العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الإجتماعية > شؤون الأسرة وقضايا المجتمع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-03, 11:22 AM   رقم المشاركة : 1
الزهراء السنية
عضو مميز





الزهراء السنية غير متصل

الزهراء السنية


د. ليلى الاحدب تطالب برفع الارهاب ضد المراة

مع ليلى أحمد الأحدب في مقالها : هل نشهد تراجعات عن بيان "إرهاب" المرأة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه أجمعين .. وبعد :
فقد اطلعت على ما كتبته الدكتورة ليلى أحمد الأحدب في جريدة الوطن يوم السبت الموافق 12/10/1424هـ تحت عنوان هل نشهد تراجعات عن بيان "إرهاب" المرأة؟ .. فألفيتها جانبت في مقالها الصواب .. وأخطات الخطاب .. وتكلمت بغير علم .. واتهمت بلا بيّنة ولا برهان .. ولي مع مقالها هذه التعليقات .. أسأل الله تعالى التوفيق والإعانة ..
تقول الكاتبة : ( لا شك أن الاعتراف بالخطأ فضيلة, وهاهم بعض رموز الجماعات التكفيرية في المملكة العربية السعودية بدأوا بالتراجع عن فتاواهم في تكفير المسلمين, ) ..
أقــــول : هاهنا تتحدث الكاتبة عن ( رموز جماعات تكفيرية – فتاوى في تكفير المسلمين ) ..
1- ليس في المملكة العربية السعوديّة ما يسمى بالجماعات التكفيرية .. وما ادعته من تراجع رموزها إنما هو محض افتراء .. فالمشايخ الذين تراجعوا عبر وسائل الإعلام يعلم القاصي والداني أنهم ليسوا تكفيريين .. وأنهم لم يصروا فتاوى في تكفير المسلمين .. والبيّنة على المدعي .. { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } .. وهم وإن كانت لهم فتاوى في تكفير أشخاص بأعيانهم كـ ( تركي الحمد – منصور النقيدان ) فقد شاركهم في ذلك غيرهم من أهل العلم .. وهم كفروهم بأدلة وبراهين واضحة .. ولا يسمى هذا تكفيراً للمسلمين .. ولا يطلق على من قام به بأنه رمز جماعة تكفيريّة ..
2- إذا كان المقال ابتدأ بهذه الفرية .. فلا شك أن هذا يدلّ على مجانبة كاتبته للحق والهدى .. وابتعادها عن التمسك بمبدأ العدل والإنصاف ..
------------
تقول : ( فهل نأمل أن تحمل لنا الأيام المقبلة تراجعات أخرى تؤدي إلى ضخ الدم في عروق المجتمعات العربية المسلمة, فتمنح المرأة مكانتها الحقيقية كما كانت في العهد النبوي؟ ) ..
أقــــول : من العجب أن تزعم الكاتبة أنها تريد للمرأة مكانتها الحقيقية .. ثم نراها لا تتحدث عن إهانة المرأة المسلمة في البلاد الإسلامية .. ومنعها من الحجاب ومن التمسك بدينها .. كما يحدث في تونس وغيرها .. ولا تتحدث عن الفضائيات ووسائل الإعلام .. ولا عن نتاج الاختلاط .. ولا عن إفساد الأنظمة - التي لا تحكم بالشريعة وإنما تحكم بالقوانين - المتعمد للمرأة ..
------------
تقول : ( أنقل هنا على سبيل المثال لا الحصر ذلك البيان حول حقوق المرأة الذي وقعه بعض من يطلق عليهم "رموز" الصحوة, وقد لفتت نظري فيه عدة أمور تجعله أقرب إلى أن يكون دعوة للإرهاب الفكري من أن يكون بيانا لحقوق المرأة؛ ) ..
أقــــول :
1- لا أعلم من أين أتت بزعمها أن من وقع على البيان يطلق عليهم " رموز " الصحوة .. وهو زعم باطلٌ ودعوى غير صادقة .. وهم لم يطلقوا على أنفسهم ما ادعته الدكتورة ..
2- دعوة للإرهاب الفكري .. هكذا تصنفه هذه الكاتبة .. وليت سعادة الدكتورة أتحفتنا بسبب تصنيفها هذا بشكل مفصّل .. ولكنها ذكرت بعض ذلك .. حيث تطرقت إلى دمج التعليم وإلى إنكار البيان على بعض الصحف وإلى تفضيل الرجل على المرأة .. ولذا وصمت البيان بالإرهاب الفكري ..
------------
تقول : ( ومن هذه الأمور محاولة النيل من صحيفة الوطن وعكاظ والرياض, فقد ورد فيه ما يلي: ( وإمعانا في المكر وتمويه الحقائق وتشويهاً للحق وتزيناً للباطل يقوم دعاة التغريب في وسائل الإعلام بالإشادة والتبجيل بمن يكون لها تميّز في الخروج عن حدودها الفطرية والشرعية ولو بعمل لا يمكن أن تمارسه النساء إلا بصورة شاذة...) ويكمل البيان اتهاماته ثم يكيلها قائلا: ( ولصحيفة عكاظ والوطن والرياض تميز في هذا الباطل ). ) ..
أقــــول :
1- لماذا لم تكمل النصّ ..؟ حتى تتبيّن المآخذ على تلك الصحف .. : ( وإمعانا في المكر وتمويه الحقائق تشويهاً للحق وتزيناً للباطل يقوم دعاة التغريب في وسائل الإعلام بالإشادة والتبجيل بمن يكون لها تميّز في الخروج عن حدودها الفطرية والشرعية ولو بعمل لا يمكن أن تمارسه النساء إلا في صورة شاذة كقيادة الطائرة ، وكذا الإشادة ببناتنا في مزاولة الأعمال المدنسة لكرامتهن كالتمثيل مع الرجال وكالغناء والعمل مع الرجال [ سكرتيرة ] وغيرها من الأعمال المختصة بالرجال ، ولصحيفة عكاظ والوطن والرياض تميز في هذا الباطل. ) ..
فهل هي محاولة للنيل من تلك الصحف أيتها الدكتورة أم هي الحقيقة والواقع ..؟
------------
تقول : ( لن أدافع عن صحيفة الوطن فهي قادرة على الدفاع عن نفسها بما تتفرد به حقيقة, ولا أرى أنني أستحق هذا الشرف بعدُ, ولكن إحقاقا للحق يجب أن أقول إنني لن أنسى فضل الأخ الذي يحرر مقالاتي, وذلك عندما أتجاوز الخط الأحمر المسموح اجتماعيا في مجتمع تقليدي محافظ فيخفف من انطلاق ووقع أفكاري على القارئ علما بأنني لا أتجاوز في كتاباتي المباح شرعا, لكن هذا المباح شرعا يختلف عن المسموح به عرفا, ولا أعرف سببا حقيقيا لذلك, اللهم إلا إذا كانت أمزجة بعض الرجال تتدخل في أحكام الدين كما تُظهِر لنا آراء الموقعين على بيان حقوق المرأة الذي اقتطفت منه الفقرة أعلاه لأعلن بقوة أن وصف صحيفة مثل الوطن أو غيرها من الصحف السعودية بالقول: "لها تميز في هذا الباطل" هو إرهاب فكري يجب أن يرفضه المجتمع السائر إلى تحقيق قيم الحرية وأحقية التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر, وقد ذكرت سابقا أن الإرهاب يبدأ بالفكر وينتهي بالسلوك, ومن الأجدى أن نضع السدود في وجه طوفان الإرهاب حتى لو بدا أنه قليل الخطر, فأكبر النار من مستصغر الشرر. ) ..
أقــــول :
1- إذا كانت الدكتورة ترى أن الدفاع عن منكرات جريدة الوطن شرف لا تستحقه بعد .. فهنيئاً لها هذا الموقف الذي لا يتشرف به من يراقب ربه ويخشاه ويتقيه ..
2- إذا كانت مقالات الدكتورة بعد تحريرها تخرج كهذا المقال .. فهذه دلالة على إرهاب الدكتورة الفكري .. وتبنيها للمشروع الإقصائي الذي تزعم أنها تحاربه ..
3- أفيحل لمزاج الدكتورة أن يتدخل في أحكام الدين .. ويتلاعب بها .. ويحرم على علماء الإسلام ودعاته أن يتكلموا في أحكام الدين بالعلم والدليل ..
4- نعم لتلك الصحف تميّز في هذا الباطل .. رضي من رضي وسخط من سخط .. والعبرة بالدليل والحقائق .. لا بالجعجعة ورفع الصوت والكذب والافتراء واستعداء الآخرين ..
5- تقول الدكتورة صاحبة الإرهاب الفكري : ( هو إرهاب فكري يجب أن يرفضه المجتمع السائر إلى تحقيق قيم الحرية وأحقية التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر, ) .. أيتها الدكتورة : لماذا تحجرين على علماء الإسلام ودعاته أن يقولوا رأيهم ..؟ تزعمين أن المجتمع له أحقية التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر .. ثم تطلبين منه أن يرفض رأي علماء الإسلام ودعاته المبني على الأدلة والبراهين ..؟ سبحان الله .. آحادية رأي وإقصاء للآخر وإرهاب فكري واستعداء .. ثم يزعمون أنهم يصلحون في الأرض ولا يفسدون .. ويتهمون علماء الإسلام بالإرهاب .. قاتلهم الله أنّى يؤفكون ..
6- نعم يجب أن نضع السدود ضد طوفان إرهاب العلمانيين وأذنابهم وأحذيتهم ومرتزقتهم .. حتى لا يفسدوا عقول وأخلاق الناشئة .. وحتى لا يلوثوا المجتمعات بأفكارهم الخبيثة ..
------------
تقول : ( ومن الفقرات التي تظهر الطابع المزاجي للبيان هذه الفقرة المعلوم أن أعظم باب دخل منه على المرأة المسلمة لتغريبها بنزع حجابها وإخراجها عن قرارها والزج بها في بحر الاختلاط، هو التعليم العصري المستمدة خططه وأهدافه وصيغته من منظمة اليونسكو، ومن أفكار تلاميذ الغرب المفتونين بهم المنفّذين لأهداف الكفار من حيث يشعرون أو لا يشعرون, وأبرز ما تم في ذلك دمج تعليم البنات مع تعليم البنين تحت وزارة واحدة وما ينشأ عن ذلك، مما يحقق مكاسب لهواة التغريب)؛ وهنا لا يمكن للمرء أن يخفي استهجانه من اللهجة الحادة المنفرة - إذا لم توصف بالإرهابية والمدمرة - التي يتعامل بها هؤلاء الموقعون مع مخالفيهم, وأنا شخصيا لا أجد سببا لاعتراضهم على دمج وزارتي تعليم البنين مع تعليم البنات, ولا أدري لماذا يعدُّونه محققاً المكاسب لهواة التغريب, مع أنه في كل البلاد العربية لا توجد للتعليم إلا وزارة واحدة، ) ..
أقــــول :
1- توزيع التهم عند الدكتورة بالمجان .. مما يدلّ على بعدها حين كتابة مقالها عن مراقبة ربها سبحانه وتعالى .. فيا أيتها الدكتورة .. ما الذي أدراكِ بأن البيان مكتوب بالطابع المزاجي ..؟ وهل أحكام الشرع حسب الأمزجة والأهواء ..؟ هذا اتهام خطير لو كنتِ تعلمين ..
2- الفقرة التي أتت بها الدكتورة فيها بترٌ مقصودٌ أو غير مقصود .. ولذا أعيدها هنا كاملة : (وبعد فمن المعلوم أن أعظم باب دخل منه على المرأة المسلمة لتغريبها بنزع حجابها وإخراجها عن قرارها والزج بها في بحر الاختلاط ، هو التعليم العصري المستمدة خططه وأهدافه وصيغته من منظمة اليونسكو ، ومن أفكار تلاميذ الغرب المفتونين بهم المنفّذين لأهداف الكفار من حيث يشعرون أو لا يشعرون ، لكن لتعليم المرأة في المملكة تميز فرضه واقع المجتمع فإن هذا التميز- بزعمهم - في طريقه للاضمحلال على سبيل التدرج حسب استعداد المجتمع للتغيير المرسومة خططه سلفاً ، وأبرز ما تم في ذلك دمج تعليم البنات مع تعليم البنين تحت وزارة واحدة وما ينشأ عن ذلك ، مما يحقق مكاسب لهواة التغريب ، وهذا لأن تعليم المرأة في المملكة كان في نشأته مشروطاً ومحدوداً ، ولم يزل يُطور حتى ذهبت الحدود وخفت القيود ، ولم يبقَ من تميزه عن التعليم في سائر المجتمعات المغرّبة إلا عدم الاختلاط في الأعم الأغلب مع ما تميزت به المملكة في تعليم البنين والبنات من عناية بالعلوم الشرعية . ) .. لقد أسقطت الدكتورة ما يقارب السطرين من الفقرة .. فأتت بما قبلهما وما بعدهما .. فلماذا فعلت ذلك ..؟ وأين الأمانة العلمية أيتها الدكتورة ..؟
3- لماذا ترى الدكتورة أن اللهجة ( حادة منفرة - إذا لم توصف بالإرهابية والمدمرة ) .. أمرٌ غريب ..؟ أفلأن الفقرة استنكرت بعبارات شرعية جيدة ما يتعارض مع الشرع ومع الوفاء بالعقود والشروط .. تكون لهجتها حادة منفرة إرهابية مدمرة ..؟
4- تقول الدكتورة : ( وأنا شخصيا لا أجد سببا لاعتراضهم على دمج وزارتي تعليم البنين مع تعليم البنات, ولا أدري لماذا يعدُّونه محققاً المكاسب لهواة التغريب, مع أنه في كل البلاد العربية لا توجد للتعليم إلا وزارة واحدة، ) .. إذن أنتِ شخصيّاً لا تجدين سبباً .. أتعلم الدكتورة لماذا ..؟ لأنها بترت الفقرة السابقة .. ولأنها قرأت بعينانِ ظالمتان جائرتان .. ولأنها نظرت بعينِ واحدةٍ هي عين جريدة الوطن .. ولأنها لم تطلب الحق والحقيقة .. ولأنها كذبت وافترت .. ولأنها جعلت تفكيرها إرهابياً آحاديّاً إقصائياً انتقائياً ..
------------
تقول : ( كذلك لم أفهم كيف أن التعليم العصري يهدف إلى نزع حجاب المرأة وتدمير حيائها، لم أفهم لأني طبيبة وكاتبة ومع ذلك فأنا محجبة وأفتخر بذلك, ولا أظن أن التعليم الذي حزته أو المراكز التي وصلت إليها تقلل من حيائي, وهناك كثير من النساء ممن يفضلنني دينا وتقى ولا يأخذن بالتعليم العصري فحسب بل يعشن في ظل المجتمعات الغربية ولا يؤثر هذا على حيائهن ولا على إيمانهن, فلمصلحة من هذه الآراء المتشددة لا شك أن حياء المرأة فضيلة كبرى, لكن هل يعني ذلك أن حياءها يتعارض مع تعليمها أو يتنافى مع ثقتها بنفسها؟، وهل يعني ذلك ألا تشارك المرأة أخاها الرجل في بناء المجتمع الإسلامي ما دامت تتقيد بالزي الشرعي وآداب الاختلاط وهي الغض من البصر أو عدم الخلوة أو الخضوع في القول؟ ) ..
أقــــول :
1- كون الدكتورة لم تفهم كيف أن التعليم العصري يهدف إلى نزع حجاب المرأة وتدمير حيائها .. هذا ليس ذنب علماء الإسلام ودعاته .. وليس حجة عليهم .. ولا حجة على من فهم .. فالحقائق أمامنا شاهدة بذلك .. ولا ينكرها إلاّ من طمس الله بصيرته .. وأعمى قلبه ..
2- أما أنها ومن يعشن بالغرب من اللواتي يختلطن بالرجال ويجالسنهم ويحدثنهم .. لا يزال إيمانهن وحيائهنّ بخير .. فالواقع يقول ضد ذلك ويكذبه .. ومما لا شك فيه أن المرأة التي تخالط الرجال بالصورة الموجودة اليوم في المستشفيات والشركات والمصانع وغير ذلك .. فإن إيمانها يقل ويضعف .. وحياؤها يزول ويذهب ..
3- قال البيان في معرض حديثه عن تعليم المرأة : (ولسنا بهذا ننكر تعليم المرأة ، التعليم الذي يربي فيها الأخلاق الكريمة ، ويجعلها بصيرة في دينها قادرة على تربية النشء التربية الصالحة ، بل هذا مما جاءت به شريعة الإسلام التي اشتملت على الفضائل والكمالات وما به صلاح الدنيا والآخرة ومن كمال الشريعة أن جاءت من الأحكام بما يناسب كلاً من الرجل والمرأة بحسب طبيعته وتكوينه لأنها تنزيل من حكيم حميد ، وهو أعلم بما يصلح عباده فلا يجوز أن نسوي المرأة بالرجل في أسلوب تعليمها ، ولا فيما تتلقاه من العلوم أو تزاوله من الأعمال لاختلاف وظيفتيهما واستعدادهما العقلي والجسدي .) .. فلماذا لم تذكر الدكتورة هذه الفقرة .. أم هي الانتقائية والإرهاب الفكري ..؟
4- أمّا آداب الاختلاط .. فإن الدكتورة تتحدث وكأنها في كوكب آخر .. أفلا تتقي ربها وخالقها .. أين آداب الاختلاط في المستشفيات ..؟ في الجامعات ..؟ في الشوارع ..؟ في غير ذلك .. إن الاختلاط شرّ عظيم .. وداءٌ قاتل .. ومن زعم أن نساء المسلمين يستطعن الاختلاط بالرجال في هذا الزمن دون لحوق أذىً بهنّ .. فهو شيطان ناطق .. وجندي من جند أبليس .. شعر بذلك أم لم يشعر .. فلا بد من أن تتعرض المرأة لنوع من أنواع الأذى في حال اختلاطها بالرجال .. ولذا أمرها الشرع بالقرار في بيتها .. بل وأداء صلاتها في بيتها .. وجعل شر صفوف النساء أولها .. لقربها من الرجال .. وهذا في بيوت الله .. مع قدسية المكان والمحافظة على الحجاب .. فكيف إذن بغيرها ..
------------
تقول : ( لماذا لم يمنع الحياء الصحابيات رضوان الله عليهن أن يشاركن الرجال في الدعوة والجهاد؟ هل ننسى فضل أمهات المؤمنين خديجة وعائشة وحفصة وأم سلمة رضوان الله عليهن؟ وهل ننسى أسماء ذات النطاقين ودورها في الهجرة؟ هل ننسى صفية بنت عبد المطلب التي قتلت يهوديا في غزوة الأحزاب قصد التجسس على حصون المسلمين؟ هل ننسى نسيبة المازنية التي دافعت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى تلقت عنه طعنة في كتفها كادت أن تنهي حياة أعظم البشر؟ قد يقول القائلون بالحجر على المرأة إن هذا كان قبل فرض الحجاب - علما بأن العلماء أجمعوا على وجوب ستر المرأة لما تستره في صلاتها من جسدها واختلفوا في ما دون ذلك- فبماذا يفسر لنا هؤلاء استمرار الصحابيات كأم سليم وأم عطية والربيع بنت معوذ وغيرهن في الخروج مع النبي عليه الصلاة والسلام في الغزوات؟ وبماذا يفسرون لنا ما ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عندما أجاب على سؤال وجهه له أحد زعماء الخوارج كان الرسول عليه الصلاة والسلام يغزو بالنساء, فقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة)؟ فهل كان الخوارج في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أم بعده؟ فلماذا ينكر موقعو البيان المذكور ما أقره الرسول عليه الصلاة والسلام وما أكده الصحابة من بعده؟. ) ..
أقــــول :
1- شاركت الصحابيات رضي الله عنهن في الدعوة دون تبرج أو اختلاط .. وإن دعتهنّ الحاجة إلى الخروج فإنهن يخرجن متحجبات ويبتعدن عن مزاحمة الرجال والقرب منهم ..
2- مشاركة النساء في الجهاد .. أمرٌ لا ينكر .. لكن ليس كما حاولت الكتورة تصويره بأنه اختلاط بالرجال ومزاحمة لهم .. جاء في صحيح مسلم بشرح النووي قوله : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء , فيسقين الماء ويداوين الجرحى ) ‏فيه خروج النساء في الغزوة والانتفاع بهن في السقي والمداواة ونحوهما , وهذه المداواة لمحارمهن وأزواجهن , وما كان منها لغيرهم لا يكون فيه مس بشرة إلا في موضع الحاجة . ) .. فهنا يتبيّن لنا أن دور النساء في الغزو كان سقي الماء ومداوة الجرحى .. وأنهنّ كنّ يداوين محارمهنّ وأزواجهنّ .. وأمّا غيرهم فلا يكون فيه مسّ بشرة إلاّ في موضع الحاجة والضرورة .. وهذا يرد على مزاعم الدكتورة ودعواها .. ويهدم بنيانها من أساسه .. واقرأ أيضاً ما أورده النووي في صحيح مسلم ( ‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرحيم بن سليمان ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏حفصة بنت سيرين ‏ ‏عن ‏ ‏أم عطية الأنصارية ‏ ‏قالت ‏ غزوت مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سبع غزوات ‏ ‏أخلفهم ‏ ‏في ‏ ‏رحالهم ‏ ‏فأصنع لهم الطعام ‏ ‏وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى ) .. فهذا أيتها الدكتورة دور النساء الصحابيات – رضي الله عنهن – وربما قاتلت إحداهنّ اضطراراً .. ولكن لا يقاس على فعلهنّ وعملهنّ ما يحدث الآن من الاختلاط الخبيث في الجامعات والمستشفيات والمصانع والشركات والطائرات والفنادق وغيرها .. وما نراه في الإعلام الساقط النتن المفسد .. فذاك دينٌ وتقوى وجهادٌ ودعوة .. والآن .. فسق وفجور وغرام وهيام .. إلاّ من رحم الله ..
------------
تقول : ( من الجمل الغريبة في ذلك البيان أيضا هذه الجملة: (وقد دل الشرع والعقل والحس على فضل جنس الرجل على جنس المرأة) ويستشهد البيان بالآية : ( وليس الذكر كالأنثى )؛ مع أن الأمر لو كان خاضعا فعلا للتفضيل لوجب أن تكون كلمة الأنثى قبل الذكر في هذه العبارة المقدسة التي تقرر حقيقة هامة ألا وهي أن الاختلاف بين الذكر والأنثى فطري, لكنها لا تشهد لأحد الجنسين بالتفوق على الآخر؛ ) ..
أقــــول :
1- جاء في تفسير قوله تعالى :{ وليس الذكر كالأنثى } ما يلي :
( ابن كثير :
" وَلَيْسَ الذَّكَر كَالْأُنْثَى " أَيْ فِي الْقُوَّة وَالْجَلَد فِي الْعِبَادَة وَخِدْمَة الْمَسْجِد الْأَقْصَى " .
الجلالين :
"وَلَيْسَ الذَّكَر" الَّذِي طَلَبْت "كَالْأُنْثَى" الَّتِي وَهَبْت لِأَنَّهُ يُقْصَد لِلْخِدْمَةِ وَهِيَ لَا تَصْلُح لِضَعْفِهَا وَعَوْرَتهَا وَمَا يَعْتَرِيهَا مِنْ الْحَيْض وَنَحْوه .
الطبري : ثُمَّ رَجَعَ جَلَّ ذِكْره إِلَى الْخَبَر عَنْ قَوْلهَا , وَأَنَّهَا قَالَتْ اِعْتِذَارًا إِلَى رَبّهَا مِمَّا كَانَتْ نَذَرَتْ فِي حَمْلهَا فَحَرَّرَتْهُ لِخِدْمَةِ رَبّهَا : { وَلَيْسَ الذَّكَر كَالْأُنْثَى } لِأَنَّ الذَّكَر أَقْوَى عَلَى الْخِدْمَة وَأَقْوَم بِهَا , وَأَنَّ الْأُنْثَى لَا تَصْلُح فِي بَعْض الْأَحْوَال لِدُخُولِ الْقُدْس وَالْقِيَام بِخِدْمَةِ الْكَنِيسَة لِمَا يَعْتَرِيهَا مِنْ الْحَيْض وَالنِّفَاس ) فالقوي ولاشك أفضل من الضعيف .. والمرأة ضعيفة .. فعلى ماذا تعترض الدكتورة ..؟
2- إنكار الدكتورة للتفضيل في هذه الآية ناتجٌ عن جهلٍ مركب .. وإصرار على الإرهاب الفكري .. ثم هي توجب ما يدلّ على بلادة ذهنها .. ثم تقرّ بوجود الاختلاف .. ولكنها تنكر طغياناً وتكبّراً أنّ هذا الاختلاف ينتهي إلى لا شيء .. وكأنه لم يكن ..! سبحان الله .. أي عقلٍ تمتلكه هذه الدكتورة .. هداها الله ..
------------
تقول : ( وكذلك يورد البيان آية القوامة كدليل على تفضيل الذكر على الأنثى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ), وهذا الفهم الخاطئ للآية يجعل الطريق ممهدا أمام دعاة تغريب المرأة ليقنعوها بأن الإسلام دين ظالم لها متجنٍّ عليها إذ ميز الرجل بالقوامة لأنه أفضل منها, والأمر في حقيقته ليس كما يتوهم هؤلاء "الرموز الصحويون" ولا كما يدعي أولئك "الدعاة التغريبيون", فالقوامة يقصد بها الإدارة والإشراف, وسببها حرص الشارع الحكيم على أن تكون روح النظام هي السائدة في المجتمع كله, ولا يسود النظام في المجتمع إلا بهيمنة ضوابط المسؤولية فيه, ولن تترجم المسؤولية الفعلية إلا بوجود من تعود إليه مسؤولية الإشراف والإدارة. ويبدو هذا جليا في قول الرسول عليه الصلاة والسلام إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ), فكيف يحرص الشرع على ألا يسير ثلاثة إلى عمل لهم إلا بعد أن يؤمروا عليهم واحدا منهم, ولا يحرص على الأسرة ألا تمر بها ساعة من زمان إلا ولها أمير يرعى شؤونها ويدير أمورها؟ ) ..
أقــــول :
1- نعم الذكر أفضل من الأنثى .. وإن رغم أنف الدكتورة ومن ناصرته وناصرها .. هذا حكم الله وشرع الله ودين الله سبحانه وتعالى .. والآية التي تزعم الدكتورة أنها فهمت فهماً خاطئاً .. أورد تفسيرها عند علماء الإسلام .. ليتبيّن أن الدكتورة هي التي تتكلم في شرع الله وأحكامه وآياته بالهوى والباطل ..
( تفسير ابن كثير :
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }
يَقُول تَعَالَى " الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء " أَيْ الرَّجُل قَيِّم عَلَى الْمَرْأَة أَيْ هُوَ رَئِيسهَا وَكَبِيرهَا وَالْحَاكِم عَلَيْهَا وَمُؤَدِّبهَا إِذَا اِعْوَجَّتْ " بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض " أَيْ لِأَنَّ الرِّجَال أَفْضَل مِنْ النِّسَاء وَالرَّجُل خَيْر مِنْ الْمَرْأَة وَلِهَذَا كَانَتْ النُّبُوَّة مُخْتَصَّة بِالرِّجَالِ وَكَذَلِكَ الْمَلِك الْأَعْظَم لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَنْ يُفْلِح قَوْم وَلَّوْا أَمْرهمْ اِمْرَأَة " رَوَاهُ الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرَة عَنْ أَبِيهِ وَكَذَا مَنْصِب الْقَضَاء وَغَيْر ذَلِكَ " وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالهمْ " أَيْ مِنْ الْمُهُور وَالنَّفَقَات وَالْكُلَف الَّتِي أَوْجَبَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ لَهُنَّ فِي كِتَابه وَسُنَّة نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالرَّجُل أَفْضَل مِنْ الْمَرْأَة فِي نَفْسه وَلَهُ الْفَضْل عَلَيْهَا وَالْإِفْضَال فَنَاسَبَ أَنْ يَكُون قَيِّمًا عَلَيْهَا كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة " الْآيَة وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء يَعْنِي أُمَرَاء عَلَيْهِنَّ أَيْ تُطِيعهُ فِيمَا أَمَرَهَا اللَّه بِهِ مِنْ طَاعَته وَطَاعَته أَنْ تَكُون مُحْسِنَة لِأَهْلِهِ حَافِظَة لِمَالِهِ. وَكَذَا قَالَ مُقَاتِل وَالسُّدِّيّ وَالضَّحَّاك وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : جَاءَتْ اِمْرَأَة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو أَنَّ زَوْجهَا لَطَمَهَا فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ " الْقِصَاص " فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء " الْآيَة . فَرَجَعَتْ بِغَيْرِ قِصَاص وَرَوَاهُ اِبْن جُرَيْج وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ طُرُق عَنْهُ وَكَذَلِكَ أَرْسَلَ هَذَا الْخَبَر قَتَادَة وَابْن جُرَيْج وَالسُّدِّيّ أَوْرَدَ ذَلِكَ كُلّه اِبْن جَرِير وَقَدْ أَسْنَدَهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْه آخَر فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ النَّسَائِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه الْهَاشِمِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْأَشْعَث حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيّ قَالَ : أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار بِامْرَأَةٍ لَهُ فَقَالَتْ يَا رَسُول اللَّه إِنَّ زَوْجهَا فُلَان بْن فُلَان الْأَنْصَارِيّ وَإِنَّهُ ضَرَبَهَا فَأَثَّرَ فِي وَجْههَا فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ " فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء " أَيْ فِي الْأَدَب فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَرَدْت أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّه غَيْره " وَكَذَلِكَ أَرْسَلَ هَذَا الْخَبَر قَتَادَة وَابْن جُرَيْج وَالسُّدِّيّ أَوْرَدَ ذَلِكَ كُلّه اِبْن جَرِير , وَقَالَ الشَّعْبِيّ فِي هَذِهِ الْآيَة الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالهمْ قَالَ الصَّدَاق الَّذِي أَعْطَاهَا أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ قَذَفَهَا لَاعَنَهَا وَلَوْ قَذَفَتْهُ جُلِدَتْ وَقَوْله تَعَالَى فَالصَّالِحَات أَيْ مِنْ النِّسَاء " قَانِتَات " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْر وَاحِد يَعْنِي مُطِيعَات لِأَزْوَاجِهِنَّ حَافِظَات لِلْغَيْبِ قَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره أَيْ تَحْفَظ زَوْجهَا فِي غَيْبَته فِي نَفْسهَا وَمَاله وَقَوْله " بِمَا حَفِظَ اللَّه " أَيْ الْمَحْفُوظ مَنْ حَفِظَهُ اللَّه قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَيْر النِّسَاء اِمْرَأَة إِذَا نَظَرْت إِلَيْهَا سَرَّتْك وَإِذَا أَمَرْتهَا أَطَاعَتْك وَإِذَا غِبْت عَنْهَا حَفِظَتْك فِي نَفْسهَا وَمَالِك " ثُمَّ قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَة " الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء " إِلَى آخِرهَا وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ يُونُس بْن حَبِيب عَنْ أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذِئْب عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ بِهِ مِثْله سَوَاء وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر أَنَّ اِبْن قَارِظ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَة خَمْسهَا وَصَامَتْ شَهْرهَا وَحَفِظَتْ فَرْجهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجهَا قِيلَ لَهَا اُدْخُلِي الْجَنَّة مِنْ أَيّ الْأَبْوَاب شِئْت " تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن قَارِظ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف , وَقَوْله تَعَالَى " وَاَللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزهنَّ " أَيْ وَالنِّسَاء اللَّاتِي تَتَخَوَّفُونَ أَنْ يَنْشُزْنَ عَلَى أَزْوَاجهنَّ وَالنُّشُوز هُوَ الِارْتِفَاع فَالْمَرْأَة النَّاشِز هِيَ الْمُرْتَفِعَة عَلَى زَوْجهَا التَّارِكَة لِأَمْرِهِ الْمُعْرِضَة عَنْهُ الْمُبْغِضَة لَهُ فَمَتَى ظَهَرَ لَهُ مِنْهَا أَمَارَات النُّشُوز فَلْيَعِظْهَا وَلْيُخَوِّفْهَا عِقَاب اللَّه فِي عِصْيَانه فَإِنَّ اللَّه قَدْ أَوْجَبَ حَقّ الزَّوْج عَلَيْهَا وَطَاعَته وَحَرَّمَ عَلَيْهَا مَعْصِيَته لِمَا لَهُ عَلَيْهَا مِنْ الْفَضْل وَالْإِفْضَال وَقَدْ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُد لِأَحَدٍ لَأَمَرْت الْمَرْأَة أَنْ تَسْجُد لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَم حَقّه عَلَيْهَا " . وَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ " إِذَا دَعَا الرَّجُل اِمْرَأَته إِلَى فِرَاشه فَأَبَتْ عَلَيْهِ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَة حَتَّى تُصْبِح " رَوَاهُ مُسْلِم وَلَفْظه " إِذَا بَاتَتْ الْمَرْأَة هَاجِرَة فِرَاش زَوْجهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَة حَتَّى تُصْبِح " وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَاَللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزهنَّ فَعِظُوهُنَّ " وَقَوْله " وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع " قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : الْهَجْر هُوَ أَنْ لَا يُجَامِعهَا وَيُضَاجِعهَا عَلَى فِرَاشهَا وَيُوَلِّيهَا ظَهْره وَكَذَا قَالَ غَيْر وَاحِد وَزَادَ آخَرُونَ مِنْهُمْ السُّدِّيّ وَالضَّحَّاك وَعِكْرِمَة وَابْن عَبَّاس فِي رِوَايَة وَلَا يُكَلِّمهَا مَعَ ذَلِكَ وَلَا يُحَدِّثهَا وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة أَيْضًا عَنْ اِبْن عَبَّاس : يَعِظهَا فَإِنْ هِيَ قَبِلَتْ وَإِلَّا هَجَرَهَا فِي الْمَضْجَع وَلَا يُكَلِّمهَا مِنْ غَيْر أَنْ يَرُدّ نِكَاحهَا وَذَلِكَ عَلَيْهَا شَدِيد وَقَالَ مُجَاهِد وَالشَّعْبِيّ وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَمِقْسَم وَقَتَادَة : الْهَجْر هُوَ أَنْ لَا يُضَاجِعهَا وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَبِي مُرَّة الرَّقَاشِيّ عَنْ عَمّه أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " فَإِنْ خِفْتُمْ نُشُوزهنَّ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع " قَالَ حَمَّاد يَعْنِي النِّكَاح وَفِي السُّنَن وَالْمُسْنَد عَنْ مُعَاوِيَة بْن حَيْدَة الْقُشَيْرِيّ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُول اللَّه مَا حَقّ اِمْرَأَة أَحَدنَا عَلَيْهِ قَالَ " أَنْ تُطْعِمهَا إِذَا طَعِمْت وَتَكْسُوهَا إِذَا اِكْتَسَيْت وَلَا تَضْرِب الْوَجْه وَلَا تُقَبِّح وَلَا تَهْجُر إِلَّا فِي الْبَيْت " وَقَوْله وَاضْرِبُوهُنَّ أَيْ إِذَا لَمْ يَرْتَدِعْنَ بِالْمَوْعِظَةِ وَلَا بِالْهِجْرَانِ فَلَكُمْ أَنْ تَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّة الْوَدَاع " وَاتَّقُوا اللَّه فِي النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ عِنْدكُمْ عَوَان وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح وَلَهُنَّ رِزْقهنَّ وَكِسْوَتهنَّ بِالْمَعْرُوفِ " وَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْر وَاحِد ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ يَعْنِي غَيْر مُؤَثِّر قَالَ الْفُقَهَاء هُوَ أَنْ لَا يَكْسِر فِيهَا عُضْوًا وَلَا يُؤَثِّر فِيهَا شَيْئًا , وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : يَهْجُرهَا فِي الْمَضْجَع فَإِنْ أَقْبَلَتْ وَإِلَّا فَقَدْ أَذِنَ اللَّه لَك أَنْ تَضْرِبهَا ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح وَلَا تَكْسِر لَهَا عَظْمًا فَإِنْ أَقْبَلَتْ وَإِلَّا قَدْ أَحَلَّ اللَّه لَك مِنْهَا الْفِدْيَة . وَقَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر عَنْ إِيَاس بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذِئَاب قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَضْرِبُوا إِمَاء اللَّه " فَجَاءَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ذَئِرَتْ النِّسَاء عَلَى أَزْوَاجهنَّ فَرَخَّصَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ضَرْبهنَّ فَأَطَافَ بِآلِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاء كَثِير يَشْتَكِينَ أَزْوَاجهنَّ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ أَطَافَ بِآلِ مُحَمَّد نِسَاء كَثِير يَشْتَكِينَ مِنْ أَزْوَاجهنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد يَعْنِي أَبَا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَة عَنْ دَاوُد الْأَوْدِيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ عَنْ الْأَشْعَث بْن قَيْس قَالَ ضِفْت عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَتَنَاوَلَ اِمْرَأَته فَضَرَبَهَا فَقَالَ يَا أَشْعَث اِحْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا حَفِظْتهنَّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسْأَل الرَّجُل فِيمَا ضَرَبَ اِمْرَأَته وَلَا تَنَمْ إِلَّا عَلَى وِتْر وَنَسِيَ الثَّالِثَة وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ أَبِي عَوَانَة عَنْ دَاوُد الْأَوْدِيّ بِهِ وَقَوْله تَعَالَى " فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا " أَيْ إِذَا أَطَاعَتْ الْمَرْأَة زَوْجهَا فِي جَمِيع مَا يُرِيدهُ مِنْهَا مِمَّا أَبَاحَهُ اللَّه لَهُ مِنْهَا فَلَا سَبِيل لَهُ عَلَيْهَا بَعْد ذَلِكَ وَلَيْسَ لَهُ ضَرْبهَا وَلَا هِجْرَانهَا , وَقَوْله إِنَّ اللَّه كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا تَهْدِيد لِلرِّجَالِ إِذَا بَغَوْا عَلَى النِّسَاء مِنْ غَيْر سَبَب فَإِنَّ اللَّه الْعَلِيّ الْكَبِير وَلِيّهنَّ وَهُوَ مُنْتَقِم مِمَّنْ ظَلَمَهُنَّ وَبَغَى عَلَيْهِنَّ . )
( تفسير الجلالين :
"الرِّجَال قَوَّامُونَ" مُسَلَّطُونَ "عَلَى النِّسَاء" يُؤَدِّبُونَهُنَّ وَيَأْخُذُونَ عَلَى أَيْدِيهنَّ "بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض" أَيْ بِتَفْضِيلِهِ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ بِالْعِلْمِ وَالْعَقْل وَالْوِلَايَة وَغَيْر ذَلِكَ "وَبِمَا أَنْفَقُوا" عَلَيْهِنَّ "مِنْ أَمْوَالهمْ فَالصَّالِحَات" مِنْهُنَّ "قَانِتَات" مُطِيعَات لِأَزْوَاجِهِنَّ "حَافِظَات لِلْغَيْبِ" أَيْ لِفُرُوجِهِنَّ وَغَيْرهَا فِي غَيْبَة أَزْوَاجهنَّ "بِمَا حَفِظَ" لَهُنَّ "اللَّه" حَيْثُ أَوْصَى عَلَيْهِنَّ الْأَزْوَاج "وَاَللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزهنَّ" عِصْيَانهنَّ لَكُمْ بِأَنْ ظَهَرَتْ أَمَارَته "فَعِظُوهُنَّ" فَخَوِّفُوهُنَّ اللَّه "وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع" اعْتَزِلُوا إلَى فِرَاش آخَر إنْ أَظْهَرْنَ النُّشُوز "وَاضْرِبُوهُنَّ" ضَرْبًا غَيْر مُبْرِّح إنْ لَمْ يَرْجِعْنَ بِالْهِجْرَانِ "فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ" فِيمَا يُرَاد مِنْهُنَّ "فَلَا تَبْغُوا" تَطْلُبُوا "عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا" طَرِيقًا إلَى ضَرْبهنَّ ظُلْمًا "إنَّ اللَّه كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" فَاحْذَرُوهُ أَنْ يُعَاقِبكُمْ إنْ ظَلَمْتُمُوهُنَّ )
------------
تقول : ( القوامة في الأسرة قوامة رعاية وإدارة وليست قوامة تسلط وتحكم, ولا يمكن أن تكون بسبب تفضيل جنس الرجل على جنس المرأة لأن في ذلك تناقضا حادا مع آيات صريحة في كتاب الله تؤكد أن الرجال والنساء متساوون في ميزان الله, ومن هذه الآيات قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون), ومنها: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا), ومنها فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض), ويزيد البيان الإلهي هذه الحقيقة توكيدا بالآية الكريمة يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, إن الله عليم خبير), فقد أسقط الله فوارق الذكورة والأنوثة واختلاف الأقوام والشعوب, اللهم إلا فارقا واحدا هو التقوى, فكيف يقال بأفضلية الرجل على المرأة؟ وإذا كان أفضل منها وأكمل منها عقلا بالمطلق دون تفريق بين رجل وآخر أو امرأة وأخرى, فلماذا تكون المرأة مكلفة مثل الرجل ونحن نعلم أن العقل هو موطن التكليف؟ ولماذا يكون فرعون في جهنم وزوجته في الجنة ؟ إن التفضيل في الآية هو أفضلية تناسب مصلحة الأسرة مع الوظيفة التي يجب على كل من الرجل والمرأة النهوض بها, فالقيام على شؤون الأسرة وواجب رعايتها وحمايتها والإنفاق عليها هو من أهم الوظائف الاجتماعية وأقدسها, ولكنه لا يختلف عن الواجب الذي لا يقل عنه أهمية وهو واجب الحضانة والرضاعة ورعاية الطفولة, وكلنا يعلم أن الرجل هو الأفضل في المهمة الأولى, بينما لا يشق للمرأة غبار في المهمة الثانية.
· رئيسة تحرير مركز الراية للتنمية الفكرية ) ..
أقــــول :
1- يبدو أن الدكتورة لا تفرق بين الجزاء والثواب .. وبين التفضيل والقوامة والقيادة .. ولذلك تورد الآيات التي تذكر الثواب والجزاء .. وتنزلها على ما لا علاقة لها به .. وتتصور تناقضاً في الآيات ومقاصدها ومراداتها .. وهو تناقضٌ في عقل الدكتورة وتفكيرها فقط .. ليس إلاّ .. ولو أن الدكتورة راجعت التفسير لوجدت الحقيقة التي تخرص إرهابها الفكري وعبثها الفوضوي .. وتكفها عن الخوض في أحكام الدين بغير علمٍ ولا هدى .. وأسوق تفسير تلك الآياتِ ليتبيّن بطلان ما ذهبت إليه تلك الدكتورة وجهلها وعبثها الفكري ..
( تفسير ابن كثير :
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ..
هَذَا وَعْد مِنْ اللَّه تَعَالَى لِمَنْ عَمِلَ صَالِحًا وَهُوَ الْعَمَل الْمُتَابِع لِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى وَسُنَّة نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى مِنْ بَنِي آدَم وَقَلْبه مُؤْمِن بِاَللَّهِ وَرَسُوله وَإِنَّ هَذَا الْعَمَل الْمَأْمُور بِهِ مَشْرُوع مِنْ عِنْد اللَّه بِأَنْ يُحْيِيه اللَّه حَيَاة طَيِّبَة فِي الدُّنْيَا وَأَنْ يَجْزِيه بِأَحْسَن مَا عَمِلَهُ فِي الدَّار الْآخِرَة وَالْحَيَاة الطَّيِّبَة تَشْتَمِل وُجُوه الرَّاحَة مِنْ أَيّ جِهَة كَانَتْ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَجَمَاعَة أَنَّهُمْ فَسَّرُوهَا بِالرِّزْقِ الْحَلَال الطَّيِّب وَعَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ فَسَّرَهَا بِالْقَنَاعَةِ وَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَوَهْب بْن مُنَبِّه وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهَا هِيَ السَّعَادَة وَقَالَ الْحَسَن وَمُجَاهِد وَقَتَادَة لَا يَطِيب لِأَحَدٍ حَيَاة إِلَّا فِي الْجَنَّة وَقَالَ الضَّحَّاك هِيَ الرِّزْق الْحَلَال وَالْعِبَادَة فِي الدُّنْيَا وَقَالَ الضَّحَّاك أَيْضًا هِيَ الْعَمَل بِالطَّاعَةِ وَالِانْشِرَاح بِهَا وَالصَّحِيح أَنَّ الْحَيَاة الطَّيِّبَة تَشْمَل هَذَا كُلّه كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يَزِيد حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَبِي أَيُّوب حَدَّثَنِي شُرَحْبِيل بْن أَبِي شَرِيك عَنْ عَبْد الرَّحْمَن الْحُبُلِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّه بِمَا آتَاهُ " وَرَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن يَزِيد الْمُقْرِي بِهِ وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي هَانِئ عَنْ اِبْن عَلِيّ الْجُهَنِيّ عَنْ فَضَالَة بْن عُبَيْد أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ هُدِيَ لِلْإِسْلَامِ وَكَانَ عَيْشه كَفَافًا وَقَنَعَ بِهِ " وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث صَحِيح وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا هَمَّام عَنْ يَحْيَى عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه لَا يَظْلِم الْمُؤْمِن حَسَنَة يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُثَاب عَلَيْهَا فِي الْآخِرَة وَأَمَّا الْكَافِر فَيُطْعَم بِحَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَة لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَة يُعْطَى بِهَا خَيْرًا " اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِم . )
(ابن كثير :
{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا }
وَقَوْله " وَمَنْ يَعْمَل مِنْ الصَّالِحَات مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن " الْآيَة لَمَّا ذَكَرَ الْجَزَاء عَلَى السَّيِّئَات وَأَنَّهُ لَا بُدّ أَنْ يَأْخُذ مُسْتَحَقّهَا مِنْ الْعَبْد إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَهُوَ الْأَجْوَد لَهُ وَإِمَّا فِي الْآخِرَة وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَنَسْأَلهُ الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالصَّفْح وَالْعَفْو وَالْمُسَامَحَة شَرَعَ فِي بَيَان إِحْسَانه وَكَرَمه وَرَحْمَته فِي قَبُول الْأَعْمَال الصَّالِحَة مِنْ عِبَاده ذُكْرَانهمْ وَإِنَاثهمْ بِشَرْطِ الْإِيمَان وَأَنَّهُ سَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّة وَلَا يَظْلِمهُمْ مِنْ حَسَنَاتهمْ وَلَا مِقْدَار النَّقِير وَهُوَ النُّقْرَة الَّتِي فِي ظَهْر نَوَاة التَّمْرَة وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى الْفَتِيل وَهُوَ الْخَيْط الَّذِي فِي شَقّ النَّوَاة وَهَذَا النَّقِير وَهُمَا فِي نَوَاة التَّمْرَة وَالْقِطْمِير وَهُوَ اللِّفَافَة الَّتِي عَلَى نَوَاة التَّمْرَة وَالثَّلَاثَة فِي الْقُرْآن. )
( ابن كثير :
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }
يَقُول تَعَالَى " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبّهمْ " أَيْ فَأَجَابَهُمْ رَبّهمْ كَمَا قَالَ الشَّاعِر : وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيب إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْد ذَاكَ مُجِيب قَالَ سَعِيد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ سَلَمَة رَجُل مِنْ آل أُمّ سَلَمَة قَالَ قَالَتْ أُمّ سَلَمَة : يَا رَسُول اللَّه لَا نَسْمَع اللَّه ذَكَرَ النِّسَاء فِي الْهِجْرَة بِشَيْءٍ . فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبّهمْ أَنِّي لَا أُضِيع عَمَلَ عَامِل مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى " إِلَى آخِر الْآيَة : وَقَالَتْ الْأَنْصَار هِيَ أَوَّل ظَعِينَة قَدِمَتْ عَلَيْنَا وَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه مِنْ حَدِيث سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ. ثُمَّ قَالَ صَحِيح عَلَى شَرْط الْبُخَارِيّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَدْ رَوَى اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد عَنْ أُمّ سَلَمَة قَالَتْ : آخِر آيَة نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة . " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبّهمْ أَنِّي لَا أُضِيع عَمَلَ عَامِل مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضكُمْ مِنْ بَعْض " إِلَى آخِرهَا . رَوَاهُ اِبْن مَرْدُوَيه وَمَعْنَى الْآيَة أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ ذَوِي الْأَلْبَاب لَمَّا سَأَلُوا مَا سَأَلُوا مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبّهمْ عَقِب ذَلِكَ بِفَاءِ التَّعْقِيب كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَإِذَا سَأَلَك عِبَادِي عَنِّي فَإِنَى قَرِيب أُجِيب دَعْوَة الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " وَقَوْله تَعَالَى " أَنِّي لَا أُضِيع عَمَلَ عَامِل مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى " هَذَا تَفْسِير لِلْإِجَابَةِ أَيْ قَالَ لَهُمْ مُخْبِرًا أَنَّهُ لَا يُضِيع عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ لَدَيْهِ بَلْ يُوَفِّي كُلّ عَامِل بِقِسْطِ عَمَله مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَقَوْله " بَعْضكُمْ مِنْ بَعْض " أَيْ جَمِيعكُمْ فِي ثَوَابِي سَوَاء " فَاَلَّذِينَ هَاجَرُوا " أَيْ تَرَكُوا دَار الشِّرْك وَأَتَوْا إِلَى دَار الْإِيمَان وَفَارَقُوا الْأَحْبَاب وَالْإِخْوَان وَالْخِلَّانِ وَالْجِيرَان " وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارهمْ " أَيْ ضَايَقَهُمْ الْمُشْرِكُونَ بِالْأَذَى حَتَّى أَلْجَئُوهُمْ إِلَى الْخُرُوج مِنْ بَيْن أَظْهُرِهِمْ وَلِهَذَا قَالَ " وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي " أَيْ إِنَّمَا كَانَ ذَنْبهمْ إِلَى النَّاس أَنَّهُمْ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَحْدَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى " يُخْرِجُونَ الرَّسُول وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاَللَّهِ رَبّكُمْ " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاَللَّهِ الْعَزِيز الْحَمِيد " وَقَوْله تَعَالَى " وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا " وَهَذَا أَعْلَى الْمَقَامَات أَنْ يُقَاتِل فِي سَبِيل اللَّه فَيُعْقَر جَوَاده وَيُعَفَّر وَجْهه بِدَمِهِ وَتُرَابه. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْت إِنْ قُتِلْت فِي سَبِيل اللَّه صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْر مُدْبِر أَيُكَفِّرُ اللَّه عَنِّي خَطَايَايَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ؟ ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ قُلْت فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ فَقَالَ : " نَعَمْ إِلَّا الَّذِي قَالَهُ لِي جِبْرِيل آنِفًا " وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتهمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُم جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار " أَيْ تَجْرِي فِي خِلَالهَا الْأَنْهَار مِنْ أَنْوَاع الْمَشَارِب مِنْ لَبَن وَعَسَل وَخَمْر وَمَاء غَيْر آسِن وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَا عَيْن رَأَتْ وَلَا أُذُن سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْب بَشَر وَقَوْله " ثَوَابًا مِنْ عِنْد اللَّه " أَضَافَهُ إِلَيْهِ وَنَسَبَهُ إِلَيْهِ لِيَدُلّ عَلَى أَنَّهُ عَظِيم لِأَنَّ الْعَظِيم الْكَرِيم لَا يُعْطِي إِلَّا جَزِيلًا كَثِيرًا كَمَا قَالَ الشَّاعِر : إِنْ يُعَذِّب يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْ طِ جَزِيلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي وَقَوْله تَعَالَى " وَاَللَّه عِنْدَهُ حُسْن الثَّوَاب " أَيْ عِنْدَهُ حُسْن الْجَزَاء لِمَنْ عَمِلَ صَالِحًا . قَالَ اِبْن أَبَى حَاتِم : ذُكِرَ عَنْ دُحَيْم بْن إِبْرَاهِيم قَالَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم أَخْبَرَنِي جَرِير بْن عُثْمَان أَنَا شَدَّاد بْن أَوْس كَانَ يَقُول : أَيّهَا النَّاس لَا تَتَّهِمُوا اللَّه فِي قَضَائِهِ فَاَللَّه لَا يَبْغِي عَلَى مُؤْمِن فَإِذَا أَنْزَلَ بِأَحَدِكُمْ شَيْئًا مِمَّا يُحِبّ فَلْيَحْمَدْ اللَّه وَإِذَا أَنْزَلَ بِهِ شَيْئًا مِمَّا يَكْرَهُ فَلْيَصْبِرْ وَلْيَحْتَسِبْ فَإِنَّ اللَّه عِنْده حُسْن الثَّوَاب . )
( تفسير ابن كثير :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ } ..
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا لِلنَّاسِ أَنَّهُ خَلَقَهُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة , وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجهَا وَهُمَا آدَم وَحَوَّاء وَجَعَلَهُمْ شُعُوبًا وَهِيَ أَعَمُّ مِنْ الْقَبَائِل وَبَعْد الْقَبَائِل مَرَاتِب أُخَر كَالْفَصَائِلِ وَالْعَشَائِر وَالْعَمَائِر وَالْأَفْخَاذ وَغَيْر ذَلِكَ وَقِيلَ الْمُرَاد بِالشُّعُوبِ بُطُون الْعَجَم وَبِالْقَبَائِلِ بُطُون الْعَرَب كَمَا أَنَّ الْأَسْبَاط بُطُون بَنِي إِسْرَائِيل وَقَدْ لَخَّصْت هَذَا فِي مُقَدِّمَة مُفْرَدَة جَمَعْتهَا مِنْ كِتَاب الْأَشْبَاه لِأَبِي عُمَر بْن عَبْد الْبَرّ وَمِنْ كِتَاب " الْقَصْد وَالْأَمَم فِي مَعْرِفَة أَنْسَاب الْعَرَب وَالْعَجَم " فَجَمِيع النَّاس فِي الشَّرَف بِالنِّسْبَةِ الطِّينِيَّة إِلَى آدَم وَحَوَّاء عَلَيْهِمَا السَّلَام سَوَاء وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْأُمُورِ الدِّينِيَّة وَهِيَ طَاعَة اللَّه تَعَالَى وَمُتَابَعَة رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى بَعْد النَّهْي عَنْ الْغِيبَة وَاحْتِقَار بَعْض النَّاس بَعْضًا مُنَبِّهًا عَلَى تَسَاوِيهِمْ فِي الْبَشَرِيَّة " يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوا " أَيْ لِيَحْصُل التَّعَارُف بَيْنهمْ كُلّ يَرْجِع إِلَى قَبِيلَته وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله عَزَّ وَجَلَّ " لِتَعَارَفُوا" كَمَا يُقَال فُلَان بْن فُلَان مِنْ كَذَا وَكَذَا أَيْ مِنْ قَبِيلَة كَذَا وَكَذَا وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ كَانَتْ حِمْيَر يَنْتَسِبُونَ إِلَى مَخَالِيفهَا وَكَانَتْ عَرَب الْحِجَاز يَنْتَسِبُونَ إِلَى قَبَائِلهَا وَقَدْ قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عِيسَى الثَّقَفِيّ عَنْ يَزِيد مَوْلَى الْمُنْبَعِث عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامكُمْ فَإِنَّ صِلَة الرَّحِم مَحَبَّة فِي الْأَهْل مَثْرَاة فِي الْمَال مَنْسَأَة فِي الْأَثَر " ثُمَّ قَالَ غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه وَقَوْله تَعَالَى " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ " أَيْ إِنَّمَا تَتَفَاضَلُونَ عِنْد اللَّه تَعَالَى بِالتَّقْوَى لَا بِالْأَحْسَابِ وَقَدْ وَرَدَتْ الْأَحَادِيث بِذَلِكَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَلَّام حَدَّثَنَا عَبْدَة عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيّ النَّاس أَكْرَمُ ؟ قَالَ " أَكْرَمُهُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاهُمْ " قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُك قَالَ " فَأَكْرَمُ النَّاس يُوسُف نَبِيّ اللَّه اِبْن نَبِيّ اللَّه اِبْن نَبِيّ اللَّه اِبْن خَلِيل اللَّه" قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلك قَالَ " فَعَنْ مَعَادِن الْعَرَب تَسْأَلُونِي ؟ " قَالُوا نَعَمْ قَالَ " فَخِيَاركُمْ فِي الْجَاهِلِيَّة خِيَاركُمْ فِي الْإِسْلَام إِذَا فَقِهُوا " وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي غَيْر مَوْضِع مِنْ طُرُق عَنْ عَبْدَة بْن سُلَيْمَان وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير مِنْ حَدِيث عُبَيْد اللَّه وَهُوَ اِبْن عُمَر الْعُمَرِيّ بِهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ مُسْلِم رَحِمَهُ اللَّه حَدَّثَنَا عَمْرو النَّاقِد حَدَّثَنَا كَثِير بْن هِشَام حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن بُرْقَان عَنْ يَزِيد بْن الْأَصَمّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه لَا يَنْظُر إِلَى صُوَركُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ " وَرَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَحْمَد بْن سِنَان عَنْ كَثِير بْن هِشَام بِهِ " حَدِيث آخَر " وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ أَبِي هِلَال عَنْ بَكْر عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ " اُنْظُرْ فَإِنَّك لَسْت بِخَيْرٍ مِنْ أَحْمَر وَلَا أَسْوَد إِلَّا أَنْ تَفْضُلهُ بِتَقْوَى اللَّه " تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّه " حَدِيث آخَر " وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة عَبْد الْوَارِث بْن إِبْرَاهِيم الْعَسْكَرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن جَبَلَة حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن حُنَيْن الطَّائِيّ سَمِعْت مُحَمَّد بْن حَبِيب بْن خِرَاش الْعَصْرِيّ يُحَدِّث عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " الْمُسْلِمُونَ إِخْوَة لَا فَضْل لِأَحَدٍ عَلَى أَحَد إِلَّا بِالتَّقْوَى " " حَدِيث آخَر " قَالَ أَبُو بَكْر الْبَزَّار فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الْكُوفِيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا قَيْس يَعْنِي اِبْن الرَّبِيع عَنْ شَبِيب بْن غَرْقَدَة عَنْ الْمُسْتَظِلّ بْن حُصَيْن عَنْ حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلّكُمْ بَنُو آدَم وَآدَم خُلِقَ مِنْ تُرَاب وَلَيَنْتَهِيَنَّ قَوْم يَفْخَرُونَ بِآبَائِهِمْ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّه تَعَالَى مِنْ الْجِعْلَانِ " ثُمَّ قَالَ لَا نَعْرِفهُ عَنْ حُذَيْفَة إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه " حَدِيث آخَر " قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا أَسَد بْن مُوسَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا الْقَطَّان حَدَّثَنَا مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ طَافَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم فَتْح مَكَّة عَلَى نَاقَته الْقَصْوَاء يَسْتَلِم الْأَرْكَان بِمِحْجَنٍ فِي يَده فَمَا وَجَدَ لَهَا مُنَاخًا فِي الْمَسْجِد حَتَّى نَزَلَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَيْدِي الرِّجَال فَخَرَجَ بِهَا إِلَى بَطْن الْمَسِيل فَأُنِيخَتْ ثُمَّ إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَته فَحَمِدَ اللَّه تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْل ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَظُّمهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاس رَجُلَانِ رَجُلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّه تَعَالَى وَرَجُل فَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّه تَعَالَى إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول" يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأَثْنَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّه عَلِيم خَبِير " - ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقُول قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِر اللَّه لِي لَكُمْ " هَكَذَا رَوَاهُ عَبْد بْن حُمَيْد عَنْ أَبِي عَاصِم الضَّحَّاك عَنْ مَخْلَد عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة بِهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ الْحَارِث بْن يَزِيد عَنْ عَلِيّ بْن رَبَاح عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ أَنْسَابكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِمَسَبَّةٍ عَلَى أَحَد كُلّكُمْ بَنُو آدَم طَفُّ الصَّاعِ لَمْ يَمْلَئُوهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَد فَضْل إِلَّا بِدِينٍ وَتَقْوَى وَكَفَى بِالرَّجُلِ أَنْ يَكُون بَذِيًّا بَخِيلًا فَاحِشًا " وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ يُونُس عَنْ اِبْن وَهْب عَنْ اِبْن لَهِيعَة بِهِ وَلَفْظه : " النَّاس لِآدَم وَحَوَّاء طَفُّ الصَّاع لَمْ يَمْلَئُوهُ إِنَّ اللَّه لَا يَسْأَلكُمْ عَنْ أَحْسَابكُمْ وَلَا عَنْ أَنْسَابكُمْ يَوْم الْقِيَامَة إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ " وَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْء مِنْ الْكُتُب السِّتَّة مِنْ هَذَا الْوَجْه " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الْمَلِك حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ سِمَاك عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرَة زَوْج دُرَّة بِنْت أَبِي لَهَب عَنْ دُرَّة بِنْت أَبِي لَهَب رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : قَامَ رَجُل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَيّ النَّاس خَيْر ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَيْر النَّاس أَقْرَؤُهُمْ وَأَتْقَاهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنْكَر وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ " " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حَسَن حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَد عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ مَا أَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا وَلَا أَعْجَبَهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا ذُو تُقًى تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد وَقَوْله تَعَالَى " إِنَّ اللَّه عَلِيم خَبِير " أَيْ عَلِيم بِكُمْ خَبِير بِأُمُورِكُمْ فَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَيُضِلّ مَنْ يَشَاء وَيَرْحَم مَنْ يَشَاء وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء وَيُفَضِّل مَنْ يَشَاء عَلَى مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْحَكِيم الْعَلِيم الْخَبِير فِي ذَلِكَ كُلِّهِ , وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة وَهَذِهِ الْأَحَادِيث الشَّرِيفَة مَنْ ذَهَبَ مِنْ الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّ الْكَفَاءَة فِي النِّكَاح لَا تُشْتَرَط , وَلَا يُشْتَرَط سِوَى الدِّين لِقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ " وَذَهَبَ الْآخَرُونَ إِلَى أَدِلَّة أُخْرَى مَذْكُورَة فِي كُتُب الْفِقْه وَقَدْ ذَكَرْنَا طَرْفًا مِنْ ذَلِكَ فِي " كِتَاب الْأَحْكَام " وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي هَاشِم يَقُول أَنَا أَوْلَى النَّاس بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ غَيْره أَنَا أَوْلَى بِهِ مِنْك وَلَك مِنْهُ نِسْبَة . )
2- أمّا قول الدكتورة : ( ولماذا يكون فرعون في جهنم وزوجته في الجنة ؟ ) .. فيبدو أن الدكتورة أبت إلاّ إظهار نقصان عقلها .. فإن فرعون كافر .. فهو في النار .. وزوجته مؤمنة فهي في الجنة .. ولكن عقدة التفضيل قد سببت للدكتورة حيرة واضطراباً .. ممّا أدى بها إلى الخلط .. وانتهى بها إلى عدم معرفة الحق .. فإن تفضيل الذكر على الأنثى – في الخلق – لا علاقة له بجنةٍ ولا نار .. ولا بحسناتٍ ولا سيئات .. فتلك مسألة وحالة لها أحكامها الدنيوية والدينية الخاصّة بها .. وأمّا أمام الله تعالى فالجميع سواسية في مسألة الحسنات والسيئات .. والثواب والعقاب .. والجنة والنار .. فليست الجنة للذكور والنار للإناث لأن الذكور أفضل .. هذا لا يقول به مسلم ..
3- تنتهي الدكتورة في ختام مقالها إلى هدم ما بنته في سابقه .. حيث تثبت وجود أفضلية للرجل .. وهذا منها لو كانت – تعقل – تخبطٌ وخلط يدعوها إن كانت – تفكِّر – إلى إعادة النظر فيما سطّرته آنفاً في هذا المقال .. وفي مقالاتٍ أخرى .. إن كانت ممّن يريد الحق ويطلبه ويبتغيه ..
أسأل الله تعالى لي ولها وللجميع الهداية والتوفيق للحق والثبات عليه ..
كتبه / أبو عبدالله الواضح صبيحة يوم السبت الموافق 12/10/1424هـ







التوقيع :
من كلام اخيhossain
الزهراء سنية ... كيف وهي بنت الحبيب رسول الله وقد تربت في حجره ... ولدت الزهراء سنية ...وعاشت الزهراء سنية ... وماتت رضي الله عنها وارضاها وهي سنية ...الزهراء سنية رغم محاولة الشيعة الصاق التشيع بها ...الزهراء سنية رغم سرقة اسمها من قبل من يدعي انتسابه لاهل البيت ... الزهراء سنية رغم عشرات الاحاديث التي نقلها عنها الكافي ونسبها لها كذبا وبهتانا .... الزهراء سنية وهي زوجة علي رضي الله عنه السني ....الزهراء سنية وهي ام للسنة الحسن والحسين رضي الله عنهما ...
**(يا اهل السنة ما وضع اللين في شي الا زانه وما نزع من شي الا شانه)**
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه
http://www.islamway.com/bindex.php?section=categorylessons&category_id=11
كتبه أ-عبدالرحمن بن سعود الشويعر
رضي الله عنها وأرضاها ..
طهر الله قبرك فجعل بينك وبين القوم جدار ، فَحُشروا خارجه ، يبكون ويندبون ..

طهر الله قبرك سيدة نساء أهل الجنة ، فجعل حماته من الذين أحبوك حب النجاة لاحُب الهلاك

بقي قبرك يضم أعظماً طهرها الله تحت الثرى ، فلا يتمسح به مشرك ومشركة ..

طهر الله قبرك أُم حسناً وحسين فلم يكن وثناً يعبد من دون الله ..ولم تمتد له أيدي عمائم مُكفرين

ومُبدلين ومُفترين على عرض أباك سيد ولد أدم صلى الله عليه وعلى آله واصحابه وسلم ..

اللهم أدم دولة التوحيد موقرة قبور الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين
[B]QUOTE]
[B][ALIGN=CENTER]http://www.abunawaf.net/store5/ashora.jpg
لاتنسو صيام يوم عاشوراء[/ALIGN]
من مواضيعي في المنتدى
»» اوصلوا صوت مشاعل
»» اعترافات سعوديات مصابات بالايدز
»» لسنا نواصب باعترافهم000
»» بدعوى الوهابية مريتانيا تقفل معهد سعودي وتعترف باسرائيل
»» سنيي الكويت000لاللحرب00وشيعتها تبع للشيطان الاكبر
 
قديم 08-12-03, 11:36 AM   رقم المشاركة : 2
المهدي بوصالح
موقوف







المهدي بوصالح غير متصل

المهدي بوصالح is on a distinguished road


جزاك الله خيرا اختي ، على هذا الجهد

والله يعينك على تحمل قراءة مقالات مثل هذه المسخ المدعوة ليلى







 
قديم 10-12-03, 11:33 AM   رقم المشاركة : 3
جـــود
عضو فضي





جـــود غير متصل

جـــود is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]جزاك الله خيراً اختي الزهراء

ونسأل الله الهداية للكاتبه ليلى
[/ALIGN]







التوقيع :
http://www.wanash.com/up/251.gif


°ˆ~*¤®§* جــــــــــــود *§®¤*~ˆ°
من مواضيعي في المنتدى
»» السلام عليكم
»» الكلاب يطالعوا عوراتنا وحرماتنا / صور....
»» مشرفتنا الغالية بشائر .
»» أحكام و أحداث شهر صفر جميع الأجزاء
»» أسد الله خطاب
 
قديم 10-12-03, 06:07 PM   رقم المشاركة : 4
الزهراء السنية
عضو مميز





الزهراء السنية غير متصل

الزهراء السنية


جزاكم الله كل الخير
تنبيه فقط ما انا الا ناقله والذي رد على الدكتورة الفقير الى مغفرة ربه ابوعبدالله الواضح







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "