العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-17, 02:06 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


مقتطفات من نقد ( الإفادات والإنشادات ) لعبد الحي الكتاني ؛ للدكتور عبد الله الجباري

بسم الله الرحمن الرحيم




وقعت في يدي نسخة من كتاب “الإفادات والإنشادات، وبعض ما تحملته من لطائف المحاضرات” لمسنِد المغرب الشيخ عبد الحي الكتاني، فأعجبتني حلته القشيبة، واستبشرت به خيرا لسببين اثنين:

أولهما : أنه من تحقيق باحثين اثنين، هما الأستاذ عبد الهادي جمعون ، والأستاذ عبد الإله الصالح، وتحقيق باحثين أولى من تحقيق باحث واحد.

ثانيهما : أنه من منشورات المجلس العلمي المحلي بمدينة العرائش، الذي يرأسه الدكتور الفاضل سيدي إدريس بن الضاوية، خصوصا أنه صدّره بمقدمة مفيدة.

فتصفحت الكتاب لأول وهلة، وكلي لهفة وشوق للتعرف على درره الماتعة، وفوائده الرائعة، ولم أتجاوز صفحاته الأولى، حتى استوقفتني عبارة الباحثين المحققين : [ولما كان هذا المخطوط مقَدّمٌ (كذا) في إطار أكاديمي وعلمي بحت، رأينا من الأفضل أن ننتهج في تحقيقه ودراسته المنهج الأمثل] ص : 6. وقد استفزتني هذه العبارة كثيرا، فعكفت على قراءة الكتاب، متنا وحاشية، وكلي أمل في نيل فوائد من الكتاب ومن تحقيقات وتعليقات صاحبي “المنهج الأمثل”، فتجمعت لي بعد قراءته مجموعة من الطرر عملت على جمعها وتصنيفها، وهي تنقسم إلى قسمين.


القسم الأول : الدراسة المناقبية :


جرت العادة أن يفتتح المحققون أعمالهم بدراسة شاملة عن المخطوط المحقق، تتضمن مجموعة من القضايا تعد إضاءات ضرورية على المتن موضوع الدراسة، وبدونها قد لا تتحقق الفائدة من المخطوط، وبقراءة متأنية لدراسة محققي الإنشادات، نلاحظ الآتي :


الملاحظة الأولى : أثناء الترجمة للشيخ الكتاني، وقع الباحثان في المبالغة في الثناء عليه وإطرائه، فوصفوه ( ص 11 ) بـ”إمام المحدثين، وقدوة الفقهاء والمتكلمين، سيد الحفاظ والمسندين، أبو الإسعاد وأبو الإقبال” !! ص : 11.

وهذا الغلو في الشخص يجعل الباحثين أسرى للمؤلف، والتعامل معه بالتسليم المطلق، مع اغتيال الحس النقدي الذي يجوّد البحث ويسهم في التقدم العلمي للمجتمع، ونحن لا نصادر الباحثين حقهما في حب الرجل، فلهما ذلك، لكن يجب ألا يغتال الحبُّ العلمَ، وهذا ما وقع مما سيتجلى في اللاحق من الملاحظات.


الملاحظة الثانية : المبالغة والغلو في عبد الحي الكتاني، تبعه بالضرورة المبالغة في الثناء على كل من له ارتباط به ونسبة، مثل نجله عبد الأحد، الذي وصفاه بالعبقري الشهيد (ص : 30 – 37)، والمغاربة لا يكادون يعرفون عبد الأحد هذا، ففي أي مجال ظهرت عبقريته ؟ نعم، كان قاضيا في أحواز الدار البيضاء، وكان معاديا للحركة الوطنية كأبيه، وأطلق عليه الفدائيون الرصاص ولم يمت، وبقي يعاني من جراء الإصابة إلى أن مات ، ومن كان هذا حاله لا يوصف بالشهيد، لأن إطلاق هذا الوصف يستبطن تدليسا على القراء..


الملاحظة الثالثة :
لو قرأ الباحثان المخطوط بتجرد عن الحب، لما وصفا الكاتب بإمام المحدثين وسيد الحفاظ، لأن من هذا وصفه يجب أن يكون واسع الاطلاع، والمخطوط ينقض هذا، ففي الإفادة 120 يذكر الكتاني أن وافدا من المدينة المنورة أخبره أن أحد الحفاظ أوصل بلاغات الموطأ الأربعة، فراسل على إثرها أحد العلماء بالحرم، ولم يعرف الواصل لهذه البلاغات حتى ورد عليه الجواب من هناك، مع العلم أن هذه المعلومة معروفة متداولة حتى عند من لم يشتهر بعلم الحديث، مثل الشيخ محمد بن الصديق الغماري الذي أخبر نجله الشيخ عبد الله أيام الطلب أن ابن الصلاح وصل تلك البلاغات ، فالمعلومة متداولة بين أهل العلم، ورغم ذلك لا يعلمها “سيد الحفاظ” !!


الملاحظة الرابعة : بما أن الكاتب “إمام المحدثين، وسيد الحفاظ”، فحري به أن يكون على علم بأصول التخريج، وأن إحالة الحديث لا تكون إلا للكتب المسندة، ومع ذلك نراه يعزو حديثا إلى كتاب “المعزى، في مناقب أبي يعزى”ص : 183. كما أنه لم يذكر شيئا عن أثر “كان للمصطفى صلى الله عليه وسلم مجمر يتدفأ به”، وكذلك عائشة ص : 279. فلم يعز الأثر إلى مصدره، ولم يبين رتبته، نعم، قال عن حديث ص : 192 : “لا أعرفه الآن”، وهذا من الاستثناءات النادرة في الكتاب، مما يبين خطأ المحققين في قولهما : “لا تخفى الصناعة الحديثية في هذا السفر المبارك، فنجد المؤلف يذكر الإفادات والإنشادات بسنده إلى أصحابها” !! ص : 35.


وهو ما وضحاه في الصفحة الموالية، حين أشادا بحفاظه على خصيصة الإسناد، لأن الإسناد من الدين، وأوردا كلام ابن المبارك والثوري في ذلك، ولنا تعليقان :


الأول :
الصناعة الحديثية غير حاضرة إطلاقا في الكتاب، وما قلته أعلاه ناقض لما قاله المحققان.



الثاني :
“الإسناد من الدين”، مقولة تصدق في عصر الرواية، لأن الإسناد كان مرتبطا بما يتعلق بالحلال والحرام وفضائل الأعمال، أما الكتاني فيسند الأشعار والألغاز والنكت إلى أصحابها، وهي ليست من الدين، مثل الإنشادة 202 الخاصة بالشكلاط…. والإنشادة 67 الخاصة ببابور البر،والإنشادة 184 الخاصة بالشاي، والإنشادة 222 الخاصة بمصيدة الفئران، وغيرها !


الملاحظة الخامسة : أغفل الباحثان في ترجمة الكتاني الجانب السياسي من حياته، حيث مر بمراحل :


المرحلة الأولى : كان على وئام مع السلطان العلوي و وذويه وحاشيته، وفي هذا السياق أجاز عبدَ الحفيظ العلوي لما كان خليفة أخيه على مراكش، وحلاه بسني الأوصاف وسامي النعوت، منها “تاج الكبراء، وعظيم أبناء الأمراء، العالِم العلَم، العبقري الأوحد، الأنجد الأسعد، ميمون الطلعة … إلخ” . ولما تولى الملك بعد أخيه، نفذ للشخ عبد الحي ريالا ونصفا مياومة من أحباس القرويين، ودارا يسكنها، وأربعة وعشرين جلاسيا خليعا .


المرحلة الثانية : حين اختلف تبعا لشقيقه محمد بن عبد الكبير الكتاني مع السلطان عبد العزيز، وكذا تعرضهما للاعتقال في عهد السلطان عبد الحفيظ، وبعد قتل شقيقه، أوعز السلطان إلى العلماء ليشفعوا للعائلة، فأطلق سراح الجميع، وقبل إطلاق سراح عبد الحي ندّد به السلطان وبأفعاله، “ثم أمره ألا يتخلف عن باب دار المخزن، … ثم قال له : والله إن سمعت أنك تحوم بعد اليوم حول ورد لترين مني ما يسوءك” !!


المرحلة الثالثة : الارتماء في أحضان المستعمر الفرنسي سخطا على العلويين، وبيعته للسلطان غير الشرعي، وكان مقربا جدا من الحكام العسكريين الفرنسيين، وكان يصف المقيم العام المارشال ليوطي بـــ"حبيب الأمة المغربية " !!

ولم يشارك قط في أي تظاهرة احتجاجية على الفرنسيين، ولم يصدر عنه أي موقف مناوئ لمجازرهم في حق المغاربة الأبرياء، وكان ينزل ضيفا على القواد الذين كانوا على وئام مع الاحتلال، إلخ ما هو مسطور من سيرته.


المرحلة الرابعة :
هروبه إلى فرنسا بعد الاستقلال، ومصادرة مكتبته الضخمة من قبل السلطات.


إن افتقار ترجمة عبد الحي الكتاني إلى هذا الجانب السياسي ليس بسبب عدم الاطلاع عليها، فالأمر مشهور عند المغاربة شهرة قفا نبك، ولعل عدم ذكر هذا الجانب من حياته راجع إلى سببين اثنين أو أحدهما :


السبب الأول : تم التغاضي عن هذا الجانب لكي يحظى الكتاب بالدعم من قبل المجلس العلمي (جهة رسمية).


السبب الثاني : تم إغفال هذا الجانب التزاما بدفتر تحملات غير معلن بين المحققين وبين المشرفَين الحقيقييْن على التحقيق !! وهما من المذكورين في ص : 8 – 10 ) .



* منقول من شبكة ضياء .

مع التنبيه إلى أن كاتب المقال عنده تصوف ؛ لكن يُستفاد من نقده هنا .






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "