العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-05, 12:23 PM   رقم المشاركة : 1
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


عرض لكتاب دموع الشوباشي بين يدي سيبويه

الكتاب: دموع الشوباشي بين يدي سيبويه

المؤلف: د. محمد محمد داود

الناشر: شركة يمامة للانتاج الاعلامي والتسويق القاهرة 2004



كتاب دموع الشوباشي بين يدي سيبويه

يعتبر كتاب دموع الشوباشي لمؤلفه د. محمد محمد داود أبرز الكتب التي ردت على كتاب الشوباشي، ويمثل خلاصة الآراء الناقدة للكتاب، اذ لم يترك شيئاً لم يرد عليه، وهو يدور على أربعة محاور رئيسة أيضاً، تعقيباً على ما جاء في الكتاب:

المحور الأول: تعقيب على: هل هناك لغة عالمية؟

أولاً: ان اللغة التي لها المقدمة في العالم هي لغة أهل العلم والحضارة وهي الانكليزية الآن، هذه حقيقة أكدها علم اللغة الحديث، فقوة اللغة من قوة أهلها.

ثانيا: ان الانكليزية لغة سهلة، فهي سهلة بسبب الجهود الضخمة التي بذلت لتيسير سبل تعليمها ونشرها في أرجاء المعمورة وربطها بجوانب الحياة المختلفة والحركة المعجمية الضخمة للانكليزية، كل هذه الجهود أدت إلى تيسير هذه اللغة.

ثالثا: ان سهولة الانكليزية مرتبطة بمستعمل اللغة، وما بذله من جهد في تيسير وسائل تعليمها وتنميتها، ولكن ليست السهولة في اللغة نفسها، ولو بذلت في سبيل العربية نصف الجهود التي بذلت للرقي بالانكليزية ونشرها لكان للعربية شأن آخر.

إذن مسألة ان الانكليزية سهلة والعربية صعبة تعود إلى مستعمل اللغة وليس إلى اللغة نفسها، ولعل مسألة صعوبة العربية - في ذهن المؤلف- ناتجة عن تصور ان اللغة العربية الفصحى هي النحو فقط، وهذا وهم وخطأ اضر باللغة العربية، فاللغة أصوات وكلمات وتراكيب ودلالات.

واما عن تطوير الانكليزية لقواعد الكتابة بحيث تكتب الكلمات كما تنطق ففي كل لغة استثناءات في قواعد الكتابة، وثمة صعوبات وأوجه نقص كثيرة في نظام كتابة اللغة الانجليزية تفوق تلك الصعوبات الموجودة في الكتابة العربية ومنها:

1- الإتيان بالرمز الكتابي دون مقابل منطوق له وقد يقع ذلك في أول الكلمة أو وسطها أو نهايتها نحو:

know- debt- comb

وقد يقع هذا النهج مرتين في الكلمة الواحدة:

Psychology- knight

كما قد يتكرر الرمز الكتابي في مقابل منطوق مفرد: Coffee - supper

2- وقد يحدث العكس حيث ينطق الصوت وليس له ما يقابله وان كان مقصوراً على الحركات، كما في نحو: centre في الكتابة المسماة بالبريطانية British.

حيث لا مقابل كتابياً للحركة التالية للصوت (T) وقد عالجت الكتابة الأميركية مثل هذه الحالة فأثبتوا رمز هذه الحركة (center).

وهذه الامثلة من القصور الكتابي في الانكليزية بالِغة الكثرة ومنتشرة انتشاراً واسعاً بحيث يصعب حصرها أو الوقوف عليها.



المحور الثاني: تعقيب على هل العربية لغة مقدسة؟

ان القضايا التي أثارها المؤلف حول هل العربية مقدسة أو أفضل اللغات وهل هي اصطلاحية أو توقيفية فرع منها العلم الحديث واصبحت تدرس الآن في المعاهد والجامعات، لكن لا مانع من توضيح الحقائق المتصلة بهذه القضايا.

العربية لغة مقدسة في القرآن الكريم، اما خارج القرآن شأنها شأن كل اللغات تسمو إلى القمة على لسان من يحسنها، وقد تهبط على لسان من لا يحسنها واثارة هذه القضية تحصيل حاصل.

اما هل العربية أفضل اللغات، فقد جرت عادة أهل كل لغة ان يمجدوا لغتهم، وليس أهل العربية بدعاً في ذلك، لكن في إطار علم اللغة الحديث وبعد ان صارت علما له مناهجه ونظرياته لم يعد لهذه الاشكالية وجود عند العرب ولا غيرهم. اذن من حقائق علم اللغة الحديث انه لا توجد لغة هي افضل اللغات وإنما الافضلية تأتي من أهل اللغة حيث يكونون أهل العلم والحضارة، تكون المقدمة لغتهم وهذه قضية حسمها علم اللغة الحديث واثارتها مضيعة للوقت ولا طائل من ورائها.

اما التساؤل: هل العربية لغة توقيفية أم اصطلاحية؟ فهذه قضية حسمها ابن جني من القدماء كما حسمها العلم الحديث بأن اللغة اصطلاح.

اما قضية الربط بين العربية وبين الدين والقرآن، فهذا واقع موجود ولا يمكن فصل العربية عن القرآن، والربط الموجود في الواقع اللغوي ربط ايجابي يدفعنا إلى حب العربية والحرص على تعلمها والاعتزاز بها.

اما التساؤل: هل من الضروري ان يجيد كل مسلم العربية، فالإجابة: ان هناك قدراً يسيراً ينبغي على المسلم تعلمه من العربية، وهو القدر الذي يمكنه من النطق بالشهادتين وأداء الصلوات، وهذا قدر يسير جداً (الجزء الذي يتعلق بالعبادات) أما بعد ذلك فكل على قدر رغبته واستطاعته، يعني ان المسلم لا يشترط لاسلامه تعلم العربية. ولكن القرآن الكريم أعطى للالفاظ العربية التي استعملها شهادة خلود أبدي.



المحور الثالث: تعقيب على المتنبي يخاف من الإعراب

يدور هذا الفصل - الكلام لمحمد داود عن كتاب الشوباشي- حول دعوى صعوبة العربية واتهامها بالعجز والقصور وانها لا تلائم مقتضيات التفاهم ولذلك هجرها العرب!!

أولا: العرب لم يهجروا الحديث باللغة العربية، فلازالت العربية تُسمع في نشرات الأخبار وفي منتديات الشعر والمحافل العلمية وقاعات المحاضرات وفي خطب الجمعة والدروس الدينية وتلاوة القرآن الكريم وعلى المستوى المكتوب: نجد الكتب والصحف.

ونحن - وكل العقلاء واللغويين- نرغب في المزيد من التواصل مع العربية الا ان رغبتنا هذه لا ينبغي ان تتحول إلى تحامل على العربية.

ثانيا: أما عن دعوى صعوبة اللغة العربية التي يكررها في كل فصل، فهي من المفاهيم الخاطئة التي أشاعها أعداء العربية ونحن في الواقع نعيب لغتنا، والعيب فينا، فليست اللغة الفصيحة باللغة الصعبة إذا توافر لها المناخ المناسب ووسائل التعليم الميسرة ودخلت حياتنا العامة والخاصة، وليست العامية باللغة السهلة اذا كانت تُكتسب عن طريق التعلم والدراسة وليس عن طريق التقليد والمحاكاة.

ان الحل في تيسير تعليمها واتباع وسائل معاصرة والاستفادة من مناهج تعليم اللغة الوطنية الاجنبية التي حددها علم اللغة التطبيقي.

ومن أكبر الأوهام ما يدعيه الشوباشي من ان الفصحى لغة جامدة متحجرة تعكس اهتمامات وخبرات عفى عليها الزمن، وهذا كلام يصطدم مع انجازات علم اللغة الحديث الذي يقرر ان اللغة مرآة العقل وهي انعكاس لانجازات اصحابها الحضارية وان اللغة لا تنمو من فراغ وانما تنمو نتيجة نمو اصحابها وتزداد ثروتها اللغوية بازدياد خبرات اهلها وتجاربهم.

والتاريخ يثبت لنا نجاح لغتنا العربية في استيعاب كل جديد، وإنها لم تقف عاجزة في يوم من الأيام بخاصة أبان عصر الترجمة النشط خلال حكم العباسيين، كذلك في العصر الحديث رأينا الحملة الأنكلو أميركية على العراق.

كيف ان العرب قد عجزوا ولم تعجز العربية التي استوعبت على الفور هذا التدفق المتلاحق من المصطلحات والتعبيرات والالفاظ لدرجة جعلت اللغويين يتوقفون أمام قدرة العربية في حرب الكلمات التي دارت بين العسكريين على المستوى الاعلامي.

لقد قدم المؤلف اكثر من استشهاد في غيرموضعه ومن هذه الاستشهادات البيت الذي استقى منه عنوان الفصل وهو قول المتنبي:

وكلمة في طريقي خفت أعربها

فيهتدى لي فلم اقدر على اللحن

فقد اورد البيت في سياق التدليل على ان الناس في عصر المتنبي (القرن الرابع الهجري) لم يكونوا يحسنون العربية!

ان معنى البيت كما شرحه ابو العلاء المصري:

رب كلمة خفت في اظهارها فلم اقدر على ان ألحن فيها لاني مطبوع على الصواب في الاعراب.

بعد هذا الايضاح تسأل: هل كان المتنبي يخاف من الإعراب؟!!

أما بخصوص الفصحى والعامية هو إننا أمام أمر ينبغي أن نفصل له، هو إننا لسنا أمام لغتين مختلفتين كما تخيل الشوباشي، ولكننا أمام مستويين داخل لغة واحدة، والفهم لا يتعسر أبداً على العامة إذا ما سمعوا الفصحى، فهم يسمعون خطب الجمعة والدروس الدينية بالفصحى والمسلسلات بالفصحى ويفهمون اللغة العامية فهي غنية بقدرتها التعبيرية عن الحياة بكل ما فيها من تناقضات وفوارق في المعنى المتجدد الحي، لا التناقضات أو الفوارق التي تحتاج إلى اعمال الفكر وإجهاد العقل للوصول إلى دلالاتها المحددة، وذلك ان إعماله هي تعبير عن العامة وعقولهم العامية، وهي لهذا السبب قاصرة عن أداء التخيلات والافكار العميقة، فالمعاني والافكار العامية يناسبها التعبير عنها بلغة عالمية، ولا تستطيع العامية ان تعبر عن الافكار الفلسفية والخيالات ذات الصبغة الشمولية فلن تستطيع الالفاظ العامية ان تجاري الفصحى في وصف هذه المعاني.

واللغة العامية تختلف باختلاف الشعوب، وتختلف في الشعب الواحد باختلاف مناطقه، والعامية لغة حديث وليست لغة كتابة على عكس الفصحى. ان التشويش الذي ذكره المؤلف ليس ناشئاً عن وجود الفصحى والعامية وإنما التشويش الحقيقي في تكوين الطفل منشؤه مزاحمة اللغات الاجنبية للغة الأم العربية في سنوات التعليم الاولى وفي تدريس العلوم المختلفة بالانكليزية أو غيرها من اللغات الاجنبية للتلميذ العربي فتحدث من جراء ذلك عملية تغريب للغة العربية وللعقل العربي.



المحور الرابع: تعقيب على مقترحات ميتة

أولاً: ان التشكيل الداخلي للكلمة «ضبط البنية» وهي حركات ثابتة، أما حركة الحرف الأخير من الكلمة «ضبط الاعراب» وهي حركات متغيرة.

للحركات الثابتة في العربية دورها في المعنى وهو تحوير المعنى الرئيس وتعديله لأن المعنى الرئيس للكلمة في العربية يرتبط بالحروف الأصول «الصوامت» كما في هذه الامثلة:

الخَصلة: خلق في الانسان.

الخُصلة: الشعر المجتمع.

الخُطبة: الحديث

الخِطبة: طلب المرأة للزواج.

وهناك المئات من الكلمات المتشابهة على هذا المنوال السابق ولا يفرق بينها الا بهذه الحركات الداخلية الثابتة، ويترتب على هذه الحركات اختلاف في المعنى واغفال الحركات الثابتة يؤدي إلى إنهيار كامل لجزء كبير في المعجم العربي.

ثانيا: العلامة الاعرابية على أواخر الكلمات تدل على موقع الكلمة في التركيب للإبانة عن المعنى الوظيفي لها والدرس اللغوي الحديث يتعامل مع اللغة في اطار المنهج الوصفي الذي يصف الظواهر من خلال السلوك اللغوي الفعلي بعيداً عن التأويل المنطقي المفروض من خارج اللغة.

فالاعراب لون من سعة المعنى للألفاظ في العربية حيث تدل العلامة الاعرابية على المعنى الوظيفي للكلمة (المعنى النحوي)، والاعراب مظهر من مظاهر مرونة العربية ويميزها عن كثير من اللغات، فعن طريقه يتم الإبانة عما في النفس من معان فوق معاني الالفاظ.

أما في خصوص النقص في أحرف العلة فلم نفهم هنا مقصده، فأحرف العلة في العربية كافية للوفاء بحاجات المعنى، وامر صاحبنا الشوباشي غريب في نماذجه التطويرية الاصلاحية. فحين يجد أمراً موسعاً يحاول تضييقه، وحين يرى أمراً موجزاً يحاول توسيعه فالأمر في القلة والكثرة - في أي لغة - بحسب ما يفي بالتعبير عن المعاني والاغراض المختلفة.

إن اللغة العربية تميز بين الذكر والمؤنث سواء في العدد أو في غيره، وتسير العربية على عنصر المخالفة للتمييز بين المؤنث والمذكر في العدد، وليس في هذا تعقيد ما دام هناك نظام مطرد فليس هناك تعقيد يا صاحبي، التعقيد حين يضطرب النظام، والتعقيد الذي يقصده انما مرده إلى البشر الذين لا يريدون ان يبذلوا جهداً يسيراً في ممارسة لغتهم.

ان اللغة ليست منطقاً. اللغة استعمال، ولو كانت اللغة منطقاً لأصبح الناس في كل يوم في وضع جديد.

فهل ادركت - يا صاحبي- ان الازمة ليست في اللغة، لكنها أزمة استعمال ووسائل تعليم اللغة، وهكذا يتأكد لنا ان العيب فينا وليس في فصحانا.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "