من أصول أهل السنة المرعية
أنهم يعتزلون أهل البدع,
و ينفرون منهم ,و يحذرون من مسالكهم.
يحذرون من البدع و أهلها, يعادونهم,
لا يسلكون طرقهم, و لا يكونون في سبلهم,
و يحذرون منهم و من مجامعهم ,
و يفضحون مسالكهم,
و يشهرون بهم في المجامع و على رؤوس المنابر,
تحذيراً للمسلمين من بدعهم.
إن هؤلاء المبتدعة
أشد ضرراً على الإسلام و أهله من العدو الظاهر.
لأن العدو الظاهر مكشوف حاله يحذره المسلمون و لا يخفى عليهم أمره
أما هؤلاء هم ينخرون في جسد الأمة
و يحرفونها عن الصراط المستقيم
لذلك كان العلماء من سلفنا
من الصحابة و من بعدهم ممن تبعهم بالإحسان
يتبرءون منهم و ينفرون منهم و يحذرون من مسالكهم .
قال عبد الله بن عمر
لمن أخبره بظهور القدرية ناحيته قال :
"إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني بريء منهم
و أنهم برءآء مني"
لا بد من التبري من أصحاب البدع و من أهلها
و لا بد من التحذير منهم
هذا أصل من أصول أهل السنة و الجماعة
إذا لم يحكمه الرجل
صار الرجل مبتدعاً من حيث لا يشعر
لأنه ربما قارب أهل البدع
فصار مبتدعاً و هو لا يدري
يسمع كلامهم و يخدع بهم و بمعسول قولهم
إذا سمعت رجلاً
يثني على سيد قطب مثلاً
و يقول هذا رجل أديب
و كأن الأدباء
صار لهم الحق في أن يتكلموا بما يشاءون
من غير مراجعة
يخطئون في الدين
و يسبون الأنبياء و المرسلين
و يعتدون على الصحابة التابعين
و يتكلمون في العقيدة
بأقوال المبتدعة الخالفين المتخلفين
و لا يجوز لأحد أن يتكلم في أخطائهم
و لا في بدعهم
لأنهم أدباء
مع أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم
راجع الشعراء .
راجع النبي صلى الله عليه و آله و سلم الشعراء
فلما سمع قول لبيد رضي الله عنه :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال أصدق بيت قاله شاعر بيت لبيد
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
و أما قوله :
و كل نعيم لا محالة زائل
قال
في الجنة نعيم لا يزول
و كل نعيم لا محالة زائل
لا
في الجنة نعيم لا يزول
إلى غير ذلك من تلك الأمور
لما سمع الشاعر ينشد الشعر
قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم
خذوا الشيطان خذوا الشيطان
لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه
خير له من أن يمتلئ شعراً
الشعراء يراجعون
و قد حبس أمير المؤمنين عمر
الحطيئة لأنه هجا الزبرقان بن بدر
قال :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
و أقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فلما جاء يشكو الحطيئة إليه رضي الله عنه
قال :ما هجاك .
فاحتكموا إلى الشعراء
فقالوا :هذا من أشد الهجاء
لقد سلح عليه
فحبسه و ظل في محبسه
حتى استشفع عند أمير المؤمنين عمر
بصبيته
ختى استشفع عنده بصبيته الصغار
فأطلقه عمر رضوان الله عليه
آخذاً عليه العهد و الميثاق
أن لا يعود للولوغ في أعراض المسلمين .
من قال
إن للشعراء المجال يتكلمون كما يشاؤون ؟
من قال
إن للأدباء أن يطلقون أقلامهم
خابطة في القراطيس
تقع في سواء العقيدة
و أعراض السالكين من الصالحين
من الأنبياء و المرسلين
و من صحابة النبي الأمين ؟
من قال
إنهم لهم ذلك الحق من غير مراجعة ؟
ألم يقتل بشار على الزندقة ؟
ألم يرمى المعري بها ؟
ألم يقتل ابن المقفع على الزندقة ؟
و هل عدا أن يكون كاتباً
و أن يكون ناثراً
كل مؤاخذ
و لا بد أن يؤاخذ بقانون الشرع
و بحياطة الدين من الكتاب و السنة
فتجد الرجل يدعو إلى الله
و يزين للشبيبة المسلمة
بل لعوام المسلمين
و كلمة العامي مشتقة من العمى
فالعامي مشتق لقبه من العمى
يكون أحياناً كالبهيمة
إنما يقوده و أو يسحبه سائقه أو قائده
فحيثما وجه توجه
لا يدري شيئاً
فيسمع من هذا الداعية ثناءً على الرجل
فيتعصب له
ِإذا بين أهل الحق عوار قوله و سوء منطقه
حورب أهل الحق
و يزين ذلك للشبيبة المسلمة
ممن هداهم الله إلى الحق
و إلى التزام منهج الصدق
فيقال خذوا ما عنده من الحق .
و كيف يعرفونه ؟
و دعوا ما عنده من الباطل
و لم يبينوا !
إن كنت صادقاً , بين ما عنده.
قل: كفر المجتمعات
كفر أهل الأرض
إلا من قال بقوله
و جعل أول الكافرين
من يصيح على المنائر
بلا إله إلا الله قال لأنهم خالفوها .
الكلام صريح
لا يُتأول بحال
في مواضع و غير ذلك من تلك الأمور
قوله بقول الجهمية
من تأويل الصفات و إنكار الميزان و غير ذلك
من تلك الأمور
و ما وقع فيه من سب الصحابة
و ما وقع فيه من سب بعض الأنبياء
كسليمان و داوود و موسى عليهم الصلاة و السلام
و لم لا تبينوا هذا ؟
بينوا هذا
قل اجتنبوا هذه الأمور
ففي صفحة في جزء كذا
ستجدون هذا القول احذروه.
إن دل على ذلك,
و قال خذوا ما عنده من الخير,
لقال سامعه:
و أي خير بعد هذا الذي تقول ؟
يلبسون و يدلسون
يقول قائلهم
أتقرب إلى الله بحبه
أفضى الرجل إلى ما قدم
نحن لا نتكلم في مصيره عند الله
لا شأن لنا في هذا
و لا شأن لأحد من الخلق بهذا المصير
فقد يكون وضع رحله في الجنة منذ مات
لا علاقة لنا بهذا الكلام
لا نتكلم في مصائر الخلق عند الحق
فالعلماء لم يكفروا الرجل
إذاً لا نتكلم في مصيره عند الله
و لكن هذا التراث الذي تركه
و الركام الذي خلفه
ينبغي أن ينظر فيه
لا بد أن يغربل و أن يحذر منه
لا أن يترك هكذا
و صار الأمر إلى ما تعلمون
و إلى الله المشتكى و حسبنا الله و نعم الوكيل .
كل ذلك لعدم إحكام منهج أهل السنة و الجماعة و التعصب الأعمى لخزعبلات و خرافات ما أنزل الله بها من سلطان .
أقوام تسنموا ذرى بغير استحقاق و لا يغرنك شقشقة لسان من شقشق و لا عذوبة بيان من بين كل ذلك هراء و غثاء إذا لم يكن قائماً على الأصل المكين من إحكام أصول أهل السنة و الجماعة .فإذا جمع الله ذلك إلى ذلك فبها و نعمة عين و إلا فألق بها و به إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم .
تعرفون أم قشعم ؟
من صفات أهل السنة و الجماعة ثباتهم في مواقف الامتحان بالصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء و الرضى بمر القضاء
و من صفاتهم أنهم يتحلون بمكارم الأخلاق و محاسن الأعمال و بر الوالدين و صلى الأرحام و حسن الجوار و ينهون عن الفخر و الخيلاء و البغي و الظلم و الترفع على الناس عملاً بقوله تعالى
( و أعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً و بالوالدين إحساناً و بذي القربى و اليتامى و المساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل و ما ملكت أيمانكم ) آية الحقوق العشرة يؤدون إلى ذوي الحقوق حقوقهم و قد بين ذلك شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الواسطية و ذكر في آخرها رحمه الله ما يتحلى به أهل السنة و الجماعة من مكارم الأخلاق و عظيم الصفات و حسن الشيام.
لا يكون الرجل سنياً من أهل السنة و الجماعة و هو منفلت من أسر الأخلاق الفاضلة يخبط حيث شاء هواه و إنما ينبغي أن يكون أهل السنة و الجماعة كما كان أصحاب رسول الله فهم الأسوة و القدوة بعد النبي المختار صلى الله عليه و آله سلم
(إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً )
و قال النبي صلى الله عليه و آله سلم :أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً
ألا تعلمون هداني الله و إياكم أن علامة أهل السنة والجماعة أنهم يد واحدة و أنهم أخوة لا يكفر بعضهم بعضاً و لا يفسق بعضهم بعضاً و هذه من سمات الفرق الضالة.
يعملون بوصية النبي صلى الله عليه وآله سلم (من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور )
كن على هذا المنهاج النبوي و المنهج الرباني هم متمسكون بسنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و سنة خلفائه الراشدين و منهج السلف الصالحين و لا يزالون كذلك و لله الحمد و المنة و إن كانوا قلة و هم و إن كانوا قلة ففيهم البركة و فيهم الخير و الكثرة في كتاب الله مذمومة و القلة في الكتاب المجيد ممدوحة
فقلت لها إن الكرام قليل
تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل
كذلك أهل الحق دائماً و أبداً وصفهم الله رب العالمين بقوله جل و علا
( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم )
هم متبعون لمنهج المهاجرين و الأنصار بإحسان هم متمسكون بذلك
هم عاملون به يعملون بقول ربنا جل و علا
(و الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك غفور رحيم )
فهذه أيها الأحبة في دين الله جل و علا لمحة عابرة لما ينبغي أن يكون عليه الداعية إلى الله جل و علا .متحلياً بالعلم و البصيرة , متمسكاً بأصول أهل السنة والجماعة و يؤسس ذلك كله و يأتي بهذا جميعه على الأصل الأصيل من الإخلاص لله رب العالمين و يكون مخلصاً لله في دعوته و يكون على بصيرة من أمره و هي سبيل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
و لن يكون ذلك كذلك حتى يكون متقناً لأصول أهل السنة و الجماعة و إلا فإنه داع إلى ضلالة و كل من لم يدع إلى أصول أهل السنة و الجماعة بأصول أهل السنة و الجماعة فهو داع إلى ضلالة داع إلى بدعة و قد شذ و من شذ شذ في النار لا أنه من أهل النار فلا يحكم في ذلك إلا العزيز الغفار و لكن كما قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم كلها في النار إلا واحدة كلها في النار إلا واحدة
هذه الواحدة هي أهل السنة والجماعة فمن سواهم أهل البدعة و الفرقة
لا محالة لا خلاف على هذا .
من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل البدعة و الفرقة
لماذا يقول يقول النبي صلى الله عليه و آله و سلم كلها في النار إلا واحدة
فمن لم يكن من الواحدة يكون من الفرقة الناجية و هو مخالف
كيف يكون ؟
علينا أن نجتهد في تحصيل هذا الامر و قد أقام الله تبارك و تعالى منا من أقام في الدعوة إلى دينه و الإرشاد إلى سبيله فأحسن إليه و أنعم عليه و أكرمه و نعمه و أقر عينه بالهداية إلى دين ربه تبارك و تعالى وأقامه في هذا المقام العظيم و أكرمه بهذا الكرامة الشاملة فينبغي أن يراعي حق الله فيما آتاه الله و أن يكون شاكراً لله كما ينبغي أن يشكر الله و الشكر لا يكون شكراً لله حتى يعترف بذلك بالقلب باطنا و يلهج بالثناء على المنعم عليه به ظاهراً و أن يصرفه فيما مرضاة الذي أنعم عليه به و أسداه إليه .
هذا الخير العظيم و الفضل العميم لا بد من الدعوة إلى دين الله تبارك و تعالى على بصير على منهاج النبوة إذا لم تكن عارفاً بحدود منهاج النبوة و بدعائمه فأنت داع إلى غيره سائر على غير السبيل لا أبعدك الله عد فالعود
أحمد و العود قريب و الله المستعان و عليه التكلان و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
26-07-10, 09:01 AM
العرض العادي
