تعتقد الإسماعيلية وبكل إيمان راسخ أن لهذا الكون صانع وخالق ومبدع ، إذ لاوجود للخلق إلا به ، واعتقادها هذا لايختلف عن باقي اعتقادات الفرق الإسلامية الأخرى ،ولكنها تختلف معها كليا ً في مهية وكيفية هذا الخالق ومكانه مع وجود بعض القواسم المشتركة بينها،
فأهل السنة مثلا ً تجسمه وتبعضه وتقول بأن له وله وله ، وأن صفاته زائدة عن ذاته وأنه في مكان فوق العرش زاعمة بأنه هو من وصف نفسهُ بهذا،
والأشاعرة كذلك مع الفارق في أن له صفات ذاتية فقط كحياته وقدرته و....الخ
ونتفق نحن والمعتزلة وألا ثنى عشر في بعض أمور مع أختلاف كبير في كيفية بداية الخلق .( إبداع عالم الأمر ) فنحن نعتقد أن الإبداع لغيب الغيوب كان للأول (العقل الكلي ) أول الأعداد وهو مُبدع عالم الوجود ،وسبب تسميته بغيب الغيوب إلا لأنه لايمس بخيال ولايشار إليه باسم ولايمكن لأحد معرفته لكونه فوق متناول علمنا ومعرفتنا وإدراكاتنا،
فيسمى مجازا ً لتمييزه عن غيره بغيب الغيوب أو بـ هو ، ولعلي أشير هنا لكي لايخلط البعض ويقول هما إلهين أثنين فأقول ،
غيب الغيوب أوجد الأول (في عالم الأمر )العقل الكلي في غير زمان أو مكان كحالة أمر كن فكان ، ومثال ذلك كالشمس ونورها (وهذا ماقاله عنا البعض بأننا نقول بأن العالم قديم )،أو كالشمس في حال غيابها فيرى ضوءها متمثلاً في القمر أنعكاسا ً وهو حدها ويقع عليه صفاتها النورانية ، وكما يقول الصوفية فيض منه هو ،ولانقول أن له مكان في أو على ، لأننا لو تخيلنا فناء الكون ورجعنا به إلى الوراء القهقري ولوصلنا إلى نقطة اللا وجود للوجود، إلا لغيب الغيوب الذي لامحل يحيط به من موجودات ولامكان يركن إليه أو زمن يمضي به،فهو ليس موجود في عالم الوجود كموجود شابه الوجود ، فننفي وجوده في الوجود نفسه وليس في وجود ذاته بذاته ؟، وهذا يشابه قول أهل السنة (أن لا سماء تقله ولا سماء تظله ، مع الفارق بيننا وبينهم في فهم العبارة وشرحها وأنه ليس له صفات ترى أو تدرك،
ويشابه قولنا هذا قول البعض أن فعل الله ليس بمخلوق ؟أي عالم الأمر،فمفعول فعله مخلوق ولكن فعله ليس بمخلوق .
وهو كل ماأمر به الله ،أي فعله ، وفعله ذاتا ً من ذاته ، والصفات والأسماء يشار بها إلى فعله وليس إلى ذاته ، ففعله موصوف وذاته لاتوصف ،
لذا لاتناله العقول ولاتدركه الابصار
وقد قال الإمام علي عليه السلام ،
العجز عن إدراك ذات السر إدراك ُ
والبحث عن سر ذات السر إشراك ُ
معتقدنا في الملائكة الذي نسميهم بالعقول،
أنهم عقول صافية تتلقى معرفتها بمهامها من العقل الأول وهي رسل ربها الطاهرة وأنهم حدود للعقل الاول المُبدَع متتاليين كميكال وجبرائيل وأسرافيل وغيرهم .
ومن أراد الأستزادة فلينظر كتاب راحة العقل
نحن لانطلق الصفات والأسماء على غيب الغيوب لانه لايوصف ولايسمى لمالم يصل خياله إلينا ولاعلمه لمداركنا ،
لذلك نحن لانقول أنه حي بمعنى حياتا ً كما نعلمها نحن ،أي أنها بالعوامل المتكونة من الجزئيات المختلفة والتي بتجمعها تكون الحياة لكنه كما أن النفي لايعني اثبات الضد ،(ربما من الصعب فهم وجود الضدين معا أو نفيهما معا ً لأننا نقيس بمقاييسنا الزمنية والمكانية والتصورية ) هو حي في ذاته كما يعلم ذاته
ونقول ليس بقادر ،،،اي أنه ليس له مكونات القدرة التي فيها تنازع النفس لعمل أمر ما ثم التخطيط له ثم القيام به ،
كما يحدث عند المخلوق لأنه أبدع حين أبدع بالكلية في إيجاد الوجود ومانراه من أستطراد للخلق إلا لكون مادة الكون متخلقة ومتتالية ، كآدم الفرد مثلا ً هو أصل الأصل للإنسان وجد فيه كل مايمكن أن يكون للإنسان من تسوية وعلم أسماء وغيره وماتولد منه ماهو إلا تتابع لتخلق المادة .
قس على هذا جميع الصفات ،
......
أنا اعلم يقينا أن الفكرة ليست مستصاغة عندكم أو لديكم في مسالة العقل الكلي أول الأعداد، السابق في الخلق إذ كيف يكون مبدعا ً(بضم الميم ونصب الدال ) ويكون هو من خلق الوجود بعلم وأمر ٍ من مُبدعه؟؟؟
لأنكم ترون أن الله كائن حي في الوجود فيه صفات ،ومتعدد الأعضاء وأنه يتفاعل مع الأحداث فيغضب وينزل ويطلع ويروح ويجي ،ذو حدود مرئية وحركة .
إن الله عز وجل لا يعد ولايحد ولا يوصوف فهو خارج الصفة والموصوف ولايقع تحت اسم أو صفة ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار لميلد ولم يولد ولم يتخذ أبناً وليس كمثله شيء .
لقوله تعالى :
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُلَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } الإخلاص
{لاَّتُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الأنعام103
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌوَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
لذا فأنا أعذركم فالمسالة غيرمقبولة لمن لم يعتادها ومن لايتصورها أو لم يفهم كيفيتها ومرادها ، ولكن دعوني اشرح لكم الأمر ببساطة لعلكم تفهمون ،
تأملوا معي هذه الآيات الثلاث .....
الأولى
الله يتوفي الأنفس حين موتها
الثانية
قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون
الثالثة
...حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا
يُفَرِّطُونَ
والآن ماذا لاحظتم ؟
الأولى أن من يتوفى الأنفس هو الله
الثانية أن ملك الموت هو من يتوفى الأنفس ،الوكيل،
الثالثة أن الرسل هم من يتوفون الأنفس ،الرُسل ،
فهل هذا تناقض أم أن في الأمر نظر وسر؟
لنرى ...
الله وكّلَ ملكا من ملائكته ليكون مسئولا ً عن توفي الأنفس كلهاً البشرية وغيرها من المخلوقات .كرئيس قسم مثلا ً،
وجعل تحت إمرته ملائكة اقل منه ليقوموا بتوفي الأنفس موظفين تحت رئيس القسم ،مثلا ً
إذا الله أمرملك الموت
ملك الموت أمر الرسل الذين هم تحت إمرته
الرسل نفذوا الأمر بدقة ودون تفريط
· فقولوا لي من هوصاحب الأمر الأعلى في هذا كله؟
أنه الله لاشك في ذلك وأما المنفذ فهم ملائكته ......الله يعطي الأمر من عالم الغيب ، والملائكة تنفذ الأمر في عالم الشهادة .
ولكنه لم يقم بهذا إلا حين إقرار عالم الأمر، ومواد عالم الأمر كلها موضوعة في العقل الكلي السلطة التنفيذية لغيب الغيوب والسلطة التنفيذية تحت إدارتها من العقول مالايحصى من العقول المنفذة ،
إنما أمره إذا أرادشيئا أن يقول له كن فيكون) ،،
فيكون ،فيصير ،فيصبح ، فيضحى ، فيكون بالتسلسل ،
ثم لو لاحظتم أن العذاب والعقاب الذي يقع على الأمم الكافرة من صيحة ومن زلازل ومن طوفان ،كل هذا لايباشر فعلها غيب الغيوب ،ولكنه قد أعطى أمره الأول بالكلية للعقل الذي يباشر هو مهام مُبدعهِ عن طريق مخلوقات ومكونات مترابطة بعضها ببعض ،فالطوفان هو عبارة عن ماء من السماء فتستغرقه الأرض بعد ذلك ،
والفاعلون هنا لهذا الأمر هم مخلوقات ولكن بأمر من صاحب الأمر الذي يعلوهما،
ومما يجدر ذكره أن لكل مخلوق من المخلوقات عليه من الله حفظة وعليه من الله وكلاء فالجبال لها ملك يملكها وكذلك الرياح والسحاب وغيرها وهذا متفق عليه بيننا وبينكم ، ,
ونحن إذ نقول بأن أمر الله هو المحرك للكون لأنقضاء أمره ونفاذه مشيئته منذ بدء عالم الإبداع لنوكد بأن الأمر بالنسبة له منقضي ،
ومانراه من أحداث ماهو إلا أمره النافذ في الخلق الساري فيه ،
ولكن الخلق كما قلنا آنفا ً متخلق ومتكون ومتسلسل (مثال ) لو أن لك أرضاً تصلح للزراعة ،ووضعت فيها بذوراً شتى من كل شئ ،من فواكه وحب وزرع وخضار وكل مايمكن أن ينبت ثم تركتها تنبت بحسب قدرتها وتكوينها المتدرج فمما بذرت نبت منه بعد أسبوعين ومنه بعد شهرين وهكذا هومثال الكون المتخلق فأنت بذرت (أمرت وهديت ) وهي نفذت ماأمرتها به، تقبلت القدرة ونفذتها ،
إذا تكوين الخلق هو من يتوالى أما أمر الله فقد انقضى مثلما أنقضى وضعك للبذور مع الفارق في التشبيه ،ولله المثل الأعلى ، كذلك الله الذي وضع كل شئ في العقل الكلي القائم بأمره سبحانه وتعالى ،وهو حجابه وحده،
عالم الغيب لايباشر الأمر ولا يتفاعل معه وكأنه لايعلم مآله ومآبه ، بل علم في سابق علمه أن كل شئ سيسير بحسب قدره وأمره لمعرفته بخصائص خلقه فكان أمره نافذ ومشئيته ماضية وكل يسير في فلكه ،
ولاتتعجبوا
.وعالم الأمر والإبداع فيه كل شئ مخلوق بالكلية بواسطة الموكل الأول العقل الكلي ومن هم تحته يأتمرون بأمره (الذىأعطىكل شئ خلقه ثم هدى)
...ونحن في العالم الأرضي الحاضر والماضي والمستقبل نقوم بصناعة الكثير من المصنوعات ،إذ نستمد الفكرة من العقل ثم نقوم بتشكيلها في عالم الخيال ثم نبحث عن أدواتها في عالم المادة المتوفرة ثم نقوم بتكوينها بحسب صورتها الهيولية المتشكلة والمنطبعة لدينا في صفحات الذاكرة لتصبح صورا مرئية مادية في حيز الوجود المادي، وهذا كله هو من خلق الله المتناثر الذي جمع بواسطة الفكرة العقلية ،
ملحوظة لعلها تفيد .
لاأحد يستطيع أن يقول مثلا ً أن الله هو من قام بفعل ماحدث في تسونامي اليابان بذاته (ركزوا على عبارة ،بذاته )، فالطوفان والفيضان مكوناته مائية ومادته ومكوناته قديمة متكررة ومتغايرة أمرها الله في الأزل أن في زمن ومكان ما أفعلي كذا وكذا ووكل عليها ملك أو ملائكة للقيام بهذا ،فحدث ماأمر به الله وماشاءت قدرته في زمن ومكان مُقرر سلفا ً،
لأن الله ليس موجود في عالمنا المادي ،وإلا لأضحى مثلنا يحتوية المكان والزمان ، ولكنه أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ،
لايتفاعل مع الأحداث كردة فعل وكأنه لم يكن يعلمها ،
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ، سمعها قبل حتى أن يخلق الكون في علمه السابق لخلقها ،وليس محتاجا ً لأن يقع الحدث ثم يتفاعل معه كما نفعل نحن ليعلمه من واقع حدوثه ،
أما عن كلام الله لموسى ، فهذا أمره مختلف عندكم أصلا ًوعند علمائكم على انه لم يكلمه مباشرة قال تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحياأو من وراء حجابأو يرسل رسولا فيوحى باذنه مايشاء)
....وقال تعالى (فلماأتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أناالله رب العالمين)) فلا ريب في دلالة الآية على أن الشجرة كانت مبدء للنداء والتكليم بوجه غير أن الكلام وهو كلام الله سبحانه لم يكن قائما بها كقيام الكلام بالمتكلم منا فلم تكن الا حجابا احتجب سبحانه به فكلمه من ورائه بما يليق بقدسه من معنى الاحتجاب وهو على كل شئ محيط...
ولكي أعطي أشارات سريعة على مامضى لعلها تفيد ،
أقول :
لماذا حين نصلي لانتوجه بوجوهنا نحو السماء في زعمكم أن الله في السماء )، بدلا ً من أن نتوجه إلى أحجار ٍ كماقال عمربن الخطاب ( أنه حجر لايضر ولاينفع )؟؟
لماذا حين نصلي نردد كلام الله الذي فيه ذكر لأبي لهب وفرعون وقارون والمشركين والمنافقين ، بدلا ً من أسمه فقط ؟؟
لماذا حين نحج ونذهب إلى أماكن معلومة بمكانها وزمانها نمارس شعائر اشبه بشعائر الوثنية كتقبيل الحجر وكالطواف حول الحجارة وكالوقوف في عرفة وكرمي الجمرات وكالسعي ،
هل هذا كله له دلالة عندكم ؟
هل وجه الله في كل مكان من الأرض ؟
هل الكعبة هي بيت الله ومن أتاها كأنه أتى ضيفا ً على الله ،
لماذا إذا ماأطعنا الرسول كأنما أطعنا الله ،
إذا مادام هذا كله ممكنا ً فلماذا غير ممكن أن يكون الممثل لله في عالم الوجود المادي هو العقل الكلي ؟؟
.......
إن صفات الله وأنه أول وآخر وسميع وبصير ، ليست كمايفهم منها ظاهرا ً ،
إذا لابد أن تؤاول لكونها غير معلومة لنا ، وعلينا فيها أن نرجع متشابهها إلى محكمها ،
هذا هو محكمها إن شئت القبول به ،
محكمها يقول :
ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ،
ويقول أيضا ً:
لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار
ويقول ايضا ً :
لن تراني ،
ويقول ايضا ً :
وهو شديد المحال ،
هذا هو محكمها إن شئت القبول به ،
وأما قولكم بأنه وصف نفسه بأن له يد وعين وغيرها من الصفات التي أتت لفظا ً وليس معنا ً ،والذي كلما رددنا عليكم قلتم أنتم تكذبون الله وتكذبون رسوله ،
نحن ياسادة لانكذب الله بل ننزه مما ألتصق به من إلصاق الصفات به والتي جعلته يبدو وكأنه إله مبعض ،إذ لايستطيع أن يرى إلا بعينه ولايسمع إلا بسمعه ولا يستطيع إيصال مايريد إلا بكلامه وصوته وتركيبات حروفه ،
ولو أننا أخذنا بماتقولون لألزمنا أنفسنا بالقبول بالكثير من المتشابهات بمثل مااثبتم أنتم به،
كالتوالي ذكرها
قوله سبحانه:
وهو الذي يُطعِم ولا يُطعم ،
فهل الله أيضا ً يُطعَم ؟؟؟
وقوله أيضا ً :
ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون
هل الله كافي نفسه من الطعام ؟؟؟
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ
بماذا يمسكهن ،هل بيديه ؟؟حسنا ً
وقولكم أن الله يقلب القلوب ومامن قلب أمرء إلا بين أصبعين من اصابع الله ؟
وقولكم (إن الله يضع السماء على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر والأنهار على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول بيده: أنا الملك. فضحك رسول الله، وقال: { وما قدروا الله حق قدره
فإن قلتم نحن نثبت ولانكييف ، نقول لكم إذا هذا من المتشابه ومرده إلى المحكم .
بالمقابل أنظر مثلا ً قولكم في هذه الآيات
وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ
بهاتين الآيتين أنتم تثبتون صفة الكلام ولونظرنا الى الآيتين بعمق المتبصر لوجدنا أنه بالمقابل الله أيضاً لايكلمنا ً ؟؟؟
أرجو أن تفهموا قولي جيدا ً ،
فالمقارنة يجب أن تكون متفاضلة إن كنا نريد القبول بأحداها،
فيكون أن هولاء لايكلموننا لكن الله يكلمنا ؟
سوف تقولون عن طريق الرسل والكتب ، نقول هذه حجة عليكم لاعلينا فالأصنام لها من يقوم بالتحدث عنها ومتابعة شئونها أيضا ً
أما الآية الثانية والتي تقول ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله
نحن وانتم متفقون بأن القرآن كلام الله ولكن نختلف معكم بأنه كلام الله مخلوق خلقه الله بإرادته فنطق عنه في عالم الوجود ونسب إليه تشريفا، فالذي ينزل ويوحى ويجعل ليس ذات الله وأنما مخلوق ،
وأما دليلنا فقد أوردناه سابقا ً وسنضيف عليه مايلي
قال تعالى :
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ___
هل لنا هنا أن نثبت أن لله بيت ويسكن إليه كماقلتم أن الكرسي موضع قدم الرب ، مع أن ابن عباس قال عنه ،أن الكرسي هو العلم ،وقلتم ان العرش سرير الملك وانه يئط .....
قال تعالى :
ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب)
فهل الله له ناقة ؟؟أم هو تشريف لها وتبيين على أنها من الأمور التي يجب على القوم تعظيمها ،ومن يعظم شعاير الله ،،،،
إن الله إذ ينسب بعض مايريده سبحانه إليه لاينسبه إلا تشريفا كيفما يريد وبحسب مايريد ، والقرآن الكريم هو ممثله في عالم الوجود ونوره الباقي المركب من حروف وكلمات وعبارات أنزله وحيا ً ونطق به رسوله وسمعه عباده وعقله من أراد أن يعقله .