العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-15, 12:10 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


أين نحن جميعاً من التوبة إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين نحن جميعاً من التوبة إلى الله،
قال تعالى(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
قص النبي صلى الله عليه وسلم،قصة رجل أسرف على نفسه ثم تاب وأناب فقبل الله توبته،والقصة رواها الإماممسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً،فسأل عن أعلم أهل الأرض،فدُلَّ على راهب،فأتاه فقال،إنه قتل تسعة وتسعين نفساً،فهل له من توبة،فقال،لا،فقتله فكمل به مائة،ثم سأل عن أعلم أهل الأرض،فدُلَّ على رجل عالم،فقال،إنه قتل مائة نفس ،فهل له من توبة،فقال،نعم،ومن يحول بينه وبين التوبة،انطلق إلى أرض كذا وكذا،فإن بها أناسا يعبدون الله،فاعبد الله معهم،ولا ترجع إلى أرضك،فإنها أرض سوء،فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت،فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب،فقالت ملائكة الرحمة،جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله،وقالت ملائكة العذاب،إنه لم يعمل خيراً قط،فأتاهم ملَكٌ في صورة آدم،فجعلوه بينهم ، فقال،قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد،فقبضته ملائكة الرحمة،
قال قتادة،فقال الحسن،ذُكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره )
هذه قصة رجل أسرف على نفسه بارتكاب الذنوب والموبقات، حتى قتل مائة نفس،وأي ذنب بعد الشرك أعظم من قتل النفس بغير حق،ومع كل الذي اقترفه إلا أنه كان لا يزال في قلبه بقية من خير،وبصيص من أمل يدعوه إلى أن يطلب عفو الله ومغفرته ، فخرج من بيته باحثاً عن عالم يفتيه ، ويفتح له أبواب الرجاء والتوبة ، ومن شدة حرصه وتحريه لم يسأل عن أي عالم ، بل سأل عن أعلم أهل الأرض ليكون على يقين من أمره ،فدُلَّ على رجل راهب والمعروف عن الرهبان كثرة العبادة وقلة العلم ، فأخبره بما كان منه ، فاستعظم الراهب ذنبه ، وقنَّطه من رحمة الله ، وازداد الرجل غيّاً إلى غيِّه بعد أن أُخْبِر أن التوبة محجوبة عنه ، فقتل الراهب ليتم به المائة ،
ومع ذلك لم ييأس ولم يقتنع بما قال الراهب ، فسأل مرة أخرى عن أعلم أهل الأرض ، وفي هذه المرة دُلَّ على رجل لم يكن عالماً فحسب ولكنه كان مربياً وموجهاً خبيراً بالنفوس وأحوالها ، فسأله ما إذا كانت له توبة بعد كل الذي فعله،فقال له العالم مستنكراً ومستغرباً،ومن يحول بينك وبين التوبة،وكأنه يقول،إنها مسألة بدهية لا تحتاج إلى كثير تفكير أوسؤال،فباب التوبة مفتوح ، والله عز وجل،لا يتعاظمه ذنب أن يغفره،ورحمته وسعت كل شيء، وكان هذا العالم مربياً حكيماً،حيث لم يكتف بإجابته عن سؤاله وبيان أن باب التوبة مفتوح ، بل دله على الطريق الموصل إليها ، وهو أن يغير منهج حياته ، ويفارق البيئة التي تذكره بالمعصية وتحثه عليها ، ويترك رفقة السوء التي تعينه على الفساد ، وتزين له الشر،ويهاجر إلى أرض أخرى فيها أقوام صالحون يعبدون الله تعالى،وكان الرجل صادقاً في طلب التوبة فلم يتردد لحظة ، وخرج قاصداً تلك الأرض،ولما وصل إلى منتصف الطريق حضره أجله ،ولشدة رغبته في التوبة نأى بصدره جهة الأرض الطيبة وهو في النزع الأخير ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ،كل منهم يريد أن يقبض روحه ، فقالت ملائكة العذاب،إنه قتل مائة نفس ولم يعمل خيراً أبداً، وقالت ملائكة الرحمة إنه قد تاب وأناب وجاء مقبلاً على الله،فأرسل الله لهم ملكا في صورة إنسان،وأمرهم أن يقيسوا ما بين الأرضين، الأرض التي جاء منها ،والأرض التي هاجر إليها،فأمر الله أرض الخير والصلاح أن تتقارب،وأرض الشر والفساد أن تتباعد،فوجدوه أقرب إلى أرض الصالحين بشبر ،فتولت أمره ملائكة الرحمة،وغفر الله له ذنوبه كلها،
إن هذه القصة تفتح أبواب الأمل لكل عاص،وتبين سعة رحمة الله ،وقبوله لتوبة التائبين،مهما عظمت ذنوبهم وكبرت خطاياهم،ومن ظن أن ذنباً لا يتسع لعفو الله ومغفرته ، فقد ظن بربه ظن السوء،قال عز وجل (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )يوسف،
ولكن لا بد من صدق النية في طلب التوبة ، وسلوك الطرق والوسائل المؤدية إليها والمعينة عليها ، وهو ما فعله هذا الرجل ، حيث سأل وبحث ولم ييأس ، وضحى بسكنه وقريته وأصحابه في مقابل توبته ، وحتى وهو في النزع الأخير حين حضره الأجل نجده ينأى بصدره جهة القرية المشار إليها مما يدل على صدقه وإخلاصه،

وهذه القصة تبين كذلك أن استعظام الذنب هو أول طريق التوبة، وكلما صغُر الذنب في عين العبد كلما عظُم عند الله،يقول ابن مسعودرضي الله عنه(إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه،وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار)وهذا الرجل لولا أنه كان معظماً لذنبه،خائفاً من معصيته لما كان منه ما كان،
صحيح مسلم،

فسبحان الله ما أكرمه على عباده، يتوب عليهم مهما فعلوا من المعاصي والذنوب إذا رجعوا إليه وأخلصوا التوبة، فهذا الرجل فعل فعلاً عظيماً وهو القتل وليس قتل رجل أو رجلين إنه قتل مائة رجل،لكن الله،عزوجل،قبل توبة وغفر ذنبه وأدخله جنته عندما علم صدق توبته،
فالله عزوجل ينادي عباده فيقول
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )الزمر،
فباب التوبة مفتوح إلى أن يأتي الإنسان الموت، أو تطلع الشمس من مغربها،وفي الحديث، عن ابن عمر عن النبي صلى اللَه عليه وسلم قال(إن اللَه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
فعلى المذنب،وكلنا مذنبون،أن يستيقظ من غفلته،ويفيق من سباته ونومه، ويبادر إلى التوبة،لأنه لا يدري متى يفاجئه الموت، قال تعالى(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)النساء،
وقال تعالى(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) لقمان،
وقال تعالى(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)النحل،
والتوبة المقبولة عند الله هي التوبة النصوح، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)التحريم،
فأين من أسرف على نفسه بالمعاصي،وأين من تخفى عن أعين الناس ليعص الخالق،ويرتكب الكبائر ليل نهار،ويجاهر الله بالذنوب والمعاصي،وأين من أعلن الحرب مع الله بأكله للربا،
أين نحن جميعاً من التوبة إلى الله، وإعلان الرجوع إليه، فإنه سبحانه يقبل توبة التائبين، ويغفر زلة المستغفرين، ويقبل من رجع إليه بصدق ويقين،
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من التائبين المستغفرين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا، وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا إنه جواد كريم.









 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "