وما يحتج به الرافضه ايضا
ما يروى عن عتبة بن غزوان عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إذا ضل أحدكم شيئاً أو أراد أحدكم غوثاً ، فليقل : يا عباد الله أغيثوني ... يا عباد الله أغيثوني . فإن لله عباداً لا نراهم " رواه الطبراني .
فللرد على هذا الدليل نقول و الله المستعان :
أولاً : أخرج هذا الحديث الطبراني ((الأوسط)) (17/117/290) من طريق عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن زيد بن على عن عتبة به .
وهذا إسناد ضعيف جداً و له ثلاث علل :
الأولى :
زيد بن علي هو ابن الحسين بن على ابن أبي طالب لم يدرك عتبة بن غزوان و لا رآه ، ولا تصـح له عنه روايـة . قال الحافظ " التقريب" (1/224) : " زيد بن علي ابن الحسيـن بن على ابن أبي طالب الهاشمي ، وهو الذي ينسب اليه الزيديـة . خرج في خلافـة هشام بن عبد الملك ، فقُتل بالكوفة سنة اثنتين وعشرين ، وكان مولده سنة ثمانين " .
وقال (1/381) : " عتبة بن غزوان بن جابر المازني . مات سنة سبع عشرة و يقال بعدها " .
فبين وفاة عتبة ابن غزوان وولادة زيد ما يزيد على نصف القرن من الزمان !!
فالحديث بهذا الإسناد منقطع .
الثانية: عبد الرحمن بن شريك هو ابن عبد الله النخعي الكوفي ، صودق ربما أخطأ .
الثالثة : أبو شريك بن عبد الله النخعي ، ليس بالقوي ، قال أبو حاتم : في حديثه بعض الغلط . و قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : أخطأ شريك في نحو أربعمائة حديث .
ثانياً : و مع ضعف الحديث ، فليس فيه دليل على ما توهمه مَنْ جوّز الاستعامة بالموتى فإن قوله " لله عباداً لا نراهم " دال على وجود خلق أحياء ، ولكنهم غير مرئيين ، و إنما يصدق هذا المعنى في حق الملائكة .
و يؤيد هذا المعنى ما ورد في تعيينهم من حديث عبد الله ابن عباس موقوفاً قال : " إن لله عز وجل ملائكة في الأرض سوى الحفظة ، يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة ، فليناد : يا عباد الله أعينوني " .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 6/91/29721) عن أبي خالد الأحمر ، و البيهقي (( شعب الإيمان)) (1/183/167) عن عبد الله بن فروخ ، (6/128/7697) عن روح بن عبادة و جعفر بن عون ، أربعتهم ـ روح وجعفر والأحمر و ابن فروخ ـ عن أسامة بن زيد الليثي عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قوله .
و خالف أربعتهـم حاتم بن إسماعيل المدني فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فقد أخرجه البزار ( ص 303 زوائد ) قال : حدثنـا موسى بن إسحاق ثنـا منجاب بن الحارث ثنا حاتم ابن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهـد عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على رسم مسلم ، وحاتم بن إسماعيل المدني ثقة ثبت متقن ، لكنه خولف على رفعه ، ورواية الجماعة أرجح و أثبت لجواز الوهم .
و ممن أجاز العمل بمقتضى هذا الحديث و احتج به أحمد بن حنبل . فقد أخرج البيهقي (6/128/7697) عن عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج ، اثنتين راكباً وثلاثة ماشياً ، أو ثلاثة راكباً واثنتين ماشياً ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشياً ، فجعلت أقول : يا عباد الله دلونا على الطريق ، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق" .
فهذا الحديث مفسر للمراد بقوله " عباداً لا نراهم " بأنهم ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، وأما الموتى ـ ولو كانوا أنبياء أو أولياء ـ فلا يسمعون دعاءً ولا يجيبون نداءً ، كما قال عز وجل ((إِنْ تَدْعُوهُـمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُـمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) ( فاطر : 14) .
تم نقل الاجابه على هذه الشبه للفائدة والاختصار ولتعم الفائده على الجميع
يتبع بحول الله وقوته