العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-03-15, 08:24 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


أيهما أفضل الرجل الغني أم الرجل الفقير

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النصوص الواردة في الكتاب والسنة حاكمة بالقسط، فإن الله في القرآن لم يفضل أحداً بفقر،ولا غنى، كما لم يفضل أحداً بصحة ولا مرض، ولا إقامة ولا سفر،ولا إمارة ولا ائتمار،بل قال‏(‏‏إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ‏)
وفضلهم بالأعمال الصالحة‏،من
الإيمان ودعائمه، وشعبه كاليقين والمعرفة،ومحبة الله والإنابة إليه،والتوكل عليه ورجائه، وخشيته وشكره،
وقال تعالى‏(‏‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ‏)‏النساء،
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم،وخلفاؤه يعدلون بين المسلمين‏،غنيهم وفقيرهم،
ولما طلب بعض الأغنياء من النبي صلى الله عليه وسلم،إبعاد الفقراء نهاه الله عن ذلك‏،
وأثنى عليهم بأنهم يريدون وجهه، فقال‏(‏‏وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم‏)الأنعام‏‏،
وقال‏(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم‏)‏الكهف،
وكانوا يستوون في مقاعدهم عنده،وفي الاصطفاف خلفه، وغير ذلك‏،وهذا هو العدل والقسط الذي جاء به الكتاب والسنة وهي طريقة عمر بن عبد العزيز،وابن المبارك ومالك،وأحمد بن حنبل، وغيرهم،في معاملتهم للأقوياء والضعفاء والأغنياء والفقراء‏،وفي الأئمة من كان يميل إلى الفقراء،
ويميل على الأغنياء مجتهداً في ذلك طالباً به رضا الله،
ونصوص النبي صلى الله عليه وسلم،معتدلة فإنه قد روى‏،أن الفقراء قالوا له‏،يا رسول الله، ذهب أهل الدُّثور بالأجور، يُصَلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها ولا نتصدق فقال‏(‏ألا أعلمكم شيئاً إذا فعلتموه أدركتم به من سبقكم، ولم يلحقكم من بعدكم إلا من عمل مثل عملكم‏،فعلمهم التسبيح المائة في دبر كل صلاة‏،
فجاؤوا إليه فقالوا‏،إن إخواننا من الأغنياء سمعوا ذلك ففعلوه،فقال(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‏)صحيح مسلم،
وثبت عنه أيضاً في صحيح مسلم،أنه،قال‏(‏يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة عام‏)فهذا فيه تفضيل الفقراء المؤمنين بأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء المؤمنين،وكلاهما حق،فإن الفقير ليس معه مال كثير يحاسب على قبضه وصرفه،فلا يؤخر عن دخول الجنة لأجل الحساب،
فيسبق في الدخول،وهو أحوج إلى سرعة الثواب، لما فاته في الدنيا من الطيبات‏،
والغني يحاسب، فإن كان محسناً في غناه غير مسيء،رفعت درجته عليه بعد الدخول‏،
وليست حاجته إلى سرعة الثواب كحاجة الفقير‏،
ونظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم،في(‏حوضه‏)الذي طوله شهر وعرضه شهر‏،‏ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، أول الناس، علي وردا فقراء المهاجرين‏،الدنسين ثيابا، الشُّعث رؤوساً، الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم أبواب الملوك، يموت أحدهم وحاجته تختلج في صدره لا يجد لها قضاء‏،‏فكانوا أسبق إلى الذي يزيل ما حصل لهم في الدنيا من اللأواء والشدة، وهذا موضع ضيافة عامة فإنه يقدم الأشد جوعاً في الإطعام، وإن كان لبعض المستأخرين نوع إطعام ليس لبعض المتقدمين لاستحقاقه ذلك ببذله عنده أو غير ذلك، وليس في المسألة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،أصح من هذين الحديثين وفيها الحكم الفصل‏،‏ إن الفقراء لهم السبق والأغنياء لهم الفضل،
وهذا كالسبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ومع كل ألف سبعين ألفاً،وقد يحاسب بعدهم من إذا دخل رفعت درجته عليهم‏،
‏‏ وقد ثبت في الصحاح أنه قال‏(‏اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء،
واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)
وثبت في الصحاح أيضاً أنه قال‏(‏احتجت الجنة والنار فقالت الجنة‏، ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم،وقالت النار‏،مالي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون،وقوله‏،‏‏وقفت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون،إلا أهل النار فقد أمر بهم إلى النار‏)
وقوله صلى الله عليه وسلم( وإذا أصحاب الجد محبوسون )المراد به أصحاب البخت والحظ في الدنيا،والغنى والوجاهة بها،وأصحاب الولايات،ومعناه،محبوسون للحساب،
معنى الحديث،أن الجنة دار المتواضعين الخاشعين،لا دار المتكبرين الجبارين سواء كانوا أغنياء أو فقراء،فإنه قد ثبت في الصحيح‏،أنه(‏لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر‏،و‏‏لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان‏‏،
وفي الحديث المأثور(اللهم أحيني مسكيناً،وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين‏)رواه الترمذي،وابن ماجه في سننيهما، وصححه الألباني،
فالمساكين ضد المتكبرين، وهم الخاشعون لله، المتواضعون لعظمته، الذين لا يريدون علواً في الأرض‏،رسولنا الكريم‏‏ أن الله خيره بين أن يكون عبداً رسولاً،وبين أن يكون نبياً ملكاً، فاختار أن يكون عبداً رسولاً،
لأن العبد الرسول يتصرف بأمر سيده،لا لأجل حظه، وأما الملك فيتصرف لحظ نفسه، وإن كان مباحاً‏،ففي هذه الأحاديث‏،أنه اختار العبودية والتواضع‏،وإن كان هو الأعلى هو ومن اتبعه‏،كما قال‏ تعالى(‏‏وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ‏)‏آل عمران‏‏، وقال‏(‏‏وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ‏)‏المنافقون‏،
وقد أعطى مع هذا من العطاء ما لم يعطه غيره، وإنما يفضل الغنى لأجل الإحسان إلى الخلق، والإنفاق في سبيل الله، والاستعانة به على طاعة الله وعبادته،وإلا فذات ملك المال لا ينفع، بل قد يضر وقد صبر مع هذا من اللأواء والشدة على ما لم يصبر عليه غيره، فنال أعلى درجات الشاكرين وأفضل مقامات الصابرين،
‏‏ فلهذا السبب صارت المسكنة نسبته،وكذلك لما رأوا المسكنة والتواضع في الفقراء أكثر،اعتقدوا أن التواضع والمسكنة هو الفقر وليس كذلك، بل الفقر هنا عدم المال، والمسكنة خضوع القلب،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم‏،يستعيذ من فتنة الفقر،وشر فتنة الغني،وقال بعض الصحابة‏،ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر،وقد قال صلى الله عليه وسلم‏(‏والله ما الفقر أخشى عليكم،ولكن أخاف أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها‏) صحيح البخاري،
ولهذا كان الغالب على المهاجرين الفقر،والغالب على الأنصار الغنى، والمهاجرون أفضل من الأنصار،
فلا يصح أن يقال(إن الغنى أفضل من الفقر)مطلقاً،ولا يصح أن يقال أيضاً(إن الفقر أفضل من الغنى)مطلقاً،بل ذلك يختلف باختلاف الأشخاص،فإن من الناس من يكون الفقر أفضل في حقه من الغنى، ولو أغناه الله لدخل النار، ومن الناس من يكون الغنى أفضل في حقه من الفقر، ولو أفقره الله لدخل النار،قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى،والفقر والغنى حالان يعرضان للعبد باختياره تارة وبغير اختياره أخرى،
ولا يجوز إطلاق القول بتفضيله على الآخر,بل قد يكون هذا أفضل في حال، وهذا أفضل في حال،وقد يستويان،
وقال أيضاً في موضع آخر من مجموع الفتاوى،قد يكون الفقر لبعض الناس أنفع من الغنى،والغنى أنفع لآخرين،كما تكون الصحة لبعضهم أنفع،كما في الحديث الذي رواه البغوي وغيره،إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك, وإن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي، إني بهم خبير.
ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ،صلى الله عليه وسلم،أن يقنع بنصيبه ﺍﻟﺬي ﻗﺴﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ له ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ يكن ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻐﻨﻰ الحقيقي ﻫﻮ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ،ﻛﻤﺎ ﺃخبر النبي،صلى الله عليه وسلم،في الحديث(ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)وﺇﻥ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ في ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻪ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ نعمًا ﺗﻔﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ؛ ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻭالأﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻔﻮﻕ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ،
ولذلك فإنك تجد بعض الناس عنده أموال طائلة،وأثاث وأمتعة، وشركات ومؤسسات،ولكن قلبه فقير لا يشبع ولا يقنع فهو دائماً متعلق بالدنيا، متعب، قلق،لا يطمئن في نومه،ولا أكله،ولا شربه،
ولا جلوسه مع أهله،لأن قلبه فقير،وإن كان عنده أموال كثيرة،
وفي المقابل تجد بعض الناس عنده الكفاف لكن قلبه مستريح، مطمئن لما جعل الله في قلبه من القناعة والراحة والطمأنينة، فهو مرتاح في بيته، ومع أهله وأولاده،
نسأل الله أن يرزقنا القناعة بما أعطانا، وألا يحوجنا لأحد من خلقه،
اللهم آميـــــــــــــن.







 
قديم 25-04-20, 03:15 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "