أهل السنة في العراق على أيدي إخوانهم الرافضة لأنهم إنسلخوا من الجسد السنّي يوم أن شربوا من كأس التشيع وباعوا أنفسهم للشيطان ، تجدهم يبررون للشيعة أفعالهم القذرة بحجج سخيفة وواهية تنم عن خلل فكري ونفسي تربوا عليه ونشأوا فيه حتى شابت رؤوسهم فيه ، صاروا أبواقا لما يسمى بحزب الله الرافضي يطبلون ويزّمرون لإنتصاراته الوهمية ولا يشيرون ولو بكلمة لإنتصارات المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها .
فمن ذكرناهم أعلاه هم مفكرون ولكن بطريقة مقلوبة ، مثقفون ولكن بثقافة الأعداء ، دعاة ولكن إلى التشيع بدلا من التوحيد ، كتّاب يمجدون من يقتل أهل الإسلام ، صحفيون يهرفون بما لايعرفون ، شعراء في كل واد يهيمون .....
هذه الظاهرة الخطيرة ما كانت لتحصل لولا غفلة أهل السنّة الحقيقيين وحسن ظنهم بغيرهم ، فالرافضة ومن وراءهم إيران والداعمين لهم من اليهود والنصارى أستغلوا إنشغال أهل السنّة برد الهجمة الصليبية الراهنة من جهة وتخاذل الأنظمة العربية عن نصرتهم من جهة أخرى لينفذوا مخططاتهم في إستمالة من يسمون بالمفكرين والمثقفين من حملة الفكر القومي والإخواني وشراء ذمم الكثيرين منهم ليستخدموهم في ضرب الحركة السنّية المعاصرة المتمثلة بعودة الكثير من أهل السنة إلى جادة الإسلام الحق بعيدا عن البدع والخرافات التي إمتازت بها العقود المتأخرة من تاريخ الأمة ، وبروز ظاهرة الإسلام الجهادي التي بدأت تحدث تأثيرها وبقوة في المجتمعات السنّية المسلمة ، فكان لهؤلاء دور شبيه بالطابور الخامس إبان الحروب العالمية .
يطعنون بأهل السنّة ويشوهون إنجازاتهم في ساحات الجهاد والدعوة وفي ذات الوقت يمجدون الرافضة ويجعلونهم رموزا ليحتذى بها بغض النظر عن ماهية الفكر الرافضي المقيت المحارب لدين لله والمغير لكل ما هو إسلامي .. ومن ضمن ذات المخطط هو الهجمة الشرسة التي يشنها هؤلاء إلى جانب إخوانهم الليبراليين والعلمانيين على الدعوة السلفية وما يسمونها الحركة الوهابية التي باتت غصة في حلوقهم وحلوق الرافضة لأنها الدعوة الحقيقية للإسلام التي يجدها الغرب الصليبي أشد المناوئين لها في طريق مخططاتهم الرامية إلى تدمير العالم الإسلامي وتقسيمه والسيطرة عليه .
أما من يسمون أنفسهم بالعلماء من مشايخ السلطان فهؤلاء لا يقل دورهم خطورة عن دور أولئك ( المثقفين ) إن لم يكن أشد خطرا وصنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء ، فكيف بمن صار موظفا يأتمر بأمر الحاكم ولا يأتمر بأمر الله ورسوله ، يصدر الفتاوى القاتلة التي تودي بالأمة وتجعلها مطية بيد أعداءها ، لاشك أن أولئك المشايخ هم أيضا ماكان لهم ليتبوؤا أماكنهم الوظيفية ويطلقوا سهامهم المسمومة على صدر الأمة لولا رعايتهم من قبل من مكن لهم ووجهم ليعملوا قتلا بالأمة من خلال فتواهم الباطلة التي لا تستند إلى كتاب أو سنّة وإنما إلى أهواء أولياءهم من الجن والإنس ..
وفي هذا السياق تجد من يدعي بأنه عالم أوشيخ ليقول أن ما يجري في العراق الآن فتنة !!! والاولى تركها وعدم الخوض فيها !! وكأنه لم يرى أو يسمع بالإحتلال الأمريكي لهذا البلد المسلم أو ما يجري من مجازر لأهل السنّة هناك من قتل وتدمير وهتك للأعراض .... نعم ... {... فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46...
ولمَ نستغرب ... أليس منهم من أفتى بجواز ولاية الكافر تبريرا لحكم المحتل في العراق ، ومنهم من أجاز مشاركة الجنود الأمريكيين المسلمين في الجيش الأمريكي في حروبهم على ديار المسلمين تحت ذرائع واهية وتافهة لا ترقى حتى لأن يرد عليها .
وهكذا وبكل بساطة يتم إختزال الأحداث الجسام التي مرت وتمر بالأمة لتضيع دماء المسلمين وتنسى كما ضاعت ونسيت من قبل في الأندلس ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر وكذلك مذابح المسلمين في غزة وقبلها في جنين إضافة إلى ما جرى في أفغانستان والشيشان وكشمير مرورا بالبوسنة وغيرها من بقاع العالم الإسلامي ، فالمبدأ إخوتي واحد لا يتغير فمن لا تتحرك دماؤه في عروقه ولا تلتهب مشاعره في جنباته لرؤية مسلم واحد يقتل بغير حق أو عرض لمسلمة ينتهك على يد كافر أو مرتد ، فإنه لن يأبه بقتل الآلاف منهم فالأمر عنده سيان ، واحد أو ألف لايعني له شيئا مادام الإيمان قد رفع من قلبه والغيرة قد ماتت في صدره فأنى له أن يتأثر لما يجري للمسلمين بعد أن إختل ميزان الولاء والبراء عنده ، واتخذ الدنيا غاية ، وصار عنده الدينار والدرهم إلاهان يعبدهما من دون الله مصداقا لقول نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام :
( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا إنتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن إستاذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع ) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .

2- الإخوان المسلمون وسلفية القصور والنقاط الرخوة في الجسد الإسلامي
لو استعرضنا مواقف الإخوان ولا سيما من الشيعة لوجدنا تساهلا شديدا في التعامل مع هذه الفئة المارقة من دين الله ( راجع الاسباب التي ذكرناها آنفا ) ، وكما أن الشيعة وجدوا في الصوفية مدخلا سهلا إلى العالم الإسلامي لينشروا إفكارهم الضالة ( وهذا ما سنتطرق إليه لاحقا ) ، فكذلك الإخوان أضحوا جسرا للشيعة في أي مكان يتواجدون فيه ، ....والأمثلة كثيرة أقتضب منها التالي :
موقفهم من الشيعة في العراق ، تحالف وتآلف وتواطؤ مع الأجنبي في إحتلال هذا البلد المسلم ، في مصر معقل الإخوان تتوالى تصريحاتهم في الدفاع عن إيران وأذنابها واعتبار الخلاف مع الشيعة خلاف في الفروع لا في الأصول ، وفي فلسطين .. الجهاد الإسلامي ومن ثم حماس ( راجع ماقلناه آنفا ) ... وفي لبنان موقف الجماعة الإسلامية برئاسة الإخواني العتيد فتحي يكن المؤيد لما يسمى بحزب الله ( علما بأن هذه الجماعة قد إنشقت على نفسها لخلافات حول هذا الموضوع وغيره ) ، وفي السودان حيث وجد الرافضة موطأ قدم لهم عن طريق الترابي ومن يسير في ركابه إضافة إلى الصوفية التي يعج بها هذا البلد المسلم ، وكذا الحال في مجمل الدول التي يتواجد فيها الإخوان فإننا نرى وبوضوح حالة التقارب التي تجمعهم بالرافضة ، ومما لاشك فيه أن هذا النوع من العلاقة الودية فكريا ومنهجيا بل ووجدانيا بين الإخوان والشيعة يمهد الكثير لتنفيذ المخطط الشيطاني الرامي إلى تشييع بلاد المسلمين وإخراجهم من دينهم ، ولا أظن أن الإخوان سيحيدون يوما عن علاقتهم بالشيعة لأنها بنيت على أساس عقدي وفكري لا يرى فيهم عدوا سوى فروقات طفيفة تقع تحت طائلة الإختلاف المذهبي الفقهي ليس إلا ، وهذا الأمر يعد خطيرا وخطيرا جدا لما يمثله التيار الإخواني من تواجد على الساحة المحلية والسياسية في العالم الإسلامي ، ومالم يعيد الإخوان النظر في فكرهم ومنهجهم المبني في الكثير منه على أطر سياسية بحتة بعيدة عن الشرع ، فإن الإخوان سيظلون المنفذ السهل لتسلل الشيعة إلى العالم الإسلامي ، ولنتذكر بأن الإخوان كتيار مر في الكثير من المنعطفات التاريخية التي أدت إلى تغيره تغيرا كبيرا عن دعوة الأوائل من مؤسسي هذا الحزب فالإخوان اليوم أصبحوا واجهات ( شرعية ) للكثير من الحكومات العلمانية في المنطقة من خلال برلمانات ومجالس شكلية تتحاكم إلى دساتير وضعية صنعت في بلاد اليهود والنصارى ، وهكذا فإن الإخوان باتوا أقرب إلى العلمانية منهم إلى الإسلام وصاروا أداة بيد الحكومات لضرب غيرهم من التيارات الإسلامية من جهة ولأضفاء طابع الشرعية على تلك الحكومات من جهة أخرى .
سلفية القصور : أما من يسمون بالمداخلة أو من أسميتهم بسلفية القصور فهؤلاء وإن كانوا في ظاهر الحال أقل خطرا من الإخوان في مشاركتهم مخطط التشييع الذي نحن بصدده إلا أن ولائهم المطلق للحكام مسلما من كان منهم أو كافرا ، وانحيازهم إلى الأعداء بمحاربتهم لأولياء الله من المجاهدين والدعاة الصادقين ، وإطلاقهم الفتاوى التي تصم الجهاد بالفتنة وتعلن الإستسلام للأعداء والسير في ركابهم ، كل ذلك يجعل منهم نقطة رخوة أخرى ينفذ منها الأعداء إلى بلاد المسلمين ، وقد يسأل سائل كيف يكون المرء سلفيا ومتقاربا مع الشيعة في ذات الوقت ؟ ، أليست السلفية هي الفكر السباق في محاربة الشيعة وبيان طاماتهم ؟ أقول نعم ، إن السلفية الحقيقية هي من يبيّن عوار الفكر الشيعي ويحذر منه ويدعو إلى العودة إلى منهج أهل السنة والجماعة القائم على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبفهم السلف الصالح .. أما هؤلاء المنتمون إلى السلفية زورا فهي منهم براء لأنهم أتخذوها غطاء كما أتخذوا العلمانية دثارا ، مظهرهم سلفي وجوهرهم إرجائي ، يوالون ويعادون في أولياء أمورهم ، عيون وجواسيس لأعداء الله ويد باطشة على أولياءه ، فمثل هؤلاء لايجدون غضاضة في الإنسياق وراء أمر الحاكم حتى وإن أمرهم بمنكر أو نهاهم عن معروف ، فهم طوع أمر ( أولياء أمورهم ) الضالعين في هذا المخطط ، أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( إنما الطاعة بالمعروف ) فإنهما ليسا موجودين في قواميسهم ، وما حدث في العراق من تواطؤهم مع المحتل الأمريكي وأعوانهم الرافضة وملاحقتهم للمجاهدين الأبرار والدعاة الأخيار إلا شاهد على ما نقول ، ونحن إن أردنا الإنصاف وهذا ما نبتغيه فإنه علينا أن نضع مواقف هذه الفئة بمصاف مواقف إخوانهم من التيارات الفكرية التي تحمل في طياتها داء التخاذل ونبتة العمالة للأجنبي ، وكل هذه الفئات التي تتصف بضلالها وتنكبها للصراط باتت وبالا على الأمة وحملا ثقيلا يتعب كاهلها ، ووجودها صار وبما لايقبل الشك حائلا أمام آمال الامة وطموحاتها في تحكيم شريعة ربها وانشاء دولتها دولة الخلافة المنتظرة القائمة على كتاب الله وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام .

الباب التاسع
مخطط تحويل الصوفية إلى دين الرافضة

لا يعد هذا المخطط حديثا إذا علمنا أن الصوفية كانت وما زالت إحدى أهم وسائل الأعداء في محاربة الإسلام إلا أن الجديد في الأمر هو إستهدافهم من قبل الشيعة ضمن المخطط آنف الذكر ، وسبب إستهداف الشيعة للصوفية نابع جملة من ثلاثة أمور ، الأول : أن الصوفية والغالية منها على الأخص تتسم بالجهل والإبتعاد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي تعج بالبدع والخرافات بل أن الغالية منها تقع في كثير من الشركيات ليلتقوا مع الرافضة بعقيدة عبادة القبور والإستغاثة بالأموات.
الثاني : هو معاداة الصوفية للمنهج السلفي الذي يدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة .
الثالث : هو أن الصوفية يدندنون حول زعم الإنتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو أمعنا النظر في الأسباب المذكورة أعلاه لوجدناها موجودة لدى الشيعة كذلك ومن هنا جاء إهتمام الشيعة بالصوفية ، وكما هو الحال لدى دعاة التنصير فإن دعاة الشيعة يستغلون في الناس جهلهم وحاجتهم ، فالجهل بغيتهم والمال والنساء وسيلتهم ، ولا يجد الشيعة صعوبة في إقناع الصوفية بأفكارهم لأنهم في بادئ الأمر يتسترون بالتقية فيظهروا لهم كذبا حبهم للصحابة ولمشايخ الصوفية وسادتهم ، ويدخلون عليهم من باب حب آل البيت الذي يتصف به كل أهل السنة ، فالشيعة بما درجوا عليه لا يظهرون عقائدهم وأفكارهم إلا لبني جلدتهم أما مع مخالفيهم فهم يتسترون بالتقية فيضمرون أشياء ويظهرون أخرى تماشيا مع خُلق الكذب والنفاق الذي إعتادوا عليه ..
ومثال على ما ذكرناه ما يجري في مصر من محاولات التشييع التي يقوم بها بعض من شراذمة إيران ، فلقد أسس المدعو محمد الدريني ما يسمى المجلس الأعلى لرعاية أهل البيت ليكون رئيسا له وليدير ما يسمى جريدة صوت أهل البيت الأسبوعية لينفث سمومه بين المصريين بإسم أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين ، ونلاحظ أن هذا الرجل يحاول تطبيق الخطة التي أشرنا إليها في إستدراج الصوفية إلى شَرَك الرافضة حيث أنه يطلق على الصوفية هناك وبخبث مقصود تسمية ( السادة الأشراف ) زاعما إنتسابهم إلى آل البيت كي يمهد الطريق لتشييعهم ...
ومثال على تلك الفرق الصوفية التي أضحت وعاء للتشيع ومنبرا للدعوة إليه هي ما تسمى بالطريقة العزمية في مصر التي تدعو علانية إلى التشيع وتصدر منشورات تدافع بها عن هذا الفكر الخبيث ، وصدق من قال : أن الصوفية والتشيع وجهان لعملة واحدة.
وليت الأمر وصل إلى هذا الحد فحسب ولكننا صرنا نسمع كلاما خطيرا ما كان يتجرأ على قوله من قبل ، مفاده المناداة بإعادة الدولة العبيدية ( المسماة كذبا بالفاطمية ) على أرض أفريقيا ، وعلى لسان أحد حكامها ..!
وهنا لابد من التحذير من ما تقوم به إيران من محاولات نشر التشيع في صفوف المسلمين في أفريقيا وبلدان آسيا الوسطى ، فالفراغ الذي تركه دعاة أهل السنة هناك يحاول شغله أتباع هذا الدين البديل ، وإيران تنفق من ميزانيتها الكثير من الأموال لتحقيق هذا الهدف ، وتلعب مراكزها الثقافية وجمعياتها ( الخيرية ) الدور الكبير في هذا المضمار ، ولا يجد الشيعة أية صعوبات في تحركاتهم بل إن ما حققوه من تشييع رئيس دولة إسلامية عربية مثل جزر القمر يعد إختراقا خطيرا في مجمل هذه الأحداث ، وهذا يحتم على المهتمين بشؤون الدعوة من المسلمين إلى المسارعة في سد هذا الفراغ الكبير من خلال الدعوة بين مسلمي تلك الدول والعودة بهم إلى الدين الحق وترسيخ منهج الكتاب والسنة لديهم ليكونوا في منأى من تلك التيارات الهدامة التي تقودها إيران ومن وراءها الغرب الصليبي .
وليس بعيدا عن هذا الموضوع نجد التحالف الصوفي الرافضي في باكستان آخذا بالتنامي ، وما المظاهرات التي قام بها الطرفان بالأمس منددين بطالبان باكستان وداعمين لحكومتها إلا واحدا من الأدلة الشاهدة على ما قلناه .


الباب العاشر
مؤسسة راند ودورها في هذا المخطط الرهيب

مؤسسة راند هي أكبر مركز ( فكري ) في العالم ,وهو مركز أمريكي مقره الرئيسي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. تقوم مؤسسة "راند" الذي أشتق أسمها من إختصار كلمتي ديفاوبمينت ريسيرج : ، أي الابحاث والتطوير بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات ومن ثم تحليلها وإعداد التقارير والأبحاث التي تركز على قضايا الأمن القومي الامريكي في الداخل والخارج . يعمل في المؤسسة ما يقارب 1600 باحث وموظف يحمل غالبيتهم شهادات أكاديمية عالية ,وميزانيتها السنوية تتراوح بين 100-150 مليون دولار أمريكي . تعتبر مؤسسة "راند" أحد المؤسسات الفكرية المؤثرة بشكل كبير على المؤسسة الحاكمة في أمريكا, وهي تدعم توجهات التيار المتشدد في وزارة الدفاع وتتولى الوزارة دعم كثير من مشروعاتها وتمويلها ,كما ترتبط بعلاقات ومشروعات بحثية مع وكالات المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي ,وتصب كثير من الدراسات والبحوث الصادرة عن هذه المؤسسة في خانة أنصار مواجهة الإسلام والمسلمين .
فقد قام باحثون في فرع المؤسسة بدولة قطر بكتابة مشروع الإسلام والديموقراطية وهو ما عرف لاحقا باسم "تقرير" راند , ويعتبر فرع " راند" في المنطقة العربية مركزا مهما للمساهمة في إعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية التي تطرحها الإدارة الأمريكية.
ولقد صدرت تقارير عديدة من هذه المؤسسة آخرها عام 2007 ، وسأختار بعضا من البنود المهمة التي وردت في هذه التقارير ومن ثم ساعلق عليها في ختام هذا الموضوع :
أولا : الإعتدال على الطريقة الأمريكية :
هو السلاح الجديد الذي سوف يشهر في وجه الإسلام‏ ....‏
وقد حددت مواصفات المسلم المعتدل بالتالي :

1- يرى عدم وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية.
2- يؤمن بحرية المرأة في إختيار "الرفيق" وليس الزوج، بعيدا عن التقاليد والأعراف.
3- يؤمن بحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة.
4- يدعم التيارات الليبرالية والعلمانية.
5- يؤمن بتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي"، و"التيار الديني الصوفي" المعاديين لما يطرحه "التيار الوهابي" المعادي للغرب.
ثانيا : التقليديون في نظر راند :
وفيما يتعلق بالتقليديين تقول "راند" : يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ويجب دعمهم وتثقيفهم , ليشككوا بمباديء الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجة والمجادلة , وفي هدا الإطار يجب تشجيع الإتجاهات الصوفية ومن ثم الشيعية ( يقول ابن خلدون : لولا التشيع لما كان التصوف ) ، ويجب دعم ونشر الفتاوى ( الحنفية ) لتقف في مقابل ( الحنبلية ) التي ترتكز عليها (الوهابية ) وأفكار القاعدة وغيرها مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء .
ثالثا : التيار المعتدل حسب وصفة راند :
ثم تقول التقارير بوضوح إن التيار المعتدل (في التعريف الأمريكي) هم من : يزورون الأضرحة والمتصوفون والرافضون للإحتكام للشريعة، والمؤمنون بحرية المرأة في إختيار "الرفيق وليس الزوج"، وحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة، ويروج التقرير لتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي"، أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له إهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي"، يصفه التقرير بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور وبشرط أن يعارض كلاً منها ما يطرحه "التيار الوهابي".
رابعا : التحذير من دور المسجد :
تحذر التقارير مما تعتبره "خطورة دور المسجد"، بإعتبار أنه الساحة الوحيدة للمعارضة على أسس الشريعة، ولذلك يدعو لدعم "الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد" .
خامسا : التركيز على الأطراف :
وتؤكد التقارير، أن هناك حاجة للتركيز على "أطراف" العالم الإسلامي في آسيا وأوروبا وتجاهل "المركز"{ يقصد به المنطقة العربية }، بغرض دعم ما يسمونه "الإعتدال في أطراف العالم الإسلامي"، خصوصا في آسيا وأوروبا وغيرها، وذلك بهدف أن تخرج الأفكار الإسلامية المؤثرة على مجمل العالم الإسلامي، من هذه الأطراف وليس من المركز الذي أصبح ينتشر فيه "التطرف"، وبحيث تصبح هذه الأطراف هي المصدرة للفكر الإسلامي المعتدل الجديد وفق المعايير الأمريكية.
سادسا : دعم الشيعة :
كـما تؤكـد على أن على الولايات المتحدة أن تنـحاز إلى الشـيعة الذين يشـكلون 15% من مسلمي العالم لتشكيل حاجز أمام الحركات الإسلامية المتطرفة، وقد يخلق أساساً لموقف أمريكيٍ مستقر في الشرق الأوسط.

سابعا : الإهتمام بغير العرب :
وأوصت الدراسة بضرورة الإهتمام بالمسلمين غير العرب ؛ لأن مركز الجاذبية سينتقل إلى القطاعات غير العربية ؛ لأن الفكر المنتشر في تلك المناطق أكثر إبتكاراً وتطوراً حول الإسلام , وتجهيزهم لمواجهة التفسيرات الإسلامية الأكثر تطرفاً.
ويخلص تقرير عام 2007 إلى بناء "شبكة مسلمة معتدلة" للتصدي للتيارات الإسلامية التي تعتبرها أمريكا متطرفة وهذا هو عنوان التقرير ، بناء شبكات مسلمة.

التعليق : لايحتاج ما احتوته تقارير راند إلى كثير تعليق فالأمر بيّن وواضح كل الوضوح فكل ما يقال في هذه التقارير لا يخرج عن الحرب المعلنة على الإسلام ، حربٌ على الإسلام الحق من جهة ودعم للإسلام المزيف والمشوه من جهة أخرى ، وفيما يتعلق بهذا الكتاب فإن التقارير تشير ومن غير أدنى غموض إلى دعم الشيعة والصوفية في مواجهة ما سمته التيار الأصولي السلفي الوهابي ، وهذا يؤكد على ما ذكرناه آنفا في باب مخطط تحويل الصوفية إلى رافضة وما أشرنا إليه من أدلة وشواهد على الدعم المتناهي للشيعة من قبل الغرب الصليبي ومن وراءهم اليهود ، واستوقفتني هنا أكذوبة ان الشيعة يشكلون 15 % من مسلمي العالم وهذه طريقة إعتادها صناع السياسة الغربية من مروجي الأكاذيب السمجة والمكشوفة ولا سيما بعد أحداث العراق يوم أن أشاعوا بأن الشيعة هم الأغلبية لغاية هي الأخرى معروفة ، فهم يريدون بمثل هذه الإحصائيات تعظيم دور الشيعة في العالم كي يبرروا دعمهم لهم بحجة المطالبة بحقوقهم بإعتبارهم واقعا لايمكن تجاوزه وهم بهذا العدد زعموا هذا من من جهة ، ومن جهة أخرى فإنهم بإبرازهم للشيعة وتسليط الضوء على دورهم المتنامي من خلال الإكثار من أعدادهم تزييفا وكذبا فإنهم يشاركون بنشر هذا الفكر الخبيث بين المسلمين والجهلة منهم خاصة ، وبنظرة واحدة إلى عدد الشيعة في العالم ندرك مقدار الكذب الذي يحاول الرانديون ترسيخه لدى الآخرين ، فالشيعة يتركز وجودهم في وسط إيران أما أطرافه فأغلبيتهم سنّة ، إضافة إلى بعض الأقليات هنا وهناك سواء في العراق أو أفغانستان أو باكستان أو ما يشكلونه من عدد قليل في بعض بلدان الخليج ، ليمثلوا بعد ذلك كله نسبة ضئيلة جدا لا تتجاوز في أحسن الاحوال ( 5 % ) وهم يطوفون في بحر سني يزيد عددهم على المليار نسمة ...
و الذي أرجوه من إخواني أن يقرئوا تقارير مؤسسة راند جيدا ويراجعوا دوما ما يكتبه الأعداء فإن فيها الكثير مما يستفيد منه أهل الرأي والإختصاص ولاسيما ونحن نخوض حربا ضروسا يستهدف فيها أعداؤنا ديننا وقيمنا ومبادئنا .

حلول ومقترحات


(1)إحياء منهج أهل السنّة والجماعة :


لابد ونحن نتحدث عن وقف المد الرافضي المدعوم عالميا أن ندعو إلى إحياء منهج أهل السنّة والجماعة علما وعملا ، فمن غير العودة إلى الدين الحق ستظل هذه الأفكار الشاذة والمنحرفة تعبث بالعقول وتستهوي الجهلة وتوقع بضعاف النفوس ، وهذا يستدعي الإعتناء بأمر الدعوة القائمة على الكتاب والسنّة بعيدا عن الحزبية والعصبية ، فالخطوة الأولى في هذا الطريق هو ترسيخ مفهوم أهل السنّة والجماعة لدى عامة المسلمين وتعزيز هذا المفهوم لديهم كي يقوى إنتمائهم لهذا المنهج الرباني ويحافظ على هويتهم السنّية ..
إن الإهتمام بأمر الدعوة إلى منهج أهل السنة والجماعة سوف ينصب بنتائجه الإيجابية على واقع الأمة وينهض بها لتواجه المخاطر المحدقة بها ومنها هذا المخطط الماكر إذا ما أخذنا بالحسبان قلة العلم الشرعي لدى البعض من أهل السنة فضلا عن ضعف إدراكهم لحقيقة الرافضة ومعرفة خطرهم الداهم الذي يهدد كيان الأمة ووجودها ، وهنالك من أهل السنة من ما زال تحركه العاطفة في تعامله مع الأحداث من غير أن يكون للشرع مكان عنده ولنا بمثال ما يسمى بحزب الله الرافضي وكيف إنساق البعض منهم وراءه تأييدا وتمجيدا ، وهذا ما يدعونا إلى تعميق الفهم العقائدي والمنهجي لدى أهل السنّة كي يكونوا في منأى عن تأثيرات الإعلام المعادي الرامي إلى تغيير معتقداتهم وأفكارهم مستغلا جهل البعض وعاطفته المفرطة .

(2)دعم الإعلام الإسلامي الهادف :
تحدثنا عن الإعلام الشيعي المدعوم وأشرنا بالمقابل إلى ضعف الإعلام السنّي الذي يستوجب النظر فيه وبعمق لتدارك حجم هذه المشكلة والمسارعة إلى حلها ، فلا بد لنا من إعلام إسلامي سنّي هادف سواء أكان مقروءا أو مسموعا أو مشاهدا ، إن ترك الأمة المسلمة فريسة لإعلام شيعي هدام سيؤدي لا محالة إلى تدمير قيمها ومثلها وتحويلها إلى أمة جاهلة جهلاء تتخبط في دياجير الظلمة ومهاوي الشرك والوثنية ..
ومن ثم سيجعلها مطية لأعدائها لا هوية لها ولا إنتماء ، فلا يعقل مع العدد الهائل من القنوات الشيعية أن لا نجد قناة سنّية واحدة تدعو إلى منهج الإسلام الحق سواء أكانت موجهة لأهل السنّة أنفسهم أو لشرائح المجتمعات الشيعية المضللة ، فكم من أهل السنّة ومن مختلف الشعوب لا يجدون من يعلمهم دينهم ويرشدهم إلى جادة الصواب فلا العدد المطلوب من الدعاة متوفر ، وإن وجد الدعاة فإننا قد لا نجد إلا القليل منهم يحملون العلم الشرعي الكافي لنشر الدعوة القائمة على الكتاب والسنّة و إيصالها إلى شتى أنحاء المعمورة ، وقد تجد منهم من يحمل هذا العلم ولكنه يفتقر إلى الهمة العالية التي تعينه على القيام بهذه المهمة السامية ، أما وسائل الدعوة من كتاب ورسالة وشريط فهي قليلة ولا تتناسب مع واقع يتطلب بذل المزيد لنشر رسالة هذا الدين وتوعية أهله وتعريفهم بشرائعه فضلا عن معرفة الأعداء ووسائلهم .


(3)البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله :
لا بد لكل عمل بناء من جهد وبذل وعطاء وهذا يستدعي أن يبذل الخيرون ما في وسعهم لإنجاح مشروع العودة بأهل السنّة والجماعة إلى دينهم الحق وتحصينهم من مخططات الأعداء ، فلينفق كل ذي سعة من ماله والآخر من جهده وآخر من وقته وهكذا تتظافر الجهود وتثمر ، فالإحجام في موقف الإقدام تنكّب عن أداء المسؤلية وتركٌ للأمة لتلقى مصيرها المؤلم على يد أعدائها ، نحن موقنون تماما بأن أهل الخير في الأمة كثيرون ولكن هنالك من يمنعهم الخوف والتردد من أن يوصموا بتهمة ما يسمى الإرهاب ، وآخرون قد لا يأبهون بمثل ذلك ولكنهم لم يجدوا من يدلهم إلى فعل هذا الخير العظيم ، ومن هنا لابد من إيجاد طرق ووسائل لتشجع أهل الخير من الأغنياء والميسورين من أهل السنّة كي يشاركوا في مشروع العودة إلى منهج أهل السنة والجماعة والوقوف بوجه مخططات الأعداء ومنهم الرافضة ومن يسير في ركابهم .



(4)رصد مخططات الأعداء وإحباطها :
إن مؤامرات الأعداء ومخططاتهم لن تقف عند حد ، وإنها بلا أدنى شك ستستمر وتتعاظم وهذا يستوجب علينا القيام برصدها ومراقبتها عن كثب وإخضاعها للدراسة الوافية والمعمقة ومن ثم وضع الحلول الناجعة لها ، ولذا فإن قيام مراكز للدراسات والأبحاث أمر ضروري للغاية ، ولا نعني ذلك إنشاء مراكز كبيرة وضخمة لا نستطيع الإنفاق عليها ولا تتناسب مع واقعنا وإنما المقصود البدء ولو باليسير من الجهود والإمكانات وكلٌ يعمل بحسبه وقدرته ، لتجتمع هذه الجهود مع الوقت وتصل إلى ذروتها ، فالمهم البدء بعد التوكل على الله تعالى وعدم الإنتظار الذي يعني الكثير من الخسائر والآلام ، ولقد أثبتت التجارب الماضية بأن الأحلام الكبيرة لا تتحقق بمجرد الأمنيات ، ومن غير العمل الدؤوب المدروس سلفا لن يتحقق شيء يذكر ، كما أن تجاوز الواقع والإدعاء بما لاقدرة لنا عليه سبب للوقوع في الأخطاء فضلا عن حالة الإحباط التي تنتظر من لا يضع الأمور في نصابها ويخضعها لمعطيات الواقع وحسابات الإمكانات المتاحة .
(5)التعاون في رد الهجمة الرافضية المعاصرة :
لابد من التعاون بين المهتمين بأمر هذا الدين بعيدا عن إنتماءاتهم ومشاربهم ما دامت مظلة أهل السنة والجماعة هي التي تظلهم وتؤويهم ، إستجابة لأمر الله تعالى والعمل بقوله سبحانه {..وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ..} ومثل هذا التعاون لا يمكن له أن ينجح من غير اللقاءات المستمرة والهادفة لتبادل وجهات النظر والعمل على ترسيخ مبدأ التعاون البناء والمضي قدما نحو مشروع سنّي كبير يقف بوجه أي مخطط يستهدف هوية الأمة ووجودها ، أما أن يعمل كل بمفرده ويرى ما لايرى غيره فلن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وسنظل بذلك نعاني من عقدة الفردية والأنانية القاتلة التي لن تفضي إلا إلى مزيد من التشرذم والتباعد والضعف {.. وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ... }، وأول خطوة في هذا الباب هو تجاوز الواقع الذي فرضته ما يسمى بإتفاقات سايكس والعمل بقوله تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ، متجاوزين لحدود الزمان والمكان ومستعلين على قيم الجاهلية البائدة ، فالمشكلة لا تعني بلدا دون آخر وشعبا دون غيره ، فالكل بات مهددا بطريقة أو بأخرى ، أما أن بقينا ندندن حول نوازع الدم واللون والعرق ونراوح عند نحن وأنتم فحالنا سيكون حال حاطب ليل ومنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهرا أبقى .
(6)نصح أهل الخير ممن يملك جاها أو نفوذا أو حظوة بين الناس :
نوقن تماما بأن هنالك ممن يتبوأ مكانة رفيعة أو يشغل منصبا مرموقا وفي ذات الوقت عنده من الحس الإسلامي المرهف والمتعاطف مع قضايا المسلمين ، فأهل الخير موجودون وفي الكثير من فئات المجتمع رجالا كانوا أم نساء ، فهذه الأمة أمة زاخرة بأهل الخير ، ومثل أولئك لا ينبغي أن ننظر إليهم بعين العدم ونجزم بعدم فائدتهم ، فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم ، وهذا الأمر يدعونا دوما لكي نبحث عن أشخاص بعينهم لم يزل عندهم بقية إيمان وغيرة على دينهم ويملكون ولو النزر اليسير من الإدراك تجاه الخطر الرافضي الصليبي وآثاره على المنطقة لنستثير فيهم شعور هذا الخطر المحيط بالأمة ونوقد لديهم جذوة التعاطف مع قضاياها ونحثهم قدر المستطاع ليهتموا بأحوالها ، وبذلك نكون قد أقمنا الحجة عليهم وأبرأنا ذممنا عند الله ، يقول تعالى : { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ }الأنفال42.
(7)مد الجسور بين المجتمعات السنّية في العالم :
وكما ذكرنا آنفا فإن خطر هذا المخطط لا يخص بلدا دون آخر ، ومشـروع النهوض بأهل السنّة والجماعة يستدعي مد الجسور وتقوية العلاقات مع الشعوب المسلمة شرقا وغربا ، واذكّر بما أشار إليه مخطط راند سيء الصيت الذي يوصي بالتركيز على أطراف البلاد المسلمة لأنها في منأى عن التأثيرات الموجودة في دول المركز ، وبناء عليه فإن الإهتمام بكل بلاد المسلمين على حد سواء والبعيدة منها على وجه الخصوص أمر مطلوب جدا كي لا يستهدفها الرافضة وأعوانهم الرانديون صنائع الصليب ، فهناك الكثير من البلاد المسلمة البعيدة التي ينهش بها المنصّرون من جهة والرافضة من جهة أخرى مستغلين جهلهم وحاجتهم ، ولكي ننجح في مهمتنا لابد أن ننشر بين المسلمين ثقافة التآخي وعاطفة التحابب في الله ولغة المصير الواحد والتخلص مما علق من أدران العصبية والجاهلية النكراء التي لوثت ساحات دعوتنا وجعلتنا ننظر إلى أنفسنا من خلال بلداننا وأوطاننا ولغاتنا وعاداتنا وتقاليدنا لا من منظار ديننا وعقيدتنا ، نعم هنالك خصوصيات تشكل معالم كل مجتمع من المجتمعات ولكن لا ينبغي أن تكون مثل هذه الخصوصيات عائقا في التواصل بين المجتمعات المسلمة ولنا بمجتمع النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي إحتوى كل الأجناس والأعراق والألوان ، إنصهر الجميع في بوتقة الإسلام ليكون مجتمعا مثاليا أخرج لنا جيلا فريدا تفتخر الأمة بالإنتساب إليه والسير على أثره .

(8)إنشاء الجمعيات والمؤسسات المدافعة عن حقوق أهل السنّة :
لايستغربنّ أحد بمثل هذا الطرح فإن أهل السنّة في الكثير من المناطق باتوا بأمس الحاجة إلى من يدافع عن حقوقهم .
فالرافضة وبما أوتوا من إمكانيات ودعم متواصل من الغرب الصليبي نجحوا في إنشاء الكثير من الجمعيات والمؤسسات ومراكز الدراسات التي يدور عملها حول إشاعة هذا الفكر الهدام . وإليكم مايقوم به الشيعة في هذا المجال :
أ‌-القيام بتزييف الحقائق التاريخية والحاضرة حول الشيعة من خلال إبرازهم كأقلية مضطهدة ( مظلومة ) تبحث عن إسترداد حقوقها ( المسلوبة ) .
ب‌-تزوير الأرقام الخاصة بأعداد الشيعة وذلك بتضخيمها كي يجدون مبرر المطالبة بحقوق أكثر في الحكم والنفوذ ، ولنا في العراق مثالا حينما نجح الإعلام الشيعي المدعوم غربيا من ترسيخ أكذوبة أن الشيعة هناك هم الأغليبة مع إنهم أقلية لا تزيد على 35% من اهل البلد .
ج - التقليل من حجم أهل السنة ولاسيما في المناطق التي يحكم فيها الشيعة كما في إيران والعراق وغيرها .
د - نشر أفكار التشيع من خلال هذه المؤسسات وذلك بغستدراج الجهلة من أهل السنة وشراءهم بالمال واستخدامهم لتنفيذ مآربهم فيما بعد ، إضافة إلى توزيع الكتب والنشرات الداعية إلى التشيع ، وكذلك إقامة الندوات الفكرية وما يسمى بمؤتمرات التقريب الهادفة إلى طمس هوية أهل السنة واستبدالها بهوية التشيع ، فضلا عن دعوات الزيارة المجانية إلى إيران وجنوب لبنان ، ولنا بالمؤسسات الثقافية التي تشرف عليها السفارات الإيرانية مثال واضح على ذلك .
هـ - إنشاء اللوبيات ( مجموعات الضغط ) الداعمة للشيعة سواء بين السياسيين حكوميين أم غير حكوميين ، أو بين الكتاب والمثقفين ( كما أسلفنا آنفا ) ، أو التجار وأرباب المال ، بل وصل الأمر إلى أن وجد الشيعة موطأ قدم لهم في بعض الحكومات الغربية أسوة باليهود كما في اللوبي البريطاني ( الداعم لشيعة البحرين ) .
و - محاولة الوصول إلى أجهزة الإعلام المختلفة من خلال شراءها أو شراء بعض أفرادها لبث سمومها بين الناس ، ولنا في بعض الفضائيات العربية مثال صريح على ذلك .
ز - مهاجمة رموز أهل السنة إعلاميا بل والقيام برفع الدعاوى القضائية الكاذبة على المعاصرين منهم بتهم واهية بغية منعهم من القيام بأدوارهم تجاه دينهم .
وعليه فإن أهل السنّة أولى بإنشاء مؤسسات وجمعيات تبرز قضاياهم وتنادي بحقوقهم بسبب الحيف المسلط عليهم من الرافضة ومن يقف وراءهم ، وإن لم يكن من فائدة نرجوها من مثل هذه المؤسسات سوى التأثير على الرأي العام والرد على أكاذيب الشيعة لكفت ، فما بالنا إن كان دورها يتعدى إلى إيقاظ أهل السنة عموما وإشعارهم بخطورة قضيتهم وضرورة الدفاع عنها ، فالقضية ليست قضية طائفة بقدر ما هي قضية الإسلام الذي بات مهددا ليس من الرافضة فحسب بل من قبل كل الأعداء المتكالبين على هذا الدين العظيم ، فنحن لا نريدها طائفية مقيتة وعصبية منتنة قائمة على العاطفة والجهل ، وإنما ما نرمي إليه هو أن يعرف المسلم ماذا يعني له منهج أهل السنّة والجماعة ، وأهمية الإنتماء إلى هذا المنهج المبارك ، ، وأن يكون إنتماؤه له قولا وعملا ودعوة وجهادا لا بالإسم أو الهوية أو بالإدعاء ، فتعزيز الإنتماء لأهل السنة والجماعة هو حفظ للدين وصيانة لجناب التوحيد .
وفي هذا السياق يجب أن لا نتردد في الحديث عن قضية أهل السنة والجماعة خوفا من أن نتهم بالطائفية فهذا بالضبط مايريده الأعداء بغية تكميم أفواهنا وتقييد حركتنا ومنعنا من الدفاع عن أنفسنا وقيامنا بالدعوة إلى الدين الحق ، ، فهؤلاء هم الشيعة يتكلمون بكل حرية عن شيعيتهم ولا تجد من يرميهم بالطائفية بل إنهم يجاهرون بأفكارهم من تكفير وطعن وسب ولعن لخير الأمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين ولا نسمع من يحاول مقاضاتاهم أمام المحاكم والسبب لأنه لايوجد من يمثل أهل السنّة فعليا ليتكلم بإسمهم ويدافع عن حقوقهم في المحافل الرسمية ، سوى محاولات متواضعة تضيع في مهب الفردية والتشرذم الذي يتصف به الجهد السنّي ، إن مثل هذه المؤسسات إن أنشات فإنها ستتولى هذا الجانب بعد أن تحصل على الموافقات القانونية لتكون ثغرا جديدا ينافح به المسلمون عن أنفسهم ، ولايقول قائل ما الذي نستطيع فعله ونحن مكبلون من قبل حكومات تأتمر بأمر الأجنبي الذي يوفر الحماية للشيعة ، نقول إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة والمحاولة مطلوبة والفشل لأول مرة ليس نهاية المطاف ، وهناك من القوانين في دول وهي للأسف غربية يمكننا من خلالها تحقيق هذه الغاية لكبح جماح الرافضة وأعوانهم وإشعارهم بأقدار أنفسهم حتى لايذهبوا بعيدا في تطاولهم على مقدسات الأمة وحرماتها ، وأختم بالقول بأن وجود هذه المؤسسات المرجوة مهم للغاية كي تقوم بدورها للدفاع عن قضايا أهل السنّة وكي تقوم كذلك بإسكات الأصوات النكرة التي تمادت كثيرا .
وإني لأتسائل ، لماذا تنادى البعض إلى الخروج في الشوارع والطرقات معترضا على الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أمر محمود وواجب أثلج صدر الأمة وأقر عينها وفي ذات الوقت نرى سكوتا مطبقا تجاه هجوم الشيعة على رموزنا من أتباع النبيّ صلّى الهل عليه وسلم وزوجاته العفيفات الطاهرات ، أليس الطعن بأمهات المؤمنين هو طعن بشخص النبي عليه الصلاة والسلام ؟ ألا يمثل طعنهم بصحابة النبي صلى اله عليه وسلم { رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}هدما للدين الذي نقلوه لنا ؟ ثم ما الفرق بين من يسيء إلى قرآننا بالتمزيق والإهانة ومن يقول بأنه محرف وليس حقيقي كما يدّعي الرافضة ؟ ألا يستدعي ذلك كله الرد على إفتراءاتهم وإيقافهم عند حدهم وجرهم إلى المحاكم لينالوا عقابهم بسبب تجنّيهم على مقدسات الأمة ورجالاتها وساداتها ونسائِها الأطهار ، أم أن ما يقوله الدانماركي وما يرتكبه الأمريكي محرم وخط أحمر وما ينطق به دهاقنة الرافضة وما يرتكبونه من آثام حلال زلال لا يتطلب الرد ولا يستحق التعليق ؟ ..... مالكم كيف تحكمون ...،
إن جريمة المساس بدين الإسلام سواء أكان يقصد بها شخص النبي عليه الصلاة والسلام أم صحابته الكرام أم أزواجه أمهات المؤمنين أو الإدعاء بتحريف القرآن كلها تصب في زاوية هدم الدين والإعتداء على حرماته ، وكذلك فإن هذه الجرائم لايهوّنها هوية من يقوم بها سواء كان مصدرها قادم من يهودي أم نصراني أو ممن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، فالجريمة واحدة ، بل إني أجزم أن ما يقوم به بعض الشيعة أشد وأنكى وذلك لأنهم يقترفون جرائمهم بإسم الإسلام الذي لا يمت بصلة لما يؤمنون به من عقائد وأفكار .
كما أننا لا نقول بتكفير عموم الشيعة ونحن نعلم بأن الكثير منهم جهلة أغواهم وأضلهم أحبار ورهبان لبسوا لباس الدين والدين منهم براء ، ولكننا نقول بما قاله أهل العلم حول كفر علماءهم الداعين إلى عقائد الرفض الممتلئة بالتكفير والدس والطعن والتحريف والتضليل ، أما عامتهم فكل بحسبه وما يحمل من تلك الافكار .
وبناء على ذلك فإننا لانتوانى عن دعوتهم إلى الدين الحق القائم على الكتاب والسنة بل وعلينا أن نبذل ما في وسعنا من جهد لانتشالهم من هاوية الرفض المفضي إلى المهالك ، لأننا لا نريد إلا الخير ولكل الناس سواء من كان منهم يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو رافضيا بل ولكل من ضل جادة الصواب واعتنق عقيدة تخالف عقيدة الإسلام .
خاتمة
وإني إذ أختم كتابي الذي إعتبرته صيحة نذير ، محذرا من خطورة ما يجري تدبيره للمسلمين ، فإني أتوسم خيرا فيمن تصله رسالتي ، وأرجو أن تلقى صيحتي صدى في أسماع الخيّرين من هذه الأمة ليعملوا جاهدين على إيقاف هذا المخطط الخطير وذلك بالتعاون والتشاور وتبادل الآراء ومن ثم العمل الجاد والدؤوب متجاوزين حواجز المكان والزمان غير آبهين بصعوبات أو مشاكل قد تواجههم ، فالأمر جد خطير والإسلام تهدده ريح عاتية تهب عليه من الشرق والغرب ساعية لإقتلاع شجرته الوارفة .
وإني أود أن أبشر كل مسلم ومسلمة في مشارق الارض ومغاربها بأن ما يحاك من مخططات ضد الإسلام لن تضر هذا الدين العظيم وكما قال الشاعر :

كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

وأما يقيننا بفشل مخططات الأعداء وإندحارهم فهو نابع من إيماننا بربنا الذي تكفل بحفظ هذا الدين لقوله تعالى : " إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون " ، وإن هذه المخططات مهما بلغت من خبث ومكر ودهاء فعاقبتها خسرانا لقوله تعالى: " انّ الله لا يصلح عملَ المفسدين " ، ....... أما أموالهم : " فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون "...
وأما المدافعون عن هذا الدين من مجاهدين ودعاة عاملين وعلماء ربانيين فان الله وعدهم بالحفظ والنصرة والتمكين ، والقرآن والسنّة يزخران بالأدلة والشواهد في هذا المجال .
ونحن إذ نتكلم عن مخطط أثيم يهدف إلى القضاء على دين الله ( زعموا ) ، ونتحدث في ذات الوقت عن سبل مواجهته فعلينا أن نعي حقيقة لا تقبل الجدل بأن الأهداف السامية لا تنال بالأماني ولا تتحقق بالتسويف ولا تنجح بالإعتماد على الغير .. فما حك جلدك مثل ظفرك .. وهذا العمل وأي عمل يستدعي وقبل كل شيء التخطيط والتدبير والنظرة الثاقبة إلى الأمور والتحلي بالصبر والسياسة الشرعية والعمل الجماعي المدروس ، أما التواكل بدل التوكل والتذرع بالضعف وعدم الإستطاعة فإن ذلك كله لا يجيزه شرع ولا يقبله عقل كما أنه لا يصنع نصرا ولايعيد مجدا فضلا عن أنه لن يغير واقعا أو يرد عدوا ، فالأعداء يخططون ويعملون ويسهرون ويبذلون ونحن أهل الحق ودعاة الخير وطلاب الجنّة أولى منهم بالتضحية والإيثار وبذل الجهد والوقت بل والمال وحتى النفس ردا لكيدهم وإحباطا لمؤامراتهم وتحقيقا لموعود الله تعالى بالنصر والتمكين وإقامة شرع الله في الأرض وعلى منهاج النبوة وهذا ليس عن الله ببعيد .
فالله الله بهذا الدين ، فهو أمانة في رقاب الجميع والله سائلنا عنه يوم القيامة ، فليسعنا قوله تعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } وليكن عزاؤنا قوله تعالى { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }، فإن الأمر جلل وإنها جنة أو نار ، فهنيئا لمن عمل لهذا الدين وبذل الغالي والنفيس من أجله ، ويا خيبة من ضيع وفرط واتبع هواه وكانت الدنيا غايته والأماني مركبه ، فإنما هما إثنان لا ثالث لهما .. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ، ولنساءل أنفسنا ...هل ترى علمنا مانريد أم ما زلنا ندندن حول دنيا مآلها إلى زوال .....
والله الموفق والحمد لله رب العالمين
ذو الحجة 1430 هـ


مصادر
الصفحة 5
(1 ) تاريخ الإسلام السياسي والديني - حسن إبراهيم حسن (3/425) .
(2)السنة أشد أنواع الذل والهوان( ). الحضارة الإسلامية - آدم متز (1/88 ).
(3) اليهود في تاريخ الحضارات الأولى - غوستاف لوبون (ص274).

الصفحة 6
(1) الكامل في التاريخ - ابن الأثير (9/418).
(2) تاريخ يهود إيران - حبيب لؤي (2/390(.
(3) منهاج السنة ص 20 جـ (1).
(4 مذكرات شارون 583-584.

لا تنسونا من صالح دعائكم






التوقيع :

يـا أهْلَنـا في بلادِ الشَّـامِ لاتَهِنُوا
... فَنَصْرُكُـم قد أَتى والكُلُّ يَحْتَفِلُ

تبـارَكَ اللهُ إذْ أَسرى بِسَيِّـدِنـا
... علـى البُراقِ لأَرْضِ الشَّامِ يَنْتَقِـلُ

عُودي إِلينـا فَقَدْ طـالَتْ مُصيبَتُنا .
.. وأَدْمُـعُ العَيْـنِ سَحَّـاءٌ وَتَنْهَمِلُ
من مواضيعي في المنتدى
»» بالصور.. 25 ألفاً في محاضرة الدكتور «علي القرني» بـ«راجحي مكة»
»» كيف يثقل المسلم ميزانه في هذا العمر القليل ؟!!
»» بالفيديو .. جنود بشار يتوسلون للثوار من تحت الأنقاض في إدلب المحررة: ببوس إيدك طلعنا
»» قال الإمام الأوزاعي- رحمه الله :
»» عندما كنا عظماء (كلمات ومواقف رائعة)
 
قديم 19-04-15, 07:40 PM   رقم المشاركة : 2
العز بن عبد السلام
مشرف







العز بن عبد السلام غير متصل

العز بن عبد السلام is on a distinguished road


رابط تحميل الكتاب
http://saaid.net/book/12/4896.rar







التوقيع :
• كتاب: ثم أبصرت الحقيقة

مقالات
الأستاذ عبد الملك الشافعي

قالَ شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيلَ عبد الله بن محمدٍ الهروي:
عرضتُ على السيفِ خمسَ مرات، لا يقالُ لي ارجع عن مذهبك، لكن يقالُ لي: اسكت عما خالفك، فأقولُ لا أسكت.

[تذكرة الحفاظ: 3/1184]


من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: عدي بن حاتم الطائي الجواد ابن الجواد
»» احترسوا من الأفعى الصفوية !
»» المعمم الشيعي محسن آل عصفور : يجب أن تكون مصر لنا ويجب تطهير الارض من رجس أهلها !!
»» مسجد الامام علي بالقديح ليس مسجد انظر مايفعل فيه !!
»» كتاب: مدارج السالكين - ابن قيم الجوزية
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "