العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة > كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-10, 09:43 PM   رقم المشاركة : 61
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصلٌ


ولزيادة الإيمان أسباب منها:


1. معرفة أسماء الله وصفاته.

فإن العبد كلما ازداد معرفة بها وبمقتضياتها وآثارها،

ازداد إيماناً بربه وحباً له وتعظيماً.


2. النظر في آيات الله الكونية والشرعية.

فإن العبد كلما نظر فيها وتأمّل ما اشتملت عليه

من القدرة الباهرة والحكمة البالغة،

ازداد إيمانُه ويقينُه بلا ريب.


3. فعل الطاعة.

فإن الإيمان يزداد به بحسب حُسْن العمل وجنسه وكثرته.

فكلما كان العملُ أحسنَ كانت زيادة الإيمان به أعظمَ.

وحُسْن العمل

يكون بحسب الإخلاص والمتابعة.



وأما جنس العمل،

فإنّ الواجبَ أفضلُ من المسنون،

وبعضَ الطاعات أَوْكَدُ وأفضلُ من البعض الآخر.

وكلما كانت الطاعةُ أفضلَ كانت زيادةُ الإيمان بها أعظمَ.


وأما كثرةُ العمل،

فإن الإيمان يزداد بها

لأن العمل من الإيمان، فلا جرم أن يزيدَ بزيادته.



4. ترك المعصية خوفاً من الله عز وجل.

وكلما قَوِيَ الداعي إلى فعل المعصية

كان زيادةُ الإيمان بتركها أعظمَ.

لأن تركها مع قوة الداعي إليها

دليل على قوة إيمان العبد

وتقديمه ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسُه.






من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: عداء الماتريدية للعقيدة السلفية
»» الحلف الصليبي الصفوي من غزل التقية إلى المجون المعلن د. ناصر العمر
»» علاقة عليّ بن أبي طالب بعمر بن الخطاب رضي الله عنهما
»» شركة إسرائيلية وإيران توقعان صفقة تجارية بملايين الدولارت
»» اترك أثراً قبل الرحيل / للشيخ محمد المنجد
 
قديم 19-04-10, 09:49 PM   رقم المشاركة : 62
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



وأما نقص الإيمان فله أسباب:

1. الجهل بالله تعالى وأسمائه وصفاته.


2. الغفلة والإعراض عن النظر في آيات الله

وأحكامه الكونية والشرعية.

فإن ذلك يوجب مرضَ القلب أو موتَه

باستيلاء الشهوات والشُّبُهات عليه.


3. فعل المعصية

فيَنقص الإيمان بحسب جنسها وقَدْرها

والتهاونِ بها وقوةِ الداعي إليها أو ضعفِه.


فأما جنسُها وقدرها،

فإن نقصَ الإيمان بالكبائر أعظمُ من نقصه بالصغائر،

ونقصَ الإيمان بقتل النفس الـمُحَرَّمةِ

أعظمُ من نقصه بأخذ مال مُحْتَرَمٍ،

ونقصَه بمعصيتين أكثرُ من نقصه بمعصية واحدة وهكذا.


وأما التهاونُ بها،

فإن المعصية إذا صدرت من قلب متهاون بمن عصاه

ضعيفِ الخوف منه كان نقصُ الإيمان بها أعظمَ

من نقصه إذا صدرت من قلب معظم لله تعالى

شديدِ الخوف منه لكنْ فَرَطَتْ منه المعصيةُ.


وأما قوةُ الداعي إليها،

فإن المعصيةَ إذا صدرت ممن ضَعُفَتْ منه دواعِيها

كان نقصُ الإيمان بها أعظمَ

من نقصه إذا صدرت ممن قويت منه دواعِيها.

ولذلك كان استكبارُ الفقير وزِنَى الشيخِ أعظمَ إثماً

من استكبار الغني وزنى الشابّ،


كما في الحديث:

( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة

ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )

وذكر منهم: الأُشَيْمِطَ الزانِيَ والعائلَ المستكبِرَ،

لقِلة داعي تلك المعصية فيهما.


4. تركُ الطاعة.

فإن الإيمان ينقص به،

والنقصُ به على حسب تَأَكُّدِ الطاعة.

فكلما كانتِ الطاعةُ أَوْكدَ

كان نقصُ الإيمان بتركها أعظمَ.

وربما فُقِدَ الإيمانُ كلُّه كترك الصلاة.


ثم إنّ نقصَ الإيمان بترك الطاعة على نوعين.

نوعٌ يعاقب عليه، وهو ترك الواجب بلا عذر.

ونوعٌ لا يعاقب عليه، وهو تركُ الواجب لعذر شرعي

أو حسي وتركُ المستحب،


فالأول كترك المرأة الصلاةَ أيام الحيض،

والثاني كترك صلاة الضحى.

والله أعلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» خطط الروافض السرية للعدوان على الحرمين وزوارهما / كتاب
»» إيران الممانعة والمقاومة فعلتها لترد على الوهابية
»» الرد على القبوريين للشّيخ محمّد الغزالي رحمه الله تعالى
»» الشيخ صالح اللحيدان يلقي درسه في الظلام الدامس
»» التسخيري والدولة الفاطمية
 
قديم 19-04-10, 11:49 PM   رقم المشاركة : 63
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصلٌ

في الاستثناء في الإيمان


الاستثناء[1] في الإيمان أن يقول:

أنا مؤمن إن شاء الله.


وقد اختلف الناس فيه على ثلاثة أقوال:


أحدها تحريم الاستثناء.

وهو قول المرجئة والجهمية ونحوِهم.

ومأخذ هذا القولَّ أن الإيمان شيء واحد

يعلمه الإنسان من نفسه،

وهو التصديق الذي في القلب.

فإذا استثنى فيه، كان دليلاً على شكه.

ولذلك كانوا يُسمُّون الذين يستثنون في الإيمان شُكَّاكاً.



والقول الثاني وجوب الاستثناء.

وهذا القولُ له مأخذان:

أولاً: أن الإيمان هو ما مات الإنسان عليه،

فالإنسان إنما يكون مؤمناً وكافراً بحسب الموافاة.

وهذا شيء مستقبل غيرُ معلوم، فلا يجوز الجزم به.

وهذا مأخذُ كثيرٍ من المتأخرين من الكُلابية وغيرِهم.

لكنّ هذا المأخذَ لم يُعْلَم أن أحداً من السلف علّل به[2]،

وإنما كانوا يعلِّلون بالمأخذ الثاني.


وهو: أن الإيمانَ المطلقَ يتضمن

فعلَ جميعِ المأمورات وتركَ جميعِ المحظورات.

وهذا لا يَجزِم به الإنسان من نفسه.

ولو جزم لكان قد زكّى نفسه

وشهد لها بأنه من المتقين الأبرارِ،

وكان ينبغي على هذا أن يشهد لنفسه بأنه من أهل الجنة،

وهذه لوازمُ مُمْتَنِعَةٌ.



القول الثالث التفصيل.


فإن كان الاستثناء صادراً عن شكّ

في وجود أصل الإيمان،

فهذا محرم بل كفر.

لأن الإيمانَ جزمٌ والشكَّ ينافيه.


وإن كان صادراً عن خوفِ تزكيةِ النفس

والشهادةِ لها بتحقيق الإيمان قولاً وعملاً واعتقاداً،

فهذا واجب خوفاً من هذا المحذور.

وإن كان المقصودُ من الاستثناء التَّبَرُّكَ بذكر المشيئة،

أو بيانَ التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله،

فهذا جائز.


والتعليق بالمشيئة على هذا الوجه - أعني بيانَ التعليل -

لا ينافي تَحَقُّقَ الـمُعَلَّقِ،

فإنه قد ورد التعليقُ على هذا الوجه في الأمور المحققة،

كقوله تعالى:

( لتدخلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله

آمنين مُحَلِّقِين رؤوسكم ومُقَصِّرِين لا تخافون ).


وبهذا عُرف أنه لا يصحّ إطلاق الحكم على الاستثناء،

بل لابد من التفصيل السابق.

والله أعلم.




وصلى الله على نبينا محمد

وعلى آله وصحبه وسلم.


حُرِّرَ في 8 من ذي القعدة سنة 1380هـ.


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


[1]. قال الشيخ في الشرح: الأشياء المعلومةُ الـمُحَقَّقَةُ يكون الاستثناءُ فيها عبثاً ولغواً.
والأشياءُ غير الـمُحَقَّقَة يكون الاستثناء فيها له مَحَلّ.

[2]. قال الشيخ في الشرح: أما على قول بعض الكلابية الذين يقولون
تقول إن شاء الله لأنك لا تدري ماذا تموت عليه فهذا ليس بصحيح
لأن الإنسان إنما يخبر عن نفسه الآن أما المستقبل فالله به عليم.







من مواضيعي في المنتدى
»» 10 سنين سجن للشيخ أيوب كنجي أحد علماء السنة في إيران
»» بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
»» دمعة على الحجاب
»» موقع رائع جدا للقرآن الكريم وتلاوته وحفظه
»» مراجع إيرانية تخالف خامنئي بتحديد أول أيام العيد
 
قديم 20-04-10, 12:17 AM   رقم المشاركة : 64
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فهرس الكتاب


مقدمة


الباب الأول:

فيما يجب على العـبد في دينه



الباب الثاني:

فيما تضمنته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
من بيان الحق في أصول الدين وفروعه



الباب الثالث:


في طريقة أهل السنة والجماعة


في أسماء الله وصفاته


التحريف

التعطيل

التكييف

التمثيل والتشبيه

الإلحاد


الباب الرابع:

في بيان صحة مذهب السلف
وبطلانِ القول بتفضيل مذهب الخلف

في العلم والحكمة على مذهب السلف


الباب الخامس:

في حكاية بعض المتأخرين لمذهب السلف



الباب السادس:

في لَبس الحق بالباطل من بعض المتأخرين


الباب السابع:

في أقوال السلف المأثورة في الصفات

الباب الثامن:

في علو الله تعالى وأدلة العلوّ


الباب التاسع:

في الجهة


الباب العاشر:

في استواء الله على عرشه


الباب الحاديَ عشَرَ:


في المعية


أقسام معية الله لخلقه


الباب الثاني عشَرَ:

في الجمع بين نصوص علو الله بذاته ومعيته


الباب الثالثَ عشَرَ:


في نزول الله إلى السماء الدنيا





فصلٌ:


في الجمع بين نصوص علوِّ الله تعالى بذاته

ونزولِه إلى السماء الدنيا


الباب الرابعَ عشَرَ:


في إثبات الوجه لله تعالى





الباب الخامسَ عشَرَ:

في يدَيِ الله عز وجل


الباب السادسَ عشَرَ:

في عينَيِ الله تعالى


الباب السابعَ عشَرَ:


في الوجوه التي وردت عليها

صفتا اليدين والعينين


الباب الثامنَ عشَرَ:

في كلام الله سبحانه وتعالى


فصل:

في أن القرآنَ كلامُ الله


فصل:

في اللفظ والملفوظ


الباب التاسعَ عشَرَ:


في ظهور مقالة التعطيل واستمدادها





الباب العشرون:


في طريقة النفاة فيما يجب إثباته أو نفيه من صفات الله





فصل:

فيما يلزم على طريقة النفاة من اللوازم الباطلة


فصل:

فيما يعتمد عليه النفاة من الشبهات


الباب الحادي والعشرون:


في أن كل واحد من فريقَي التعطيل والتمثيل

قد جمع بين التعطيل والتمثيل


الباب الثاني والعشرون:

في تحذير السلف عن علم الكلام


الباب الثالث والعشرون:


في أقسام المنحرفين عن الاستقامة

في باب الإيمان بالله واليوم الآخر



الباب الرابع والعشرون:

في انقسام أهل القبلة

في آيات الصفات وأحاديثها


الباب الخامس والعشرون:


في ألقاب السوء


التي وضعها المبتدعة على أهل السنة


الباب السادس والعشرون:

في الإسلام والإيمان


فصل

في زيادة الإيمان ونقصانه


فصلٌ


في الاستثناء في الإيمان




***********************



للحصول على نسخة من الكتاب










من مواضيعي في المنتدى
»» الصوفية والعلمانية ... العفن والطُفيل
»» 52 جهة سعودية ستشارك في معرض كن داعيا بنجران
»» هل يمكن التقارب مع من يزعم تحريف القرآن الكريم ؟
»» شبهة صوفية : التصرف في الكون من كرامات الأولياء
»» نيل السول في تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
 
قديم 02-12-10, 01:16 PM   رقم المشاركة : 65
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


اللهم صل على محمد

وعلى آله وصحبه وسلم






من مواضيعي في المنتدى
»» حاكم إيران الفعلي
»» رحم الله صاحب كتاب زبدة التفسير
»» شبهة صوفية : التصرف في الكون من كرامات الأولياء
»» هل الأخذ بظواهر الآيات كفر ؟
»» الرسائل المفيدة في تصحيح العقيدة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "