اسرائيليات كعب الأحبار في كتب الشيعة / أبوهريرة
لم يسلم صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اصابه الطعن والتكفير من الشيعة
فكل الناس مرتدون بعد الرسول
.................................
قال علماء الرافضة « كل الناس ارتدوا جميعا بعد الرسول إلا أربعة (جواهر الكلام21/347 الإمام علي ص657 لأحمد الرحماني الهمداني). بناء على الرواية عن الكافي « كان الناس بعد رسول الله e أصحاب ردة إلا ثلاثة: أبو ذر وسلمان الفارسي» (أصول الكافي 245:2). ووصف الكاشاني (تفسير الصافي 1/148 وقرة العيون 1/148) أسانيد هذه الرواية بأنها معتبرة.
فالرافضة حكموا بكفر وردة أفضل الخلق بعد الأنبياء فكيف لا نتوقع منهم تكفير من دونهم.
لقد وصفوا أبا بكر وعمر باللات والعزى والجبت والطاغوت والأوثان والفحشاء والمنكر. وزعموا أن أبا بكر كان يصلي وراء رسول الله e والصنم معلق على رقبته.
أبو بكر وعمر كافران ومن أحبهما وتولاهما
......................................
روى المجلسي من كتاب الحلبي هذا وهو (تقريب المعارف) رواية عن علي بن الحسين أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: كافران، كافر من أحبهما» وفي رواية أبي حمزة الثمالي « كافران كافر من تولاهما» وكرر المجلسي نفس كلام الحلبي (بحار الأنوار30/384 69/137).
قال المجلسي « الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى وفيما أوردناه كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم» (بحار الأنوار30/399).
واستحسن المجلسي قول أبي الصلاح الحلبي بأن الروايات المروية عن الأئمة عليهم السلام وعن أبنائهم تفيد « أنهم يرون في المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام ومن دان بدينهم أنهم كفار» (بحار الأنوار31/63).
فإن قالوا: هما ليسا مؤمنين وإنما مسلمين.
قيل لهم: قد وصفتموهما بأنهما الجبت والطاغوت. واللات والعزى. فهل الجبت والطاغوت مسلمان عندكم؟
ومن بين الصحابة الذي يتناول الشيعة بالطعن هو سيدنا ابوهريرة رضي الله عنه ومن بين الأكاذيب التي يرمونها ان ان سيدنا ابوهريرة رضي الله عنه يروي الاسرائيليات من طرف كعب الاحبار ونسوا ان دين الشيعة
من غرسه هو عبدالله بن سبأ مؤسس دين الشيعة وكما يقول النوبختي في كتاب فرق الشيعة عن عدالله بن سبأ
قال النوبختي: (السبئية قالوا بإمامة علي وأنـها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال: "إن علياً عليه السلام أمره بذلك" فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن.
وحكى جماعة من أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بـهذه المقالة، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه ..فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية
) (فرق الشيعة)، (32-44).
4- وقال سعد بن عبد الله الأشعري القمي في معرض كلامه عن السبئية: (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي وابن اسود وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم)
(المقالات والفرق)، (20).
و من المعلوم ان روايات كعب الاحبار والاسرائيليات موجودة في كتب الشيعة ويستشهد بها رجال الدين الشيعة فلماذا الكيل بمكيالين وساضع عدد من مرويات كعب الاحبار في كتب الرافضة كمثال على ذلك
في كتب الشيعة كعب الاحبار ممن يوثق بخبره
---------------------------------
قال الزجاج: إن الله تعالى خاطب الرسول صلى الله عليه وآله وهو يتناول الخلق كقوله: " إذا طلقتم النساء " قال القاضي: هذا بعيد، لانه متى قيل: الرسول داخل تحت هذا الخطاب فقد عاد السؤال (2). السابع: أن لفظ " إن " للنفي، يعني لا نأمرك بالسؤال لانك شاك، لكن لتزداد يقينا، كما ازداد إبراهيم عليه السلام بمعاينة إحياء الموتى يقينا، وأما الوجه الثاني وهو أن يقال: هذا الخطاب ليس مع الرسول، وتقريره أن الناس في زمانه كانوا فرقا ثلاثة: المصدقون به، والمكذبون له، والمتوقفون في أمره (3)، فخاطبهم الله تعالى بهذا الخطاب فقال: فإن كنت أيها الانسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد صلى الله عليه وآله فاسأل أهل الكتاب ليدلوك على صحة نبوته، وإنما وحد الله تعالى وهو يريد الجمع،
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الانبياء: 22 (2) في المصدر: وهو شامل للخلق وهو كقوله " يا ايها النبي إذا طلقتم النساء " قال: وهذا أحسن الاقاويل، قال القاضى: هذا بعيد، لانه متى كان الرسول داخلا تحت هذا الخطاب فقد عاد السؤال، سواء اريد معه غيره أو لم يرد، وإن جاز أن يراد هو مع غيره فما الذى يمنع أن يراد بانفراده كما يقتضيه الظاهر، ثم قال: ومثل هذا التأويل يدل على قلة التحصيل انتهى أقول: الظاهر من الطبرسي أن الزجاج أراد الوجه الاول راجع مجمع البيان. (3) زاد في المصدر: الشاكون فيه. [ * ]
--------------------------------------------------------------------------------
[ 50 ]
كما في قوله: " يا أيها الانسان ما غرك (1) * ويا أيها الانسان إنك كادح (2) " ولما ذكر لهم (3) ما يزيل ذلك الشك عنهم حذرهم من أن يلتحقوا بالقسم الثاني وهم المكذبون، فقال: " ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين (4) " ثم اختلفوا في أن المسئول عنه من هم، فقال المحققون: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام، وعبد الله بن صوريا، وتميم الداري، وكعب الاحبار، لانهم هم الذين يوثق بخبرهم، ومنهم من قال: الكل، سواء كانوا من المسلمين أو الكفار، لانهم إذا بلغوا عدد التواتر ثم قرؤا آية من التوراة أو الانجيل وتلك الآية دالة على البشارة بمحمد صلى الله عليه وآله فقد حصل الغرض.
بحار الأنوار المجلسي / باب 15 : عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك
===============
اسلام كعب الأحبار
--------------
مجلس في ذكر فضائل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى في سورة آل عمران: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر) يا امة محمد كنتم خير امة وقيل: هذه مدحة لهم ولم يكن الله يمدح قوما ثم يعذبهم. وقال الله تعالى في
سورة الاعراف: (ورحمتي وسعت كل شئ) الآية. وقال: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) - يعنى امة محمد - فمنهم ظالم
لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك الفضل الكبير فقدم الظالم لئلا يقنط من رحمته وأخر السابق لكيلا يعجب بنفسه
ثم جمعهم بدخول الجنة بقوله جنات عدن يدخلونها. (وروى) عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال في هذه الآية: كلهم من أهل الجنة.
(وروى) عنه: سابقنا سابق ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور. ويقال: ان سبب إسلام كعب الاحبار هذه الآية.
روضة الواعظين / الفتال النيسابوري
======
الامام الصادق يستشهد بما قاله كعب الاحبار
------------------------
الباب التاسع والاربعون في الطمع قال الصادق (عليه السلام): بلغني انه سئل كعب الاحبار ما الاصلح في الدين وما الافسد فقال الاصلح
الورع والافسد الطمع فقال له السائل صدقت يا كعب والطمع خمر الشيطان يسقى بيده لخواصه فمن سكر منه يصحى إلا في اليم عذاب
الله تعالى بمجاورة ساقيه ولو لم يكن في الطمع سخطه إلا مثارات الدين بالدنيا لكان سخطا عظيما. قال الله عز وجل: (اولئك الذين
اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة).
مصباح الشريعة/ الامام الصادق
====
المجلسي ينقل قول كعب الاحبار في سلمان الفارسي رضي الله عنه
وقال فيه كعب الاحبار : سلمان حشى علما وحكمة . بحار الانوار
=============
الشيخ الشيعي الملقب بالصدوق يروي له
---------------
220/4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه ), قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار, قال :
حـدثنا احمد بن محمد بن عيسى , عن علي بن الحكم , عن عمرابن حفص , عن زياد بن المنذر, عن سالم بن ابي جعدة ((443)) ,
قال : سمعت كعب الاحبار يقول : ان في كتابنا: ان رجلا من ولد محمد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) يقتل , ولايجف عرق دواب اصحابه حتى يدخلوا الجنة , فيعانقوا الـحـور الـعـيـن , فـمر بناالحسن (عليه السلام ), فقلنا: هو هذا؟ قال : لا فمر بنا الحسين
(عليه السلام ), فقلنا: هو هذا؟قال : نعم ((444)) .
كتاب الامالي الصدوق
===
16- حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الصائغ قال حدثنا أبو عبدالله محمد بن سعيد قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن عمرو البكائي عن كعب الأحبار قال في الخلفاء هم اثنا عشر فإذا كان عند انقضائهم و أتى طبقة صالحة مد الله لهم في العمر كذلك وعد الله هذه الأمة ثم قرأ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحات ِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قال و كذلك فعل الله عز و جل ببني إسرائيل و ليس بعزيز أن يجمع هذا الأمة يوما أونصف يوم و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون و قد أخرجت طرق هذه الأخبار في كتاب الخصال ./ عيون اخبار الرضا
===
ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حفص ، عن زياد بن المنذر ، عن سالم بن أبي جعدة قال : سمعت كعب الاحبار يقول : إن في كتابنا أن رجلا من ولد محمد رسول الله يقتل ولا يجف عرق دواب أصحابه حتى يدخلوا الجنة فيعانقوا الحور العين ، فمر بنا الحسن عليه السلام فقلنا : هو هذا ؟ قال : لا ، فمر بنا الحسين فقلنا : هو هذا ؟ قال : نعم ( 1 ) .( 1 ) أمالى الصدوق المجلس 29 الرقم 4 . بحار الانوار
===
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن محمد الدينوري، قال: حدثنا علي بن الحسن الكوفي(3) قال: حدثتنا عميرة بنت أوس(4)، قالت: حدثني
___________________________________
(1) المحجوج هو المغلوب في الاحتجاج.
(2) في بعض النسخ " وهذا القول يدل على أن امير المؤمنين عليه السلام شاهد لهم ".
(3) الظاهر هو ابن فضال التيملى المعروف.
(4) في بعض النسخ " غمرة بنت أوس " ولم أجدها بكلا العنوانين، وفى البحار " عمرة " ولم أجدها أيضا.
[146]
جدي الحصين بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن ضمرة(1)، عن كعب الاحبار(2) أنه قال: " إذا كان يوم القيامة حشر الخلق على أربعة
أصناف: صنف ركبان، وصنف على أقدامهم يمشون، وصنف مكبون، وصنف على وجوههم صم بكم عمي فهم لا يعقلون ولا يكلمون
ولا يؤذن لهم فيعتذرون، أولئك الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون، فقيل له: يا كعب من هؤلاء الذين يحشرون على وجوههم
وهذه الحال حالهم؟ فقال كعب: أولئك كانوا على الضلال والارتداد والنكث، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم إذا لقوا الله بحرب خليفتهم ووصى
نبيهم وعالمهم وسيدهم وفاضلهم، وحامل اللواء وولى الحوض والمرتجى والرجا دون هذا العالم، وهوالعلم الذي لا يجهل(3) والمحجة التي
من زال عنها عطب(4) وفي النار هوى، ذاك علي ورب كعب أعلمهم علما، وأقدمهم سلما(5)، وأوفرهم حلما، عجب كعب ممن قدم على على غيره.
ومن نسل على القائم(6) المهدي الذي يبدل الارض غير الارض، وبه يحتج عيسى بن مريم(عليه السلام) على نصارى الروم والصين،
إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وسمتا(7) وهيبة، يعطيه الله جل
___________________________________
(1) عبدالله بن ضمرة السلولى ثقة، وثقه العجلى على ما في التقريب.
(2) كعب الاحبار هو كعب بن ماتع الحميرى يكنى أبا اسحاق ثقة(التقريب).
(3) في بعض النسخ " والمرتجى دون العالمين وهو العالم الذى لا يجهل ".
(4) المحجة - بفتح الميم والحاء المهملة ثم الجيم -: جادة الطرايق، والعطب: الهلاك.وفى البحار " الحجة التى ".
(5) أقدمهم سلما أى أقدمهم اسلاما، ولا ريب أنه عليه السلام أول من أسلم من الرجال عند جميع المؤرخين والمحدثين غير أن بعض
المخالفين استشكل بأنه حينذاك لم يبلغ الحلم وايمانه ليس بمثابة ايمان الرجال.وهو قول من تجاهل، أو من له غرض سياسى، أو سفيه.
(6) في بعض النسخ والبحار " ومن يشك في القائم " وكأنه مصحف.
(7) السمت - بفتح السين المهملة وسكون الميم -: هيئة أهل الخير والصلاح، و في بعض النسخ " وسيماء ".
كتاب الغيبة النعماني /باب - 10 ما روى في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر عليه السلام
[وذكر مولانا أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام بعده وانذارهم بها].
===============
وعن كعب الاحبار حين أسلم في أيام خلافة عمربن الخطاب وجعل الناس يسألونه عن الملاحم التي تظهر في آخر الزمان فصار كعب
يخبرهم بأنواع الاخبار والملاحم والفتن التي تظهر في العالم ثم قال : وأعظمها فتنة وأشدها مصيبة لاتنسى إلى أبد الآبدين مصيبة
الحسين عليه السلام وهي الفساد الذي ذكره الله تعالى في كتابه المجيد حيث قال : " ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت أيدي الناس " (
1 ) وإنما فتح الفساد بقتل هابيل بن آدم ، وختم بقتل الحسين عليه السلام أو لاتعلمون أنه يفتح يوم قتله أبواب السماوات ويؤذه السماء
بالبكاء فتبكي دما فإذا رأيتم الحمرة في السماء قد ارتفعت ، فاعلموا أن السماء تبكي حسينا فقيل : ياكعب لم لاتفعل السماء كذلك ولاتبكي
دما لقتل الانبياء ممن كان أفضل من الحسين ؟ فقال : ويحكم إن قتل الحسين أمر عظيم وإنه ابن سيد المرسلين ، وإنه يقتل علانية
مبارزة ظلما وعدوانا ولاتحفظ فيه وصية جده رسول الله وهو مزاج مائه وبضعة من لحمه ، يذبح بعرصة كربلا فو الذي نفس كعب بيده
لتبكينه زمرة من الملائكة في السماوات السبع ، لايقطعون بكاءهم عليه إلى آخر الدهر ، وإن البقعة التي يدفن فيها خيرالبقاع ، ومامن
نبي إلا ويأتي إليها ويزورها ويبكي على مصابه ، ولكربلا في كل يوم زيارة من الملائكة والجن والانس فاذا كانت ليلة الجمعة ينزل
إليها تسعون ألف ملك يبكون على الحسين ، ويذكرون فضله وإنه يسمى في السماء حسينا المذبوح وفي الارض أباعبدالله المقتول ، وفي
البحار الفرخ الازهر المظلوم ، وإنه يوم قتله تنكسف الشمس بالنهار ، ومن الليل ينخسف القمر ، وتدوم الظلمة على الناس ثلاثة أيام
وتمطر السماء دما ، وتدكدك الجبال وتغطمط البحار ، ولولابقية من ذريته وطائفة من شيعته الذين يطلبون بدمه ويأخذون بثأره ، لصب الله عليهم نارا من السماء أحرقت الارض ومن عليها / بحار الانوار
===
436 - وروي عن كعب الاحبار أنه قال:إذا ملك رجل من بني العباس يقال له:عبدالله وهو ذو العين(3) بها افتتحوا وبها يختمون، وهو مفتاح البلاء وسيف الفناء(4) فإذا قرئ له كتاب بالشام من عبدالله عبدالله أمير المؤمنين لم تلبثوا أن يبلغكم أن كتابا قرئ على منبر مصر:من عبدالله عبدالرحمان أمير المؤمنين. الغيبة الطوسي
==========
فصل ـ 1 ـ
212 ـ وعن ابن بابويه ، عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن النّضر بن قرواش ، عن إسحاق بن عمّار ، عمّن سمع أبا عبدالله عليه السلام يحدّث قال : مرّ عالم بعابد وهو يصلّي ، فقال
: يا هذا كيف صلاتك ؟ قال : مثلي يسال عن هذا ؟ قال : ثمّ بكى قال : وكيف بكاؤك ؟ فقال : إنّي لأبكي حتّى تجري دموعي ، فضحك العالم وقال : تضحك وأنت خائف من ربّك أفضل من بكائك وأنت مدلّ بعملك ، إنّ المدلّ بعمله ما يصعد منه شيء وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج (2) . قصص الأنبياء الراوندي
===========
باب 32 : نوادر اخبار بني اسرائيل بحار الأنوار
الايات ، البقرة " 2 " يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين 122 .
المائدة " 5 " ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون 32 " وقال تعالى " : لقد أخذنا ميثاق بني
إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لاتهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون * وحسبوا أن لاتكون فتنة فعموا وصموا ثم
تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون 70 و 71 .
الجاثية " 45 " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين * وآتيناهم بينات من الامر
فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 16 و 17 .
الحشر " 59 " كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار
خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين 16 و 17 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : عن ابن عباس قال : كان في بني إسرائيل عابد اسمه برصيصا ، عبدالله زمانا من الدهر حتى كان
يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوذهم فيبرؤون على يده ، وإنه أتي بامرأة في شرف قد جنت وكان لها إخوة فأتوه بها وكانت عنده ، فلم يزل
به الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت ، فلما استبان حملها قتلها ودفنها ، فلما فعل ذلك ذهب الشيطان حتى لقي أحد إخوتها فأخبره
بالذي فعل الراهب وأنه دفنها في مكان كذا ، ثم أتى بقية إخوتها رجلا رجلا فذكر ذلك له ، فجعل الرجل يلقى
[487]
أخاه فيقول : والله لقد أتاني آت ذكر لي شيئا يكبر علي ذكره ، فذكره بعضهم لبعض حتى بلغ ذلك ملكهم ، فسار الملك والناس فاستنزلوه
فأقر لهم بالذي فعل ، فأمر به فصلب ، فلما رفع على خشبته تمثل له الشيطان فقال : أنا الذي ألقيتك في هذا ، فهل أنت مطيعي فيما
أقول لك أخلصك مما أنت فيه ؟ قال : نعم ، قال : اسجد لي سجدة واحدة ، فقال : كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة ؟ فقال : أكتفي
منك بالايماء ، فأومأ له بالسجود ، فكفر بالله ، وقتل الرجل ، فأشار الله تعالى إلى قصته في هذه الآية .
( 1 ) 1 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء عن أبي جميلة ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح ، وكان يتعبد في صومعة فجاءته أمه وهو يصلي فدعته فلم يجبها ، فانصرفت ، ثم أتته
ودعته فلم يلتفت إليها فانصرفت ، ثم أتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها فانصرفت وهي تقول : أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك ، فلما
كان من الغد جاءت فاجرة وقعدت عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ، ففشا في بني إسرائيل أن من كان يلوم
الناس على الزنا قد زنى ، وأمر الملك بصلبه ، فأقبلت أمه إليه تلطم وجهها ، فقال لها : اسكتي إنما هذا لدعوتك ، فقال الناس لما سمعوا
ذلك منه : وكيف لنا بذلك ؟ ( 2 ) قال : هاتوا الصبي ، فجاؤوا به فأخذه فقال : من أبوك ؟ فقال : فلان الراعي لبني فلان ، فأكذب الله
( 3 ) الذين قالوا ماقالوا في جريح ، فحلف جريح ألا يفارق أمه يخدمها .
( 4 ) 2 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين ، عن النعمان بن
يحيى الازرق ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن ملكا من بني إسرائيل قال : لابنين مدينة لايعيبها أحد ،
فلما فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنهم لم يروا مثلها قط ، فقال له رجل : لو أمنتني على
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 487 ) ( 1 ) مجمع البيان 9 : 265 .
( 2 ) أي كيف لنا العلم بذلك .
( 3 ) أي بين كذبهم .
( 4 ) قصص الانبياء مخطوط .
[488]
نفسي أخبرتك بعيبها ، فقال : لك الامان ، فقال : لها عيبان : أحدهما أنك تهلك عنها ، والثاني أنها تخرب من بعدك ، فقال الملك : وأي
عيب أعيب من هذا ؟ ثم قال : فما نصنع ؟ قال : تبني ما يبقى ولا يفنى وتكون شابا لاتهرم أبدا فقال الملك لابنته ذلك ، فقالت : ما
صدقك أحد غيره من أهل مملكتك .
( 1 ) 3 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن بكير ، عن عبدالملك بن أعين ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان له بنتان فزوجهما من رجلين : واحد زراع ، وآخر يعمل الفخار ، (
2 ) ثم إنه زارهما فبدأ بامرأة الزراع فقال لها : كيف حالك ؟ قالت : قد زرع زوجي زرعا كثيرا ، فإن جاء الله بالسماء فنحن أحسن بني
إسرائيل حالا ، ثم ذهب إلى الاخرى فسألها عن حالها ، فقالت : قد عمل زوجي فخارا كثيرا ، فإن أمسك الله السماء عنا فنحن أحسن بني
إسرائيل حالا ، فانصرف وهو يقول : اللهم أنت لهما .
( 3 ) 4 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء عن الحسن بن الجهم ، عن رجل ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول : " الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين " فغاظ إبليس ذلك فبعث
إليه شيطانا فقال : قل : العاقبة للاغنياء ، فجاءه فقال ذلك ، فتحاكما إلى أول من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه ، فلقيا
شخصا فأخبراه بحالهما ، فقال : العاقبة للاغنياء ، فرجع ( 4 ) وهو يحمد الله ويقول : " العاقبة للمتقين " فقال له : تعود أيضا ؟ فقال :
نعم على يدي الاخرى ، ( 5 ) فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه أيضا ، فقطعت يده الاخرى ، وعاد أيضا يحمد الله ويقول : " العاقبة
للمتقين " فقال له : تحاكمني على ضرب العنق ؟ فقال : نعم ، فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه ، فقال : إني كنت حاكمت هذا وقصا عليه
قصتهما
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 488 ) ( 1 و 3 ) قصص الانبياء مخطوط .
( 2 ) الفخار : الخزف .
( 4 ) في قصص الانبياء للجزائري : فقطع يده فرجع .
( 5 ) " " " : على اليد الاخرى .
[489]
قال : فمسح يديه فعادتا ، ثم ضرب عنق ذلك الخبيث ، وقال : هكذا العاقبة للمتقين .
( 1 ) 5 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه
السلام قال : كان قاض في بني إسرائيل وكان يقضي بالحق فيهم ، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته : إذا مت فاغسليني وكفنيني وغطي
وجهي ، وضعيني على سريري ، فإنك لاترين سوءا إن شاء الله تعالى ، فلما مات فعلت ما كان أمرها به ثم مكثت بعد ذلك حينا ثم إنها
كشفت عن وجهه فإذا دودة تقرض من منخره ، ( 2 ) ففزعت من ذلك ، فلما كان بالليل أتاها في منامها يعني رأته في النوم ( 3 ) فقال
لها : فزعت مما رأيت ؟ قالت : أجل ، قال : والله ماهو إلا في أخيك ، وذلك أنه أتاني ومعه خصم له ، فلما جلسا قلت : اللهم اجعل
الحق له ، فلما اختصما كان الحق له ففرحت فأصابني مارأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له .
( 4 ) 6 ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي
عبدالله عليه السلام إن قوما من بني إسرائيل قالوا لنبي ( 5 ) لهم : ادع لنا ربك يمطر علينا السماء إذا أردنا ، فسأل ربه ذلك فوعده أن
يفعل ، فأمطر السماء عليهم كلما أرادوا فزرعوا فنمت زروعهم وحسنت ، فلما حصدوا لم يجدوا شيئا ، فقالوا : إنما سألنا المطر للمنفعة ،
فأوحى الله تعالى : إنهم لم يرضوا بتدبيري لهم .
أو نحو هذا .
( 6 )
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 489 ) ( 1 ) قصص الانبياء مخطوط وقد أخرجه وما قبله الجزائري أيضا في قصصه : 248 و 249 .
-بحار الانوار جلد: 14 من صفحه 489 سطر 19 إلى صفحه 497 سطر 18 ( 2 ) قرض الشئ : قطعه .
( 3 ) الظاهر أنه تفسير من الراوندي .
( 4 ) قصص الانبياء مخطوط .
( 5 ) هو موسى بن عمران عليه السلام كما تقدم .
( 6 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه وما قبله وما بعده الجزائري في قصص الانبياء : 251 ، ولم يذكر قوله : ( أو نحو هذا )
والظاهر أنه من كلام المصنف أو الراوندي ، ولعله كانت نسخته مطموسة أو مغلوطة ، والحديث مذكور في الكافي مسندا ، وأخرجه
المصنف في باب ما ناجى به موسى عليه السلام ربه ، والحديث مفصل مشروح ، وفيه : ياموسى أنا كنت المقدر لبني اسرائيل فلم
يرضوا بتقديري فأجبتهم إلى ارادتهم فكان مارأيت .
[490]
7 وقال : قال أبوعبدالله عليه السلام : كان روشان يفرخ في شجرة ، وكان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين ، فشكا ذلك
الورشان إلى الله تعالى فقال : إني سأكفيكه قال : فأفرخ الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان ، فصعد الشجرة ( 1 ) وعرض له سائل
فأعطاه أحد الرغيفين ، ثم صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما فسلمه الله لما تصدق به .
( 2 ) 8 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إن رجلا كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاما ، يدعو ثلاثا وثلاثين سنة ، ( 3 ) فلما رأى أن الله تعالى
لايجيبه قال : يارب أبعيد أنا منك فلا تسمع مني ، أم قريب أنت فلا تجيبني ؟ ( 4 ) فأتاه آت في منامه فقال له : إنك تدعو الله بلسان
بذي ، ( 5 ) وقلب علق غير نقي ، وبنية غير صادقة ، فاقلع من بذائك ، وليتق الله قلبك ، ولتحسن نيتك ، قال : ففعل الرجل ذلك فدعا
الله ( 6 ) عزوجل فولد له غلام .
( 7 ) كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى مثله .
( 8 ) 9 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال ، وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة ، وكان
له ابنان من زوجة غير عفيفة ، فلما حضرته الوفاة قال لهم : هذا مالي لواحد منكم ، فلما توفي قال
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 490 ) ( 1 ) في نسخة : فيصعد الشجرة .
( 2 ) قصص الانبياء مخطوط .
والورشان * نوع من الحمام البري اكدر اللون فيه بياض فوق ذنبه .
وقيل : هو ذكر القمارى .
( 3 ) في الكافي : يدعو ثلاث سنين .
( 4 ) " " : أبعيد أنا منك فلا تسمعني ، أم قريب أنت مني فلا تجيبني ؟ قال اه .
( 5 ) " " : انك تدعو الله مذ ثلاث سنين بلسان بذي وقلب عات غير تقي .
( 6 ) " " : ثم دعا الله .
( 7 ) قصص الانبياء مخطوط .
( 8 ) اصول الكافي 2 : 324 و 325
الكبير : أنا ذلك الواحد ، وقال الاوسط : أنا ذلك ، وقال الاصغر : أنا ذلك ، فاختصموا إلى قاضيهم ، قال : ليس عندي في أمركم شئ ،
انطلقوا إلى بني غنام ( 1 ) الاخوة الثلاثة ، فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا ، فقال لهم : ادخلوا إلى أخي فلان فهو أكبر مني (
2 ) فاسألوه ، فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال : سلوا أخي الاكبر مني ، ( 3 ) فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر ، فسألوه
أولا عن حالهم ثم مبينا لهم ( 4 ) فقال : أما أخي الذي رأيتموه أولا هو الاصغر ، وإن له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر عليها مخافة أن
يبتلي ببلاء لاصبر له عليه فهرمته ، وأما الثاني أخي فإن عنده زوجة تسوؤه وتسره فهو متماسك الشباب ، وأما أنا فزوجتي تسرني ولا
تسوؤني ولم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك .
وأما حديثكم الذي هو حديث أبيكم فانطلقوا أولا وبعثروا قبره ( 5 ) واستخرجوا عظامه واحرقوها ثم عودوا لاقضي بينكم ، فانصرفوا
فأخذ الصبي سيف أبيه ، وأخذ الاخوان المعاول ، فلما أن هما بذلك قال لهم الصغير : لاتبعثروا ( 6 ) قبر أبي وأنا أدع لكما حصتي ،
فانصرفوا إلى القاضي ، فقال : يقنعكما هذا ، ائتوني بالمال ، فقال للصغير : خذ المال ، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقة كما دخل على
الصغير .
( 7 ) 10 ص : بهذا الاسناد عن ابن محبوب ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : كان في بني
إسرائيل رجل صالح ، وكانت له امرأة صالحة ، فرأى في النوم أن الله تعالى قد وقت لك من العمر كذا وكذا سنة ، وجعل نصف عمرك
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 491 ) ( 1 ) في قصص الجزائري : بني الاغنام .
( 2 ) " " " : فهو أكبر مني سنا .
( 3 ) " " " : سلوا أخي الاكبر مني سنا .
( 4 ) لم يذكر الجزائري قوله : ثم مبينا لهم ، ولعله مصحف : ثم بينوا له حالهم .
( 5 ) بعثره : بدده .
قلب بعضه على بعض .
وفي قصص الجزائري : وانبشوا قبره .
( 6 ) في قصص الجزائري : لاتنبشوا .
( 7 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه الجزائري في قصص الانبياء : 250 .
[492]
في سعة ، وجعل النصف الآخر في ضيق ، فاختر لنفسك إما النصف الاول وإما النصف الاخير .
فقال الرجل : إن لي زوجة صالحة وهي شريكي في المعاش فأشاورها في ذلك و تعود إلي فأخبرك ، فلما أصبح الرجل قال لزوجته :
رأيت في النوم كذا وكذا ، فقالت يافلان اختر النصف الاول وتعجل العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة ، فلما كان في الليلة الثانية
أتى الآتي فقال : ما اخترت ؟ فقال : اخترت النصف الاول ، فقال : ذلك لك ، فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه ، ولما ظهرت نعمته قالت
له زوجته : قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم وجارك وأخوك فلان فهبهم ، فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت رأى الرجل الذي
رآه أولا في النوم ، فقال : إن الله تعالى قد شكر لك ذلك ولك تمام عمرك سعة مثل مامضى .
( 1 ) 11 ص : بهذا الاسناد عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرجت امرأة بغي على شباب من
بني إسرائيل فأفتنتهم ، فقال بعضهم : لو كان العابد فلان رآها أفتنته ، وسمعت مقالتهم فقالت : والله لاأنصرف إلى منزلي حتى أفتنه
فمضت نحوه في الليل فدقت عليه ، فقال : آوي عندك ، فأبى عليها ، فقالت : إن بعض شباب بني إسرائيل راودوني عن نفسي ، فإن
أدخلتني وإلا لحقوني وفضحوني ، فلما سمع مقالتها فتح لها ، فلما دخلت عليه رمت بثيابها ، فلما رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه ،
فضرب يده عليها ، ثم رجعت إليه نفسه ، وقد كان يوقد تحت قدر له ، فأقبل حتى وضع يده على النار ، فقالت : أي شئ تصنع ؟ فقال
: أحرقها لانها عملت العمل ، فخرجت حتى أتت جماعة بني إسرائيل ، فقالت : الحقوا فلانا فقد وضع يده على النار ، فأقبلوا فلحقوه وقد
احترقت يده .
( 2 ) 12 ص : عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام إن عابدا كان في بني إسرائيل فأضاف امرأة من بني إسرائيل فهم
بها فأقبل كلما هم بها قرب إصبعا من أصابعه
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 492 ) ( 1 ) قصص الانبياء مخطوط ، واخرجه الجزائري في القصص : 250 و 251 .
( 2 ) " " " ، " " " " " : 251 .
[493]
إلى النار ، فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح ، قال لها : اخرجي لبئس الضيف كنت لي .
( 1 ) 13 ص : عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان محتاجا فألحت عليه امرأته
في طلب الرزق ، فابتهل إلى الله في الرزق ، فرأى في النوم : أيما أحب إليك : درهمان من حل أو ألفان من حرام ؟ فقال : درهمان من
حل ، فقال : تحت رأسك ، فانتبه فرأى الدرهمين تحت رأسه فأخذهما واشترى بدرهم سمكة فأقبل إلى منزله فلما رأته المرأة أقبلت عليه
كاللائمة ، وأقسمت أن لاتمسها ، فقام الرجل إليها فلما شق بطنها إذا بدرتين فباعهما بأربعين ألف درهم .
( 2 ) 14 ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن حمران
، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل جبار وإنه أقعد في قبره ورد إليه روحه ، فقيل له : إنا جالدوك مائة جلدة من
عذاب الله ، قال : لا أطيقها ، فلم يزالوا ينقصونه من الجلد وهو يقول : لا أطيق حتى صاروا إلى واحدة ، قال : لا أطيقها ، قالوا : لن
نصرفها عنك ، قال : فلماذا تجلدونني ؟ قالوا : مررت يوما بعبد لله ( 3 ) ضعيف مسكين مقهور فاستغاث بك فلم تغثه ولم تدفع عنه
قال : فجلدوه جلدة واحدة فامتلا قبره نارا .
( 4 ) 15 ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني ، عن
وهب بن منبه قال : رووا أن رجلا من بني إسرائيل بنى قصرا فجوده وشيده ، ثم صنع طعاما فدعا الاغنياء وترك الفقراء ، فكان إذا
جاء الفقير قيل لكل واحد منهم : إن هذا طعام لم يصنع لك ولا لاشباهك ، قال : فبعث الله ملكين في زي الفقراء ، فقيل لهما مثل ذلك ،
ثم أمرهما الله تعالى بأن يأتيا في زي الاغنياء فأدخلا وأكرما وأجلسا في الصدر ، فأمرهما الله تعالى أن يخسفا المدينة ومن فيها .
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 493 ) ( 1 و 2 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرج الاول منهما الجزائري في القصص : 251 .
( 3 ) في نسخة : بعبد الله .
وفي قصص الجزائري : مررت بعبد من عباد الله .
( 4 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه الجزائري أيضا في قصصه : 252 .
[494]
16 وبإسناده أن بني إسرائيل الصغير منهم والكبير كانوا يمشون بالعصي مخافة أن يختال أحد في مشيته .
( 1 ) 17 ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن محمد بن
الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل عابد وكان محارفا تنفق عليه امرأته ، فجاءها يوما
فدفعت إليه غزلا فذهب فلا يشترى بشئ ، فجاء إلى البحر فإذا هو بصياد قد اصطاد سمكا كثيرا ، فأعطاه الغزل وقال : انتفع في شبكتك
، فدفع إليه سمكة فأخذها وخرج بها إلى زوجته ، فلما شقها بدت من جوفها لؤلؤة فباعها بعشرين ألف درهم .
( 2 ) 18 ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده ( 3 ) عن ابن محبوب ، عن داود الرقي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أبوجعفر
عليه السلام يقول : نعم الارض الشام ، وبئس القوم أهلها اليوم ، وبئس البلاد مصر ، أما إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل
، ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة ومعصية منهم لله ، لان الله عزوجل قال : " ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم "
يعني الشام ، فأبوا أن يدخلوها وعصوا فتاهوا في الارض أربعين سنة ، قال : وماكان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعد
توبتهم ورضى الله عنهم .
ثم قال أبوجعفر : إني أكره أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر ، وما أحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل
وتذهب بغيرتي .
( 4 ) 19 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين ابن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه ،
عن محمد بن مارد ، عن عبدالاعلى ابن أعين قال :
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 494 ) ( 1 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه الجزائري ايضا في قصصه : 252 .
اختال في مشيته : تبختر وتكبر .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) فيه إرسال وتقدم قبل ذلك إسناد الصدوق إلى ابن محبوب ، فانه يروى عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب .
( 4 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه الجزائري في القصص : 252 .
[495]
قلت لابي عبدالله عليه السلام : حديث يرويه الناس : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : حدث عن بني إسرائيل ولا حرج ، قال :
نعم ، قلت : فنحدث بما سمعنا عن بني إسرائيل ولا حرج علينا ؟ قال : أما سمعت ما قال : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع ،
قلت كيف هذا ؟ قال : ماكان في الكتاب ( 1 ) أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كان في هذه الامة ( 2 ) ولا حرج .
( 3 ) بيان : قال الجزري : فيه : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، أي لابأس ولاإثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم ، وإن استحال
أن يكون في هذه الامة ، مثل ما روي أن ثيابهم كانت تطول ، وأن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان وغير ذلك ، لا أن يحدث
عنهم بالكذب ، ويشهد لهذا التأويل ما جاء في بعض رواياته فإن فيهم العجائب .
وقيل : معناه : إن الحديث عنهم إذا أديته كما سمعته حقا كان أو باطلا لم يكن عليك إثم لطول العهد ، ووقوع الفترة ، بخلاف الحديث
عن النبي صلى الله عليه وآله ، لانه إنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة راويه .
وقيل : معناه : إن الحديث عنهم ليس على الوجوب ، لان قوله صلى الله عليه وآله في أول الحديث " بلغوا عني " على الوجوب ، ثم
أتبعه بقوله : " وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " أي لاحرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم .
20 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن محمد ابن سنان ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف ( 4 ) من أمر الدنيا شيئا ، فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده ، فقال : من لي
بفلان ؟ فقال بعضهم : أنا ، فقال : من أين تأتيه ؟ فقال : من ناحية النساء ، قال : لست له لم يجرب النساء
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 495 ) ( 1 ) أي القرآن .
( 2 ) أي في بني اسرائيل .
( 3 ) قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه المصنف في كتاب العلم 2 : 159 عن المعاني بالاسناد ، وأوردنا هناك تفسيرا للحديث عن
الخطابي فراجعه .
( 4 ) أي لم يكتسب ، من أمر الدنيا أي من ذنوبها .
[496]
فقال له آخر : فأنا له ، قال : من أين تأتيه ؟ قال : من ناحية الشراب واللذات ، قال : لست له ، ليس هذا بهذا ، قال آخر : فأنا له ،
قال : من أين تأتيه ؟ قال : من ناحية البر قال : انطلق فأنت صاحبه ، فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاءه يصلي ، قال : وكان
الرجل ينام والشيطان لا ينام ، ويستريح والشيطان لايستريح ، فتحول إليه الرجل وقد تقاصرت إليه نفسه واستصغر عمله .
فقال : ياعبدالله بأي شئ قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه ، ثم أعاد عليه فلم يجبه ثم أعاد عليه فقال : يا عبدالله إني أذنبت ذنبا وأنا
تائب منه ، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة ، قال : فأخبرني بذنبك حتى أعمله وأتوب فإذا فعلته قويت على الصلاة ، قال : ادخل
المدينة فسل عن فلانة البغية فأعطها درهمين ونل منها ، قال : ومن أين لي درهمين ؟ ماأدري ما الدرهمين ، ( 1 ) فتناول الشيطان
من تحت قدمه درهمين فناوله إياهما .
فقام فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية ، فأرشده الناس ، وظنوا أنه جاء يعظها ، فأرشدوه فجاء إليها فرمى إليها
بالدرهمين وقال : قومي ، فقامت فدخلت منزلها وقالت : ادخل ، وقالت : إنك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها ، فأخبرني
بخبرك ، فأخبرها ، فقالت له : يا عبدالله إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة ، وليس كل من طلب التوبة وجدها ، وإنما ينبغي أن
يكون هذا شيطانا مثل لك ، فانصرف فإنك لاترى شيئا ، فانصرف ، وماتت من ليلتها ، فأصبحت فإذا على بابها مكتوب : احضروا
فلانة فإنها من أهل الجنة ، فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها ، فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء لا أعلمه إلا
موسى بن عمران عليه السلام : أن ائت فلانة فصل عليها ، ومر الناس أن يصلوا عليها ، فإني قد غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة
بتثبيطها ( 2 ) عبدي فلانا عن معصيتي .
