العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-02-09, 10:57 AM   رقم المشاركة : 1
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


تزوير المعارضة اللبنانية وانتحالهم صفة موقع اسرائيلي للهجوم على 14 آذار والموالاة

بيننا غوغل
2009 الإثنين 9 فبراير

الشرق الاوسط اللندنية

مأمون فندي
«الكدب ملوش رجلين»، خصوصا في وجود غوغل ومحركات البحث الإلكترونية الأخرى على الشبكة العنكبوتية التي لا تترك شاردة أو واردة إلا وتمكننا من معرفة أصلها وفصلها. ظهرت هذه الأيام صفحة على الإنترنت تحت مسمى «فيلكا إسرائيل»، على أنها صفحة إسرائيلية يديرها الأكاديمي الإسرائيلي إليا بن سيمون الأستاذ بجامعة تل أبيب. ولكن غوغل يقول إنه لا يوجد أكاديمي إسرائيلي بهذا الاسم. ولو لم نصدق غوغل وافترضنا أنه موجود فعلا، فيا ترى لماذا يخصص أكاديمي إسرائيلي كل وقته وصفحته الإلكترونية للشأن اللبناني فقط، وأحيانا للشأن السعودي، حيث يسيء للمفتي السعودي. ولماذا هو مشغول جدا بأسرة الحريري وأخبارها، وأخبار سمير جعجع ووليد جنبلاط، وفؤاد السنيورة؟ ألا توجد قضايا أخرى تهم الأكاديمي الإسرائيلي، كـ «حماس» مثلا أو «حزب الله»، إذ من المفترض أنهما من ألد أعداء إسرائيل؟
عندما بحثت عن فيلكا هذه في غوغل ومحركات البحث الأخرى، وجدت أنها صفحة مسجلة في أميركا على الإنترنت، والأهم أن كل روابط الصفحة مع صفحات أخرى تقود كلها إلى طريق واحد لا غيره هو لبنان. الصفحة لبنانية بامتياز تتخللها أخبار أناس لبنانيين عاديين مثل المذيعة يولا يعقوبيان أو المذيع زاهي وهبي، إلى آخر هجومها على قائمة من الكتاب اللبنانيين مثل غسان شربل وجهاد الخازن وحازم صاغية.
أكتب عن هذه الصفحة الإلكترونية تحديدا؛ لأنها نشرت موضوع الكتاب العرب الذين طلبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني نشر مقالاتهم على موقع الخارجية الإسرائيلية، وزادت فيلكا بأن هؤلاء يتقاضون مرتبات من الخارجية الإسرائيلية، وأنه يجب نشر مقالاتهم السابقة واللاحقة، وحملت «اللستة» خليطا كبيرا وغير متجانس من الكتاب العرب ومن المقالات. ولكن ليست هذه هي القضية، القضية هي ما سماه رئيس تحرير هذه الجريدة بغسيل الأخبار، على غرار غسيل الأموال، والذي لفت فيه النظر إلى ظاهرة فبركة الأخبار في العالم العربي والترويج للكذب على أنه حقيقة.
وقبل أن نغوص في قصة فيلكا، دعوني أشارككم قصة أخرى مرتبطة بصفحة أخرى على الإنترنت، وقد تعرضت هذه الصفحة لي بالنقد والتشويه، وظننت يومها أنها صفحة مدفوعة الأجر من آيديولوجيين يكرهون ما أكتب، ولكني فوجئت بعد تقص طويل أن الصفحة لا تخرج من لبنان كما تدعي، ولكنها خيمة لوزارة خارجية خليجية وتدار من قبل فريق الإعلام الخارجي في تلك الوزارة، وقد أكدت لي ذلك مصادر تعمل في تلك الخيمة التضليلية، وفي الدولة الخليجية نفسها.
وبالعودة إلى ما نشره موقع الخارجية الإسرائيلية، فإن غوغل يظل هو الحكم بيننا. يؤكد غوغل أن الخارجية الإسرائيلية لم تنشر لي أي مقال كتبته في فترة الحرب، ما نشرته لي من بين آلاف المقالات التي كتبتها في حياتي، هو مقال واحد مكتوب في جريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 12 نوفمبر، عام 2007/ العدد 10576 بعنوان (مؤتمر أنابوليس: ماذا يريد العرب؟)، أي كتب قبل الحرب بأكثر من عام، مقال يؤكد ضرورة أن يستفيد العرب بأقصى درجة ممكنة من مؤتمر أنابوليس، وأن يعينوا الفلسطينيين على تحقيق أكبر مكاسب منه، وهذه فقرة منه لم تنشرها الخارجية الإسرائيلية طبعا وتجاوزتها فيما نشرت:
«مؤتمر أنابوليس يستحق منا ولو شيئا من الجدية في التعامل معه، حتى لو لم يكن مضمون النتائج لصالحنا... المطلوب من العرب مساعدة الفلسطينيين قانونيا، من خلال طاقم من المحامين الدوليين الذين يستطيعون إنقاذ الفلسطينيين من أي ورطة قانونية أو سياسية أو أي شرك إسرائيلي قد يحدث أثناء التفاوض. حتى هذه اللحظة لم نسمع من الدول العربية سوى مواقف رافضة أو مؤيدة، وليست هناك أية مواقف مساندة بالمعنى التقني أو الفني لمساعدة الفلسطينيين في تجاوز عقبات بعينها نتوقع أنها ستحدث أثناء المفاوضات».
وتساؤل بسيط، لماذا لم تنشر الخارجية الإسرائيلية المقال الذي كتبته في بدايات الحرب على غزة، وهو من أوائل المقالات التي كتبت في هذه الحرب، وهو منشور في الجريدة نفسها بتاريخ 29 ديسمبر، 2008/ العدد 10989 بعنوان (الإسرائيليون.. وحريق المنطقة)، وهذه فقرة منه:
«يجب أن تدرك إسرائيل بأن التوصل إلى معادلة أمن إقليمي، ليس بضرب غزة أو بضرب حزب الله، وإنما بالتفكير الجاد في تصور إقليمي ممكن للأمن ينظر للمنطقة كوحدة استراتيجية متكاملة، بما فيها إيران وحزب الله وحماس. وإن بداية هذا التصور تنطلق من محاولة جادة للتعامل مع الطرح العربي القائل بالأرض مقابل السلام. حتى هذه اللحظة لم يتعاط الإسرائيليون ولا الأمريكان مع هذه المبادرة بالجدية المطلوبة. تحايل الجميع على العرب، من بيل كلينتون حتى جورج بوش، ومن شيمعون بيريز إلى إيهود أولمرت، وركزوا على العملية لا على السلام في عملية السلام».
أنا شخصيا لا يعنيني ما تنشره الخارجية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني. ولم أكن أرغب في الكتابة عن هذا الموضوع، ولكني أرى واجبا علي أن أوضح للقراء الذين لا يملكون الوقت لزيارة غوغل للتأكد من سيل الاتهامات التي طالتني وطالت عددا من الكتاب والمثقفين العرب الذين نشر الموقع المذكور مقالات لهم. الأهم في الأمر كله، أن تكون لدينا في عالمنا العربي ثقافة الاختلاف، فليس ضروريا أن نتفق جميعا على سياسات «حماس»، ويجب ألا ترهب الأكثرية منا الأقلية التي تختلف معها، بغض النظر من سيكون فينا الأكثرية ومن سيكون الأقلية. كتبت مقالات عدة أنتقد فيها سياسات حركة «حماس» من حيث علاقتها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى ومن حيث مفهومها لشكل الصراع مع إسرائيل أو من حيث تداخلها الخطير باللعبة الإقليمية في المنطقة ككل. هذا دوري ككاتب وكمثقف أن أرى الأمور بشمولية أكبر. وليس من المنطقي أن نتردد، كتابا ومثقفين، في القيام بدورنا في نقد مجتمعاتنا وحكوماتنا ودولنا وزعمائنا، لأننا نخشى أن تسمع إسرائيل بهذا النقد وتنشره على موقع وزارة خارجيتها أو موقع مراكز أبحاثها أو صحفها أو جرائدها أو في أي موقع تريده. بعض الصحف العربية تخصص صفحة للمقالات التي كتبت بالعبرية في الصحف الإسرائيلية، مقالات ترى إدارة التحرير أنها تهم قارئها العربي بشكل ما. فهل يعني هذا أن الكتاب والمثقفين الإسرائيليين في هذه الصحف قد توقفوا عن نقد مجتمعهم بكل مستوياته لأنهم لا يريدون لصحيفة عربية أن تشمت بأخطاء ومشاكل الداخل الإسرائيلي؟ وهل يعني إذا ما نشرت هذه الجريدة مقالاتهم، بأنهم متواطئون مع العرب ويدافعون عن المصلحة العربية لا عن مصلحة إسرائيل؟
أتفق هنا مع توصيف المفكر الراحل إدوارد سعيد للمثقف، فهو يرى أن المثقف من لديه ملكة المعارضة ورفض الجمود والرغبة الدائمة في الإصلاح والتغيير للأفضل. هنا يكمن دور المثقف الحقيقي في ممارسة هذه الرسالة وتأدية هذا الدور، وبدون هذه الممارسة لا يكون لوجوده معنى وضرورة. ليست مهمة المثقف مسايرة مجتمعه والهتاف مع المجموع، مهمة المثقف هي الاختلاف الذي يجعل الأفكار أكثر حيوية ونشاطا، وهو في كل ذلك منفتح على الآخر رافض للتعصب والتعميم. عملية النقد التي يمارسها المثقفون والكتاب في مجتمع ما هي الحل الوحيد لتطوير هذا المجتمع. الاختلاف والاتفاق على الاختلاف هما من أهم ميزات المجتمعات المتقدمة.
في عالم تحكمه محركات البحث، لن تنفع استراتيجية الكذب وغسيل الأخبار بقصد ممارسة الإرهاب الفكري على من لهم رأي مختلف، فهناك دائما قراء فطنون سيحتكمون في كل الأحوال إلى غوغل، لذا أقول لمن يروجون الأكاذيب: بيننا وبينكم غوغل.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "