ذكرت انا في احد ردودي هنا :
(( اذا فـالاحـايـث الـصحيحة عند فقهاء الشيعة هي التي استخرجوا منها المسائل الفقهية المدونة في الـكـتـب الـفقهية المذكورة آنفا, ومن ثم ثبت ان العلماء لم يجروا اي دراسة حوزوية على احاديث الـسيرة , سواء سيرة الانبياء السابقين , او خاتم الانبياء وصحابته , او الائمة واصحابهم , وروايات التاريخ الاسلامي العام , ولا على احاديث تفسير القرآن الكريم والادعية والاخلاق , وكذلك اغلب احـاديث الاعمال المستحبة , وتجدهم يعولون في هذه المباحث على روايات ورواة لا يعولون عليها ولا عـلـيهم في المباحث الفقهية , بل يطرحونها ويسقطونها من الاعتبار.. ))
وهذه النقطه لا بد ان تعني شيئا بالنسبه لكم , لانها تسقط الكثير مما يثار الجدل حوله من روايات واحاديث وارده في كتب الشيعه .
اما ماهي المقاييس ؟ فهذه لا احددها انا او اي واحد من العامه , وسيتبين ان كل شئ فيه اختلاف يرد الى كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم كما نقلها لنا الائمه الاطهار عن جدهم الرسول صلى الله عليه وسلم والتي توارثوها ابا عن جد كما ذكرنا سابقا .
وحتى لا اجتهد في هذه المساله المهمه اورد ما ذكر في كتاب معالم المدرستين ج3 ص 322
------------------------
هـكـذا يقع الخطا في رواية الحديث وغيره , ولم يعصم اللّه اي كتاب من الباطل عدا كتابه العزيز الذي (لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ((1)) .
اضـف الـيـه انـه قد كذب على رسول اللّه وكذلك كذب على الائمة من اهل بيته , وانتشر الحديث الـمـكذوب على رسول اللّه والائمة من اهل بيته في كتب الحديث واختلط الحق بالباطل والصحيح بالزائف , فعالج ائمة اهل البيت هذا وذاك بامرين :.
اولا ـ الـتـشـهير بالكذابين ممن يروون الحديث وطردهم ولعنهم امثال ابي الخطاب محمد بن ابي زينب الكوفي ((2)) , والمغيرة بن سعيد ((3)) , وبنان بن بيان ((4)) , وغيرهم .
ثانياـ وضع قواعد وموازين خاصة لمعرفة سليم الحديث من سقيمه , مثل :.
ا ـ مـا رواه الامـام ابـو عبد اللّه الصادق (ع ) عن جده الرسول (ص ), قال : خطب النبي بمنى فقال ((ايـهـا الـنـاس اقله )) ((5)) .
ب ـ مـا جـاء في كتاب الامام علي لمالك الاشتر: (فان تنازعتم في شي ء فردوه الى اللّه والرسول ) فـالـراد الـى اللّه الاخـذ بـمـحـكـم كـتـابـه والـراد الـى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة ((6)) .
ج ـ مـا قاله الامام الباقر (ع ): اذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا, او شاهدين من كتاب اللّه فخذوا به , والا فقفوا عنده , ثم ردوه الينا حتى يستبين لكم ((7)) .
د ـ ما جاء عن الامام الصادق (ع ):.
1 ـ اذا ورد عـليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب اللّه , فما وافق كتاب اللّه فخذوه , وما خالف كتاب اللّه فردوه ((8)) .
2 ـ كل شي ء مردود الى الكتاب والسنة , وكل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف ((9)) .
3 ـ انتم افقه الناس اذا عرفتم معاني كلامنا, ان الكلمة لتنصرف على وجوه ((10)) .
جـاء امـثـال هـذا احاديث كثيرة عن ائمة اهل البيت , وجاءت عنهم ايضا احاديث يشيرون فيها الى : الاخذ بما يخالف راي مدرسة الخلفاء.
جـاء عـن الامام الصادق (ع ) في تعليل ذلك انه قال : اتدري لم امرتم بالاخذ بخلاف ما تقول العامة ؟ فقلت : لا ادري فقال :.
ان عليا (ع ) لم يكن يدين اللّه بدين الا خالف عليه الامة الى غيره ارادة لابطال امره وكانوا يسالون امـيـر المؤمنين (ع ) عن الشي ء الذي لا يعلمونه فاذا افتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس ((11)) .
--------------------------
1- ـ سورة فصلت / 42.
2- ـ مجمع الرجال 5 / 106 ـ 115.
3- ـ مجمع الرجال 6 / 117 ـ 121.
4- ـ مجمع الرجال 6 / 117.
5- ـ وسائل الشيعة 18 / 79, ح 15 من الباب 9 من ابواب صفات القاضي , عن المحاسن .
6- ـ نـهج البلاغة في كتاب الامام لمالك الاشتر, والوسائل 18 / 86, ح 38, غير المفرقة : اي السنة التي اجتمعت عليها الامة .
7- ـ الكافي 2 / 222, ج 4, ووسائل الشيعة 18 / 80, ح 18.
8- ـ وسائل الشيعة 18 / 84, ح 29.
9- ـ وسائل الشيعة 18 / 79, ح 14, والزخرف : الباطل الممؤه .
10- ـ معاني الاخبار ص 1, ح 1 , ووسائل الشيعة 18 / 84.
11- ـ علل الشرايع 2 / 218, ح 1, ووسائل الشيعة 18 / 83, 84.
------------------------
ولمزيد من ايراد القواعد والمقاييس لمعرفة الحديث جاء في صفحه 325
حديث للامام الرضا عليه السلام :
وقـد سـئل يوما وقد اجتمع عنده قوم من اصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول اللّه (ص ) في الشي ء الواحد فقال (ع ): ان اللّه حرم حراما واحل حلالا وفرض فرائض , فـمـا جاء في تحليل ما حرم اللّه او في تحريم ما احل اللّه او دفع فريضة في كتاب اللّه رسمها بين قـائم بلا ناسخ نسخ ذلك فذلك ما لا يسع الاخذ به , لان رسول اللّه (ص ) لم يكن ليحرم ما احل اللّه ولا لـيـحـلل ما حرم اللّه ولا ليغير فرائض اللّه واحكامه , كان في ذلك كله متبعا مسلما مؤديا عن اللّه , وذلك قول اللّه (ان اتبع الا ما يوحى الي) فكان (ع ) متبعا للّه مؤديا عن اللّه ما امره به من تبليغ الرسالة , قلت : فانه يرد عنكم الحديث في الشي ء عن رسول اللّه (ص ) مما ليس في الكتاب وهو في السنة ثم يرد خلافه فقال : كذلك قد نهى رسول اللّه (ص ) عن اشياء نهي حرام فوافق في ذلك نهيه نـهـي اللّه , وامـر باشياء فصار ذلك الامر واجبا لازما كعدل فرائض اللّه فوافق في ذلك امره امر اللّه , فما جاء في النهي عن رسول اللّه (ص ) نهي حرام ثم جاء خلافه لم يسع استعمال ذلك , وكذلك فـيـمـا امر به , لانا لا نرخص فيما لم يرخص فيه رسول اللّه (ص ), ولا نامر بخلاف ما امر به رسـول اللّه (ص ) الا لـعـلـة خوف ضرورة , فاما ان نستحل ما حرم رسول اللّه (ص ) او نحرم ما اسـتـحل رسول اللّه (ص ) فلا يكون ذلك ابدا, لانا تابعون لرسول اللّه (ص ) مسلمون له كما كان رسـول اللّه (ص ) تـابـعـا لامر ربه مسلما له , وقال اللّه عز وجل : (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وان اللّه نهى عن اشياء ليس نهي حرام بل اعافة وكراهة , وامر باشياء ليس بامر فرض ولا واجب بل امر فضل ورجحان في .
الـدين , ثم رخص في ذلك للمعلول وغير المعلول , فما كان عن رسول اللّه (ص ) نهي اعافة او امر فضل فذلك الذي يسع استعمال .
الـرخـصـة فيه , اذا ورد عليكم عنا الخبر فيه باتفاق يرويه من يرويه في النهي ولا ينكره وكان الـخبران صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما يجب الاخذ باحدهما او بهما جميعا او بايهما شئت واحببت , موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول اللّه (ص ) والرد اليه والينا, وكان تارك ذلك من باب الـعناد والانكار وترك التسليم لرسول اللّه (ص ) مشركا باللّه العظيم , فما ورد عليكم من خبرين مـخـتلفين فاعرضوهما على كتاب اللّه , فما كان في كتاب اللّه موجودا حلالا او حراما فاتبعوا ما وافـق الـكـتـاب , ومـا لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول اللّه (ص ) فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهي حرام ومامورا به عن رسول اللّه (ص ) امر الزام فاتبعوا ما وافق نهي رسول اللّه (ص ) وامـره , ومـا كـان فـي السنة نهي اعافة او كراهة ثم كان الخبر الاخير خلافه فذلك رخصة فيما عافه رسول اللّه (ص ) وكرهه ولم يحرمه , فذلك الذي يسع الاخذ بهما جميعا وبايهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع والرد الى رسول اللّه (ص ), وما لم تجدوه في شي ء مـن هذه الوجوه فردوا الينا علمه فنحن اولى بذلك , ولا تقولوا فيه برائكم , وعليكم بالكف والتثبت والوقوف , وانتم طالبون باحثون حتى ياتيكم البيان من عندنا ((487- ـ عيون الاخبار, ط قم ج 2 ص 20, ح 45, والوسائل 18 / 81 ـ 86, ح 21.)).
---------------------------------- انتهى
وهنا نسلط الضوء على الجمله الاخيره :
(( وما لم تجدوه في شي ء مـن هذه الوجوه فردوا الينا علمه فنحن اولى بذلك , ولا تقولوا فيه برائكم , وعليكم بالكف والتثبت والوقوف , وانتم طالبون باحثون حتى ياتيكم ))
فنحن نرد كل ما نختلف فيه مما لم نجده في القران او في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الى ائمة اهل البيت عليهم السلام لشهادتهم انهم هم الراسخون في العلم , ولم يجرؤ احد على الادعاء بذلك كما لم يجرؤ احد على القول ( اسالوني قبل ان تفقدوني ) كما قالها الامام علي كرم الله وجهه . لذا نحن لا نجرء على رد ذلك الى كتاب يدعى بصحيح فلان او صحيح فلان , فما هي شرعية الشروط الموضوعه لصحة احاديثها ؟ هل فيكم من يذكر لنا شروط صحة الحديث لدى البخاري مثلا ؟ ومهما كان من يروى عنه في هذه الكتب , هل هو معصوم من الخطا والزلل والنسيان ولدي حديث لابي هريره مثلا يناقض نفسه ويدعي انه نسي لان فلان قد اخبره بذلك فهو غير متاكد مما قاله .
ان المساله التي نحن بصددها ليست عراك ومحاولة الحصول على انتصار في النقاش في هذا المنتدى او ذاك , هذه حجتكم , وهذه حجتنا , والامر يومئذ الى الخالق الباري يفصل بيننا , فاما ان يشفع لكم البخاري ومسلم وغيره واما يشفع لنا ائمة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام
ارجو ان تكون هنا اجابه على تساؤلاتكم .
والسلام