( 3 ) ايضاح : ( فنخر إبليس ) أي مد الصوت في خياشيمه .
وقوله : ( تقاصرت إليه نفسه ) أي ظهر له التقصير من نفسه يقال : تقاصر أي أظهر القصر .
والجلباب القميص .
وثوب
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 496 ) ( 1 ) كذا في النسخ والمصدر ، والصواب : الدرهمان .
( 2 ) ثبطه عن الامر : عوقه وشغله عنه .
( 3 ) روضة الكافي : 384 و 385 .
[497]
واسع للمرأة دون الملحفة ، أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة .
وقوله : ( لا أعلمه ) الشك فيه من الراوي .
21 كا : أحمد بن محمد بن أحمد ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل عابد وكان محارفا لايتوجه في شئ فيصيب فيه شيئا ، فأنفقت عليه امرأته
حتى لم يبق عندها شئ ، فجاؤوا يوما من الايام فدفعت إليه نصلا من غزل وقالت له : ماعندي غيره انطلق فبعه واشتر لنا شيئا نأكله ،
فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت ، ووجد المشترين قد قاموا وانصرفوا ، فقال لو أتيت هذا الماء فتوضأت منه وصببت
علي منه وانصرفت ، فجاء إلى البحر وإذا هو بصياد قد ألقى شبكته فأخرجها وليس فيها إلا سمكة رديئة قد مكثت عنده حتى صارت
رخوة منتنة ، فقال له : بعني هذه السمكة وأعطيك هذا الغزل تنتفع به في شبكتك ، قال : نعم ، فأخذ السمكة ودفع إليه الغزل ،
وانصرف بالسمكة إلى منزله ، فأخبر زوجته الخبر ، فأخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها بدت من جوفها لؤلؤة ، فدعت زوجها فأرته
إياها فأخذها فانطلق بها إلى السوق فباعها بعشرين ألف درهم ، وانصرف إلى منزله بالمال ، فوضعه فإذا سائل يدق الباب ويقول : يا
أهل الدار تصدقوا رحمكم الله على المسكين ، فقال له الرجل : ادخل فدخل ، فقال له : خذ إحدى الكيسين ، فأخذ أحد الكيسين ( 1 )
وانطلق ، فقالت له امرأته : سبحان الله بينما نحن مياسير إذ ذهبت بنصف يسارنا ، فلم يكن ذلك بأسرع من أن دق السائل الباب فقال له
الرجل : ادخل فدخل ، فوضع الكيس في مكانه ، ثم قال : كل هنيئا مريئا ، إنما
-بحار الانوار جلد: 14 من صفحه 497 سطر 19 إلى صفحه 505 سطر 18 أنا ملك من ملائكة ربك ، إنما أراد ربك أن يبلوك
فوجدك شاكرا ، ثم ذهب .
( 2 ) توضيح : رجل محارف أي محدود محروم ، وهو خلاف قولك : مبارك .
والنصل : الغزل قد خرج من المغزل .
22 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وأبوعلي الاشعري ، عن
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 497 ) ( 1 ) في المصدر : فاخذ احداهما .
( 2 ) روضة الكافي : 385 و 386 .
[498]
محمد بن عبدالجبار جميعا ، عن علي بن حديد ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ساله حمران فقال : جعلني
الله فداك لو حدثتنا متى يكون هذا الامر فسررنا به ، قال : ياحمران إن لك أصدقاء وإخوانا ومعارف ، إن رجلا كان فيما مضى من
العلماء وكان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه ولا يسأله عن شئ ، وكان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه ، فحضر الرجل الموت فدعا
ابنه فقال : يا بني إنك قد كنت تزهد فيما عندي وتقل رغبتك فيه ، ولم تكن تسألني عن شئ ولي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ مني
ويحفظ عني ، فإن احتجت إلى شئ فأته ، وعرفه جاره ، فهلك الرجل وبقي ابنه فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرجل فقيل له :
قد هلك ، فقال الملك : هل ترك ولدا ؟ فقيل له : نعم ترك ابنا ، فقال : ائتوني به ، فبعث إليه ليأتى الملك ، فقال الغلام : والله ما أدري
لما يدعوني الملك ، وما عندي علم ، ولئن سألني عن شئ لافتضحن ، فذكر ماكان أوصاه أبوه به ، فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من
أبيه فقال له : إن الملك قد بعث إلي يسألني ، ولست أدري فيم بعث إلي ، وقد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلى شئ ، فقال
الرجل : ولكني أدري فيما بعث إليك ، فإن أخبرتك فما أخرج الله لك من شئ فهو بيني وبينك ، فقال : نعم ، فاستحلفه واستوثق منه أن
يفي ( 1 ) فأوثق له الغلام ، فقال : إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فقل له : هذا زمان الذئب ، فأتاه الغلام فقال له
الملك : أتدري لما أرسلت إليك ؟ فقال : أرسلت إلي تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا ؟ فقال له الملك : صدقت ، فأخبرني
أي زمان هذا ؟ فقال له : زمان الذئب ، فأمر له بجائزة فقبضها الغلام وانصرف إلى منزله ، وأبى أن يفي لصاحبه ، وقال : لعلي لا
أنفد هذا المال ولا آكله حتى أهلك ، ولعلي لا أحتاج ولا أسأل عن مثل هذا الذي سألت عنه ، فمكث ماشاء الله .
ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم على ماصنع ، وقال : والله ماعندي علم آتيه به ، وما أدري كيف أصنع بصاحبي وقد
غدرت به ولم أف له ، ثم قال : لآتينه على كل حال ، ولاعتذرن إليه ولاحلفن له ، فلعله يخبرني ، فأتاه فقال : إني قد صنعت
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 498 ) ( 1 ) في المصدر : أن يفي له .
[499]
الذي صنعت ، ولم أف لك بما كان بيني وبينك ، وتفرق ما كان في يدي وقد احتجت إليك فأنشدك الله أن لاتخذلني ، أنا أوثق لك أن
لايخرج لي شئ إلا كان بيني وبينك وقد بعث إلي الملك ولست أدري عما يسألني ، فقال : إنه يريد أن يسألك عن رويا رآها أي زمان
هذا ؟ فقل له : إن هذا زمان الكبش ، فأتى الملك فدخل عليه فقال : لما بعثت إليك ؟ فقال : إنك رأيت رؤيا ، وإنك تريد أن تسألني أي
زمان هذا ، فقال له : صدقت فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال : هذا زمان الكبش ، فأمر له بصلة فقبضها ، وانصرف إلى منزله ، وتدبر
رأيه في أن يفي لصاحبه أو لا يفي ( 1 ) فهم مرة أن يفعل ومرة أن لايفعل ثم قال : لعلي لا أحتاج إليه ( 2 ) بعد هذه المرة أبدا ،
وأجمع رأيه على الغدر وترك الوفاء فمكث ماشاء الله .
ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه فندم على ماصنع فيما بينه وبين صاحبه ، وقال بعد غدر مرتين : ( 3 ) كيف أصنع وليس عندي علم
، ثم أجمع رأيه على إتيان الرجل فأتاه فناشده الله تبارك وتعالى وسأله أن يعلمه وأخبره أن هذه المرة يفي له ، وأوثق له وقال : لاتدعني
على هذه الحال فإني لا أعود إلى الغدر وسأفي لك ، فاستوثق منه ، فقال : إنه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فإذا سألك
فأخبره أنه زمان الميزان ، قال : فأتى الملك فدخل عليه فقال له : لم بعثت إليك ؟ فقال : إنك رأيت رؤيا وتريد أن تسألني أي زمان هذا
، فقال : صدقت ، فأخبرني أي زمان هذا ؟ قال : هذا زمان الميزان ، فأمر له بصلة فقبضها وانطلق بها إلى الرجل فوضعها بين يديه
وقال : قد جئتك بما خرج لي فقاسمنيه .
فقال له العالم : إن الزمان الاول كان زمان الذئب وإنك كنت من الذئاب ، و إن الزمان الثاني كان زمان الكبش يهم ولا يفعل ، وكذلك
كنت أنت تهم ولا تفي ، و كان هذا زمان الميزان وكنت فيه على الوفاء ، فاقبض مالك لاحاجة لي فيه ، ورده عليه .
( 4 )
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 499 ) ( 1 ) في المصدر : أو لايفي له .
( 2 ) " " : لعلي أن لا احتاج إليه .
( 3 ) في نسخة : بعد غدره مرتين .
( 4 ) روضة الكافي : 362 و 363 .
[500]
بيان : قوله عليه السلام : ( إن لك أصدقاء وإخوانا ) لعل المقصود من إيراد الحكاية بيان أن هذا الزمان ليس زمان الوفاء بالعهود ، فإن
عرفتك زمان ظهور الامر فلك أصدقاء ومعارف فتحدثهم به فيشيع الخبر بين الناس وينتهي إلى الفساد ، والعهد بالكتمان لا ينفع ، لانك
لاتفي به إذ لم يأت بعد زمان الميزان .
أو المعنى أن لك معارف فانظر إليهم هل يوافقونك في أمر ؟ أو يفون بعهدك في شئ ؟ فكيف يظهر الامام عليه السلام في مثل هذا
الزمان .
أو المراد أنه يمكنك استعلام ذلك ، فانظر في حال معارفك وإخوانك فمهما رأيت منهم العزم على الانقياد والطاعة والتسليم التام لامامهم
فاعلم أنه زمان ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه ، فإن قيامه مشروط بذلك ، وأهل كل زمان يكون عامتهم على حالة واحدة كما يظهر
من القصة .
قوله : ( ولكني أدري ) لعل علمه كان بإخبار ذلك العالم ، وكان العالم أخذه من الانبياء حيث أخبروا بوحي السماء أن الملك سيرى تلك
الاحلام وهذه تعبيرها ، أو بأن أخذ من العالم نوعا من العلم يمكنه استنباط أمثال تلك الامور به ، على أنه يحتمل أن يكون نبيا علم ذلك
بالوحي .
23 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن فضال ، عن الحسن ابن الجهم قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول
: إن رجلا في بني إسرائيل عبدالله أربعين سنة ، ثم قرب قربانا فلم يقبل منه ، فقال لنفسه : وما أوتيت إلا منك ، وما الذنب إلا لك ،
قال : فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة .
( 1 ) 24 نبه : بنى ملك في بني إسرائيل مدينة فتنوق ( 2 ) في بنائها ، ثم صنع للناس طعاما ونصب على باب المدينة من يسأل
عنها ، ( 3 ) فلم يعبها إلا ثلاثة عليهم الاكسية
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 500 ) ( 1 ) اصول الكافي 2 : 73 .
( 2 ) أي تجود في بنائها .
( 3 ) في المصدر : من يسأل عنها عيبها .
فإنهم قالوا : رأينا عيبين ، فسألهم ، فقالوا : تخرب ، ويموت صاحبها ، فقال : هل تعلمون دارا تسلم من هذين العيبين ؟ قالوا : نعم
الآخرة ، فخلى ملكه وتعبد معهم زمانا ، ثم ودعهم ، فقالوا : هل رأيت منا ماتكرهه ؟ قال : لا ، ولكن عرفتموني فإنكم تكرموني ( 1 )
فأصحب من لايعرفني .
( 2 ) 25 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن يزيد الكناسي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
إن فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبدين وكانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل ، وإنهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا
، فمروا بقبر على ظهر طريق قد سفى عليه السافي ، ليس يتبين منه إلا رسمه ، فقالوا : لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا
القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت ، فدعوا الله وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به : " أنت إلهنا يا ربنا ، ليس لنا إله غيرك ، والبديع الدائم
غير الغافل ، الحي الذي لايموت ، لك في كل يوم شأن ، تعلم كل شئ بغير تعليم ، انشر لنا هذا الميت بقدرتك " قال : فخرج من ذلك
القبر رجل أبيض الرأس واللحية ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره إلى السماء ، فقال لهم : مايوقفكم على قبري ؟ فقالوا :
دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت ؟ فقال لهم : لقد سكنت ( 3 ) في قبري تسعة وتسعين سنة ماذهب عني ألم الموت وكربه ، ولا
خرج مرارة طعم الموت من حلقي ، فقالوا له : مت يوم مت وأنت على مانرى أبيض الرأس واللحية ؟ قال : لا ، ولكن لما سمعت
الصيحة : اخرج اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فبقيت فيه ، فخرجت فزعا شاخصا بصري مهطعا إلى صوت الداعي ، ( 4 )
فابيض لذلك رأسي ولحيتي .
( 5 ) 26 كا : علي بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن غير واحد ، عن علي بن
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 501 ) ( 1 ) في المصدر : فأنتم تكرموني .
( 2 ) تنبيه الخواطر 1 : 74 .
( 3 ) في نسخة من المصدر : لقد مكثت .
( 4 ) أي ناظرا وقد رفعت رأسي إلى الداعي .
( 5 ) فروع الكافي 1 : 72 .
[502]
أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : قال أبوالحسن عليه السلام : قال أبوجعفر عليه السلام : إن رجلا من بني إسرائيل كان له ابن وكان
له محبا فأتي في منامه فقيل له : إن ابنك ليلة يدخل بأهله يموت ، قال : فلما كان تلك الليلة وبنى عليه أبوه ( 1 ) توقع أبوه ذلك فأصبح
ابنه سليما ، فأتاه أبوه فقال : يابني هل عملت البارحة شيئا من الخير ؟ قال : لا إلا أن سائلا أتى الباب وقد كانوا ادخروا لي طعاما
فأعطيته السائل ، فقال : بهذا دفع عنك .
( 2 ) 27 كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سمعته يقول : كان رجل من بني
إسرائيل ولم يكن له ولد فولد له غلام ، وقيل له : إنه يموت ليلة عرسه ، فمكث الغلام ، فلما كان ليلة عرسه نظر إلى شيخ كبير
ضعيف فرحمه الغلام فدعاه فأطعمه ، فقال له السائل : أحييتني أحياك الله ، قال : فأتاه آت في النوم ، فقال له : سل ابنك ماصنع ،
فسأله فخبره بصنعه ، قال : فأتاه الآتي مرة أخرى في النوم فقال له : إن الله أحيا لك ابنك بما صنع بالشيخ .
( 3 ) 28 ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن حبيش ( 4 ) عن عباس بن محمد بن الحسين ، عن
أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ( 5 ) عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رجل شيخ ناسك يعبد
الله في بني إسرائيل ، فبينا هو يصلي وهو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين قد أخذا ديكا وهما ينتفان ريشه ، فأقبل على ماهو فيه
من العبادة ولم ينههما عن ذلك ، فأوحى الله إلى الارض : أن سيخي
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 502 ) ( 1 ) أي أدخله على أهله .
( 2 ) فروع الكافي 1 : 163 فيه : بهذا دفع الله عنك .
( 3 ) فروع الكافي 1 : 163 .
( 4 ) هكذا في النسخ ، وفي المصدر : أبوالقاسم علي بن حبشي ، ترجمه الشيخ في رجاله أيضا هكذا قال : علي بن حبشي بن قوني
الكاتب خاصي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة إلى وقت وفاته وله منه اجازة .
ونقل عن الشيخ ابي علي انه " حبش " بغير ياء .
( 5 ) غندر كقنفذ أو جندب .
[503]
بعبدي ، فساخت به الارض ، فهو يهوي أبد الآبدين ، ( 1 ) ودهر الداهرين .
( 2 ) 29 وبهذا الاسناد عن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الله أهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم
، فإذا هما برجل تحت الليل ( 3 ) قائم يتضرع إلى الله ويتعبد ، قال : فقال أحد الملكين للآخر : إني أعاود ربي في هذا الرجل ، وقال
الآخر : بل تمضي لما أمرت ولا تعاود ربي فيما قد أمر به ، قال : فعاود الآخر ربه في ذلك ، فأوحى الله إلى الذي لم يعاود ربه فيما
أمره : أن أهلكه معهم فقد حل به معهم سخطي ، إن هذا لم يتمعر وجهه قط غضبا لي ، والملك الذي عاود ربه فيما أمر سخط الله عليه
فأهبط في جزيرة فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربه .
( 4 ) بيان : تمعر وجهه : تغير .
30 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الحكم بن مسكين ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه
السلام قال : كان ملك في بني إسرائيل وكان له قاض ، وللقاضي أخ ، وكان رجل صدق وله امرأة قد ولدتها الانبياء ، فأراد الملك أن
يبعث رجلا في حاجة فقال للقاضي : ابغني رجلا ثقة ، فقال : ما أعلم أحدا أوثق من أخي فدعاه ليبعثه ، فكره ذلك الرجل ، وقال لاخيه
: إني أكره أن أضيع امرأتي ، فعزم عليه فلم يجد بدا من الخروج ، فقال لاخيه : ياأخي إني لست أخلف شيئا أهم علي من امرأتي
فاخلفني فيها وتول قضاء حاجتها ، قال : نعم ، فخرج الرجل وقد كانت المرأة كارهة لخروجه ، فكان القاضي يأتيها ويسألها عن حوائجها
ويقوم لها فأعجبته فدعاها إلى نفسه فأبت عليه ، فحلف عليها لئن لم تفعل ليخبرن الملك أنها قد فجرت ، ( 5 ) فقالت : اصنع مابدا لك ،
لست أجيبك إلى شئ مما طلبت ، فأتى الملك فقال : إن امرأة أخي قد فجرت وقد حق ذلك عندي ، ( 6 ) فقال له الملك : طهرها ، فجاء
إليها فقال : إن الملك قد أمرني
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 503 ) ( 1 ) في المصدر : وهوى في الدردون أبد الابدين .
قلت : لم نجد الدردون في المعاجم ولعله مصحف الدردور : موضع في البحر يجيش ماؤه فيخاف فيه الغرق .
( 2 ) أمالي الطوسي : 63 .
( 3 ) هكذا في النسخ وفي المصدر .
( 4 ) امالي الطوسي : 63 .
وأخرجه ايضا عن كتاب الحسين بن سعيد والكافي راجع رقم 37 .
( 5 ) في المصدر : لئن لم تفعلي لنخبرن الملك أنك قد فجرت .
( 6 ) أي قد ثبت ذلك عندي .
[504]
برجمك فما تقولين ؟ تجيبني وإلا رجمتك ، فقالت : لست أجيبك فاصنع مابدا لك ، فأخرجها فحفر لها فرجمها ومعه الناس ، فلما ظن أنها
قد ماتت تركها وانصرف وجن بها الليل وكان بها رمق فتحركت فخرجت من الحفيرة ، ثم مشت على وجهها حتى خرجت من المدينة ،
فانتهت إلى دير فيه ديراني فنامت ( 1 ) على باب الدير ، فلما أصبح الديراني فتح الباب فرآها فسألها عن قصتها فخبرته فرحمها
فأدخلها الدير ، وكان له ابن صغير لم يكن له غيره ، ( 2 ) وكان حسن الحال ، فداواها حتى برئت من علتها واندملت ، ثم دفع إليها
ابنه فكانت تربيه .
وكان للديراني قهرمان ( 3 ) يقوم بأمره فأعجبته فدعاها إلى نفسه ، فأبت فجهد بها فأبت ، فقال : لئن لم تفعلي لاجهدن في قتلك ، فقالت
: اصنع ما بدا لك ، فعمد إلى الصبي فدق عنقه ، وأتى الديراني فلما رآه ( 4 ) قال لها : ماهذا فقد تعلمين صنيعي بك ؟ فأخبرته
بالقصة ، فقال لها : ليس تطيب نفسي أن تكوني عندي فاخرجي ، فأخرجها ليلا ودفع إليها عشرين درهما وقال لها : تزودي هذه ، الله
حسبك .
فخرجت ليلا فأصبحت في قرية فإذا فيها مصلوب على خشبة وهو حي ، فسألت عن قصته ، فقالوا : عليه دين عشرون درهما ، ومن
كان عليه دين عندنا لصاحبه صلب حتى يؤدي إلى صاحبه ، فأخرجت العشرين درهما ودفعتها إلى غريمه وقالت : لا تقتلوه ، فأنزلوه
عن الخشبة ، فقال لها : ماأحد أعظم علي منة منك ، نجيتني من الصلب ومن الموت ، فأنا معك حيثما ذهبت ، فمضى معها ومضت
حتى انتهيا إلى ساحل البحر ، فرأى جماعة وسفنا ، فقال لها : اجلسي حتى أذهب أنا أعمل لهم وأستطعم وآتيك به ، فأتاهم فقال لهم : ما
في سفينتكم هذه ؟ قالوا : في هذه تجارات وجوهر وعنبر وأشياء من التجارة ، وأما هذه فنحن فيها ، قال : وكم يبلغ مافي سفينتكم ؟ قالوا
: كثيرا لانحصيه ، قال : فإن
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 504 ) ( 1 ) في المصدر : فباتت .
( 2 ) " " : لم يكن له ابن غيره .
( 3 ) القهرمان : الوكيل أو امين الدخل والخرج .
( 4 ) في المصدر : وأتى الديراني فقال : عمدت إلى فاجرة قد فجرت فدفعت اليها ابنك فقتلته فجاء الديراني فلما رآه اه .
[505]
معي شيئا هو خير مما في سفينتكم ، قالوا : ومامعك ؟ قال : جارية لم تروا مثلها قط ، قالوا : فبعناها ، قال : نعم على شرط أن يذهب
بعضكم فينظر إليها ثم يجيئني فيشتريها ولا يعلمها ، ويدفع إلي الثمن ولا يعلمها حتى أمضي أنا ، فقالوا : ذلك لك ، فبعثوا من نظر إليها
، فقال : مارأيت مثلها قط ، فاشتروها منه بعشرة آلاف درهم ، ودفعوا إليه الدراهم فمضى بها .
فلما أمعن ( 1 ) أتوها فقالوا لها : قومي وادخلي السفينة ، قالت : ولم ؟ قالوا : قد اشتريناك من مولاك ، قالت : ماهو بمولاي ، قالوا :
لتقومين أو لنحملنك ، فقامت ومضت معهم ، فلما انتهوا إلى الساحل لم يأمن بعضهم بعضا عليها ، فجعلوها في السفينة التي فيها الجوهر
والتجارة ، وركبوا هم في السفينة الاخرى ، فدفعوها فبعث الله عزوجل عليهم رياحا فغرقتهم وسفينتهم ونجت السفينة التي كانت فيها
حتى انتهت إلى جزيرة من جزائر البحر وربطت السفينة ، ثم دارت في الجزيرة فإذا فيها ماء وشجر فيه ثمر ، فقالت : هذا ماء أشرب
منه ، وثمر آكل منه ، أعبدالله في هذا الموضع .
فأوحى الله عزوجل إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل : أن يأتي ذلك الملك فيقول إن في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي ، فاخرج
أنت ومن في مملكتك حتى تأتوا خلقي هذا فتقروا له بذنوبكم ، ثم تسألوا ذلك الخلق أن يغفر لكم ، فإن غفر لكم غفرت لكم ، فخرج الملك
بأهل مملكته إلى تلك الجزيرة فرأوا امرأة ، فتقدم إليها الملك فقال لها : إن قاضي هذا أتاني فخبرني أن امرأة أخيه فجرت فأمرته برجمها
ولم يقم عندي البينة ، ( 2 ) فأخاف أن أكون قد تقدمت على ما لا يحل لي فأحب أن تستغفري لي ،
-بحار الانوار جلد: 14 من صفحه 505 سطر 19 إلى صفحه 513 سطر 18 فقالت : غفر الله لك ، اجلس .
ثم أتى زوجها ولا يعرفها فقال : إنه كان لي امرأة وكان من فضلها وصلاحها ، وإني خرجت عنها وهي كارهة لذلك ، فاستخلفت أخي
عليها ، فلما رجعت سألت عنها فأخبرني أخي أنها فجرت فرجمها ، وأنا أخاف أن أكون قد ضيعتها فاستغفري لي ، فقالت :
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 505 ) ( 1 ) أي ابعد .
( 2 ) في نسخة : ولم تقم عندي البينة .
[506]
غفر الله لك اجلس ، فأجلسته إلى جنب الملك .
ثم أتى القاضي فقال : إنه كان لاخي امرأة وإنها أعجبتني فدعوتها إلى الفجور فأبت ، فأعلمت الملك أنها قد فجرت وأمرني برجمها
فرجمتها وأنا كاذب عليها فاستغفري لي ، قالت : غفر الله لك ، ثم أقبلت على زوجها فقالت : اسمع .
ثم تقدم الديراني فقص قصته ، وقال : أخرجتها بالليل ، وأنا أخاف أن تكون قد لقيها سبع فقتلها ، فقالت : غفر الله لك اجلس .
ثم تقدم القهرمان فقص قصته ، فقالت للديراني : اسمع غفر الله لك .
ثم تقدم المصلوب فقص قصته فقالت : لاغفر الله لك .
قال : ثم أقبلت على زوجها فقالت : أنا امرأتك ، وكل ماسمعت فإنما هو قصتي وليست لي حاجة في الرجال ، فأنا أحب أن تأخذ هذه
السفينة وما فيها وتخلي سبيلي فأعبدالله عز وجل في هذه الجزيرة فقد ترى مالقيت من الرجال ففعل وأخذ السفينة وما فيها وخلى سبيلها
وانصرف الملك وأهل مملكته .
( 1 ) 31 كا : علي بن محمد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام : فلان من عبادته ودينه وفضله كذا ، فقال : كيف عقله ؟ قلت : لا أدري ، فقال : إن الثواب على قدر العقل ، إن
رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر ، خضراء نضرة ، كثيرة الشجر طاهرة الماء ، ( 2 ) وإن ملكا من
الملائكة مر به فقال : يا رب أرني ثواب عبدك هذا ، فأراه الله ذلك فاستقله الملك ، فأوحى الله إليه : أن اصحبه ، فأتاه الملك في صورة
إنسي ، فقال له : من أنت ؟ فقال : أنا رجل عابد ، بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لاعبدالله معك فكان معه يومه ذلك ، فلما
أصبح قال له الملك : إن مكانك لنزه ومايصلح إلا للعبادة ، ( 3 ) فقال له العابد : إن لمكاننا هذا عيبا ، فقال له : وماهو ؟ قال : ليس
لربنا
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 506 ) ( 1 ) فروع الكافي 2 : 74 76 .
( 2 ) في المطبوع : ظاهرة الماء .
( 3 ) في نسخة : ولا يصلح الا للعبادة .
[507]
بهيمة ، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع ، فإن هذا الحشيش يضيع ، فقال له الملك : ومالربك حمار ؟ فقال : لو كان له حمار
ماكان يضيع مثل هذا الحشيش ! فأوحى الله إلى الملك : إنما أثيبه على قدر عقله .
( 1 ) 32 كا : علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد المكاري
، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة
إلا امرأة الرجل فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجأت إلى جزيرة من جزائر البحر ، و كان في تلك الجزيرة رجل يقطع
الطريق ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها ، فلم يعلم إلا و المرأة قائمة على رأسه ، فرفع رأسه إليها فقال : إنسية أم جنية ؟ فقالت : إنسية ،
فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله ، فلما أن هم بها اضطربت ، فقال لها : مالك تضطربين ؟ فقالت : أفرق من هذا
، ( 2 ) وأومأت بيدها إلى السماء قال : فصنعت من هذا شيئا ؟ قالت : لا وعزته ، قال : فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من
هذا شيئا وإنما استكرهتك استكراها فأنا والله أولى بهذا الفرق والخوف وأحق منك ، قال : فقام ولم يحدث شيئا ، ورجع إلى أهله وليس له
همة ( 3 ) إلا التوبة والمراجعة ، فبينما هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس ، فقال الراهب للشاب :
ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس ، فقال الشاب : ماأعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا ، قال : فأدعو أنا
وتؤمن أنت ، قال : نعم ، فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن ، ( 4 ) فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا ( 5 ) من
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 507 ) ( 1 ) اصول الكافي 1 : 12 .
أخرج المصنف الحديث في كتاب العقل والجهل عن الامالي ، وتقدم هناك بيان الحديث راجع 1 : 84 ( 2 ) أي أخاف منه .
( 3 ) في المصدر : وليست له همة الا التوبة والمراجعة ، فبينا هو يمشي .
( 4 ) أمن الرجل : قال آمين .
( 5 ) الملى : الطويل من الزمان .
[508]
النهار ، ثم انفرجت ( 1 ) الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة ، وأخذ الراهب في واحدة فإذا السحاب ( 2 ) مع الشاب ، فقال الراهب :
أنت خير مني لك أستجيب ولم يستجب لي ، فخبرني ( 3 ) ماقصتك ، فأخبره بخبر المرأة ، فقال : غفر لك ما مضى حيث دخلك
الخوف ، فانظر كيف تكون فيما تستقبل .
( 4 ) 33 كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، ( 5 ) عن الرضا عليه السلام قال : إن الرجل كان إذا تعبد في بني
إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين .
( 6 ) 34 كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، ( 7 ) عن أبي عمارة قال : روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة
صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم .
( 8 ) 35 كا : علي ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري قال : أبطأت
عن الحج فقال لي أبوعبدالله عليه السلام : مابطأ بك ( 9 ) عن الحج ؟ فقلت : جعلت فداك تكفلت برجل فخفرني ، ( 10 ) فقال : مالك
والكفالات ؟ أما علمت أنها أهلكت القرون الاولى ؟
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 508 ) ( 1 ) في نسخة : ثم انفرقت .
وفي المصدر : ثم تفرقت .
( 2 ) في المصدر : السحابة .
( 3 ) " " : أخبرني .
( 4 ) اصول الكافي 2 : 69 و 70 .
( 5 ) في المصدر : أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد بن عبيد الله قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : لايكون الرجل عابدا
حتى يكون حليما ، وان الرجل اه .
( 6 ) اصول الكافي 2 : 111 .
( 7 ) في المصدر : عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عمارة قال : كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال : كرر علي حديثك
فاحدثه قلت : روينا إه .
قوله : ( عانيا ) من عنى بالامر : اشتغل و اهتم به وأصابه مشقة بسببه ، فهو عان .
( 8 ) اصول الكافي : 2 : 199 .
( 9 ) في نسخة من المصدر : ما أبطأ بك ؟ ( 10 ) خفر فلانا : نقض عهده وغدر به .
[509]
ثم قال : إن قوما أذنبوا ذنوبا كثيرة فأشفقوا منها وخافوا خوفا شديدا فجاء آخرون فقالوا : ذنوبكم علينا ، فأنزل الله عزوجل عليهم العذاب
.
ثم قال تبارك وتعالى : خافوني واجترأتم علي .
( 1 ) 36 دعوات الراوندي : روي أن عابدا في بني إسرائيل سأل الله تبارك وتعالى فقال : يارب ماحالي عندك ؟ أخير فأزداد في
خيري ، أو شر فأستعتب ( 2 ) قبل الموت ؟ قال : فأتاه آت فقال له : ليس لك عند الله خير ، قال : يارب وأين عملي ؟ قال : كنت إذا
عملت خيرا أخبرت الناس به ، فليس لك منه إلا الذي رضيت به لنفسك ، قال : فشق ذلك عليه وأحزنه ، قال : فكرر الله إليه الرسول
فقال : يقول الله تبارك وتعالى : فمن الآن فاشتر مني نفسك فيما تستقبل بصدقة ، تخرجها عن كل عرق كل يوم صدقة ، قال : يارب أو
يطيق هذا أحد ؟ فقال تعالى : لست أكلفك إلا ما تطيق ، قال : فماذا يارب ؟ فقال : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا
حول ولا قوة إلا بالله " تقول هذا كل يوم ثلاث مائة وستين مرة ، يكون كل كلمة صدقة عن كل عرق من عروقك ، قال : فلما رأى
بشارة ذلك قال : يارب زدني ، قال : إن زدت زدتك .
( 3 ) 37 ين : النضر ، عن درست ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة
ليقلباها على أهلها ، فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو الله ويتضرع إليه ، فقال أحدهما للآخر : أما ترى هذا الداعي ، فقال : قد
رأيته ولكن أمضي لما أمرني به ربي ، فقال : ولكني لا أحدث شيئا حتى أرجع إلى ربي ، ( 4 ) فعاد إلى الله تبارك وتعالى فقال :
يارب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك ويتضرع إليك ، فقال : امض لما أمرتك به فإن ذلك رجل لم يتمعر ( 5 )
وجهه غضبا لي قط .
( 6 )
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 509 ) ( 1 ) فروع الكافي 1 : 356 .
( 2 ) أي فأسترضاك وأطلب منك العتبى .
( 3 ) دعوات الراوندي مخطوط .
( 4 ) في الكافي : لا ولكن لا احدث شيئا حتى اراجع ربي .
( 5 ) في نسخة : لم يتغير .
( 6 ) مخطوط .
وقد أخرجه عن الامالي قبل ذلك راجع رقم 29 .
[510]
كا : محمد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن النضر مثله .
( 1 ) 38 ختص : الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان ، عن علي بن
جميل الغنوي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال ، وكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة
وأهل الحاجة فلم يلبث أن مات ، فقامت امرأته في ماله كقيامه ، فلم يلبث المال أن نفد ، ونشأ له ابن فلم يمر على أحد إلا ترحم على
أبيه ، وسأل الله أن يخيره ( 2 ) فجاء إلى أمه فقال : ماكان حال أبي فإني لا أمر على أحد إلا ترحم عليه وسأل الله أن يخيرني ؟ فقالت
: إن أباك كان رجلا صالحا ، وكان له مال كثير ، فكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل الحاجة ، فلما أن مات قمت في
ماله كقيامه ، فلم يلبث المال أن نفد ، قال لها : يا أمة إن أبي كان مأجورا فيما ينفق وكنت آثمة ! قالت : ولم يابني ؟ فقال : كان أبي
ينفق ماله ، وكنت تنفقين مال غيرك ، قالت : صدقت يابني وما أراك تضيق علي ، قال : أنت في حل وسعة ، فهل عندك شئ نلتمس
به من فضل الله ؟ قالت : عندي مائة درهم ، فقال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك ، ( 3 ) فأعطته المائة درهم
فأخذها ، ثم خرج يلتمس من فضل الله عزوجل ، فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن مايكون هيئة ، فقال : أريد تجارة بعد
هذا أن آخذه ( 4 ) وأغسله وأكفنه وأصلي عليه وأقبره ففعل ، فأنفق عليه ثمانين درهما ، وبقيت معه عشرون درهما ، فخرج على
وجهه يلتمس به من فضل الله فاستقبله رجل ( 5 ) فقال : أين تريد يا عبدالله ؟ فقال : أريد ألتمس من فضل الله ، قال : وما معك شئ
تلتمس ؟ ( 6 ) من فضل الله ، قال : نعم معي عشرون
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 510 ) ( 1 ) فروع الكافي 1 : 343 ، وفيه " غيظا " مكان " غضبا " .
( 2 ) أي يجعل الابن ذا خير .
( 3 ) في المصدر : بارك فيه .
( 4 ) " " : أنا آخذه .
( 5 ) " " : شخص .
( 6 ) في نسخة : تلتمس به .
درهما ، قال : وأين يقع منك عشرون درهما ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه ، قال : صدقت ، ثم قال
: فأرشدك وتشركني ؟ قال : نعم ، قال : فإن أهل هذه الدار يضيفونك فاستضفهم ، فإنه كلما جاءك الخادم معه هر أسود فقل له : تبيع
هذا الهر ؟ وألح عليه فإنك ستضجره فيقول : أبيعكه بعشرين درهما ، فإذا باعكه فأعطه العشرين درهما ، وخذه فاذبحه ، وخذ رأسه
فاحرقه ، ثم خذ دماغه ، ثم توجه إلى مدينة كذا وكذا ، فإن ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه ولا يرهبنك ماترى من القتلى والمصلبين ،
فإن أولئك كان يختبرهم على علاجه ، فإذا لم ير شيئا قتلهم ، فلا يهولنك ، وأخبر بأنك تعالجه واشترط عليه فعالجه ، ولا تزده أول يوم
من كحلة ، فإنه سيقول لك : زدني فلا تفعل ، ثم اكحله من الغد أخرى ، فإنك سترى ما تحب ، فيقول لك : زدني فلا تفعل ، فإذا كان
اليوم الثالث فاكحله فإنك سترى ما تحبه فيقول لك : زدني ، فلا تفعل .
فلما أن فعل ذلك برئ ، ( 1 ) فقال : أفدتني ملكي ورددته علي وقد زوجتك ابنتي ( 2 ) قال : إن لي أما ، قال : فأقم معي مابدا لك ،
فإذا أردت الخروج فاخرج ، قال : فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبير وأحسن سيرة ، فلما أن حال عليه الحول قال له : إني أريد
الانصراف ، فلم يدع شيئا إلا زوده من كراع وغنم ( 3 ) وآنية ومتاع ، ثم خرج حتى انتهى إلى الموضع الذي رأى فيه الرجل ، فإذا
الرجل قاعد على حاله ، فقال : ماوفيت ، فقال الرجل : فاجعلني في حل مما مضى .
قال : ثم جمع الاشياء ففرقها فرقتين ، ثم قال : تخير ، فتخير أحدهما ، ثم قال : وفيت ؟ قال : لا ، قال : ولم ؟ قال : المرأة مما أصبت
، قال : صدقت ، فخذ ما في يدي لك مكان المرأة ، قال : ولا آخذ ( 4 ) ماليس لي ولا أتكثر به ، قال : فوضع على رأسها المنشار
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 511 ) ( 1 ) هنا حذف واختصار تقديره : فمضى الرجل وعالجه فلما أن فعل ذلك برئ اه .
( 2 ) لايخلو الموضع عن سقط .
( 3 ) في المصدر : من كراع وإبل وغنم .
( 4 ) " " : لا ولا آخذ .
[512]
ثم قال : اختر ، ( 1 ) فقال : قد وفيت ، وكل ما معك وكل ماجئت به فهو لك ، وإنما بعثني الله تبارك وتعالى لاكافيك عن الميت الذي
كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه .
( 2 ) 39 كنز الفوائد للكراجكي : عن عبدالله بن موهب ( 3 ) قال : أصاب بعض عمال معاوية محفرا بمصر احتفره بعض أهلها
لحاجتهم ، فأفضى بهم ذلك إلى مخضب ( 4 ) عظيم مطبق فظنوه مالا ، فبعث العامل إليه أمناءه ليحفروا مافيه ، فلما فتحوه أصابوا
شابا عليه جبة صوف وكساء صوف وخف إلى نصف ساقه ، وأصابوا عند رأسه كتابا بالعبرانية فيه : أنا حبيب بن ناجز ( 5 ) صاحب
رسول الله موسى بن عمران عليه السلام من أراد أن يأخذ بالناموس الاكبر فليخالف بني إسرائيل فإنهم قد تؤاكلوا الحكم ، وعملوا بالهوى
، وباعوا الرضى ، وتركوا المنهاج الذي أخذ عليه ميثاقهم .
( 6 )
__________________________________________________ ___
( هامش صفحة 512 ) ( 1 ) هكذا في النسخ ، وفي المصدر " أجذ " وهو الاصوب ، أي اقطعها وانصفها ؟ قال : لا قد وفيت .
( 2 ) الاختصاص : 214 126 .
والحديث موقوف غير خال عن التشويش ، وفي بعض مضمونه غرابة .
( 3 ) في نسخة : عبدالله بن وهب ، وعبدالله بن موهب هو أبوخالد قاضي فلسطين لعمر بن عبدالعزيز .
( 4 ) المخضب : وعاء لغسل الثياب أو خضبها .
( 5 ) في المصدر : حبيب بن نوباجر .
( 6 ) كنز الكراجكي : 180 .
[513]
بحار الأنوار باب 32 : نوادر اخبار بني اسرائيل بحار الأنوار