العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-14, 02:04 PM   رقم المشاركة : 1
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


Post الرد القوي على الخليلي الغوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله عظيم المنِّة , ناصر الدين بأهل السنة , والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للأمة , وعلى اله وصحبه ومن سار على هديه واقتفى بأثره إلى يوم الدين , أما بعد :

فهذا رد سريع , على ما تفوه به الأفاك الأثيم , اتجاه صحابة رسول الله الأمين , محمد بن عبد الله عليه صلوات ربي وسلامه عليه , يزعم فيه الخليلي , أن الإباضية ليسوا وحدهم من كان لهم موقف من الصحابة رضي الله عنهم في الفتنة التي حصلت بينهم , ويزعم فيه أنه بين حقيقة موقف الإباضية اتجاه الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما , ثم استدل ببعض الكتاب والأشخاص ككتاب العقد الفريد لابن عبد ربه , وكتاب الإمامة والسياسة , واستدل بقول سيد قطْب التكفيري المنحرف , وذكر موقف عبد الله بن الأهتم وموقف المرجودي وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه , وأن موقف الإباضية التكريم والتوقير لعلي رضي الله عنه رغم أنه أخطأ في قضية التحكيم !!

وسأقوم بإذن الله بالرد على كل ما ذكره هذا الخليلي الإباضي عامله الله بعدله ..

وكتب : أحمد بن عايد العنزي








التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» احتجاج الإباضية بابن بطوطة للطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية
»» دقة بدقة يا شباب !!
»» بلا عنوان ..
»» سلسلة : تنبيه العوام , بجهالات الخوارج الانعام [ متجدد
»» حوار بين سلفي مثبت وإباضي معطل
 
قديم 18-08-14, 02:15 PM   رقم المشاركة : 2
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


أورد هنا ما قاله الخليلي كاملًا , ثم الرد على المغالطات التي حواها كلامه وبيان حقيقة موقف الإباضية اتجاه عثمان وعلي رضي الله عنهما , ليتبين لذوي البصيرة حقيقة اعتقاد الإباضية اتجاه الصحابة , وكذب هذا الشخص على عوام الناس .


[ موقف الإباضية من عثمان وعلي ومسائل أخرى , لأحمد الخليلي ]
من شريط مفرغ

السؤال الأول:
* موقف الإباضية من عثمان وعلي رضي الله عنهما:

يقول في سؤاله الأول : من بعض النقاط التي طالما تجول في خاطري ، وتثير التساؤل في ذهني ، نقطة موقف الأباضية من عثمان وعلي - رضي الله عنهما - ولا أخفي عليك أنني أكن لهما حباً عظيماً كما أكنه لعمر وأبو بكر - رضي الله عنهما - وهذا يخلق نوعاً من التضارب في ذهني بين ما عرفته طول حياتي عن عمر وأبو بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهما وبين ما أسمعه من رأي الأباضية في هذا الموضوع.

الجواب:
مكانة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :

الجواب على هذا البحث أنني أعتقد أن لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى ، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في كتابه في قوله :
" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً بيتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل كزرع أخرج شطأه فأزره فاستغلظ فستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما " (الفتح : 29 )

وأثنى الحق تعالى عليهم في قوله :"لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبا " ( الفتح :18) ، وفي قوله :" للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأ الدار والأيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " ( الحشر :8) .

وإنني لحريص جداً على دخول في ظل الذين قال الله تعالى عنهم :" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " ( الحشر:10).

وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهباً لما ساوا ذلك مد أحدهم أو نصيفه ، كما أخبر بذلك الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - وإنني لحريص جداً على طي صحيفة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيءٌ
عن تلك الفتنة عملاً بقول الله سبحانه :" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " ( البقرة : 134) وهذا المبدأ هو الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إذ قال :" تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا " وهو نفسه الذي قاله الأمام نور الدين السالمي - رحمه الله - :-

فما مضى قبلك لو بساعة ** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :-
نحن الأُلى نسكت عمن قد مضى ** ولا نعد الشتم دين يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقى ** فيها يسب الصحب
وهكذا كل بلاد المذهب ** مع كل عالم وكل غبي
جاهلانا لا يعرف الخلافا ** بينهم حتى الممات وافى
وعالم بالاختلاف يمضي ** في السر ما يلزمه من فرض ِ
إلى أخر ما قال.
موقف سماحة الشيخ أحمد الخليلي من الفتنة:
إذا كنت أكره شيء من التاريخ ، فإنني أكره ذلك التاريخ ، تاريخ الفتنة العمياء التي نجمت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفرق هذه الأمة أشلاء ممزقة حتى طمع فيها عدوها ولو كان بإمكاني محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائف التاريخ ومن أذهان الناس لفعلت ، لتعود الوحدة بين هذه الأمة ، ولكن أنى لي أن أعمل ذلك والقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث في هذا الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء ولا على أحد ممن خاض في تلك الفتنة أو ممن أصيب بشيء من شررها ، وإنما كل ما أريده الأن هو دفع التهم التي توجه إلى الأباضية في أنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينالون من كرامتهم والذي أريد أن أقوله أن الأباضية ليسو وحدهم في هذا الميدان فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة ودونوا ما حدث فيها وقد كان موقف الأباضية كموقف غيرهم من الذين تحروا الحقيقة مجرد ذكر تلك الأحداث العظيمة التي وقعت في ذلك العصر ولا ريب أن الخلافة الإسلامية قد ولج إليها ما ولج بعد ما كبر الخليفة الثالث واستولى الرجال على أمره كما أثبت ذلك المؤرخون وكان على رأس هؤلاء الذين أوقدوا هذه الفتنة العمياء مروان بن الحكم ابن طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مواقف القائلين والكاتبين في الفتنة وفي سيدنا عثمان:

* موقف عبد الله بن الأهتم:
ونحن إذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أن الناس كانوا غير راضين عن تلك الفتنة ، فلنسمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبة أمام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو عبد الله بن الأهتم الذي وفد مع الوافدين إلى الخليفة العادل بعد ما ولي الخلافة ولم يرى الخليفة إلا وعبد الله بن الأهتم يخطب بدون استئذان منه حمد الله في خطبته وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جانباً من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما واجه من تحديات من قبل قومه ثم ذكر الخليفة الأول ثم ذكر الخليفة الثاني ثم قال بعد ذلك :" ثم أنا والله لم نجتمع بعدهما إلا على ضلع أعوج ، وهذه الخطبة موجودة في الجزء الرابع من كتاب العقد الفريد لأبن عبد ربه ، وموجود أيضاً في البيان و التبيين أما في العقد الفريد فهي في الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والتسعين وكلامه يعني انتقاد الأوضاع بعد عهد الخليفتين أبي بكر وعمر باللوم جاء في كثير من الكتب ذكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين .

* موقف ابن قتيبة:
ولنسمع إلى ما يقول أبن قتيبة صاحب كتاب الإمامة والسياسة وهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتاب صفحة خمسة وثلاثين تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان قال :" وذكروا أنه أجتمع الناس من أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - فكتبوا كتاباً ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة الصاحبين وما كان من هبته قوت افريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ومنهم ذوي القربى و اليتامى و المساكين وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدو سبع دور بناها في المدينة ، داراً لنائلة وداراً لعائشة وغيرهما من أهله، وبنيان مروان القصور بذي خشب وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمه من بني أمية أحداث وخيمة لا صحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالأمور وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ثم قال لهم إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه ، وتركه المهاجرين و الأنصار لا يستعملهم على شيء ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام من المدينة ليست لهم صحبة من النبي عليه الصلاة والسلام ثم لا يغزون ولا يدبون وما كان من مجاوزته الخيزران إلى الصوت وأنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران ثم تعاهد القوم ليدفعون الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يدي عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء دار عثمان فستأذن عليه فأذن له في يوم شاتٍ فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب قال: نعم قال: ومن كان معك؟ قال
كان معي نفر تفرقوا فرقا منك قال: من هم؟ قال: لا أخبرك بهم. قال : فلم اجترأت علي من بينهم؟ فقال مروان: يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود(يعني عمار)قد جرأ عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه قال عثمان: أضربوه. وضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فعشي عليه فجروه حتى طرحوه على باب الدار فأمرت به أم سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها وغضب فيه بني مغيرة وكان حليفهم فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال: أما والله لأن مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية .
فقال عثمان: لست هناك " إلى أخر ما جاء في كلامه.

وهذا موجود في الصفحة الخامسة والثلاثين والسادسة والثلاثين من الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسة وليس هو من مؤلفات الإباضية

* موقف السيد قطب :
وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحاضر نجد كثيرا منهم أيضا تناولوا هذه الفتنة وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأة ومن بين هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ }سيد قطب في كتابه" العدالة الإجتماعية في الإسلام" ولنسمع بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة مائتين وعشرة من الكتاب المذكور يقول: " هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان وأن بقي في سيلج الإسلام لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون من الصحابة من حوله وكان لها معقبات كثيرة وآثار في الفتنة التي عانى الإسلام منها كثيرا.
منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاء زيد بن الأرقم خازن مال المسلمين وقد بدى في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرفه أنه عطيته لصهره من مال المسلمين. قال مستغربا:"أتبكي يا ابن الأرقم أن وصلت رحمي" فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكي لأني أضنك أخذت هذا المال عوضا عن ما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله ،والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرا فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال:" له ألق بالمفاتيح يا ابن الأرقم ، فان سنجد غيرك ".
موقف سيدنا علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - : *
والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات وقد منح الزبير ذات يوم ستمائة ألف ومنح طلحة مائتي ألف ونفل مروان بن الحكم خمس خراج إفريقيا ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابة على رأسهم علي بن أبي طالب فأجاب: " إني لي قربة ورحماً" فأنكروا عليه وسألوه:" فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ورحم؟"، فقال :" إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي "، فقاموا عنه غاضبين يقولون :" فهديهما والله أحب إلينا من هديك"، وغير المال كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحلب وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف وفيهم عبد الله بن سعدبن أبي السرح أخوه من الرضاعة ، ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات الخطير العواقب ، فتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام إنقاذ الخليفة من المحنة والخليفة في كبرته لا يملك أمره من مروان وأنه من الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ولكن من الصعب كذالك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه من ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان ، ولقد إجتمع الناس فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل إلى عثمان فيكلمه فدخل إليه فقال: " الناس ورائي وقد كلموني فيك والله ما أدري ما أقول لك وما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وما خصصنا بأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله ونلت صهره وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ولا ابن الخطاب أولى بشيء من الخير منك وإنك أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما ولقد نلت من صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينالا ولا
سبقاك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطريق لواضح بين وإن أعلام الدين لقائمة تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى ، فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة فوالله إن كل لبين ،إن السنن لقائمة لها أعلام ، وإن شر الناس عند الله امام جائر ضل وضل به ، فأمات سنة معلومة ،وأحيى بدعة متروكة ، وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يؤتى يوم القيامة بالأمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في جهنم". فقال عثمان:" قد والله علمت ليقولن الذي قلت إما والله لو كنت مكاني ما أعنتك ولا أسلمتك ولا أبدو عليك وما جاءت منكرا أن وصلت رحما وسدت خله وآويت ضائعاً ووليت شبيهاً بمن كان عمر يولي ، أشهدك بالله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك "؟ قال :" نعم ". قال :" اتعلم أن عمر ولاه ؟" قال نعم :" فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمي وقرابتي ؟" قال علي :" سأخبرك إن عمر كان من ولى فإنما يضع على صماخه إن بلغه عنه حرق جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل ، ضعفت وركبت على أقربائك ". قال عثمان :" وأقرابك أيضاً . قال علي :" لعمري إن رحمهم مني لقريب ولكن الفضل في غيرهم ".قال عثمان :" هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها وقد وليته ؟" قال علي :" أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفع غلام عمر منه؟ " قال :" نعم" قال علي :" فان معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية "
(ينتهي كلام سيد قطب ).

ثم يقول الأستاذ شهيد الأسلام :" بعد ذلك وأخيراً ثارت الثأرة على عثمان وأختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ، ولكن لابد لمن ينظر إلى أمور ينظر إلى الامور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام وذلك دون إغفال لمن كان وراءها من كيد اليهود من أبن سبأ - عليه لعنة الله - ".
وهذا كله موجود في كتاب العدالة الأجتماعية في الإسلام من صفحة ماتين وعشرة إلى صفحة ماتين وأثني عشر .
موقف العلامة المرجودي: *
وكثير من الكاتبين تناولوا هذا الموضوع من نقد وتحليل ومن بينهم العلامة المرجودي في كتابه ( الخلافة والملك ) باللوم في كتابه (التجديد لهذا الدين ) وقد علل ما حدث في كتابه (التجديد لهذا الدين):" بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبرعتيا ، وكان لم يمنح تلك المواهب التي أوتيهما العظيمان الذان تقدمان . فهل الأباضية وحدهم الذين يتحدثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها ؟ وهل نستطيع القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مجمعين على كراهة ما حدث على عثمان مع أن عثمان لم يقتل غيلة وإنما قتل بعد حصار دام نحو شهر ، فهل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين فتتحوا مدائن كسرى وهزموا قيصر واستطاعوا أن يطأوا بأقدامهم على عرشيهما هل كانوا عاجزين عن فك الحصار الذي كان مضروباً على عثمان لمدة شهر وهم في عاصمة الإسلام في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ؟
قصة دفن سيدنا عثمان:
ولننقل هنا ما قاله ابن قتيبة ايضاً في كتابه ( الأمامة والسياسة ) في صفحة ستة وأربعين في دفن عثمان لنستجدي الحقيقة ، يقول :" وذكروا أن عبد الرحمن بن الأزهر قال : لم أكن دخلت في شيء من أمر عثمان لا عليه ولا له فإني لجالس بفناء داري ليلاً بعد ما قتل عثمان بليلة إذ جاءني المنذر بن الزبير فقال إن أخي يدعوك فقمت إليه فقال لي : إنا أردنا أن ندفن عثمان فهل لك ؟ فقلت والله ما دخلت في شيء من شأنه وما أريد ذلك . فانصرفت عنه ثم أتبعته فإذا في نفر فيهم حبير بن مطعم وأبو جهم بن حذيفة و المسور بن محرمة وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير ، فحتملوه على باب وإن رأسه ليقول طق طق فوضعوه في موقع الجنائز فقام إليهم رجال من الأنصار فقالوا لهم :لا والله لا تصلون عليه . فقال أبو الجهم : ألا تدعون نصلي عليه فقد صلى الله عليه وملائكته . فقال له رجل ٌ منهم : إن كنت فأدخلك الله مدخله. قال له : حشرني الله معه . فقال له : إن الله حاشرك مع الشياطين والله إن تركناكم به لزعجتم منا . فقال القوم لأبي جهم :اسكت عنهم وكف ، فسكت فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين ، فكأني اسمع وقع رأسه على اللوح حتى وضعوه في أدنى البقيع ، فأتاهم جبلة بن عمر الساعدي من الأنصار: والله لا تدفنوه في بقيع رسول الله ولا نترككم تصلون عليه . فقال أبو الجهم : فانطلقوا بنا ، إن لم نصلي عليه فقد صلى الله عليه . ووخرجوا ومعهم عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق . إذا اتوا به حس كوكب حفروا له حفرة ثم قاموا يصلون عليه وأمامهم حبير بن مطعم ، فلما رأته ابنته صاحت ،فقال ابن الزبير : والله لأن لم تسكت لأضربن الذي فيه عي************ ، فدفنوه ولم يلحدوه بدمن وحثوا عليه الثراب حثوا ".
فهذا الذي نتقله ابن قتيبة وهو من غير الأباضية وهو يدل على موقف جماعة من الأنصار من هذه الفتنة ، فهل يمكن بعد ذلك أن نحكم بأن الذين قتلوه هم رعاع من الناس جاءوا شذاذاً من الآفاق إلى المدينة المنورة فاستطاعوا أن يحققوا مقصدهم وأن يصلوا إلى غايتهم وأن يصدعوا الأسلام بقتل خليفته مع عجز المهاجرين والأنصار عن الكف عنه ، إن ذلك مما لا يقبله المنطق السليم وأنني مع ذلك لا أريد أن أعلق شيئاً على ما قاله المؤرخون ، وأقول إن الأهلة عليهم بأنفسهم ، ولست أستطيع أن أحكم بشيء من تلك الأحداث العظام ، وأنما أقول ما قلته من قبل بأن السلامة في العمل بقول الله سبحانه :" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " وأنما أردت بما ذكرتموها هنا تبرئة ذمة الأباضية من التهمة ، فهم ليسوا وحدهم الذين يتحدثون عن هذه الأحداث التي وقعت في عهد الخليفة الثالث وإنما ثم كثير من المؤرخين والكاتبين من المتقدمين والمحدثين تحدثوا عنها فكيف ينحى باللوم على الأباضية وحدهم ، إن ذلك أمر لا يخلوا من تعصب من هؤلاء الذين ينحون بالملامة على الإباضية ويتركون غيرهم من الذين خاضوا في هذه الأحداث بالكلام .
موقف الإباضية من علي وقضية التحكيم:
أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الأمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - فإن الأباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصهِ شيئاً وهم أكثر الناس تقديراً له وأحتراماً لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ، ويدركون كل الأدراك أنه من أفقه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعاً على سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام وأكثرهم علماً بكتاب الله سبحانه وتعالى لذلك كثيراً ما يأخذون آرائه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيها الجمهور بآراء الخليفة الرابع الأمام علي - كرم الله وجهه - وإنما يذكرون قضية التحكيم ، تحكيم الحكمين الذي أكره عليها الأمام علي ولم يكن راضياً عنها ، ونصحه كثيرٌ من أصحاب العقول والأفكار والبصائر عن قبول التحكيم ، ولكن الظروف أجبرته على قبول التحكيم ، ثم فعل ذلك أنقلب أولئك الذين أرغموه على التحكيم إلى أولئك الذين رفضوا التحكيم بعد ظهور آثار التحكيم السلبية ، فكان السبب في قتلهم وإبادة جمع غفير منهم ، ونجد الأمة جلوها تقف موقف الغير المنصف في هذه القضية ، ونجد أولئك الذين ناصروا الأمام علي ووقفوا بجانبه وعضدوه وحرسوا أن لا تنال الخدعة شيء منه ، ولا من أمره أولئك الذين يرمون من قبل كثير من الكتاب ، فنجد أهل النهروان معرضين للنقد ومعرضين للتكفير من قبل كثير من الكتاب مع أنهم يعذرون الذين ثاروا على الأمام علي بقصد القضاء على الخلافة الأسلامية وبقصد تحويلها إلى ملك عظيم ، فنجدهم يعذرون معاوية بن ابي سفيان وأصحابه أهل الشام ، بينما ينتقدون أهل النهروان ويقولون أن معاوية كان مجتهداً ، فلماذا لا يصوغ الاجتهاد لأهل النهروان ؟ ويقولون أيضاً إن معاوية كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هذا مصوغاً لعذره فكثير من أهل النهروان أيضاً من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم حرقوص بن زهير السعدي
وعبد الله بن وهب الراسبي ، وأخرون أيضاً كانوا من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا جئنا ما كتبه الأباضية في ذلك نجد كتاباتهم تتسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الأمام علي وأحترام قرابته من النبي-صلى الله عليه وسلم-حتى في مقام العتاب ، لنسمع إلى أحد من الذين عاتبوا الأمام علي على قبوله تحكيم الحكمين ، ماذا قال له يقول العلامة أبو مسلم في قصيدته الرائية المشهورة برائية المحكمة :-
على أن علت فوق الرماح مصاحف ** ونادوا إلى حكم الكتاب نصير
مكيدة عمر حيث رنت حباله ** وكادت بحور القاصفين تغور
أبى حسن ذرها حكومة فاسق ** جراحات بدر في حشال تفور
أبا حسن أقدم فأنت على هدى ** وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنيدة ** وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن إن تعطها اليوم لم تزل ** يحل عداها فاجراُ ومبير
أبا حسن أطلقتها لطليقها ** وانت بقيد الأشعري أسير
اتحسبن خيل الله عن خير خصمه ** وسبعون ألفاً فوقهن هصورا
اتوها رعالاً تنسف الشام نسفةً ** نثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بفيلق ** له مدٌ من ربه ونصير
فلا يبقى إلا علوةٌ أو تحصهم ** ويركبن صخر قبه وسرير
فمالك والتحكيم والحكم ظاهر ** وأنت عليٌ والشأم تنور
فالدين شك أم هوادة عاجز ** تجوزنها أم للفقار كثير
وهذا كان كلامهم كاه يشعر باحترام الأمام علي وتقديره ، وإنما كانوا يعاتبونه على قبوله التحكيم ونحن نقول إن قبوله للتحكيم كان ليس عن رضاً منه كما ينم عن ذلك كلامه بنفسه ، وهذه القضية تحتاج إلى دراسة ولست أريد أن أخوض فيها وأتحدث عنها طويلاً ، وإنما بحسب ما قلته و الذي أصرح به بأن جميع الأباضية مستعدون أن يطووا صحائف تلك الفتنة التي حدثت في عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينبت فيها بنبت شفه ، ولا يخط فيها حرفاً واحداً، ولكن لابد من احترام أهل النهروان أيضاً وعدم النيل منهم ، فيجب على المسلمين جميعاً أن يتساعدوا على كف الخوض في تلك الفتن حتى تعود للمسلمين وحدتهم ولا يثيروا أشياء حدثت قبل أربعة عشر قرناً هم في ألف عنا عن إثارتها في هذا العصر الذي هم فيه أحوج ما يكون إلى من يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب والله تعالى ولي التوفيق . " اهـ


والان وقت الشروع بالرد ::







التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد المختصر على ما جرى مع المقبالي ..
»» تفنيد شبهة من شبهات حفيد الشراة
»» حديث صفة التردد
»» الرد المختصر على من تطاول على حديث قيس بن أبي حازم
»» رد على شبهة حفيد الخوارج
 
قديم 18-08-14, 02:21 PM   رقم المشاركة : 3
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


أولًا : ما صحة استدلالات الخليلي بما حصل من فتنة ؟

ثانيًا : ما هو موقف الإباضية الصحيح اتجاه عثمان وعلي رضي الله عنهما ؟

ثالثًا : ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة عمومًا وفي الفتنة التي حصلت خصوصًا ؟






التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد الهادئ على المخالف الإباضي . ( شبهات وردود )
»» الصواعق السلفية , على شبهة الموالد الصوفية -2
»» شبهة الظل يتناقلها بعض الزنادقة
»» أبشار الأسد نصيري فعلاً ؟!
»» دقة بدقة يا شباب !!
 
قديم 18-08-14, 03:33 PM   رقم المشاركة : 4
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


أولًا : ما صحة استدلالات الخليلي بما حصل من فتنة ؟

لقد بدأ الخليلي في كلامه بداية طيبة , مجملة في أصلها حول الاعتقاد الصحيح اتجاه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين , وما لبث إلا ونقض كل ما قاله مخالفًا للآيات والحديث وموقفهم الذي زعم أنهم يرونه اتجاه الفتنة التي حصلت , إذ يقول :

" وإنني لحريص جداً على دخول في ظل الذين قال الله تعالى عنهم :" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " ( الحشر:10).

وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهباً لما ساوا ذلك مد أحدهم أو نصيفه ، كما أخبر بذلك الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - وإنني لحريص جداً على طي صحيفة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيءٌ
عن تلك الفتنة عملاً بقول الله سبحانه :" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " ( البقرة : 134) وهذا المبدأ هو الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إذ قال :" تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا " وهو نفسه الذي قاله الأمام نور الدين السالمي - رحمه الله - :-
فما مضى قبلك لو بساعة ** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :-
نحن الأُلى نسكت عمن قد مضى ** ولا نعد الشتم دين يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقى ** فيها يسب الصحب
وهكذا كل بلاد المذهب ** مع كل عالم وكل غبي
جاهلانا لا يعرف الخلافا ** بينهم حتى الممات وافى
وعالم بالاختلاف يمضي ** في السر ما يلزمه من فرض ِ
إلى أخر ما قال. " اهـ

والجواب :

وهذا كلام جيد حتى نقضه بقوله :"وإنما كل ما أريده الأن هو دفع التهم التي توجه إلى الأباضية في أنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينالون من كرامتهم والذي أريد أن أقوله أن الأباضية ليسو وحدهم في هذا الميدان فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة ودونوا ما حدث فيها وقد كان موقف الأباضية كموقف غيرهم من الذين تحروا الحقيقة مجرد ذكر تلك الأحداث العظيمة التي وقعت في ذلك العصر ولا ريب أن الخلافة الإسلامية قد ولج إليها ما ولج بعد ما كبر الخليفة الثالث واستولى الرجال على أمره كما أثبت ذلك المؤرخون وكان على رأس هؤلاء الذين أوقدوا هذه الفتنة العمياء مروان بن الحكم ابن طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم . " اهـ

فلماذا لم تصمت وتبقى على صمتك متبعًا لما ذكرته من الذكر الحكيم , وتقول أن تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا , لا نخوض بها وأمرهم إلى الله عز وجل !

لكن أبى الله عز وجل إلا أن يظهر حقيقة موقفكم اتجاه الصحابة ولو على فلتات ألسنتكم بما قلته بعد هذا الكلام باستدلالك بما لا يصح الاستدلال به على تلك الحقبة من التأريخ , وبيان ذلك بما يلي , قلت في موقف عبد الله بن الأهتم :


"ونحن إذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أن الناس كانوا غير راضين عن تلك الفتنة ، فلنسمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبة أمام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو عبد الله بن الأهتم الذي وفد مع الوافدين إلى الخليفة العادل بعد ما ولي الخلافة ولم يرى الخليفة إلا وعبد الله بن الأهتم يخطب بدون استئذان منه حمد الله في خطبته وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جانباً من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما واجه من تحديات من قبل قومه ثم ذكر الخليفة الأول ثم ذكر الخليفة الثاني ثم قال بعد ذلك :" ثم أنا والله لم نجتمع بعدهما إلا على ضلع أعوج .

وهذه الخطبة موجودة في الجزء الرابع من كتاب العقد الفريد لأبن عبد ربه ، وموجود أيضاً في البيان و التبيين أما في العقد الفريد فهي في الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والتسعين وكلامه يعني انتقاد الأوضاع بعد عهد الخليفتين أبي بكر وعمر باللوم جاء في كثير من الكتب ذكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين . " اهـ

الجواب :

فأقول : ما بني على باطل فهو باطل , فكتاب العقد الفريد ليس بحجة في هذا الباب فليس هو كتاب تأريخي , وليس فيه التحقيق العلمي خصوصًا في هذه الفتنة .

[ التعريف بكتاب العقد الفري ]

قال الشيخ مشهور وفقه الله لهداه :" هذا الكتاب مخلوط صحيحه بواهيه ، محذوف منه الأسانيد والرواة ، واعتمد على مصادر لا يجوز النقل منها إلا بعد التثبت، ولم يعتمد مؤلفه في النقل منها إلا الطرفة والملحة ، إذ في كتابه ميل إلى الفكاهة والدعابة ، ونزوع إلى القصص والنوادر والنكات ؛ فنراه في كتابه يذكر الكثير من ذلك أو لا يستنكف عن ذكر بذيء اللفظ وسافل المعنى ، ورغم كل ذلك ؛ فإن المسحة الأدبية تبدو قوية في كتابه ، بحيث يشعر بها كل من يقرأ العقد أو يتصفحه.

وكذا ؛ فلا ينبغي للباحث الأعتماد على ما فيه حتى يفليه ويبحث عن ناقليه.

وقد ذكر الأستاذ رشيد رضا في تفسيره المنار(5/85) أن هنالك شبهة للقائلين بحل الخمر في الأديان السابقة وهي أن الأنبياء قد شربوها ، ثم قال: كما نقل ذلك صاحب العقد الفريد وأمثاله من الأدباء الذين يعنون بتدوين أخبار الفساق والمجان.

قلت :إذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون ، فإن من مصادر ابن عبد ربه التوراة والانجيل وكليلة ودمنة وما شابهها.

وقد حذر الأستاذ منير محمد الغضبان من هذا الكتاب وقال بأنه لم يكن قصد لكاتبه عند كتابته إلا استهواء الجماهير عند جنوح الخيال ، وتعقد القصة وحلها بالشكل المثير للعاطفة والمحرك للنفسية ، شأنهم في ذلك شأن القصاصين الذين كانوا يجلسون في المساجد فيصنعون ما يشاؤون من الاحاديث؛ سواء كانت توافق الدين أو تخالفه، وكان أكبر همهم أن يصغي أكبر عدد ممكن من الناس لاحاديثهم.

وقد بين الأستاذ عبد الحليم عويس أن هذا الكتاب وغيره قد أوجد حاجزًا سميكًا حال دون الوصول إلى كثير من الحقائق المتصلة بتاريخ بني أمية في المشرق.

ويقول الدكتور الطاهر أحمد مكي في دراسة عن هذا الكتاب: وهو لا يمحص الأخبار ولا يقف منها موقف الفاحص المدقق وانما يعرضها كيفما تاتت له. ويقول أيضًا: ثم يعرض لاشياء هي إلى الخرافات والأساطير أقرب. " اهـ


( كتب حذر منها العلماء لابي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان , 2 / 44- 45 )

قلت : فهنيئًا للخليلي الاستدلال بمثل هذا الكتاب الذي يدل على قلة ورعه وتناقضه , إذ هم - أعني الإباضية - يردون الأحاديث الصحيحة الإسناد في العقيدة , بدعوة أنها من أحاديث الآحاد ولا تقبل في الاعتقاد , لكن تراهم لا يتورعون للطعن في الصحابة بأحاديث لا خطام لها ولا زمام , ومصادرهم مثل العقد الفريد وهو كتاب في الأدب وكذا كتاب البيان والتبين ! أو يستدلون بالأشعار وبعض الأقوال المتأخرة !


وأما كتاب البيان والتبيين , فهو للجاحظ المعتزلي

[ التعريف بالجاحظ ]
5780 - عَمْرو بن بحر الجاحظ صاحب التصانيف.
روى عنه أبو بكر بن أبي داود فيما قيل.
قال ثعلب: ليس بثقة، وَلا مأمون.
قلت: وكان من أئمة البدع. انتهى.

قال الجاحظ في كتاب البيان: لما قرأ المأمون كتبي في الأمامة فوجدها على ما أخبروا به - وصرت إليه وقد كان أمر اليزيدي بالنظر فيها ليخبره عنها - قال لي: قد كان بعض من يرتضى عقله ويصدق خبره خَبرنا عن هذه الكتب بإحكام الصنعة وكثرة الفائدة فقلنا: قد تربي الصفة على العيان فلما رأيتها رأيت العيان قد أربى على الصفة , فلما فليتها أربى الفلي على العيان.

وهذا كتاب لا يحتاج إلى حضور صاحبه، وَلا يفتقر إلى المحتجين , وقد جمع استقصاء المعاني واستيفاء جميع الحقوق مع اللفظ الجزل والمخرج السهل فهو سوقي ملوكي وعامي خاصي.
قلت: وهذه والله صفة كتب الجاحظ كلها فسبحان من أضله على علم.

قال المسعودي: وفي سنة خمس وخمسين وقيل: سنة ست وخمسين , مات الجاحظ بالبصرة، وَلا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتبا منه.

وحكى يموت بن المزرع عن الجاحظ - وكان خاله - أنه دخل إليه ناس وهو عليل فسألوه عن حاله فقال:
عليل من مكانين ... من الإفلاس والدَّيْن

ثم قال: أنا في علل متناقصة يتخوف من بعضها التلف وأعظمها علي نيف وتسعون , يعني عمره.
وقال أبو العيناء: قال الجاحظ: كان الأصمعي منانيا فقال له العباس بن رستم: لا والله ما كان منانيا ولكن تذكر حين جلست إليه تسأله فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة بحديد ويقول: نعم قناع القدري , نعم قناع القدري , فعلمت أنه يع************ فقمتَ وتركته.

وروى الجاحظ عن حجاج الأعور، وَأبي يوسف القاضي وخلق كثير وروايته عنهم في أثناء كتابه في "الحيوان".
وحكى ابن خزيمة أنه دخل عليه هو وإبراهيم بن محمود ... وذكر قصة.
وحكى الخطيب بسند له: أنه كان لا يصلي.
وقال الصولي: مات سنة خمسين ومئتين.

وقال إسماعيل بن محمد الصفار: سمعت أبا العيناء يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي فإنه أباه وقال: هذا كذب. سمعها الحاكم من عبد العزيز بن عبد الملك الأعور.
قلت: ما علمت ما أراد بحديث فدك؟.
وقال الخطابي: هو مغموص في دينه.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أنه كان يرمى بالزندقة وأنشد في ذلك أشعارا.

وقد وقفت على رواية ابن أبي داود عنه ذكرتها في غير هذا الموضع وهي في الطيوريات.

قال ابن قتيبة في اختلاف الحديث: ثم نصير إلى الجاحظ وهو أحسنهم للحجة استثارة وأشدهم تلطفا لتعظيم الصغير حتى يعظم وتصغير العظيم حتى يصغر ويكمل الشيء وينقصه فنجده مرة يحتج للعثمانية على الرافضة ومرة للزيدية على أهل السنة ومرة يفضل عَلِيًّا ومرة يؤخره.

ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ويتبعه: قال الجماز: ويذكر من الفواحش ما يجل رسول الله عن أن يذكر في كتاب ذكر أحد منهم فيه فكيف في ورقة، أو بعد سطر، أو سطرين.

ويعمل كتابا يذكر فيه حجج النصارى على المسلمين فإذا صار إلى الرد عليهم تجوز للحجة كأنه إنما أراد تنبيههم على ما لا يعرفون وتشكيك الضعفة ويستهزىء بالحديث استهزاء لا يخفى على أهل العلم.

وذكر الحجر الأسود وأنه كان أبيض فسوده المشركون.
قال: وقد كان يجب أن يبيضه المسلمون حين أسلموا وأشياء من أحاديث أهل الكتاب وهو مع هذا أكذب الأمة , وأوضعهم لحديث , وأنصرهم لباطل.

وقال النديم: قال المبرد: ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ , وإسماعيل القاضي , والفتح بن خاقان.
وقال النديم لما حكى قول الجاحظ: لما قرأ المأمون كتبي قال: هي كتب لا يحتاج إلى حضور صاحبها عندي , إن الجاحظ حسن هذا اللفظ تعظيما لنفسه وتفخيما لتأليفه وإلا فالمأمون لا يقول ذلك.

وحكى عن ميمون بن هارون أنه قال: قال لي الجاحظ: أهديت كتاب "الحيوان" لابن الزيات فأعطاني خمسة آلاف دينار , وأهديت كتاب "البيان والتبيين" لابن أبي دؤاد فأعطاني خمسة آلاف دينار , وأهديت كتاب "النخل والزرع" لإبراهيم الصولي فأعطاني خمسة آلاف دينار , قال: فلست أحتاج إلى شراء ضيعة، وَلا غيرها.

وسرد النديم كتبه وهي مِئَة ونيف وسبعون كتابا في فنون مختلفة.
وقال ابن حزم في "الملل والنحل": كان أحد المجان الضلال غلب عليه الهزل ومع ذلك فإنا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتا لها وإن كان كثير الإيراد لكذب غيره.

وقال أبو منصور الأزهري في مقدمة "تهذيب اللغة": وممن تكلم في اللغات بما حصره لسانه , وروى عن الثقات ما ليس من كلامهم الجاحظ وكان أوتي بسطة في القول وبيانا عذبا في الخطاب ومجالا في الفنون غير أن أهل العلم ذموه وعن الصدق دفعوه.

وقال ثعلب: كان كذابا على الله وعلى رسوله وعلى الناس. " اهـ
[ لسان الميزان ت 5780 ]

[ منهج الجاحظ في كتابه البيان والتبين ]

" فالجاحظ يتناول في حديثه الألفاظ, فيتكلم على شروط صحتها وفصاحتها, ومخارج حروفها وعجز الناس عن النطق بها على الوجه الصحيح, وما يعتريها من لُكنة على ألسنة الأعاجم ومجاوريهم من العرب, والفرق بين ألفاظ البدو والحضر وأسباب اختلاف اللهجات بين الأمصار, ويخوض في حديث البيان والبلاغة فيبحث في الأفكار ووسائل التعبير عنها, وعلاقة مظهر المتكلم ببيانه, وأثر البيئة والصناعة فيه, ووجوب التناسب بين اللفظ والمعنى." انظر [حركة التأليف للطرابلسي 143-144 ]

"ويذكر تعريف البلاغة عند الفرس والروم والهند والأعراب وأعلام البلغاء كالعتابي وسهل بن هارون وابن المقفع, ولم يتعرض لمسائل البلاغة التي عُرفت فيما بعد, إلا ما قدَّم من كلامٍ في تنافر الحروف وائتلافها وكذلك وجوب مراعة مقتضى الحال, وهو يتكلم عن الإيجاز والإطناب ويُعيِّن المواضع الصالحة لكل منهما." [ مقدمة الكتاب 8-9, ومناهج التأليف 141 ]

"وتكلم عن بلاغة أئمة المعتزلة وهذا واضح بيِّن في كتابه, وتناول الشعر والشعراء والخطابة والخطباء بأحاديث كثيرة في مواضع مختلفة من الكتاب, فيتحدث عن صفات الشعر الجيد ومذاهب الشعراء في تنقيحه, وأثره الاجتماعي وصعوبة الجمع بين بلاغة الشعر وبلاغة القلم, وتحدث عن الشعراء وطبقاتهم واختلافهم في قوة الطبع ودقة الصنعة, ويذكر مقومات الخابة وصفات الخطيب الناجح ومكانته بين قومه, وذكر عددًا وافرًا من الخطب المشهورة لمشاهير الخطباء كالحجاج وزياد بن أبيه وأكثم بن صيفي وغيرهم, وغير ذلك من المباحث التي هي من صميم البلاغة والنقد والأدب.
وأسلوبه في عرض هذا الكتاب كأسلوبه في كل كتاب ورسالة: إشراق في غير ما تصنُّع, وقبول للسجعة إذا جاءت عفو الخاطر دون ما تكلُّف أو سعي إليها." [ حركة التأليف عند العرب للطرابلسي 143-148, ومناهج التأليف للشكعة 140-145 ]


قلت : فهنيئًا للخليلي لمثل هذه الاستدلالات من الكتاب ! ومن أي كتب ! كتب عنيت بالأدب والفصاحة , وإن ذكرت بعض الأخبار نقلتها بدون إسناد وغالبها لا تصح ..




... يتبع بإذن الله ...






التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» استدلال المعتزلة بقوله تعالى [ قال لن تراني ] الأعراف : 143
»» بخصوص يزيد ..
»» مناظرة بين الأخ خليفة ...
»» رد على شبهة حفيد الخوارج
»» رد العنزي على سخافة الرافضي الاشتري ( التحريف )-1
 
قديم 18-08-14, 04:42 PM   رقم المشاركة : 5
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


ثم استدل الخليلي بكتاب ( الإمامة والسياسة ) ونسب ذلك للإمام ابن قتيبة رحمه الله تعالى
فقال الخليلي :" ولنسمع إلى ما يقول أبن قتيبة صاحب كتاب الإمامة والسياسة وهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتاب صفحة خمسة وثلاثين تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان .." إلى أن قال :" وهذا موجود في الصفحة الخامسة والثلاثين والسادسة والثلاثين من الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسة وليس هو من مؤلفات الإباضية ." اهـ

والجواب :

نعم ليس هذا من مؤلفات الإباضية ولا من مؤلفات أهل السنة والجماعة , فلا يصح نسبة هذا الكتاب إلى الإمام ابن قتيبة رحمه الله , وبيان ذلك بما يلي ::

قال الشيخ الدكتور علي نفيع العلياني حفظه الله في كتابه " عقيدة الإمام بن قتيبة " عن كتاب الإمامة والسياسة : " وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث , أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نظرًا لكثرتها ونظرًا لكونه معروفًا عند الناس بانتصاره لأهل الحديث , وقد يكون من رافضة المغرب , فإن ابن قتيبة له سمعة حسنة في المغرب ,

ومما يرجح أن مؤلف الإمامة والسياسة من الروافض ما يلي:

* أن مؤلف الإمامة والسياسة ذكر على لسان علي رضي الله عنه أنه قال للمهاجرين: ( الله الله يا معشر المهاجرين لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم , ولا تدفعوا أهله مقامه في الناس وحقه , فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت , ونحن أحق بهذا الأمر منكم.. والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله ) ولا أحد يرى أن الخلافة وراثية لأهل البيت إلا الشيعة.

* أن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحًا عظيمًا فصور ابن عمر رضي الله عنه جبانًا , وسعد بن أبي وقاص حسودًا , وذكر محمد بن مسلمة غضب على علي بن أبي طالب لأنه قتل مرحبًا اليهودي بخيبر , وأن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان .

والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة , وإن شاركهم الخوارج , إلا أن الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة .

* أن مؤلف الإمامة والسياسة يذكر أن المختار بن أبي عبيد قتل من قبل مصعب بن الزبير لكونه دعا إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر خرافاته وادعاءه الوحي , والرافضة هم الذين يحبون المختار بن أبي عبيد لكونه انتقم من قتلة الحسين , مع العلم أن ابن قتيبة رحمه الله ذكر المختار من الخارجين على السلطان وبين أنه كان يدعي أن جبريل يأتيه.

* أن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمسًا وعشرين صفحة فقط , وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتي صفحة , فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسود الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل , وهذه من أخلاق الروافض المعهودة , نعوذ بالله من الضلال والخذلان " اهـ .


وقال الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه "كتب حذر منها العلماء" (2 / 298- 301 )

"الإمامة والسياسة : كتاب مكذوب على ابن قتيبة ـ رحمه الله تعالى ـ ، وعلى الرغم من ذلك ؛ فهو مصدر هام عند كثير من المؤرخين المعاصرين ، ويجب التعامل مع هذا الكتاب بحذر شديد ؛ إذ حوى مغالطات كثيرة ، ولذا ؛ شكك ابن العربي من نسبة جميع ما فيه لابن قتيبة .

والأدلة على عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة كثيرة . منها :

1. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكروا هذا الكتاب بين ما ذكروه له ، اللهم إلا القاضي أبا عبدالله التوزي المعروف بابن الشباط ، فقد نقل عنه في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين من كتابه صلة السمط .

2. أن الكتاب يذكر أن مؤلفه كان بدمشق . وابن قتيبة لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور .

3. أن الكتاب يروى عن أبي ليلى ، وأبو ليلى كان قاضياً بالكوفة سنة 148هـ أي قبل مولد ابن قتيبة بخمس وستين سنة .

4. أن المؤلف نقل خبر فتح الأندلس عن امرأة شهدته ، وفتح الأندلس كان قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة .

5. أن مؤلف الكتاب يذكر فتح موسى بن نصير لمراكش ، مع أن هذه المدينة شيدها يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين سنة 455هـ وابن قتيبة توفي سنة 276هـ .

6. أن هذا الكتاب مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير ؛ ففيه أبو العباس والسفاح شخصيتان مختلفتان ، وهارون الرشيد هو الخلف المباشر للمهدي ، وأن الرشيد أسند ولاية العهد للمأمون ، وهذه الأخطاء يتجنبها صغار المؤرخين ، فضلاً عمن هو مثل ابن قتيبة الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : …. وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون : من استجاز الوقيعة فيه يتهم بالزندقة ، ويقولون : كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه لا خير فيه .

7. أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي كثيراً عن اثنين من كبار علماء مصر ، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ من هذين العالمين ؛ فدل هذا على أن الكتاب مدسوس عليه .

وقد جزم بوضع الكتاب على ابن قتيبة غير واحد من الباحثين ، من أشهرهم :

1- محب الدين الخطيب في مقدمة كتاب ابن قتيبة الميسر والقداح ص 26-27 .

2- ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ابن قتيبة المعارف ص 56 .

3- عبد الله عسيلان في رسالة صغيرة مطبوعة بعنوان كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي ، ساق فيها اثني عشر دليلاً على بطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة .

4- عبد الحميد عويس في كتابه بنو أمية بين الضربات الخارجية والانهيار الداخلي ص 9-10.

5- سيد إسماعيل الكاشف في كتابه مصادر التاريخ الإسلامي ص33 .

6- وقد قُدِّمت في الجامعة الأردنية كلية الآداب عام 1978م رسالة ماجستير [ عنوانها الإمامة والسياسة دراسة وتحقيق ] ، قال الباحث فيها : "وعلى ضوء هذه الدراسة ؛ فقد تبين أن ابن قتيبة الدينوري بعيد عن كتاب الإمامة والسياسة ، وبنفس الوقت ؛ فإنه لم يكن بالإمكان معرفة مؤلف الكتاب ، مع تحديد فترة وفاته بحوالي أواسط القرن الثالث الهجري "

7- وقد جزم ببطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة أيضاً السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيقه لـ [ تأويل مشكل القرآن ] ص32 ؛ فقال : "كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه " ، ثم قال بعد أن ساق بعض الأدلة الآنفة الذكر : "إن هذا وحده يدفع نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة ، فضلاً عن قرائن وأدلة أخرى كلها يثبت تزوير هذه النسبة ."

وإلى هذا ذهب الحسيني في رسالته ص77-78 ، والجندي في كتابه عن ابن قتيبة 169-173 ، وفاروق حمادة في مصادر السيرة النبوية ص91 ، وشاكر مصطفى في التاريخ العربي والمؤرخون 1/241-242 ، والله الموفق " اهـ


وعليه , يسقط الاستدلال بهذا الكتاب , وبيان كذب نسبة هذا الكتب للإمام ابن قتيبة رحمه الله , ومن مثل الخليلي بالعلم كما يزعم أتباعه , كان الأولى به أن يحقق في صحة نسبة هذا الكتاب , وأن يعزو إلى مصادر صحيحة , وأن يتكلم بعلم لا بجهل وحقد كما هو ظاهر في محاضرته هذه ..

فما بني على باطل فهو باطل .






التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» سل السنان في نحر من طعن بحديث العشرة المبشرين بالجنان
»» احتجاج الإباضية بابن بطوطة للطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية
»» الأنتصار لحديث النزول ..
»» مناظرة بين الأخ خليفة ...
»» جديد كفر الرافضة : فاطمة الزهراء من حريم الله !
 
قديم 18-08-14, 05:51 PM   رقم المشاركة : 6
فاطمه الاحساء
عضو ماسي








فاطمه الاحساء غير متصل

فاطمه الاحساء is on a distinguished road


جزيت الجنه ورضى الوالدين وقبلهم رضى الله







التوقيع :
حساب وقناة اخونا أبو عمر الباحث مكافح الشبهات :
..
https://twitter.com/AntiShubohat
..
https://www.youtube.com/user/AntiShubohat/videos

حساب وقناة اخونا - حبيب المهتدين - رامي عيسى :
https://twitter.com/RAMY_EASA2016

https://www.youtube.com/channel/UCtm...Uf8_3yA/videos
من مواضيعي في المنتدى
»» مقتل الحسين رضي الله عنه والحقائق ـألغائبه
»» مراجع الشيعة يكفرون ويسبون بعضهم بعضاً .
»» الله يبغض المعصوم المطلاق
»» يا ـأثني عشريه { تزعمون أن مهديكم مولود من 1180سنه} أعطوني فائده واحده لهذا المخلوق!!
»» القس المسيحي يستشهد بتحريف القران عند الشيعة
 
قديم 18-08-14, 09:48 PM   رقم المشاركة : 7
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


ثم استدل الخليلي بكلام لسيد قطْب , وهو ليس من علماء أهل السنة والجماعة بل لا يصح أن يقال عنه أنه طالب علم , كل ما في الأمر أنه أديب متحمس للإسلام , وحماسه هذا أوقعه في طوام كثيرة ليس هنا موضع ذكرها , وأكتفي بالرد على استدلال الخليلي به في هذا المبحث , يقول الخليلي :" وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحاضر نجد كثيرا منهم أيضا تناولوا هذه الفتنة وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأة ومن بين هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب في كتابه" العدالة الإجتماعية في الإسلام" ولنسمع بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة مائتين وعشرة من الكتاب المذكور.." إلـخ , ذكر الكلام الذي نقلته من قبل ..

والجواب :

أن الخليلي عجز عن الاستدلال بكتب أهل السنة والجماعة وأهل الاختصاص بالتأريخ , فذهب إلى كتب تحتوي على الغث والسمين , والباطل والصحيح , ويا ليته استدل بأهل العلم , إنما هم أدباء , وليسوا من أهل التحقيق والمعرفة في التأريخ , ومن كان كذلك فهو ليس بثقة كالجاحظ , والمبحث الذي نخوض فيه ليس من تخصص هؤلاء لا من قريب ولا من بعيد , فتأمل .


وأما كلام سيد قطْب الذي ذكره في كتابه العدالة الإسلامية , فلم يورد سيد قطْب مصادره التي استقى منها هذه الأقوال , ولا شك أنها ليست من مصادر أهل السنة والجماعة , وإن وجدت فهي ضعيفة , وبيان ذلك بما يلي :

[ الرد على سيد قطْب ]

سيد قطب معروف أنه من الطاعنين بالصحابة رضي الله عنهم , خصوصًا عثمان رضي الله عنه , وسيد بنى أقواله على مرويات لا تثبت عند أهل العلم ..

يقول سيد قطب :"هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان وأن بقي في سياج الإسلام لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون من الصحابة من حوله وكان لها معقبات كثيرة وآثار في الفتنة التي عانى الإسلام منها كثيرا. " اهـ


قال شيخنا العلّامة ربيع المدخلي وفقه الله ردًا على هذه الجزئية من قول سيد :" يقول سيد :[هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان وأن بقي في سياج الإسلام ] .

* ثم يبين أسباب هذا التغيُّر بقوله :
1- ( لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخٌ كبير )
أي : أنه كان خرفًا , وهذا الخرف يسهل انقياده للمتلاعبين به وبأمور الدولة والمسلمين , فلا ندري كيف رضيت الأمة كلها وأجمعت على اختيار هذا الشيخ الكبير , ثم أسلمته إلى مروان , فتغلب مروان هذا على الأمة كلها , ومنهم علي بن أبي طالب , وطلحة , والزبير , وعبد الرحمن بن عوف ... وسائر الأبطال الذي فتحوا الدنيا , وأطاحوا بعروش القياصرة والأكاسر في هذه الأمة التي يسيرها وخليفتها ويصرف شئونها مروان , وينحرف بها ؟!!!

2- ( ومن وراءه مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف )

ومعنى هذا : أن التصور لحقيقة الحكم عند عثمان لم يتغيَّر شيئًا ما , وإنما تغيَّر تغيرًا كبيرًا تبعًا لتصرف مروان الكثير الانحراف .

3- ( وبأن طبيعة عثمان كانت رخية , فيسهل انقياده لمروانه وغيره من المتلاعبين به )

4- ( وبـأن حدبه كان شديدًا على أهله )

أي : أنه رجل عاطفي تقوده العواطف العمياء إلى تحقيق ماربهم وطموحاتهم إلى الأموال والمناصب التي لا يستحقونها .

وليس عند سيد شك في أن تصوُّر عثمان لحقيقة الحكم قد تغيَّر , فهو على يقين كامل بأن ذلك قد وقع ..

فما هي البراهين القاطعة لديه ؟! إنها روايات الروافض .

أما مروان عنده فكأن الأمة قد سلمت بأنه مجرم أثيم , فلا خلق له ولا دين , فلذا يجعل منه سُلَّمًا للطعن في الخليفة الراشد عثمان , وكأنَّ كل الناس سيغمضون أعينهم , ويقولون له : صدقتَ وبررت .

إن مروان هذا الذي يطعن فيه ( سيد ) لهذه الأهداف لا يحمل له المسلمون المنصفون هذه الصورة الشوهاء , بل هو مسلم عدل , يروي له أئمة الإسلام , ويعتمدون أقواله في الفقه , وقد روى عنه عددٌ من الصحابة وخيار التابعين , وروى له من الأئمة : البخاري , والباقون سوى مسلم , واعتمد الإمام مالك على حديثه ورأيه . " اهـ [ مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله ]

قلت : فما هي المصادر التي استقى منها سيد قطْب وبنى عليها أقواله في هذه الحقبة من التأريخ ؟!
فإن قال الخليلي أن هذا لا يهم , إنما المقصود في النقول هذه بيان أنه ليس الإباضية فقط هم من تكلم في الصحابة وانتقد تلك المرحلة التأريخية , قيل له ولأمثاله , الذين انتقدوا تلك المرحلة ما هم سوى حثالة من أهل البدع كمثل الخوارج والرافضة , ومن الفساق وأصحاب المجون الغير مؤتمنون في دينهم وأمانتهم.

وهؤلاء لا وزن لهم ولا عبرة بأقوالهم , فهذا القول كقول النصارى أننا لسنا فقط من نقول بأن هناك ثلاثة ألهة , بل هناك من زاد على ذلك كالهندوس والمجوس وعبدة البقر ..فما بني على باطل فهو باطل ,فتأمل.

*******************

يقول سيد قطب :" منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاء زيد بن الأرقم خازن مال المسلمين وقد بدى في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرفه أنه عطيته لصهره من مال المسلمين. قال مستغربا:"أتبكي يا ابن الأرقم أن وصلت رحمي" فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكي لأني أضنك أخذت هذا المال عوضا عن ما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله ،والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرا فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال:" له ألق بالمفاتيح يا ابن الأرقم ، فان سنجد غيرك " اهـ

يقال عن هذا :

أن هذا الكلام كذب مفترى ولا يوجد له أصل صحيح , فليأتي الخليلي بمصدر هذا الكلام فليخبرنا بأي ديوان من دوواين التأريخ هو ؟ وهل هو بإسناد صحيح ؟

ثم إن هذا الكلام فيه ما فيه من طعون واضحة في عثمان رضي الله عنه وتصوره بأنه ظالم متجبر قاسي القلب , وأنه كان يذكر ولا يتذكر ! ومعاذ الله أن يكون عثمان رضي الله عنه كذلك , عثمان الذي تستحيي منه الملائكة , المبشر بالجنة هذا يكون حاله !

سبحانك هذا بهتان عظيم , ويبقى السؤال مطروحًا :

ما مصدر هذا الكلام وأين إسناده ؟



... يتبع بإذن الله ...

تنبيه : الرد غير منسق , وبعد الانتهاء منه سيتم التدقيق والتنسيق والتوثيق , وأنا فقط أجمع الردود حاليًا ومن عنده إضافة وتعقيب فحيهلا به فكلنا نكمل بعضنا بعضا . والله من وراء القصد .
تنبيه :







التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» حوار بين سلفي مثبت وإباضي معطل
»» قول ابن عباس للخوارج " وليس فيكم منهم أحد "
»» تفنيد التعقيب ..
»» الرد القوي على الخليلي الغوي
»» إلى الأخوة من أهل السنة .
 
قديم 22-08-14, 05:05 AM   رقم المشاركة : 8
ابو راشد عماني
عضو ذهبي








ابو راشد عماني غير متصل

ابو راشد عماني is on a distinguished road


موضوع يستحق التثبيت..جزاك الله الفردوس الاعلى يا اخي..







التوقيع :
لا إله إلا الله محمدا رسول الله
من مواضيعي في المنتدى
»» الحج عن المخالف في المذهب الإباضي!!!
»» هل الله سبحانه خالق كلامه؟!
»» أربعة انواع من الإمامه عند الإباضيه!
»» استفسار /ممكن الإجابه يا إباضي ؟
»» لما يطعن الاباضيه في معاويه رضي الله عنه وكتبهم تشهد له بانه من كتاب الوحي?!
 
قديم 22-08-14, 05:31 PM   رقم المشاركة : 9
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


[ الرد على سيد قطب ]

لا زلنا نرد على ما استدل به الخليلي الإباضي من كلام سيد قطب , ليثبت أنه ليس فقط الإباضية هم من خاض في انتقاد الصحابة ..

يقول سيد قطْب :"والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات وقد منح الزبير ذات يوم ستمائة ألف ومنح طلحة مائتي ألف ونفل مروان بن الحكم خمس خراج إفريقيا ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابة على رأسهم علي بن أبي طالب فأجاب: " إني لي قربة ورحماً" فأنكروا عليه وسألوه:" فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ورحم؟"، فقال :" إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي "، فقاموا عنه غاضبين يقولون :" فهديهما والله أحب إلينا من هديك" (1)
وغير المال كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحلب وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف وفيهم عبد الله بن سعدبن أبي السرح أخوه من الرضاعة ، ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات الخطير العواقب ، فتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام إنقاذ الخليفة من المحنة والخليفة في كبرته لا يملك أمره من مروان وأنه من الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ولكن من الصعب كذالك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه من ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان ، ولقد إجتمع الناس فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل إلى عثمان فيكلمه فدخل إليه فقال: " الناس ورائي وقد كلموني فيك والله ما أدري ما أقول لك وما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وما خصصنا بأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله ونلت صهره وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ولا ابن الخطاب أولى بشيء من الخير منك وإنك أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما ولقد نلت من صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينالا ولا


سبقاك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطريق لواضح بين وإن أعلام الدين لقائمة تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى ، فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة فوالله إن كل لبين ،إن السنن لقائمة لها أعلام ، وإن شر الناس عند الله امام جائر ضل وضل به ، فأمات سنة معلومة ،وأحيى بدعة متروكة ، وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يؤتى يوم القيامة بالأمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في جهنم". فقال عثمان:" قد والله علمت ليقولن الذي قلت إما والله لو كنت مكاني ما أعنتك ولا أسلمتك ولا أبدو عليك وما جاءت منكرا أن وصلت رحما وسدت خله وآويت ضائعاً ووليت شبيهاً بمن كان عمر يولي ، أشهدك بالله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك "؟ قال :" نعم ". قال :" اتعلم أن عمر ولاه ؟" قال نعم :" فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمي وقرابتي ؟" قال علي :" سأخبرك إن عمر كان من ولى فإنما يضع على صماخه إن بلغه عنه حرق جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل ، ضعفت وركبت على أقربائك ". قال عثمان :" وأقرابك أيضاً . قال علي :" لعمري إن رحمهم مني لقريب ولكن الفضل في غيرهم ".قال عثمان :" هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها وقد وليته ؟" قال علي :" أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفع غلام عمر منه؟ " قال :" نعم" قال علي :" فان معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية(2) "اهـ


(1 ) أما هذا الكلام " وَقَالَ أَبُو مخنف والواقدي فِي روايتهما: أنكر الناس على عثمان إعطاءه سعيد ابن العاص مائة ألف درهم فكلمه عَلِي والزبير وطلحة وسعد وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِن لَهُ قرابة ورحما، قَالُوا: أفما كَانَ لأبي بَكْر وعمر قرابة وذوو رحم؟
فَقَالَ: إِن أبا بَكْر وعمر كانا يحتسبان فِي منع قرابتهما وأنا أحتسب فِي إعطاء قرابتي، قَالُوا: فهديهما والله أحب إلينا من هديك، فقال: لا حول ولا قوّة إلا بِاللَّهِ.... " اهـ
[ رواه البلاذري في الأنساب انظر الخبر برقم 1339 ]

فسيد قطْب نقله إما عن الرافضة وهو مشهور متداول عندهم للطعن في عثمان رضي الله عنه - فسبحان من جعل قلوب الخوارج والرافضة تتشابه في بغض الصحابة ! - أو من كتاب الانساب للبلاذري , ومن أيهم كان النقل , فلا يصح هذا الخبر , ففي هذا الخبر أبو مخنف , وهذا قول أهل العلم فيه ::

" لوط بن يحيى بن مخنف بن سليمان الأزدي : أبو مخنف - بالميم والخاء المعجمة والنون والفاء - وجده مخنف من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
توفي لوط سنة سبع وخمسين ومائة.
وكان راوية أخبارياً صاحب تصانيف، وكان يروي عن جماعة من المجهولين ؛ قال أبو حاتم : متروك الحديث، وقال الدراقطني: أخباري ضعيف. " اهـ [فوات الوفيات ت405 ]

وقال ابن عدي رحمه الله : " حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنا عَبَّاس، عَن يَحْيى، قَالَ أَبُو مخنف ليس بشَيْءٍ.
وهذا الذي قاله ابن مَعِين يوافقه عليه الأئمة فإن لوط بن يَحْيى معروف بكنيته وباسمه.
حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين، ولاَ يبعد مِنْهُ أن يتناولهم، وَهو شاعي محترق صاحب أخبارهم وإنما وصفته لا يستغنى عن ذكر حديثه فإني لا أعلم له من الأحاديث المسندة ما أذكره وإنما له من الأخبار المكروه الذي لا أستحب ذكره " اهـ [ الكامل في ضعفاء الرجال ت 1621 ]

وفي ميزان الاعتدال :" 6992 - لوط بن يحيى، أبو مخنف، أخباري تالف، لا يوثق به.
تركه أبو حاتم وغيره.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال - مرة: ليس بشئ.
وقال ابن عدي: شيعي (1) محترق، صاحب أخبارهم.
قلت: روى عن الصعق (2) بن زهير، وجابر الجعفي، ومجالد.
روى عنه المدائني، وعبد الرحمن بن مغراء. " اهـ [ ميزان الاعتدال ت6992 ]


وفيه الواقدي ,
محمد بن عمر الواقدي وهو واهي الحديث باتفاق أئمة الحديث قال الذهبي: "استقر الإجماع على وهن الواقدي".

وقد كذبه الكثير وهاك بعض الأقوال ::
قال الحافظ في
[ تهذيب التهذيب 3 / 399 ]

" قال الشافعى فيما أسنده البيهقى : كتب الواقدى كلها كذب .

و قال النسائي فى " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أربعة : الواقدى بالمدينة ، و مقاتل بخراسان ، و محمد
ابن سعيد المصلوب بالشام . و ذكر الرابع .

و قال ابن عدى : أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه .

و قال ابن المدينى : عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل .

و قال فى موضع آخر : ليس هو بموضع للرواية ، و إبراهيم بن أبى يحيى كذاب ، و هو
عندى أحسن حالا من الواقدى .

و قال أبو داود : لا أكتب حديثه و لا أحدث عنه ; ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ،
ليس ننظر للواقدى فى كتاب إلا تبين أمره ، و روى فى فتح اليمن و خبر العنسى أحاديث عن الزهرى ليست من حديث الزهرى .

و قال بندار : ما رأيت أكذب منه .

و قال إسحاق بن راهويه : هو عندى ممن يضع .

و حكى أبو العرب عن الشافعى قال : كان بالمدينة ( سبعة ) رجال يضعون الأسانيد . أحدهم الواقدى .

و قال أبو زرعة الرازى ، و أبو بشر الدولابى ، و العقيلى : متروك الحديث .

و قال أبو حاتم الرازى : وجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير ، قلنا : يحتمل أن تكون تلك الأحاديث منه و يحتمل أن تكون منهم ، ثم نظرنا إلى حديثه عن ابن أبى ذئب و معمر فإنه يضبط حديثهم ، فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير ، فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه .

و حكى ابن الجوزى عن أبى حاتم أنه قال : كان يضع .

و قال الساجى : فى حديثه نظر و اختلاف . و سمعت العباس العنبرى يحدث عنه
و يطريه ، و حدثنا أحمد بن محمد ـ يعنى ابن محرز ـ حدثنا عمرو الناقد قال : قلت
للواقدى : تحفظ عن الثورى عن ابن خثيم ، عن عبد الرحمن بن نبهان عن عبد الرحمن ابن حسان بن ثابت ، عن أبيه ، فى لعن زوارات القبور ؟ فقال : حدثناه سفيان ، فقلت : أمله على ، فأملاه على بالسند ، فقال : حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان ، فقلت : الحمد لله الذى أوقعك أنت تعرف أنساب الجن مثل هذا يخفى عليك ؟ !
قال الساجى : و الحديث حديث قبيصة ما رواه عن سفيان غيره .

و قال النووى فى " شرح المهذب " فى كتاب الغسل منه : الواقدى ضعيف باتفاقهم .

و قال الذهبى فى " الميزان " : استقر الإجماع على وهن الواقدى .
و تعقبه بعض مشائخنا بما لا يلاقى كلامه .

و قال الدارقطنى : الضعف يتبين على حديثه .
و قال الجوزجانى : لم يكن مقنعا ." اهـ .

فإن كان هذا حاله - وهو متهم بوضع الحديث والكذب - فمن باب أولى ( التحرز ) من مروياته في التأريخ وعدم أخذها مطلقًا ولا ردها مطلقًا وكذلك عدم الاعتماد عليها , قال الذهبي رحمه الله : " وقد تقرر أن الواقدي ضعيف ، يحتاج إليه في الغزوات والتأريخ " اهـ

وقال :" الواقدي جمع فأوعى ، وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين فاطرحوه لذلك، ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم . " [ ينظر: سير أعلام النبلاء ( 9/454 ]

ومحمول هذا على عدم التفرد بمروياته , فإن تفرد فهي غير مقبولة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ومعلوم أن لواقدي نفسه خير عند الناس من مثل هشام بن الكلبى وأبيه محمد بن السائب وامثالهما وقد علم كلام الناس فى الواقدي فإن ما يذكره هو وأمثاله إنما يعتضد به ويستأنس به وأما الإعتماد عليه بمجرده فى العلم فهذا لا يصلح " اهـ

(2) وهذا الخبر مذكور في كتاب [ البداية والنهاية 4 / 180 ] لابن كثير رحمه الله , وفيه الواقدي , وسبق بيان حاله .

فانظروا لحال الخليلي كيف يستدل بجهل ! وانظروا بمن يحتج به على أهل السنة والجماعة !

والحمد لله رب العالمين .. يتبع







التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» احتجاج الإباضية بابن بطوطة للطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية
»» الردود العلمية على شبهات مسعور الجهمية [ متجدد ]
»» استدلال المعتزلة بقوله تعالى [ قال لن تراني ] الأعراف : 143
»» شبهة الظل يتناقلها بعض الزنادقة
»» حديث صفة التردد
 
قديم 22-08-14, 05:47 PM   رقم المشاركة : 10
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


ويواصل الخليلي الإباضي الاستدلال بقول سيد قطْب , وذكر قوله :" ثم يقول الأستاذ شهيد الأسلام :" بعد ذلك وأخيراً ثارت الثأرة على عثمان وأختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ، ولكن لابد لمن ينظر إلى أمور ينظر إلى الامور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام وذلك دون إغفال لمن كان وراءها من كيد اليهود من أبن سبأ - عليه لعنة الله - ".
وهذا كله موجود في كتاب العدالة الأجتماعية في الإسلام من صفحة ماتين وعشرة إلى صفحة ماتين وأثني عشر " اهـ

والجواب عن ذلك :

من الذين ثاروا على عثمان رضي الله عنه ! الصحابة ! كم يريد أن يوهم الخليلي ؟

يا ترى ما موقف الصحابة من هذه الفتنة التي حصلت ؟

قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " لم أكن أظن الناس يجترئون هذه الجرأة ولا يطلبون دمه "
[ تاريخ الطبري ]

وهؤلاء الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه اغتنموا غيبة الكثير من أهل المدينة أيام الحج وفي الثغور وفي الأقاليم ,وقد كان موقف عثمان رضي الله عنه من الفتنة واضحًا وجلي ,, حيث أنه منع أن يهراق دم مسلم بسببه فمنعهم من من رفع السلاح وهذه بعض المرويات التي تثبت ذلك :-

* قال شداد بن أوس النجاري الأنصاري : رأيت عليًا خارجًا من بيته معتمًا بعمامة رسول الله صل الله عليه وسلم متقلدًا سيفه , أمامه الحسن وابن عمر في نفر من المهاجرين والأنصار حتى حملوا على الناس وفرقوهم , ثم دخل على الخليفة عثمان رضي الله عنه فقال له :" السلام عليك يا أمير المؤمنين : إن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يلحق هذا الأمر حتى ضرب بالمقبل المدبر وإني والله لا أرى القوم إلا قاتلوك , فمرنا فلنقاتل , فقال عثمان : أنشد الله رجلًا رأى لله حقًا وأقر أن لي عليه حقًا , أن يهريق في سبيلي ملء محجمة من دم أو يهريق دمه فيَّ , فأعاد عليه القول , فأجابه بمثل ما أجابه .
قال : فرأيت عليًا خارجًا من الباب وهو يقول " اللهم إنك تعلم أنا بذلنا المجهود "
[المحب الطبري / الرياض النضرة.]

* وعن جابر بن عبد الله الأنصاري , أن عليًا رضي الله عنه أرسل إليه – إلى عثمان رضي الله عنه – إن معي خمسمئة دارع , فأذن لي فأمنعك من القوم , فإنك لم تُحدث شيئًا يُستحل به دمك , قال : جُزِيت خيرًا ما أُحب أن يهراق دم في سببي "
[ابن عساكر , تاريخ دمشق .]

* قال ابو هريرة رضي الله عنه : دخلت على عثمان يوم الدار فقلت : يا أمير المؤمنين , اليوم طاب الضرب معك , فقال : يا أبا هريرة , أيسرك أن تقتل الناس جميعًا وإياي ؟ قال : قلت : لا .
قال : فإنك والله إن قتلت رجلًا واحدًا فكأنما قتلت الناس جميعًا , قال : فرجعت ولم أقاتل "
[ابن سعد , الطبقات .]

* وروى أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة بسنده " عن أبي حبيبة ، وهو جد موسى أبو أمه ، قال : بعثني الزبير إلى عثمان ، وهو محصور ، فدخلت عليه في يوم صائف ، وهو على فرش ذي ظهر ، وعنده الحسن بن علي ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وبين يديه مراكن ماء مملوءة ، ورياط مطرحة ، فقلت : بعثني إليك الزبير وهو يقرئك السلام ويقول : إني على طاعتك لم أبدل ولم أنكث ، فإن شئت دخلت الدار معك ، فكنت رجلا من القوم ، وإن شئت أقمت ، وإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي ، ثم يمضوا لما آمرهم به ، فلما سمع الرسالة قال : الله أكبر ، الحمد لله الذي عصم أخي ، أقرئه السلام وقل له أن يدخل الدار لا يكون إلا رجلا من القوم ، فمكانك أحب إلي ، وعسى أن يدفع الله بك عني ، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال : ألا أخبركم بما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى يا أبا هريرة ، قال : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « تكون بعدي فتن وأمور وأحداث » ، قلنا : فأين المنجا منها يا رسول الله ؟ قال : « إلى الأمين وحزبه » وأشار إلى عثمان بن عفان ، فقام الناس فقالوا : قد أمكتنا البصائر ، فائذن لنا في الجهاد ، فقال عثمان : عزمت على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل ، قال : فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف ، فقتلوه رضي الله عنه "
[أحمد , فضائل الصحابة .]

وموقف الصحابة من ذلك أدلته كثيرة اكتفي بالتالي :-

* لما قتل عثمان رضي الله عنه ذُهل أبو هريرة وكان يقول وله ظفيرتان وهو ممسك بهما : "اضربوا عنقي , قُتل والله عثمان على غير وجه حق "
[ابن شبة , تاريخ المدينة .]

* قال علي رضي الله عنه للحسن والحسين رضي الله عنهما :" اذهبا بسيفيكما حتى تقفا على باب عثمان ولا تدعا أحدًا يصل إليه , وبعث الزبير ابنه , وبعث طلحة ابنه , وبعث عدة من كبار الصحابة أبناءهم , يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان , ورماه الناس بالسهام حتى خُضب الحسن بالدماء وتخضب محمد بن طلحة وشُج قنبر مولى علي "
[ابن حبان , الثقات / الذهبي , تاريخ .]

*وقال علي للحسن رضي الله عنهما وهما في الكوفة : " تركنا ابن عمنا وابن عمتنا حتى قتل , ثم صرنا أضيافًا على الناس يحكم فينا دوان العرب , كان الرأي ألا يقتل عثمان رضي الله عنه "
[ابن شبة , تاريخ المدينة.]

* رؤي عبد الله بن سلام يوم قتل الخليفة وهو يبكي ويقول :" اليوم هلكت العرب "
[ ابن شبة . تاريخ المدينة .]

* وقال أبو بكرة نفيع رضي الله عنه :" لئن أخرَّ من هذه السحابة , فأتقطع أحبُّ إليَّ من أن أكون شَركت في دم عثمان "
[ابن شبة , تاريخ المدينة / ابن كثير , البداية والنهاية .]

* ولما منعت الخوارج الماء عن الخليفة قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما :" سبحان الله ! قد اشترى بئر رومة وتمنعوه ماءها ؟! "
[المحب الطبري , الرياض النضرة .]

* لما بلغ أبا حميد الساعدي الأنصاري وهو من أهل بدر , مقتل عثمان قال : " اللهم إن لك علي أن لا أفعل كذا وكذا ولا أضحك حتى ألقاك "
[ابن كثير , البداية والنهاية .]

وعن حماد بن زيد قال وعيناه تدمعان : "رحم الله أمير المؤمنين ! حوصر نيفًا وأربعين ليلة لم يبدُ منه كلمة لمبتدع فيها حجة "
[تاريخ دمشق لابن عساكر]

وقال الحسن رضي الله عنه : " عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ما ينكرون من إمارته شيئًا " وهي مدة خلافته رضي الله عنه .

لما قتل عثمان رضي الله عنه ذُهل أبو هريرة وكان يقول وله ظفيرتان وهو ممسك بهما : "اضربوا عنقي , قُتل والله عثمان على غير وجه حق "
[ابن شبة , تاريخ المدينة .]

والأثار كثيرة لا أريد الإطالة , لكن يبقى السؤال من هم الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ؟!

الجواب :-
قال مليح بن عوف السلمي للزبير رضي الله عنه : يا أبا عبد الله ما هذا ؟ - يسأل عن مقتل عثمان رضي الله عنه – قال : عُديَ على أمير المؤمنين فقُتل بلا ترة ولا عذر , قال ومَنْ ؟ قال : الغوغاء من الأمصار ونُزاع القبائل وظاهرهم الأعراب والعبيد " تاريخ الطبري ..


فالخلاصة , أن الصحابة رضي الله عنهم لم يمتنعوا من الدفاع عن عثمان رضي الله عنه كما يلبس هذا الجاهل الخارجي على العوام المغترين به , بل هُمْ همّوا للدفاع عنه وأرسلوا ابناؤهم ومواليهم لكن عثمان رضي الله عنه أمتنع أن يهريق من أجله دم وحاول منع الفتنة بقدر المستطاع , وقد تظاهر الخوارج الذين خرجوا عليه أنهم يطالبون ببعض الحقوق ولم يظن الصحابة أنه سيصل إلى أن يتسوروا عليه البيت ويقتلوه كما قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :" لم أكن أظن الناس يجترئون هذه الجرأة ولا يطلبون دمه " الطبري , تاريخه .

وكان قدر الله مقدورا ولا حول ولا قوة إلا بالله وكتبوا على لسان بعض الصحابة كذبًا وزورا وتناقلوه فيما بينهم مع أن عثمان رضي الله عنه برئ مما نسب إليه حتى قال كعب بن مالك رضي الله عنه

ما قاتلوه على ذنبٍ ألمَّ به ** إلا الذي نَطَقُوا زورًا ولم يَكُنِ


والذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه رأسهم عبد الله بن سبأ اليهودي وأعوانه
وليس فيهم صحابي واحد فقد سُئل الحسن البصري رحمه الله : " أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار ؟ قال : لا , كانوا أعلاجًا من مصر " تاريخ ابن خياط .


ولا يغرنك أخي القارئ قول سيد قطْب " وذلك دون إغفال لمن كان وراءها من كيد اليهود من أبن سبأ - عليه لعنة الله - " فإنما هذا من باب ذر الرماد على العيون , وإلا لو قارنت بين أقوال سيد قطب في عثمان رضي الله عنه وفي ابن سبأ اليهودي عليه لعائن الله , لرأيت أن سيد قطب صب جام غضبه على هذا الصحابي الجليل بخلاف ابن سبأ اليهودي .








التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» الأنتصار لحديث النزول ..
»» رد على شبهة حفيد الخوارج
»» عقيدة الإباضية في المخالف
»» كتاب : ثلاث رسائل في الرد على الإباضية
»» تفنيد شبهة من شبهات حفيد الشراة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "