الحمد لله رب العالمين
إن قول الإباضية بتعطيل صفة الكلام , أطلق عليه القول بخلق القرآن الكريم .
ولكن هل ستقول الإباضية بعد هذا , أن صفة الكلام لله تبارك وتعالى غير ثابتة .. !!
فإن الإباضية أمام خيارين الآن أحبتي في الله .
الاول : ان تثبت الصفة , فتنفي القول بخلق القرآن فتسقط .
الثاني : أن تعطل الصفة لتثبت خلق القرآن فتسقط بالكفر .
أنزل الله { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَكَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ البقرة : 75 ] , فإن العاقل يعرف أن كلام الله تبارك وتعالى هو " القرآن الكريم " فهل تثبت صفة الكلام لله عز وجل أم تعطلها , وفي كلا الحالتين الإباضية بائت بالكفر .
ففي تفسير الهواري (إباضي) (1/26) : " قال الحسن : هو ما حرّفوا من كلام الله " ثم قال الهواري في تفسيره (1/33) : " { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . قال الحسن : التوراة ، حرّفوا كلام الله في محمد والإِسلام ، يجعلونها قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً . وقد فسّرنا قول الكلبي فيها قبل هذا الموضع . وقول الحسن أحبّ إلي ، والله أعلم " فكلام الحسن هو الإثبات لصفة الكلام لله تبارك وتعالى فما تقول الإباضية .
ويقول الهواري في التفسير (1/194) : " . ومثل ذلك من كلام الله قول موسى : { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } [ الأعراف : 143 ] " فمتى ينتهي الإباضية من إنكار صفة الكلام لله تبارك وتعالى , فهل تنكرها أم أنها تسلمُ بما قاله الهواري ناقلاً وهو مفسرٌ إباضي معروف , فهل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب .. !!
كتبه /
تقي الدين السني