العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-15, 07:35 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


البخل خلق ذميم


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسلم لا يتصف بالبخل، لأنه خلق ذميم يبغضه الله،سبحانه، والناس أجمعون،
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(خصلتان لا تجتمعان في مؤمن،البخل،وسوء الخلق)الترمذي،
وقد ذم الله البخل من خلال آيات القرآن،وحذرنا منه،فقال عز وجل(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير)آل عمران،
وقال تعالى(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا)النساء،
وجعل الله عاقبة المنفقين الفوز والفلاح،حيث قال جل جلاله(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)الحشر،
يقول الله تعالى(وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ)محمد،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ،يتعوذ من البخل في دعائه، فيقول(اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العمر)البخاري،
وقال أحد الحكماء،البخيل ليس له خليل،وطعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء،
فضل الجود والكرم،ثواب الجود والانفاق عظيم، وقد رغبنا الله فيه في اكثر من موضع من القرآن الكريم،قال الله تعالى(وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون)البقرة،
وقال تعالى(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)البقرة،
من فوائد الآية،الثناء على الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله سواء كان ليلاً، أو نهاراً، أو سراً، أو جهاراً،وكثرة ثوابهم،لأنه سبحانه وتعالى أضاف أجرهم إلى نفسه، فقال تعالى(فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)
والثواب عند العظيم يكون عظيماً،
وأن الإنفاق يكون سبباً لشرح الصدر، وطرد الهم، والغم،لقوله تعالى(لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
أن الإنسان إذا أنفق يبتغي بها وجه الله انشرح صدره،وسرت نفسه، واطمأن قلبه،
الكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار،
قال الله صلى الله عليه وسلم(السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار،
والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار)الترمذي،
الكرم بركة للمال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان، فيقول احدهما،اللهم اعطِ منفقًا خلفًا،ويقول الآخر،اللهم اعطِ ممسكًا تلفًا)رواه البخاري،
وقال الله في الحديث القدسي(انْفِقْ يا بن آدم اُنْفِقْ عليك)متفق عليه،
الكرم عِزُ الدنيا،وشرف الآخرة،وحسن الصيت،
الكرم يجعل الانسان محبوبًا من اهله وجيرانه واقاربه والناس اجمعين،
وعلى المسلم ان يدرب نفسه على خلق الكرم، ويعودها عليه منذ صغره، وعليه ان يعلم ان المال مال الله، وانه نفسه مِلْكٌ لله، وان ثواب الله عظيم، وانه يثق في الله، فلا يخشى الفقر اذا انفق، وان يتاسى بالنبي صلى الله عليه وسلم،وبصحابته في انفاقهم، وعليه ان يكثر من الجود والكرم،وخاصة في شهر رمضان، وفي الاعياد والمناسبات التي تحتاج منه الى ذلك،
قال ابن القيم،في هديه صلى الله عليه وسلم،كان صلى الله عليه وسلم،أعظم الناس صدقة بما ملكت يده وكان لا يستكثر شيئاً أعطاه لله تعالى،وكان لا يسأله أحد شيئاً عنده إلا أعطاه قليلاً كان أو كثيراً،وكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه،وكان أجود الناس بالخير يمينه كالريح المرسلة،
وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه تارة بطعامه وتارة بلباسه وكان ينوع في أصناف عطائه وصدقته فتارة بالهبة وتارة بالصدقة وتارة بالهدية وتارة بشراء الشيء ،ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعاً كما فعل ببعير جابر، وتارة كان يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل وأكبر ويشتري الشيء فيعطي أكثر من ثمنه، ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها أو بأضعافها تلطفا وتنوعاً في ضروب الصدقة والإحسان،وكانت صدقته وإحسانه بما يملكه وبحاله،
فيخرح ما عنده ويأمر بالصدقة ويحض عليها ويدعو إليها،
فإذا رآه البخيل الشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء وكان من خالطه وصحبه ورأى هديه لا يملك نفسه من السماحة والندى.
وكان هديه صلى الله عليه وسلم ،يدعو إلى الإحسان والصدقة،
والصروف،
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم،أشرح الخلق صدراً وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلباً،فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيراً عجيباً في شرح الصدر، إلى ذلك ما خصه الله به من شرح صدره بالنبوة والرسالة وخصائصها وتوابعها وشرح صدره حساً وإخراج حظ الشيطان منه،
قال القرطبي،معنى البخل والشح،
البخل، الامتناع عن إخراج ما حصل عندك،
والشح،هو البخل مع حرص،
أسباب الشح والبخل،حب الدنيا،الاستعلاء والتكبر في الأرض بغير الحق،عدم اليقين بما عند الله تعالى،
والغفلة عن العواقب المترتبة على الشح والبخل،
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﺻﻔﺔ ﻻﺯﻣﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺸﺢ،ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻮﺯ ﺑﺮﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻨﺘﻪ،
اللهم ابعد عنا البخل وسوء الخلق،
اللهم انصرنا على أنفسنا، ولا تجعل للشيطان علينا سبيلاً، واجعلنا من الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس،واجعلنا من الذين يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة واجعلنا من الراشدين، اللهم اهدنا، واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى،
اللهم آميــــن.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "