تحريض الموروث الروائي الشيعي لهتك مقدسات المسملين (3) نبش قبري أبي بكر وعمر وإحراقهما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فاستكمالاً لما طرحته من مقالين سابقين عن تحريض الموروث الروائي الموبوء بالحقد والانتقام لهتك مقدسات المسلمين ..
نستعرض في هذا المقال تحريض موروثهم على هتك حرمة أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- بنش قبريهما لاستخراجهما وصلبهما على شجرة ثم إحراقهما وهي تكشف عن مدى الحقد والغلّ والدموية والانتقام لخير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ..
ولكي تتقبل قلوب الشيعة هذا الحقد أضفوا عليه الشرعية بنسبة هذه الجريمة النكراء والانتهاك البشع لإمامهم المعصوم الثاني عشر كيلا يعترض عليه أحد من الشيعة أو يستبشعه أو يرفضه ، لأنه سيقع في محذور الرد على الإمام وهو على حد الشرك بالله تعالى ..
فمن تراثهم الروائي الموبوء الذي أثبت تلك الجريمة النكراء ما يلي:
1- يروي علامتهم علي اليزدي الحائري في كتابه ( إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب )( 2 / 295-296 ):[ إلى وقت ظهور المهدي مع إمام إمام وكل وقت وقت ويحق تأويل هذه الآية : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ). قال المفضل : قلت : يا سيدي من هامان وفرعون ؟ قال ( عليه السلام ) : الأول والثاني ينبشان ويحييان ].
وقد جاءت روايات أخرى تبين أن المراد بفرعون وهامان هما أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تصريحاً أو تلميحاً ومنها:
أ- جاء علامتهم علي اليزدي الحائري برواية فيها كلمة الفصل ، وذلك في نفس المصدر السابق ( 2 / 231 ):[ إلى ظهور المهدي مع إمام إمام ووقت وقت ويحق تأويل هذه الآية * ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) *. قال المفضل : يا سيدي ومن فرعون ومن هامان ؟ قال ( عليه السلام ) : أبو بكر وعمر ].
ب- أكد ذلك علامتهم علي اليزدي الحائري أيضاً معبِّر عنهما بتيِّم وعديّ ، فذكر في نفس المصدر السابق ( 2 / 238 ):[ قال الصادق ( عليه السلام ) : يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا ، أما سمعوا قوله عز وجل : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) والله يا مفضل إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا وإن فرعون وهامان تيِّم وعدي ].
ج- وأكدها أيضاً بنفس المصدر ( 1 / 76 ):[ عن الباقر والصادق ( عليهما السلام ) : إن فرعون وهامان هاهنا ، هما شخصان من جبابرة قريش يحييهما الله تعالى عند قيام القائم ( عليه السلام ) من آل محمد في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا ].
د- يقول علامتهم علي بن يونس العاملي البياضي في كتابه ( الصراط المستقيم )( 2 / 252 ):[ وفي القرآن ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) ، فقد ورد أن المستضعفين آل محمد صلى الله عليه وآله ، وفرعون وهامان الشيخان المتقدمان ].
ه- يقول شيخهم الحسين بن حمدان الخصيبي في كتابه ( الهداية الكبرى )( ص 405 ):[ ثم يظهر الصديق الأكبر الأجل السيد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أنصاره إليه ومن آمن به وصدق واستشهد معه ويحضر مكذبوه والشاكون فيه أنه ساحر وكاهن ومجنون ومعلم وشاعر وناعق عن هذا ومن حاربه وقاتله حتى يقتص منهم بالحق ويجاوزوا بأفعالهم من وقت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى ظهور المهدي مع إمام إمام ووقت وقت ويحق تأويل هذه الآية : ( ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان ) قال ضلال ووبال لعنهما الله فينبشا ويحيا ].
2- يذكر محدثهم الشهير الحر العاملي في كتابه ( الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة )( ص 254-255 ):[ الرابع والسبعون : ما رواه ابن بابويه في كتاب " كمال الدين وتمام النعمة " والطبرسي في كتاب " إعلام الورى " عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبي الحسن علي بن محمد ( عليهما السلام ) في حديث طويل في أحوال القائم ( عليه السلام ) قال : " فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما ". أقول : يأتي التصريح بأنهما يخرجان حيين ].
ثم أكد علماء الإمامية بأن المراد باللات والعزى هما أبا بكر وعمر ، ومنهم:
أ- قال علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار )( 52 / 284 ):[ بيان : يعني باللات والعزى صنمي قريش أبا بكر وعمر ].
ب- قال علامتهم علي النمازي الشاهرودي في كتابه ( مستدرك سفينة البحار )( 9 / 227 ):[ اللات والعزى اسم صنمين ، ويكنى عن الأول والثاني في الروايات الكثيرة فيما يقع عند ظهور مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) من أنه يخرجهما طريين ويحرقهما وينسفنهما نسفا ].
3- يروي المحدث الإمامي محمد بن جرير الطبري في كتابه ( دلائل الامامة )( ص 455 ) عن إمامهم المهدي الثاني عشر :[ ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، يسير إلى المدينة ، فيسير الناس حتى يرضى الله ( عز وجل ) ، فيقتل ألفا وخمسمائة قرشيا ليس فيهم إلا فرخ زنية . ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض ، ثم يخرج الأزرق وزريق غضَّين طريين ، يكلمهما فيجيبانه ، فيرتاب عند ذلك المبطلون ، فيقولون : يكلم الموتى ؟! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وذلك الحطب عندنا نتوارثه ، ويهدم قصر المدينة ].
4- يروي شيخهم الأعظم المفيد في كتابه ( الاختصاص )( ص 277 ):[ عن الحسن بن علي رجل كان في جباية مأمون قال : دخلت أنا ورجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد الله العلوي ، قال أبو الصخر : وأظنه من ولد عمر بن علي وكان نازلا " في دار الصيديين فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح ، فسلمنا عليه فرد علينا السلام ، ثم ابتدأنا فقال : معكما أحد ؟ فقلنا : لا ، ثم التفت يمينا " وشمالا " هل يرى أحدا " ثم قال : أخبرني أبي جندي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام بمنى وهو يرمي الجمرات وأن أبا جعفر رمى الجمرات فاستتمها وبقي في يديه بقية ، فعد خمس حصيات فرمى ثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية ، فقلت له : أخبرني جعلت فداك ما هذا فقد رأيتك صنعت شيئا " ما صنعه أحد قط ، إنك رميت بخمس بعد ذلك ثلاثة في ناحية وثنتين في ناحية ؟ قال : نعم إنه إذا كان كل موسم أُخرجَ الفاسقان غضيين طريين فصلبا ههنا لا يراهما إلا إمام عدل ، فرميت الأول ثنتين والآخر بثلاث لأن الآخر أخبث من الأول ].
5- يروي كبير محدثيهم محمد بن الحسن الصفار في كتابه ( بصائر الدرجات )( ص 306-307 ):[ عن أبي الصخرة قال حدثني الحسن بن علي قال دخلت انا ورجل من أصحابنا على علي بن عيسى بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي قال أبو الصخر فأظنه من ولد عمر بن علي قال وكان أبو طاهر في دار الصيديين نازل قال فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح فسلمت عليه فرد علينا السلام ثم ابتدأنا فقال معكم أحد فقلنا لا ثم التفت يمينا وشمالا لا يرى أحدا ثم قال اخبرني أبى عن جدي انه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى و هو يرمى الجمرات وان أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال فاستتمها ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين في ناحية وثلثة في ناحية فقال له جدي جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك ثلاثة في ناحية واثنين في ناحية قال نعم انه إذا كان كل موسم أُخرِجَ الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما هيهنا لا يراهما إلا إمام عدل فرميت الأول اثنتين والآخر ثلاثة لأن الآخر أخبث من الأول ].
أكد هذه الحقيقة علامتهم هاشم البحراني في كتابه ( مدينة المعاجز )( 5 / 23 ):[ العشرون رؤيته - عليه السلام - أبا بكر وعمر ورمى الأول بحصاتين والآخر بثلاث ].
6- يروي علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار )( 53 / 12-14 ):[ قال المفضل : يا سيدي ما هو ذاك ؟ قال : يرد إلى قبر جده صلى الله عليه وآله فيقول : يا معاشر الخلائق ، هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد فيقول : ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر ، فيقول وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون : من أبو بكر وعمر ؟ وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعسى المدفون غيرهما . فيقول الناس : يا مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله ما ههنا غيرهما إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوا زوجتيه ، فيقول للخلق بعد ثلاث : أخرجوهما من قبريهما ، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ، ولم يشحب لونهما فيقول : هل فيكم من يعرفهما ؟ فيقولون : نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما ، فيقول : هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما ؟ فيقولون : لا فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام ، ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبرين ، ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما . فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما . فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها ، فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها. فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقا ، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ، ويخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما ، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام : كل من أحب صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وضجيعيه ، فلينفرد جانبا ، فتتجزأ الخلق جزئين أحدهما موال والآخر متبرئ منهما . فيعرض المهدي عليه السلام على أوليائهما البراءة منهما فيقولون : يا مهدي آل رسول الله صلى الله عليه وآله نحن لم نتبرأ منهما ، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة ، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما ، وحياة الشجرة بهما ؟ بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما ، ومن صلبهما ، وأخرجهما ، وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي عليه السلام ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية . ثم يأمر بانزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور .. ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا ].
7- يذكر علامتهم بهاء الدين النجفي في كتابه ( منتخب الأنوار المضيئة )( ص 340 ):[ ثم يخرجهما غضيين طريين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ، ثم ينزلهما فيحرقهما ثم يذريهما في الريح ].
ويكرر تأكيده لهذه الحقيقة فيقول في نفس المصدر ( ص 337 ):[ وبالطريق المذكور ، يرفعه إلى بشير النبال عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : يا بشير هل تدري ما أول ما يبدأ به القائم ( عليه السلام ) ؟ قلت : لا . قال : يخرج هذين طريين فيحرقهما ثم يذريهما في الريح ، ويكسر المسجد ].
8- ينقل آيتهم العظمى لطف الله الصافي الكلبايكاني في كتابه ( مجموعة الرسائل )( 2 / 192 ) ، وعلامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار )( 53 / 104-105 ):[ وأحج بالناس حجة الإسلام ، وأجئ إلى يثرب ، فأهدم الحجرة ، وأخرج مَنْ بها وهما طريان ، فأمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى ، فينادي مناد الفتنة من السماء يا سماء أنبذي ، ويا أرض خذي ! فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ].